رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل تحركات مصر لاسقاط مخطط تركيا «إقامة ليبيا ثانية في غزة»

النبأ

 

القاهرة تقود حراكا دبلوماسيا مكثفا لإعادة إعمار غزة وتطبيق «حل الدولتين»

 

وزير الخارجية الإسرائيلى يزور القاهرة ورئيس المخابرات المصرية فى تل أبيب ورام الله وغزة

 

وفد كبير من حركة حماس برئاسة إسماعيل هنية يزور مصر

 

أهالى غزة يستقبلون الجرافات والشاحنات التى أرسلتها القاهرة لإعادة إعمار القطاع بالأعلام المصرية

 

كيف يمكن للقاهرة أن تفك الارتباط بين حماس وكل من إيران وتركيا؟

 

كيف ستحل مصر مشكلة عدم وصول أموال إعادة الإعمار إلى حماس كما تشترط أمريكا وإسرائيل؟

 

شرعية حماس وسلاحها وأموال إعادة الإعمار عقبات تواجه المفاوض المصرى

 

خبراء: تركيا سوف ترسم خطًا يمتد من الساحل التركى مباشرة إلى غزة

 

كاتب روسى: تركيا تضغط من أجل توقيع مذكرة بحرية مع غزة مثل تلك التى وقعتها قبل عامين مع طرابلس

 

السفير رخا أحمد حسن:

 

·      حركة حماس لن تقبل بنزع سلاحها وعدم إشراكها في عملية إعادة الاعمار

 

·       إبعاد المقاومة عن إيران يتطلب الاعتراف بشرعيتها من قبل الدول العربية ودعمها ماليا وسياسيا وعسكريا كما تفعل طهران

 

·      حل القضية الفلسطينية في يد الفلسطينيين والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل والوساطة المصرية مهمة لكل الأطراف

 

·      مخطط إنشاء تطبيق النموذج الليبى فى غزة خيال لأن السلطة الفلسطينية تدرك أن غزة جزء من الأمن القومى المصرى

 

 

تقود مصر تحركات إقليمية ودولية من أجل قطع الطريق على بعض القوى الإقليمية التي تستغل الحرب على غزة في تثبيت وجودها في القطاع الذي يعتبر جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري، وعلى رأس هذه القوى تركيا وإيران التي تدعم ماليا وعسكريا وسياسيا حركة حماس التي تسيطر على القطاع، حيث تسعى مصر إلى إبعاد هذه القوى عن حركة حماس وغزة.

 

ولتحقيق هذا الهدف تتحرك مصر في اتجاهين، الاتجاه الأول هو الاتجاه السياسي، حيث تسعى القاهرة إلى وجود وقف كامل ودائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، تمهيدا للدخول في مفاوضات حل الدولتين التي تدعمها وتساندها إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين، أما الاتجاه الثاني فهو الاتجاه الاقتصادي والاجتماعي، حيث تقود مصر عملية إعادة اعمار قطاع غزة الذي دمرته إسرائيل، حيث أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن مساهمة مصر بمبلغ 500 مليون دولار لإعادة اعمار القطاع.

 

وتشهد القاهرة حراكا دبلوماسيا كبيرا، حيث استقبلت القاهرة كل من وزير الخارجية الإسرائيلي، جابي أشكنازي، في أول زيارة لوزير خارجية إسرائيلي للقاهرة منذ عام 2008، ووفد من حركة حماس بقيادة اسماعيل هنية، لإجراء محادثات غير مباشرة بين الطرفين تهدف إلى تعزيز وقف إطلاق النار.

 

 وأعلن الناطق باسم حركة "حماس" حازم قاسم، أن الزيارة تأتي لاستكمال جهود مصر في لجم العدوان الصهيوني على شعبنا، ومتابعة دور مصر في جهود إعادة إعمار غزة.

 

وقام اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بزيارة شملت إسرائيل والسلطة الفلسطينية، حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس.

 

كما قام وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، بزيارة القاهرة وإجراء محادثات مع المسئولين المصريين وعلى رأسهم الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، إنه أجرى محادثات مكثفة وجيدة للغاية مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مشيرا إلى أنه عمل مع القاهرة على تقليل التصعيد وبناء مزيد من الاستقرار في الضفة الغربية والقدس، ومن أجل نشر المساعدات الإنسانية وإعادة الإعمار للفلسطينيين في غزة، مؤكدا على أن مصر شريك حقيقي وفعال في التعامل مع العنف في الآونة الأخيرة بين إسرائيل والفلسطينيين.

