رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حيل جهنمية تحول «الكمامة الطبية» إلى سلاح خطير لارتكاب جرائم مروعة

كمامات
كمامات


في الوقت الذي مثّلت فيه الكمامات طوق النجاة للبشرية من الإصابة بعدوى فيروس كورونا الوبائي، مثّلت في الوقت ذاته حيلة جهنمية للمجرمين للإفلات بجرائمهم من كاميرات المراقبة، والوسائل الإلكترونية الحديثة لتحديد شخصيات الجناة في الحوادث المختلفة.

"النبأ" ترصد في السطور التالية عددا من الجرائم، التي استخدم فيها الجناة الكمامات الطبية للتخفي، الهروب من عين العدالة.

حادث الموسكي
تعرض أحد المحال التجارية بمنطقة شارع عبد العزيز بالموسكي، لحادث سرقة من قبل شخص مجهول الهوية، ظهر خلال قيام رجال المباحث بتفرغ كاميرات المراقبة مرتديا كمامة طبية، و"سوي تيشرت" ذا غطاء رأس، الأمر الذي صعب على رجال المباحث مهمة التعرف عليه.

بداية الواقعة بورود بلاغ، لضباط مباحث قسم شرطة الموسكي، من صاحب محل لبيع الأدوات المنزلية والهواتف المحملة، كائن بشارع عبد العزيز بدائرة القسم، باكتشافه سرقة عدد كبير من الهواتف المحمولة ومبلغ مالى حوالي 32 الف جنيه.

وفور ورود البلاغ انتقل احد الضباط من معاوني مباحث إلى المكان، وبالفحص تبين سرقة عدد من الهواتف المحمولة والمبلغ المالي المذكور.

ومن خلال تفريغ كاميرات المراقبة الموجودة بالماكن، اظهرت احد الأشخاص مرتديا كمامة طبية و"سوي تيشرت "بغطاء رأس لم يظهر من وجهه سوى عينيه، حاملا كارتونة بها المسروقات، وبتتبع خط سيره من خلال كاميرات المراقبة المحيطة بالأماكن توجه بها إلى شارع محمد علي واستقل اوتوبيسا وتوجه إلى جهة غير معلومة.

وبدأ رجال المباحث في البحث عن المتهم من خلال تتبع خط سيره والاستماع لأقوال صاحب المحل والعاملين فيه، ومن خلال تكثيف التحريات وجمع المعلومات حول الواقعة، أمكن التوصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة شخصين، عامل سابق بالمحل "محل البلاغ"، وإحدى السيدات.

وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبط المتهمة الثانية بمنطقة سكنها بمدينة السلام بالقاهرة، وضبط بحوزتها 3 هواتف من متحصلات واقعة السرقة، وبمواجهتها اعترفت بارتكابها الواقعة بالاشتراك مع المتهم الهارب.

كما أمكن التوصل إلى مكان اختباء المتهم الهارب بمسكنه الكائن بأصل بلدته بمحافظة الشرقية، وعقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه وبمواجهته بالتحريات أقر بارتكاب الواقعة لمروره بضائقة مالية، وتم بإرشاده ضبط 25 هاتفا محمولا، وجهازين DVR، استولى عليهم من محل المجني عليه.

مستشفى أبو الريش
وردت إشارة من نقطة شرطة مستشفى أبو الريش، للرائد احمد قدري رئيس وحدة مباحث قسم شرطة السيدة، بخطف طفل من والدته أثناء قيامها بإجراء بعض الفحوصات الطبية له داخل مستشفى أبو الريش.

انتقلت الأجهزة الأمنية إلى المكان، وتم التأكد من صحة الواقعة، وتبيّن اختطاف الطفل "محمد حمادة رجب" يبلغ من العمر 3 أشهر.

تم إخطار اللواء أشرف الجندي بالواقعة مدير أمن القاهرة، الذي وجه بتشكيل فريق بحث جنائي قاده المقدم أحمد قدري رئيس مباحث قسم شرطة السيدة زينب لكشف ملابسات الواقعة وضبط الجناة.

وبإجراء التحريات اللازمة حول الواقعة، وبتفريغ كاميرات المراقبة، تبين أن إحدى السيدات وراء ارتكاب الواقعة، حيث تخفت في ملابس الأطباء وارتدت معطفا أبيض "بالطو" ودخلت المستشفى ونجحت في خطف الطفل، بعدما أوهمت والدته أنها طبيبة ويحتاج لجلسة أوكسجين، وبتتبع خط سيرها وأمكن تحديد هويتها.

وتم ضبط المتهمة واقتيادها إلى قسم شرطة السيدة زينب بعد تخليها عن الطفل والعثور عليه داخل أحد المستشفيات بالجيزة، تم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة وتحرر المحضر وتولت النيابة التحقيق، التي قررت حبسها 4 أيام على ذمة التحقيقات.

وسيلة خطيرة للتخفي
وقال اللواء حازم مادي الخبير الأمني، إن استغلال الكمامة الطبية من قبل بعض الأشخاص في التخفي، لارتكاب لجرائم يصعب مهمة رجال البحث في تحديد هوياتهم، كما أنها تجعل كاميرات المراقبة عديمة الفائدة.

وأضاف الخبير الأمني لـ"النبأ" أن هذا السلوك افتعله هؤلاء المجرمون، في ظل جائحة كورونا، للاستفادة من الإجراءات الاحترازية المفروضة للحد من انتشار الوباء.

ولفت إلى أنه لا يوجد جهاز أمني يمتلك خطة بعينها لتفادي مشكلة ارتداء الكمامات، خاصة في ظل الظروف الراهنة، التي تجعل من الكمامة فرضا على كل مواطن، لذا فليس هناك مفر من مضاعفة جهود رجال البحث الجنائي، لتحديد هويات مرتكبي الجرائم، ممن يتسترون خلف الكمامات الطبية، على حد وصفه.