الورقي
صراع حريمى على رئاسة 8 جامعات يشعل الحرب داخل «القومى للمرأة»
أزمة جديدة تطل برأسها على ساحة العمل العام في مصر، انطلاقا من داخل أروقة المجلس القومي للمرأة، إثر صدور قرار إداري من الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس، بإقالة الدكتورة جيهان فؤاد عبد الوهاب، مقررة فرع المجلس القومي للمرأة بمحافظة القليوبية، مسببة القرار بأنه يعود للصالح العام، حسبما جاء في نصه.
ويرجح المتابعون، أن يكون قرار الإقالة، الذي جاء على الرغم من العلاقة الطيبة التي كانت تجمع الطرفين، راجعا إلى خلافات نشبت بسبب ترشيح 6 سيدات بمناصب رؤساء 8 جامعات مصرية، وذلك قبل عرض الكشوف على رئيس الجمهورية؛ لإصدار قرار جمهوري بتعيينهن.
الإقالة وسام
واستنكرت الدكتورة جيهان فؤاد، استبعاد الدكتورة عبير الرباط، عميد كلية الآداب بجامعة بنها، من القائمة النهائية للمرشحين لرئاسة جامعة بنها قبل رفعها للرئيس، وكذلك استبعاد السيدات المرشحات من التواجد ضمن الأسماء الثلاثة بعدد من الجامعات، واقتصار المنصب على الرجال فقط وهو ما اعتبرته يخالف قيم المساواة والتمييز، ويتعارض مع النص الدستوري باستقلال الجامعات المصرية.
وأشارت إلى أن من بين المرشحين في جامعة بنها، قيادة نسائية ناجحة وصالحة لقيادة الجامعة وتولت منصب عميدة كلية الآداب ببنها طوال 6 سنوات متتالية وحصلت على الجودة والاعتماد لكليتها بعد عام من تعيينها وعددًا من الإنجازات بالجامعة.
وأشارت «فؤاد» إلى أن قرار استبعاد عميد كلية الآداب من قوائم المرشحين لرئاسة جامعة بنها يتنافى مع سياسة الدولة وتوجيهات الرئيس بتمكين المرأة وإعطائها حقها في تولي المناصب العامة، مشددة على أن حرمان المرأة من تولى منصب رئاسة الجامعة يمثل انتهاكًا للمعايير الموضوعية والمساواة والشفافية وتكافؤ الفرص بشكل لا يمكن أن تتقبله القيادة السياسية، ويشكل عنفًا متعمدًا ضد المرأة وانتهاكًا للنصوص الدستورية والقانونية.
وقالت الدكتورة جيهان فؤاد، أن إقالتها لهذا السبب يعد شرفًا ووسام على صدرها، وأضافت «فؤاد» أن الدكتورة مايا مرسي أدعت في مكالمة هاتفية معها قبل خروج قرار الإقالة بساعات قليلة أن رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي غاضبان من البيان الصحفي الذي أصدرته باسم فرع المجلس القومي للمرأة بالقليوبية.
عوار دستوري
وفي السياق ذاته، قالت الدكتورة عايدة نصيف، عضو مجلس الشيوخ، وعضو هيئة مكتب النساء البرلمانيات بالبرلمان الدولي، إن استبعاد 6 مرشحات لمنصب الرئيس في 8 جامعات، مؤكدة أن هذا الأمر يعد عوارًا دستوريًا يقضي على المساواة بين المواطنين.
وطالبت وزير التعليم العالي بمراجعة هذا الأمر على أن تراجع كل لجنة قراراتها في الاختيار في كل جامعة، فمنصب رؤساء الجامعات بهذا الشكل يرفع شعار «للرجال فقط».
وقالت «نصيف» أن قرار وزير التعليم العالي رقم «293» لسنة 2021 بإعادة تشكيل اللجنة المختصة بترشيح رؤساء الجامعات ليزيد عددها إلى تسعة أعضاء منهم ستة أعضاء يتم اختيارهم من المجلس الأعلى للجامعات ومن الوزير، وتابعت: «أي أن جميعهم يختارهم الوزير والثلاثة الآخرين من الجامعة محل الاختيار ومن ثم يكون للوزير الاختيار بطريق غير مباشر لرؤساء الجامعات وذلك به عوار دستوري يتناقض مع مادة «21» الخاصة باستقلال الجامعات».
وأشارت إلى أنه تم فتح باب الترشح لرئاسة 8 جامعات وتقدم للترشيح 53 مرشحًا، من بينهم 6 سيدات بنسبة تساوي 11% بعضهن قيادات نسائية ناجحة، على سبيل المثال لا الحصر نائبة رئيس جامعة بني سويف للدراسات العليا، وعميدة كلية آداب بنها.
وتابعت: «أرى أنه كان هناك تربص كي لا ترفع اسم امرأة لرئيس الجمهورية لأنهم يدركون جيدًا إيمان الرئيس بقدرات المرأة وخوفًا من أن يختار امرأة».
طلب إحاطة
وتقدمت النائبة أمل سلامة، عضو مجلس النواب، بطلب إحاطة إلى المستشار حنفي جبالي، رئيس مجلس النواب، موجه إلى كل من رئيس مجلس الوزراء ووزير التعليم العالي، انتقدت فيه طريقة اختيار المرشحين لرئاسة الجامعات، واستبعاد قائمة السيدات التى ضمت 6 مرشحات على منصب رئاسة الجامعات.
وأضافت، أن منصب رؤساء الجامعات أصبح قاصرًا على الرجال فقط وهو ما اعتبرته انتهاكا للشفافية في اختيارات رؤساء الجامعات.
وأشارت إلى أن قرار وزير التعليم العالى يكرس سيطرته على اختيار رؤساء الجامعات، وأن اللجنة التي شكلها وزير التعليم العالي بالمخالفة لنص الدستور، وضعت نظامًا لترتيب المرشحين يفتقر للحيادية، حيث ينفرد رئيس اللجنة بمعرفة الدرجات المعطاة لكل مرشح دون غيره.
وترشح لرئاسة الجامعات المصرية كل من الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بكلية الإقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، والدكتورة جيهان محمد أحمد، أستاذ ورئيس قسم إدارة التمريض بكلية التمريض بجامعة حلوان، والدكتورة عبير فتح الله الرباط، عميد كلية الآداب بجامعة بنها، والدكتورة فاطمة حسن محمد، نائب رئيس جامعة بني سويف للدراسات العليا، والدكتورة جميلة محمد على، قائم بعمل رئيس قسم القلب بكلية الطب جامعة قناة السويس، والدكتورة لبنى عبدالمحسن عبيد، رئيس قسم الكيمياء بكلية العلوم جامعة سوهاج.