 

وقد وصلت الأيام القليلة الماضية إلى قطاع غزة، أطقم فنية مصرية مزودة بمعدات هندسية للمساهمة في رفع أنقاض الدمار الذي خلفه القصف الإسرائيلي على القطاع، خلال الحرب الأخيرة.

 

وأظهرت لقطات بثها التلفزيون المصري عشرات الجرافات والرافعات والشاحنات تحمل الأعلام المصرية وتصطف على الحدود لبدء العبور إلى غزة.

 

وفي صور أخرى، كانت جرافات أخرى تشق طريقها من معبر رفح الحدودي إلى داخل القطاع، وكان في استقبالها عدد من المواطنين الفلسطينيين الذين لوحوا بالأعلام المصرية والفلسطينية.

 

وعبرت الآليات المصرية منفذ رفح "للمساهمة في إزالة الأنقاض وركام المنازل والأبراج المهدمة في اطار التخفيف عن مواطني القطاع وسرعة إعادة الحياة الى طبيعتها"، حسب بيان مصري.

 

إعادة الاعمار..عدم وصول أموال المساعدات الدولية إلى حركة حماس التي تسيطر على القطاع

 

المشكلة التي تواجهها مصر في هذا الملف هو إصرار الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبعض الدول العربية والسلطة الفلسطينية على عدم وصول أموال المساعدات الدولية إلى حركة حماس التي تسيطر على القطاع، بينما تتمسك الأخيرة بمرورها عبر قنواتها.

 

وقد كان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن واضحا في تصريحاته، عندما اشترط عدم وصول مساعدات غزة إلى حماس، مضيفا أن الأموال ستوجه إلى السلطة الفلسطينية والهيئات المستقلة.

 

وقال وزير الخارجية الأميركي، إن الولايات المتحدة ستعمل على إيصال المساعدات وإعادة الإعمار عبر "أطراف موثوقة ومستقلة بإمكانها المساعدة في إعادة الإعمار والتنمية".

 

كما أكد عدد من المسئولين في إسرائيل سعيهم إلى منع وصول مساعدات إعادة اعمار القطاع إلى يد حماس، التي ستستغلها في إعادة تسليح نفسها بعد جولة القتال الأخيرة، حسب وصفهم.

 

لكن حركة حماس تتمسك بحصولها على الأموال ساعية إلى توجيه كافة المساعدات التي قد تأتي من الخارج عبر قنواتها، ما يعطي مؤشرا مبكرا، بحسب صحيفة وول ستريت جورنال" على مدى صعوبة عملية إعادة إعمار غزة.

 

وقال مسئول كبير في حركة "حماس"، إن واشنطن "لن تتمكن من فرض إرادتها على المنطقة، حتى وإن تعاونت الحكومات معها"، مضيفًا أنه "كما فشلت واشنطن في فرض الحكومة الأفغانية على الشعب الأفغاني، فإنها ستفشل في فرض السلطة الفلسطينية".

 

وشدد المسئول في "حماس" على أنه "كما تعاملت واشنطن مع طالبان، فإنها ستتعامل مع حركة حماس لأنها هي عنوان فلسطين، وليس رام الله"، مشيرًا إلى أن صواريخ "حماس" على تل أبيب هي مَن حركت واشنطن وليس غيرها".

 

ويقوم وزير الخارجية سامح شكر بجولة عربية لمناقشة، الإعمار في قطاع غزة وتوفير الدعم التنموي لسائر الأراضي الفلسطينية؛ وذلك في إطار توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بدعم الفلسطينيين.

 

مؤامرة السلطان العثماني..تطبيق «النموذج الليبي» عند حدود مصر وإسرائيل

 

في الوقت الذي تسعى فيه مصر إلى حل مشكلة فلسطين ودعم الشعب الفلسطيني، تقوم تركيا كعادتها باستغلال الحرب على غزة لتحقيق مكاسب سياسية وتوسيع نفوذها ووجودها في قطاع غزة.

 

فقد ذكرت صحيفة "يني شفق"، المتحدثة باسم النظام التركي في مقالة نشرتها على صفحتها الأولى، أن تركيا قد تنفذ "النموذج الليبي" تجاه إسرائيل؛ من خلال توقيع اتفاق مع غزة التي تديرها "حماس"، للحصول على حقوق المياه والطاقة قبالة السواحل الإسرائيلية.

