رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مشكلة معقدة تهدد خطة الحكومة توطين صناعة لقاحات كورونا

لقاح ضد كورونا
لقاح ضد كورونا


شهدت عمليات توريد لقاحات فيروس كورونا المستجد، عدة أزمات خلال الآونة الأخيرة وذلك بسبب عدم كفايتها وتأخر وصولها نتيجة استئثار دول بعينها بكامل حصة إنتاج اللقاحات، ومع تزايد شدة فيروس كورونا، نتيجة التحوارت التى مر بها، وظهور سلالات جديدة من الفيروس، وارتفاع أعداد الإصابات بصورة ملحوظة، لجأت الدول المنتجة للقاحات لتخزين كميات كبيرة لنفسها، فضلا عن تطعيم شعوبها الأمر الذى أدى إلى حرمان الدول المستوردة للقاح من الحصول على كفايتها من اللقاح لمواجهة الفيروس.

ونتيجة لما سبق، رأت الدولة المصرية، أن هناك حتمية للبحث عن آليات أخرى، للخروج من هذه الإشكالية، منها توطين صناعة اللقاحات الخاصة بكورونا.

واستقبلت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان، الدفعة الأولى من المواد الخام لتصنيع لقاح «سينوفاك» الصيني بمصر، بإجمالي 1400 لتر تكفي لتصنيع نحو مليوني جرعة من اللقاحات، وذلك ضمن الاتفاقية الموقعة بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات «فاكسيرا» وشركة «سينوفاك» الصينية.

وأشارت الوزيرة إلى أن خطوة تصنيع لقاحات فيروس كورونا في مصر هي خطوة تاريخية، لتصبح مصر من أوائل الدول في القارة الإفريقية التي تبدأ في تصنيع لقاحات فيروس كورونا، مشيرة إلى أنه سوف يتم تصدير الفائض من اللقاحات إلى الدول الإفريقية بعد تغطية الاحتياج المحلي.

وأكدت الوزيرة البدء الفوري لتصنيع لقاحات «سينوفاك» في مصانع «فاكسيرا» على أن يتم ضخ مليوني جرعة من اللقاح في مراكز اللقاحات على مستوى محافظات الجمهورية خلال شهرين، مشيرة إلى أنه من المقرر تصنيع 40 مليون جرعة من اللقاح بالتزامن مع استلام مزيد من شحنات المواد الخام خلال الفترة المقبلة.

وأضافت الوزيرة أن عملية تصنيع اللقاحات تمر بأكثر من مرحلة، بدايةً من إجراء اختبارات لتحليل المواد الخام في المعامل المركزية التابعة لوزارة الصحة، ثم مرحلة التعبئة ثم مرحلة دراسات الجودة.

كما أعلنت رئاسة مجلس الوزراء المصري، توقيع اتفاقيتين بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا"، وشركة "سينوفاك" الصينية للمستحضرات الحيوية، في إطار "السعي نحو تحقيق التعاون الفني في هذا المجال الحيوي، عبر الاستفادة من اللقاح الذي طورته سينوفاك".

وذكر بيان صادر عن رئاسة مجلس الوزراء، أن توقيع الاتفاقيتين جاء "للاستفادة من اللقاح الذي طورته شركة سينوفاك الصينية، الرائدة في مجال البحث والتطوير والإنتاج والتسويق في مجال المستحضرات الصيدلانية الحيوية، من أجل الوقاية من فيروس كورونا".

كما يهدف إلى "تبادل الخبرات لدعم إمكانات شركة فاكسيرا المختصة بتصنيع الأمصال واللقاحات في مصر، بما يساهم في الحد من انتشار هذا الفيروس".

وتختص الاتفاقية الأولى " بتكنولوجيا التصنيع للقاح (كوفيد-19)، حيث تمنح شركة سينوفاك بموجبها، لشركة فاكسيرا ترخيصا محدودا لاستخدام تكنولوجيا التصنيع، والمعرفة الفنية، بغرض تصنيع المنتج النهائي المحلي للقاح كورونا، في أماكن التصنيع الخاصة بشركة فاكسيرا داخل مصر".

