رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عودة للانقسام الفلسطينى

عمرو الشوبكي
عمرو الشوبكي

تلقيت تعليقات عديدة حول سلسلة المقالات التى كتبتها عن الانقسام الفلسطينى ومسار أوسلو، اخترت منها ثلاثة لعرضها على القارئ الكريم، الأول من الدكتورة نجوى الشافعى وجاء فيه: عزيزى الكاتب الكبير الدكتور/ عمرو الشوبكى.. قالها الإنجليز منذ أكثر من مائة عام «فرِّقْ تَسُد»، وهذا ما جرى من تفتيت للشعوب العربية كى تتسنى لها السيطرة عليها والتحكم فى مصائرها، وقد كان نجاحها فى الماضى مقترنًا بتأخر الوعى والتعليم وضعف مقدرات الشعوب العربية من مصادر القوة، ولكن ما حجة الشعوب العربية الآن، خاصة الشعب الفلسطينى، فى إدراك تلك الوسيلة الاستعمارية الجهنمية فى إحداث الفرقة والاختلاف إلا سيطرة «الأنا» على كل مَن يتولى أمر هذا الشعب، فكل مسؤول يخدر ضميره بحجة أن وجوده بالذات صمام أمان لتنفيذ الوعود والآمال التى أطلقها حين تولى هذه السلطة، متناسيًا أن تحقيقها يرتبط برسم الخطط والسياسات وليس حكم الشعوب لمئات السنين. لا سبيل لحل الصراع الفلسطينى إلا بإنكار الذات، الذى يتطلبه أى عمل عام يخدم جموع الجماهير الفلسطينية والتخلى عن «الأنا» والانصهار فى بوتقة سلطة متحدة مترابطة تحدد مسارًا واحدًا لهدف واحد، حينها فقط يمكن لإسرائيل أن تراجع نفسها ألف مرة قبل أن تدك غزة بالطائرات، ولكن مَن يقرأ ومَن يسمع؟؟

أما التعليق الثانى فجاءت من الدكتور محمد إبراهيم بسيونى وجاء فيه:

فتح وحماس مشغولتان باقتسام السلطة. حماس تطالب بإعادة هيكلة منظمة التحرير وفتح تطالب بحكومة ائتلافية. فلسطين ليست ضمن اهتماماتهما (تعميم لا أوافق عليه).

حماس فصيل إخوانى يريد تحقيق أهداف الجماعة التى ينتمون إليها ولا يقيمون وزنًا لأى اعتبارات أخرى. ويبدو أن فشل المفاوضات الفلسطينية متفق عليه لأسباب، منها أن توحيد الصف يسرع بحل السلام مع إسرائيل، وبالتالى لن يجدوا شماعة يعلقون عليها فشلهم أمام الشعب الفلسطينى.

والتعليق الثالث، الذى حمل رؤية مغايرة لى فكريًا، فجاء من الدكتور أحمد هوبى:

السلام عليكم..

عطفًا على مقالك المعنون باسم «مسار أوسلو»، أرى أن مسار أوسلو ومفاوضات كامب ديفيد إبان حقبة كلينتون وغيرها من المفاوضات تجاوزها الزمن، وأصبحت هناك حقائق ديموجرافية من امتداد سكانى فلسطينى وانكماش إسرائيلى وتغيرات هائلة بالإقليم وبروز فواعل سياسية من غير الدول من منظمات مدنية وميليشيات وحركات مسلحة وامتداد سياسى وتحرشات من الدولة المحيطة بالمنطقة مثل إثيوبيا وتركيا وإيران، كل ذلك يستلزم اشتباكًا بأدوات أخرى وإعادة بناء المشروع الوطنى الفلسطينى بمرجعيات جديدة تمامًا بعيدًا عن ثنائية البندقية والمفاوضات بالتفاعل الإيجابى مع اليسار الإسرائيلى والحقوقيين بإسرائيل والغرب وربط فلسطين بشبكة مصالح اقتصادية فاعلة تؤثر فى دوائر المال والأعمال والتحرك فى مؤسسات صنع الوعى الجمعى فى الغرب من ميديا وسينما وجامعات. المطلوب خطاب للعقول والقلوب.

نقلا عن "المصري اليوم"