 

 ويستند هذا النموذج إلى اتفاقٍ ضغطت به تركيا على الحكومة الليبية المحاصرة عام 2019، والذي أدى إلى إرسال تركيا مرتزقة سوريين وطائرات دون طيار إلى ليبيا، في انتهاكٍ لحظر الأسلحة.

 

تقول الصحيفة: "يمكن أيضًا خلق وضع كالذي في ليبيا. وهنا، فإن العامل الإسرائيلي لا يشكل عقبة أمام الاتفاق. وإذا تمكنت فلسطين من أن تصبح عضوًا في منتدى غاز شرق المتوسط، فيمكنها أيضًا التوقيع على اتفاقية معنا؛ حيث تشكل عضوية شرق المتوسط مؤشرًا على أن فلسطين وحدة دولية في حد ذاتها لها ساحل على شرق البحر الأبيض المتوسط. ومثل هذا الاتفاق يمكن أن يحول اللعبة في صالحنا، وستكون حركة شطرنج استراتيجية بالنسبة إلينا". إذن هكذا تقترح تركيا استخدام العضوية الفلسطينية في منتدى الغاز؛ لإحباط علاقات إسرائيل باليونان وقبرص، وتحقيق هدفها.

 

وفي صحيفة « نيزافيسيمايا غازيتا» الروسية الشهيرة، ونشرها موقع «روسيا اليوم» التابع للحكومة الروسية، كتب المحلل السياسي الروسي، إيغور سوبوتين، حول دعوات في أنقرة لفتح طريق بحري بين تركيا وغزة قائلا: «لم يؤد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس إلى حل جميع قضايا الصراع حول قطاع غزة،  فها هي تركيا، وهي من أعنف المدافعين عن فلسطين، تضغط من أجل توقيع مذكرة بحرية مع إدارة هذا الجيب الساحلي، مثل تلك التي وقعتها قبل عامين مع طرابلس، دون مراعاة مصالح الدول الأخرى في منطقة البحر الأبيض المتوسط».

 

وأضاف الكاتب الروسي، «قدم هذه المبادرة القائد السابق للبحرية التركية، الأميرال جهاد يازجي، الذي يعتقد بإمكانية ضم قطاع غزة الواقع تحت الحصار الإسرائيلي إلى اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين أنقرة وطرابلس الموقعة منذ عامين، وهذا من شأنه أن يوفر لإدارة الجيب، بقيادة حماس، دعما من البحر، بحسب أنقرة. ومن شأن هذه المبادرة أن يكون لها دور في إضفاء الشرعية على المطالب التركية في عدد من المناطق المتنازع عليها في شرق البحر الأبيض المتوسط».

 

ونقلت الصحيفة الروسية، عن الباحث في مركز الأبحاث السويسري "المبادرة العالمية لمكافحة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية"، جليل حرشاوي، قوله: إن خطة بناء ممر بين تركيا وغزة تهدف إلى تقديم تركيا بوصفها منقذا محتملا لغزة، ميزة أخرى واضحة لأنقرة هي أن هذا النوع من العرض يثير الشكوك حول شرعية ترسيم الحدود البحرية الحالي في هذه المنطقة، التي تشهد العديد من الخلافات غير المحلولة.

 

ويقول بعض الخبراء، إن تركيا سوف ترسم خطًا يمتد من الساحل التركي مباشرة إلى غزة؛ مما يقسم البحر ظاهريًا ويخلق ممرًا من شأنه أن يعزل إسرائيل عن اليونان، وخط أنابيب شرق البحر الأبيض المتوسط الذي ترغب إسرائيل واليونان وقبرص في مدِّه. كما تزعم تركيا أنها لا تعترف بوجود قبرص، وأن الجزر اليونانية ليس لها حقوق بحرية حولها.

 

لكن النهج الجديد الذي تتبناه تركيا في التعامل مع القضية الفلسطينية يأخذ هذه الخطوة إلى ما هو أبعد من ذلك؛ حيث يشير إلى أنها يمكن أن توقع اتفاقًا مع “حماس” أو السلطة الفلسطينية وتنتزع السيطرة على المياه قبالة سواحل إسرائيل؛ وهو الأمر الذي يضع تركيا وإسرائيل على مسار تصادمي.