على أن ذلك سيتم "على النحو المحدد في اتفاقية التصنيع المحلية، باستخدام المنتج الجاهز للقاح كوفيد-19 المقدم من شركة سينوفاك الصينية".

كما نصت هذه الاتفاقية على أن تقدم "سينوفاك" لشركة "فاكسيرا"، "كافة المعلومات التقنية المتعلقة بلقاح كورونا، وتقديم المساعدة الفنية، بما في ذلك فحص أماكن التصنيع الخاصة بشركة فاكسيرا، وتصنيع المنتج النهائي المحلي باستخدام المنتج الجاهز الذي توفره شركة سينوفاك".

يأتي ذلك إلى جانب اختبار المنتج النهائي المحلي، وطرق التصنيع والعمليات التقنية المستخدمة، والمعدات أو الأدوات أو الآلات، والإصلاح وصيانة مرافق التصنيع الخاصة بفاكسيرا، فضلا عن إدارة ومراقبة الجودة".

أما الاتفاقية الثانية، فتتعلق بالتصنيع المحلي للقاح كوفيد-19، و"تنص على منح شركة سينوفاك الصينية تصريحا لشركة فاكسيرا، لإعادة التعبئة، والتعبئة، وتصنيع المنتج النهائي المحلي للقاح كورونا، في المنشآت الخاصة بشركة فاكسيرا، مع حصول فاكسيرا على الموافقات التنظيمية، وتكنولوجيا التصنيع والمعرفة الفنية، لاستخدام المنتج الجاهز للتعبئة الذي توفره شركة سينوفاك، من جانب شركة فاكسيرا".

ونصت الاتفاقية كذلك على قيام فاكسيرا بتجهيز منشآتها الحالية، أو إنشاء وبناء وتجهيز مرافق جديدة لتكون بمثابة منشآت التصنيع، مع إنشاء نظام فاعل لإدارة الجودة لكل خطوة من خطوات وأنشطة الإنتاج، وتمكينها من تلبية متطلبات ومواصفات ومعايير إجراءات التشغيل الخاصة بشركة سينوفاك الصينية، التي ستقدم من جانبها الدعم الفني والمساعدة لفاكسيرا على بناء وتجهيز مرافق التصنيع لتلبية المعايير المطلوبة.

وبالإضافة إلى ذلك، نص الاتفاق على استعداد سينوفاك، بناء على طلب فاكسيرا، لتوفير التدريب اللازم لموظفي فاكسيرا في منشآت التصنيع بمصر، أو في منشآتها الخاصة في بكين، فيما يتعلق بعمليات التعبئة والتغليف النهائية، ومراقبة الجودة النهائية.

وفي هذا السياق، قال الدكتور علي عوف رئيس شعبة الأدوية باتحاد الغرف التجارية، إنه مع وجود الموجة الثالثة لفيروس كورونا العالم وعدم التوصل لعلاج، كان الحل الوحيد في زيادة مناعة المواطنين ضد الفيروسات.

وأضاف في تصريح خاص لـ"النبأ " أن العالم منذ بداية الجائحة قرر العمل على إيجاد لقاحات لفيروس كورونا لمواجهة والسيطرة على انتشاره، وكان أول لقاح تم إعلانه هو أسترازينيكا، وبدأ العمل مع الشركات الألمانية على خلق لقاح.

وتابع: وتقدمت فايزر في الخطوات على أسترازينيكا، فالنتائج الأولى أظهرت فعالية فوق ٩٠٪ لشركة فايزر، ولم تظهر أعراض جانبية سوى بسيطة في ارتفاع الحرارة وآلام فى موضع الحقن، ولمدة يومين فقط.

