رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عن الأزمة المرورية.. والسياحة المحلية

صلاح الغزالي حرب
صلاح الغزالي حرب

■ أزمة المرور فى مصر:

ذكرت فى مقال سابق أننا قد فشلنا عبر سنوات طويلة فى حل أزمة المرور، وأنه قد آن الأوان لكى نزيل عن كاهل وزارة الداخلية عبء هذه المهمة لتتفرغ لمهمتها الأصلية فى حفظ الأمن والنظام ومقاومة الإرهاب، واقترحت فى هذا الشأن إنشاء هيئة تتبع رئيس الوزراء تتكفل بكل مشاكل المرور، وتضم أساتذة الهندسة وكل خبراء المرور، بالإضافة إلى مديرى المرور بالمحافظات لوضع حد للمهزلة المرورية.. وأتطوع من جانبى بعرض بعض الأفكار المقترحة فى هذا المجال.

أولًا.. النقل العام:

فى معظم بلاد العالم يظل النقل العام هو الوسيلة الأكثر استخداما فى تنقلات المواطنين، وعلى الرغم من جهود الدولة فى السنوات الماضية فى مجال توسيع استخدام مترو الأنفاق، واستخدام التكنولوجيا الحديثة فى التنقل بين المدن، يظل النقل العام فى مصر (أوتوبيس وترام) هو الأكثر استخداما والأقل تكلفة بالنسبة للغالبية العظمى من الناس، ولذلك أنادى بثورة حقيقية فى هذا المجال تتيح نظاما محكما لهذه المركبات، بحيث تغطى كل أنحاء البلاد، برؤية جديدة وقواعد صارمة تشمل نوعية المركبات والسائقين، وتحديد المسارات بدقة وأماكن الوقوف وزمن التحرك وخريطة التحرك، وغيرها من الأمور الفنية التى تتطلب رقابة حقيقية ومستمرة، وتعطى للمحافظين ورؤساء المدن الجديدة سلطة تنظيم هذه الأمور، بما يحقق احتياجات وراحة المواطنين.

ثانيًا.. إمبراطورية الميكروباصات:

آن الأوان لوضع حد لهذه الكائنات مختلفة الأشكال والأحجام، التى تعيث فى الأرض فسادا بغير رادع من قانون، وخالية من معظم شروط الأمان والنظافة والنظام، ناهيك عن التلاعب بالركاب، ونوعية بعض السائقين، والمطلوب بسرعة هو أن يصدر قرار بتنظيم هذا المركبات فى كل محافظة وفق شروط مركزية، تخص درجة أمان وعمر المركبة ومؤهلات السائق وخبرته وصحته الجسدية والنفسية وخلوه من المخدرات، ووضع لافتة واضحة بمسار السيارة وأسعار الركوب للمسافات المختلفة، وأماكن التوقف، مع وضع عقوبات صارمة للمخالفين.

ثالثًا.. تقنين استخدام التوك توك:

لست رافضا لها ولكنى أرفض تماما ما تحدثه تلك المركبات الصغيرة؛ من فوضى وخرق للقانون واستخدام الأطفال والاشتراك فى ارتكاب بعض الجرائم، والمطلوب هو تقنين استخدامها بنفس شروط وقواعد الميكروباصات السابق ذكرها، وتحديد الأماكن التى تستخدم فيها تحت رقابة صارمة.

رابعًا.. الإشارات الضوئية وتخطيط الشوارع:

مطلوب تعميم الإشارات الضوئية الحديثة المزودة بكاميرات المراقبة، مهما تكن التكلفة، فى كل الأماكن التى يحددها المسؤولون بالاتفاق مع المحافظين ورؤساء المدن، مع تخطيط علمى للشوارع يحدد أماكن السير والعبور بوضوح، كما هو الحال فى كل بلاد العالم المتقدم، مع مراعاة وجود إضاءة كافية على كل الطرق السريعة، ومراجعة اللافتات الإرشادية التى تقادم بعضها وأصبحت مصدر قلق للسائقين.

خامسًا.. المراقبة والمتابعة والعقوبة:

وضعت قوانين كثيرة للمرور ولم يظهر لها أثر على الأرض لخلل فى المتابعة والمراقبة، ولا تزال السيارات تجرى بسرعة الريح فى معظم الطرق الحديثة التى أنشأتها الدولة، وكما طالبت من قبل فإننا فى حاجة إلى قوانين رادعة وغرامات ضخمة وسحب لرخصة القيادة عدة شهور، مع اجتياز السائق اختبارا جديا فى القيادة، ونشر سيارات شرطة صغيرة الحجم فى أماكن متفرقة فى الطرق السريعة لمراقبة ومجازاة المخالفين.

خلاصة الأمر.. نظام المرور ودرجة احترامه هو عنوان تحضر الأمم، ومن غير اللائق أن تكون مصر أم الحضارات على هذا الشكل الذى نعيشه، وأتمنى أن تكون هناك مبادرة رئاسية بالبدء فى إصلاح منظومة المرور فى مصر.

■ السياحة المحلية:

أقصد تحديدا تنويع الأماكن السياحية كى تشمل كل محافظات مصر، ولا تكون مقصورة على القاهرة والجيزة والأقصر وأسوان. وأنا على يقين أن كل محافظة فيها ما يمكن أن يجذب السائحين، والأمر يعتمد أساسا على طريقة اختيار المحافظين، ويا حبذا لو كانوا من أبناء المحافظة وعلى علم ومعرفة حقيقية بتاريخها وإمكاناتها.. وقد جاءتنى هذه الفكرة بعد أن قمت بزيارة سريعة لفندق شتاينبرجر فى مدينة رأس البر، الذى أغرانى وجوده بهذه المدينة الجميلة لكى أعاود زيارتها، وهى التى تفتقر إلى الدعاية اللازمة لخصائصها الفريدة وموقعها المتميز. ثم جاءت فكرة هذا الفندق العالمى المطل على منطقة فريدة من نوعها فى العالم، وهى منطقة اللسان حيث يلتقى نهر النيل بمياهه العذبة مع البحر المتوسط بمياهه المالحة، وهو ماعبر عنه القرآن الكريم منذ أكثر من 1400 عاما بقوله (مرج البحرين يلتقيان.. بينهما برزخ لا يبغيان)، وقوله (وَمَا يَسْتَوِى الْبَحْرَانِ هذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ سَائِغٌ شَرَابُهُ وَهذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَمِن كُلٍّ تَأْكُلُونَ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُونَ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ).

وقد تجلت أمامى هذه الصورة بتفاصيلها عند زيارتى، كما لاحظت كيف أن مثل هذ الفندق العالمى فى هذا المكان المبهر قد جذب ويجذب أعدادا كبيرة من الزائرين، كما استدعى من المحافظة النشيطة د منال عوض أن تحدث تغييرات جذرية فى المحافظة، وبرز السؤال: كيف نجذب السائح الأجنبى إلى هذا المكان كما هو الحال فى جنوب إفريقيا على سبيل المثال؟.. وقد علمت من مدير الفندق النشيط أن المشكلة تكمن فى كيفية وصول السائح إلى المدينة فى وقت معقول، فالمسافة من القاهرة تستغرق أكثر من 3 ساعات، ثم لماذا لا نفكر فى جذب الفنادق العالمية إلى باقى محافظاتنا؛ لإثراء المحافظة من جهة ونشر صورة حقيقية عن مصر الحضارة والتاريخ؟.. إننى فى انتظار إجابة من الوزير النشيط خالد العنانى، ومن لجنة السياحة فى مجلس النواب.

نقلا عن "المصري اليوم"