 

إيران تدعم حماس بالمال والسلاح.. هنية يشكر الجمهورية الإسلامية 

 

قال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إنه يتوجه بالشكر لإيران التي دعمت حماس بـ"المال والسلاح والتقنيات"، وذلك في أول ظهور له بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة.

 

وقال هنية: "أوجه الشكر للذين قدموا المال والسلاح للمقاومة الباسلة، الجمهورية الإسلامية في إيران، لم تبخل عن مد المقاومة بالمال والسلاح والتقنيات". وأضاف "ما بعد معركة سيف القدس ليس كما قبلها، سنحضر أنفسنا لمرحلة بعد سيف القدس بكل ما تعنيه الكلمة من معنى".

كلام اسماعيل هنية أثار الكثير من الجدل الفترة الماضية، لاسيما وأنه أكد على دور إيران في تسليح المقاومة الفلسطينية وعلى علاقتها المتينة بحركة حماس، مما سيصعب من مهمة القاهرة، ويقوض جهودها الرامية إلى احتواء حركة حماس عربيا وإعادتها إلى الحضن العربي.

 

بعضهم يصنفها إرهابية.. حملة تطالب الحكام العرب الاعتراف بشرعية حركة حماس

 

معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي رصد الموقف الاستراتيجي للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي بعد حرب غزة، حيث أكد مدير المعهد أودي ديكل، أن حركة حماس نجحت في تحقيق أهدافها من هذه الحرب، سواء من خلال تجديد شرعيتها في قطاع غزة، رغم تدهور الأوضاع الصحية والاقتصادية والأمنية، والترويج لنفسها باعتبارها «مدافعة عن القدس والمسجد الأقصى»، وقيادة المعسكر الفلسطيني في النضال ضد إسرائيل، وإظهار السلطة الفلسطينية بصورة الطرف الضعيف العاجز عن الفعل أو التصرف.

 

كما رصدت صحف عربية ما وصفته بمؤشرات على تغير في مواقف بعض الدول الغربية تجاه الحوار مع حركة حماس، وذلك بعد تصريح المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن الوقت قد حان للبدء في حوار "غير مباشر" مع حركة حماس.

 

وناقش كُتاب تعامل الدول العربية والمجتمع الدولي مع الأزمة الأخيرة بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية، حيث يرى بعض الكتاب ضرورة أن تعمل الدول العربية على "احتضان" حركة حماس.

 

يشير عريب الرنتاوي في الدستور الأردنية إلى أنه بعد تصريحات ميركل فإن "الوقت بالنسبة لدول غربية أخرى، ربما يكون قد آن لإجراء "حوار مباشر" مع الحركة، وهو ما يعنى أيضًا، على حد تعبيره، أن الباب قد فُتح مواربًا، لحوار مباشر لاحق، ستجريه الدول "المترددة" مع حماس في الأيام القادمة".

 

كما يشير إلى تحول "حاضنة حماس في الخارج" إلى محور الاتصالات الدولية حول الأزمة الأخيرة" بعد أن "بدأ العالم يقتنع على ما يبدو، باختلال توازنات القوى الفلسطينية الداخلية، حماس اليوم، وليس السلطة، هي عنوان الفلسطينيين".

 

ويتابع "ستعمل عواصم القرار الإقليمي والدولي النافذة، على محورين اثنين في المرحلة القادمة: الأول؛ تعويم السلطة واستنقاذها، والثاني، تأهيل حماس للانخراط في النظام الفلسطيني، توطئة لقيادته".

 

ويضيف: "سيستخدم الغرب، في مسعاه، أدوات عدة من أهمها ملفات إعادة الإعمار والحالة الانسانية في غزة، وسيتكئ على حلفائه الذين لن يتأخروا في تقديم الخدمة، على محورين هما تأهيل حماس، وإبقاء السلطة في "غرفة الإنعاش" على حد وصفه لكنه هذه المرة، سيكون أكثر تخففًا من ثقل الشروط و"الفيتوات" الإسرائيلية، بعد أن فقدت إسرائيل، الكثير من عناصر تفوقها المعنوية والأخلاقية بالنسبة للغرب.

 

وينتقد نضال منصور في الغد الأردنية الموقف الأردني خلال الأزمة، ويتساءل الكاتب: "لماذا لم تفتح حكومتنا قنوات اتصال علنية مع حماس، ولماذا لم توجه دعوة لرئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية لزيارة الأردن؟".

