رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خاص لـ«النبأ».. تفاصيل تنشر لأول مرة في قصة مقتل وكيل مدرسة بـ«أخميم - سوهاج»

وكيل مدرسة رشا جلال
وكيل مدرسة رشا جلال الإبتدائية بأخميم


أصبحت واقعة مقتل وكيل مدرسة رشا جلال الإبتدائية بمدينة أخميم شرقي محافظة سوهاج وإحراق جثته على يد مسئول التغذية بذات المدرسة، انتقامًا منه بسبب قرار الأول ومدير التعليم عن بُعد بنقل المتهم إلى مدرسة أخرى، حديث الأهالي بسوهاج.

وتواصل موقع «النبأ الوطني» مع أهالي المجني عليه وكشفوا لنا كواليس واقعة العثور على جثة وكيل المدرسة متفحمة وسط الشارع، خاصة أن تلك الواقعة أثارت حالة من الرعب بين المواطنين والأطفال.

يقول أحد أقارب المجني عليه رفض ذكر أسمه، إن المتهم اعترف أمام المباحث بقتل وكيل المدرسة، مؤكدًا أنه كان يوجد بينهما مشاكل عادية جدًا، وأن المتهم يعمل أمين معمل ومسئول التغذية بالمدرسة، وكان المجني عليه يتسم بشخصية قوية والكل يشهد له بذلك، فكان عندما يسمع أو يحدث خطأ أمامه لا يتركه يمر دون محاسبة المخطئ؛ خاصة في عمله ولا كان يرضيه الخطأ ولا يسمح به.

وأضاف قريب المجني عليه لـ«النبأ الوطني» أن وكيل المدرسة، ياسر فاروق، كان عاشقًا لمدرسته، وكان من عادته أن يستيقظ مبكرًا ويذهب إليها ويكون أول من يفتح أبوابها ويدخلها يوميًا في تمام الساعة السادسة، على الرغم من أن فتح المدرسة مخصص لها فراش وهو ليس مُلزم بذلك لكن من حبه لها كان هو أول من يفتح أبوابها، مؤكدًا أن في يوم الحادث تربص المتهم لوكيل المدرسة أثناء ذهابه إلى عمله في الصباح الباكر، وعند مشاهدته سدد له عدة طعنات، وفصل رأسه عن جسده متابعًا: «رأسه كانت شابكة على الجلد الخلفي»، وألقى جثته وسط البيوت، مسيرًا إلى أنه يتردد بين الناس أن 3 أشخاص كانوا يستقلون «توك توك»، ألقوا الجثة في الشارع، وسكبوا عليها بنزين وأشعلوا بها النيران باستخدام عود الكبريت، وفروا هاربين.

ويكمل: «وعثروا بجوار الجثة على جركن البنزين، والناس غطتها بالبرسيم عندما شاهدوها لحين حضور الشرطة، والمتهم سبق بأن هدد وكيل المدرسة بالقتل أكثر من مرة، ودخل عليه بالسكينة والفأس أكتر من مرة، وذهب إلى أشقاء المجني عليه سابقًا وهددهم بقتل شقيقهم وقال لهم نصًا: (أنا هقتل أخوكم)، لكن ما حدش كان يصدقه، وعندما أبلغوا وكيل المدرسة بذلك، قال لهم: (أنتم هتصدقوا ده)، وهما كمان فعلًا ما كنوا مصدقين إن الموضوع يوصل للدرجة دي ويقتله بهذا الشكل الشنيع».

وكشفت مصادر لـ«النبأ الوطني»، عن أن مباحث مركز شرطة أخميم بمديرية أمن سوهاج، ضبطت «خ. ع»، أمين معمل ومسئول التغذية بمدرسة رشا جلال الإبتدائية، لاتهامه بقتل وكيل المدرسة، وإحراق جثته وإلقائها بشار العقيد متفحمة، مؤكدة أن المتهم اعترف تفصليا بارتكاب الجريمة، وتم إحالته إلى النيابة العامة لتباشرة التحقيقات.

البداية، عندما تلقى اللواء الدكتور حسن محمود العمدة، مساعد وزير الداخلية مدير أمن سوهاج، إخطارًا من مأمور مركز شرطة أخميم، بورود بلاغ من الأهالي يفيد بالعثور على جثة وكيل مدرسة في العقد الخامس من العمر بشارع العقيد بجوار أحد المدارس في بندر أخميم.

انتقل المأمور وضباط وحدة مباحث المركز إلى مكان البلاغ، وتبين من خلال المعاينة والفحص العثور على جثة وكيل مدرسة بمدينة أخميم في العقد الخامس من العمر، ويقيم بذات الناحية، متفحمة تمامًا، بها إصابة نافذة بالرأس، وإخطار النيابة العامة لمعاينة الحادث.

وانتقل فريق من النيابة العامة لمعاينة مسرح الحادث، وأمرت النيابة بنقل الجثة إلى مشرحة المستشفى المركزي، وانتداب الطب الشرعي لتشريحها وإعداد تقرير مفصل لبيان سبب الوفاة، كما أمرت بتفريغ كاميرات المراقبة بمحيط الواقعة، وطلبت تحريت المباحث حول الواقعة وظروفها وملابساتها، وسرعة ضبط مرتكيبها.

وكشفت التحريات التي تمت بمعرفة ضباط مباحث مركز أخميم، تحت إشراف اللواء عبد الحميد أبو موسى مدير المباحث الجنائية بسوهاج، ملابسات الواقعة، وتبين أن معلما بالمدرسة وراء ارتكابها انتقامًا من وكيل المدرسة بسبب قراره ومدير التعليم عن بُعد بنقل المتهم إلى مدرسة أخرى.

وأشارت التحريات الأولية، إلى قيام المتهم «خ. ع»، بقتل «ياسر فاروق»، 51 سنة، وكيل مدرسة رشا جلال الإبتدائية، بأن فاجأ الأول الثاني أثناء سيره بالشارع بعدة طعنات باستخدام آلة حادة عبارة عن «ساطور»، ثم سكب البنزين على جسده وأشعل النيران بها؛ ما نتج عنه تفحمها، ظنا منه أنه أخفى معالم الجريمة.

تبين من خلال التحريات الأولية أن المتهم مُعلم بمدرسة رشا جلال الإبتدائية التي كان يعمل بها وكيل المدرسة الراحل، وأنه كان بينهما خلافات في العمل منذ فترة، على القرار سالف الذكر، وهو الأمر الذي أثار حفيظة المتهم على التخلص منه، فبيت له النية وعقد العزم على ارتكاب الجريمة.

وتحرر عن ذلك المحضر اللازم بالواقعة، وتولت النيابة العامة مباشرة التحقيقات والتصريح بدفن الجثة عقب ذلك.