وأضاف: ودخلت الصين وروسيا على خط اللقاحات من خلال الإعلان عن وجود تطعيمات على مستوى عال للبيع بشكل تجاري، ولكن تظل مشكلة لقاحات الصين وروسيا في أنه لم يتم تطبيقها على أعداد كبيرة، كما تصل الفعالية فوق ٨٠٪.

وأشار إلى أن الدول الفقيرة أو التى لا تصنع اللقاح هي التي تتأثر بنقص اللقاحات، ولذلك وجدت الفكرة في مصر للتعاون من خلال توقيع اتفاق لتصنيع اللقاحات محليا في فاكسيرا.

وتابع: المفروض أطعم ٧٠٪ من الشعب، بما يعني الحاجة إلى ٧٠ مليون جرعة، وخطة الوزارة للتصنيع ستؤدي إلى تغطية جزء كبير جدا من الشعب المصري، كما أنه في حال الزيادة عن الحاجة سيتم تصديرها للقارة الإفريقية والتي لا يوجد بها تصنيع لقاح للفيروس.

وشدد على أن مصر لديها القدرة المادية والتكنولوجية لتصنيع اللقاحات محليا، وستكون في أقصى درجات الحرص على جودة اللقاح المنتج.

ولفت إلى أن مصر هي الأولى بجرعات اللقاح التي سيتم إنتاجها قبل التفكير في تصدير هذه اللقاحات إلى الدول الإفريقية المحتاجة.

واستشهد بواقعة تصنيع عقار ريمديسفير، في مصر وهى إحدى ٤ دول في العالم فقط تنتج هذا العقار خارج أراضي الولايات المتحدة الأمريكية.

بدوره قال الدكتور إسلام عنان، خبير اقتصاديات الصحة، إنه في ظل الأزمات العالمية الكبيرة في توقيتات التوريد للقاحات فيروس كورونا المستجد كان لابد من التوجه للتصنيع المحلي.

وأضاف عنان، في تصريح لـ"النبأ": أنه توجد مشكلات في عملية توريد لقاحات كوفاكس، على مستوى العالم بما يشمل ٩٢ دولة متعاقدة معها، وذلك نتيجة تأخر تلقي هذا التحالف جرعات اللقاحات من الدول المصنعة.

وأكد خبير اقتصاديات الصحة: مصر من أقدم دول العالم في تصنيع الأدوية واللقاحات، وثاني أكبر مصدر لتصدير الأدوية واللقاحات في المنطقة ولذلك يمكن أن تحقق مصر الاكتفاء الذاتي من اللقاحات الخاصة بفيروس كورونا.

وشدد على أن الخطة الإنتاجية المحلية تحدثت عن إنتاج نحو ٢٠ مليون جرعة العالم الحالي، و٢٠ مليون أخرى العام القادم، ليتم تحقيق الاكتفاء الذاتي والتحول لنقطة ارتكاز عالمية للتصنيع والتصدير لأوروبا وإفريقيا.

وأوضح الدكتور إسلام عنان: "مصر والجزائر والأردن والسعودية هم الدول الأربع التي لديها الإمكانيات لإعادة إنتاج اللقاحات.

ولفت إلى أهمية تخصيص وخلق أماكن التخزين للقاحات والأدوية المستوردة من الخارج، سواء مخازن هيئة الشراء الموحد ومخازن شركات الأدوية المتعاملة معها، موضحا: ليس لدينا ثلاجات تكفي لشراء لقاح فايزر لذلك تم الاعتماد على لقاحات تحتاج درجة حرارة أقل.

وقال إن مسئولية الإنتاج والتخزين محليا تخضع لرقابة الشركة المنتجة للقاح عالميا، سواء سبوتنيك أو سينوفاك، لابد من إجراء تقييم المصنع وقدرته التصنيعية والتخزينية وهذا تم بالفعل في مصر.

واختتم: مصر لديها القدرات والإمكانات التي تؤهلها لتصنيع اللقاحات محليا، وهذا أصبح توجه الكثير من دول العالم حتى المنتجة بالفعل للقاحات بدأت عملية تخزينها لتوفيرها كمخزون لشعبها.