 

ويرى فؤاد البطاينة في رأي اليوم اللندنية أن "مصلحة الأردن والأردنيين هي مع حماس واحتضان حماس"، وعلى الدول العربية "أن تسبق أمريكا والكيان في الاعتراف بشرعية حماس والمقاومة الغزية كلها".

 

ويقول حسين الرواشدة في الدستور الأردنية إن الحكومات العربية "ستتحرك باتجاهين متوازيين أحدهما لاحتواء أية مواجهة بين غزة والفلسطينيين وبين المحتل مستقبلا، والثاني لاستيعاب ما وصفه بـ "انتصار" حماس واحتوائها سياسيًا، وكل ذلك لضمان عدم انتقال عدوى ما حصل في غزة الى داخل المجتمعات العربية لانطلاق "ربيع عربي ربما يكون مختلفًا هذه المرّة".

 

وينتقد أنيس الخصاونة في رأي اليوم اللندنية الدور الأردني خلال الأزمة الأخيرة، حيث يدعو الأردن "لإعادة النظر في علاقاته مع حماس والجهاد الإسلامي، ويجب ألا يضع كامل خياراته في سلة السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس المنتهية ولايته".

 

ويشير إلى أن "إسطوانة الإرهاب ووسم حماس وفصائل المقاومة بمنظمات إرهابية ينبغي أن لا تنطلي على الأردن وتجعله يتخذ مواقف في ضوء أوصاف غربية وغير غربية لفصائل المقاومة والدليل على ذلك أن أمريكا والغرب قدرت وشكرت مصر وقطر على رعايتها وتوسطها لدى حماس لوقف إطلاق النار".

 

ويقول خيرالله في العرب اللندنية: "ليس معروفا هل حماس مستعدة لدور جديد تكون فيه صاحبة مشروع وطني وليس مجرّد "أداة لإيران أو لتركيا" على حد تعبيره أو في انتظار وصول حقيبة الدولارات من قطر في نهاية كلّ شهر، وهي حقيبة تمرّ عبر إسرائيل وليس عبر أي طرف آخر".

 

ويشدد الكاتب على ضرورة وجود دعم عربي لمصر ورهان على دور مصري في غزّة "لإعادة الحياة إلى غزّة بدل بقائها إمارة إسلامية على الطريقة الطالبانية تحكمها حماس التي لا يهمّها سوى تغيير طبيعة المجتمع الفلسطيني نحو الأسوأ، فضلا عن إغراقه في البؤس والجهل".

 

كما يشدد عمرو الشوبكي في المصري اليوم على ضرورة "تقديم حماس مراجعات جذرية لتحالفاتها الإقليمية، خاصة فى ظل الرفض الدولي لها، كما عليها التخلي عن فكرة "الإمارة الإسلامية فى غزة"، التى تطبقها عمليًا، حتى لو لم تعلنها، والوعى بأن صمودها وشهداءها والتضحيات الكبيرة التى قدمها مقاوموها لم تسفر عن أى نجاح سياسى يجبر إسرائيليًا على تقديم أى تنازلات".

 

ويرى ياسر عبدالعزيز في صحيفة المصري اليوم، أن "حماس انتصرت بشكل واضح، ومن حقها أيضًا أن تعدد النقاط: الصمود، وتغيير قواعد الاشتباك، واختراق القبة الحديدية، وفرض القضية مجددًا على أجندة العالم".

 

تحجيم حركة حماس وحصارها

 

يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إنه بعد الحرب على غزة كان لابد لمصر وأن تنشط بسرعة لما لديها من اتصالات مع حماس والإسرائيليين والفلسطينيين، مشيرا إلى أن الأجهزة الأمنية في مصر تتعامل مع حركة حماس يوميا، وهناك محاولات أمريكية إسرائيلية لتحجيم حماس وحصارها في غزة، ومصر تحاول ايجاد صيغة معقولة لحل الخلافات بين الطرفين، لافتا إلى أن هناك محاولات مصرية لإجراء مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس من أجل التوصل لوقف دائم لاطلاق النار والتمهيد لاستئناف عملية السلام، مؤكدا على أن حركة حماس لن تقبل بعدم اشراكها في عملية إعادة الإعمار ولن تقبل بنزع سلاحها بعد ما حققته من مكاسب في الحرب الأخيرة وهي التي تسيطر على قطاع غزة.

 

وأوضح أن حركة حماس هي حركة مقاومة تدافع عن استقلال فلسطين فلماذا يتم تصنيفها حركة إرهابية، مشيرا إلى أن هناك مقترحا لحل مشكلة إعادة اعمار قطاع غزة عن طريق تشكيل حكومة وحدة وطنية من كل الفصائل الفلسطينية تتولى الإشراف على إعادة الإعمار ووقف إطلاق النار والتمهيد لمفاوضات السلام، مؤكدا على أن حركة حماس سوف تفوز بالانتخابات الفلسطينية في حال إجرائها الآن.

 

كما أكد على أن حماس لن تقبل بتحجيمها وفرض حصار عليه، مشددا على أن حركة حماس هي التي فازت في انتخابات 2006 وحصلت على الشرعية من الشعب الفلسطيني، وبالتالي لا يحق لأي أحد من خارج فلسطين أن يحدد شرعية حركة حماس، مشيرا إلى أن حركة حماس هي التي أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة من جديد، وهي حركة مقاومة وتحرر وطني تقاوم الاحتلال مثلها مثل أي حركة تحرر وطني أخرى، ولا يجب النظر إليها على أنها جزء من جماعة الإخوان المسلمين.

 

إيران الشيعية وحماس السنية

 

ويؤكد «حسن»، على أن إبعاد حركة حماس عن إيران يتطلب الاعتراف بشرعيتها من قبل الدول العربية ودعمها ماليا وسياسيا وعسكريا كما تفعل إيران، مشيرا إلى أن مصر يمكنها فك الارتباط بين حركة حماس وكل من إيران وتركيا إذا عوضت الحركة عن الدعم الإيراني والتركي المالي والسياسي والعسكري، مؤكدا على أن علاقة حماس مع إيران قائمة على المصالح وليس الايديولوجية، والدليل أن إيران دولة شيعية وحماس حركة مقاومة سنية، مؤكدا على أن العلاقة بين حركة حماس السنية وإيران الشيعية أحد مظاهر الفشل العربي، مطالبا بضرورة تغيير نظرة العالم العربي إلى حركة حماس، والتعامل معها على أنها حركة تحرر وطني ومقاومة وطنية تعسة لمقاومة الاحتلال وتحرير فلسطين وليس جزء من جماعة الإخوان المسلمين، وعلى العالم العربي أن يدعم المقاومة بكل أشكال الدعم لمواجهة الاحتلال.

 

نوع من الخيال

 

وعن مخطط أردوغان لانشاء ليبيا جديدة في غزة، قال مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن ما يقال عن هذا المخطط هو نوع من الخيال، مشيرا إلى أن تركيا حريصة على علاقتها مع إسرائيل، وأن هناك تعاونا بين تركيا وإسرائيل في كل المجالات بما فيها الصناعات العسكرية، موضحا أن حماس ليست سلطة حكم ولا تستطيع ابرام اتفاقيات مع أي دولة، مؤكدا على أن السلطة الفلسطينية تدرك أن القضية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري وأن مصر هي السند الأول والأخير للشعب الفلسطيني، وبالتالي لا يمكن أن تقبل على القيام بأي عمل يضر بمصر ويهدد أمنها القومي.

 

كما أن حركة حماس تدرك أهمية قطاع غزة لمصر وأنه يمثل امتداد طبيعي للأمن القومي لمصر، وبالتالي هي لن تقوم بأي خطوة يمكن أن يكون لها تأثير سلبي على الأمن القومي المصري، مؤكدا على أن الفلسطينيين يتعاونون مع من يساعدهم ويدعمهم في قضيتهم، مشيرا إلى أن فك الارتباط بين حماس وكل من تركيا وإيران يتطلب توفير البديل المالي والعسكري والسياسي للحركة التي كانت تحصل عليه من الدولتين.

 

ولفت إلى أن الإنجاز الذي حققته حركة حماس يخدم القضية الفلسطينية ويخدم الدول العربية كلها، مؤكدا على أن حل القضية الفلسطينية في يد الفلسطينيين والولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، مشيرا إلى أن التحركات المصرية مدعومة من كل الأطراف، والوساطة المصرية مهمة لكل الأطراف، مؤكدا على أن حركة حماس سوف تكون من أول المؤيدين للحل السلمي للقضية الفلسطينية.