رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

وصفة إسلامية للقضاء على البطالة والفقر والتضخم وزيادة التصدير فى زمن قياسى

بطالة وفقر
بطالة وفقر


تسعى الدولة على مدار السنوات الماضية نحو تحسين الاقتصاد المصري وحل أزمة البطالة والفقر والتضخم وضمان ارتفاع نسبة النمو، وهي الازمات الاقتصادية التي تقف حائلا أمام الدولة المصرية وتؤرق المواطنين رغم الإشادة الدولية بتطور الاقتصاد المصري على مدار السنوات الأخيرة.

ومؤخرا أعلنت وزارة التخطيط، أن: معدل الفقر في مصر يتراجع للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما ليسجل 29.7% في العام المالي الماضي، كما ذكر الجهاز المركزى لتعبئة والإحصاء، أن معدل البطالة تراجع إلى 7.3% في الربع الثالث من العام، مقارنةً مع 7.8% قبل سنة. ووفقًا لبيانات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، فقد بلغ معدل التضخم السنوي في حضر مصر في العام 2015 نحو 10.4% ثم ارتفع في 2016 إلى 13.8% ثم بلغ ذروته التاريخية في العام 2017 عقب تحرير أسعار الصرف وسجل نحو 29.5% ثم في 2018 نحو 14.4%، وحتى الفترة الراهنة من 2020 بلغ نحو 7.5%.

والسؤال كيف واجهت الدولة الإسلامية الأزمات الاقتصادية الصعبة لكي نتعلم منها في الوقت الراهن، وهل المشروعات الكبرى التى تتبناها الدول حاليا هي نفس المنهج الإسلامي السليم في نهوض الدولة وسعت إلى تطبيقها الدولة الإسلامية منذ البدايات؟.

مصطلح البطالة الإسلامي
في البداية أكد الدكتور يسري السيد أستاذ التعاملات الإسلامية بكلية التجارة جامعة الأزهر، أن الفقهاء أعطوا للبطالة مفهوما مختلفا عما هو معروف لدى الشاب والحكومة، فمصطلح البطالة لدى الفقهاء أنه العجز عن الكسب لوجود عائق مثل الصغر والأنوثة، والعته، والشيخوخة، والمرض، أو غير ذاتي، كالاشتغال بتحصيل العلم.

وأضاف، أن الشرع الحنيف عمل على القضاء على مظاهر البطالة والفقر، وذلك بالحث على إقامة المشروعات الاقتصادية بين المسلمين، وحثَهم على المزارعة، كما فعل الأنصار مع إخوانهم المهاجرين الفقراء الذين هاجروا للمدينة بلا أدنى مال، كذلك يكمن دور الزكاة في معالجة البطالة؛ حيث إعطاء القادرُ العاطلَ ما يمكنه من العمل في حرفته من أدوات أو رأس مال، أو يدربه على عمل مهني يعيش منه، أو لإقامة مشروعات جماعية -مصانع أو متاجر أو مزارع ونحوها؛ ليشتغل فيها العاطلون، ملكا لهم بالاشتراك، كلها أو بعضها".

وقال الدكتور يسري السيد، إن هناك زكاة لو طبقت ما رأيت في الطريق سائلا، ولا في البيوت عاطلا، ولا في السجون قاتلا، وهي زكاة الركاز -المعادن، والبترول- الموجود في باطن الأرض، لو تم إخراجها بهدف قيام الحكومة بعمل استثمار للفقراء والمساكين والباحثين عن العمل.

وأضاف أستاذ التعاملات الإسلامي، أن بدايات عهد الدول الإسلامية كانت تهتم بإنشاء صناديق خاصة؛ الغرض منها توفير إعانات بطالة تصرف للمتعطلين، ورفع المعاناة عن الفقراء، وبهذه الإعانات يقدر هؤلاء على مواجهة جزء من متطلبات حياتهم الضرورية".

وأشار الدكتور يسري السيد، إلى أن القرض الحسن أحد أهم الطرق لمواجهة البطالة والفقر، حيث يقوم الأغنياء بإقراض الفقراء بعض المال لعمل مشروع يعيد عليهم دخلا، ومن خلاله يقوم المقترض بسداد ما عليه، والإنفاق على نفسه ومن يعول.
الوقف الخيري.

بدوره قال الدكتور محمد علوى الباحث الاقتصادى، أن الإسلام فتح نوافذ متعددة للقضاء على البطالة، ومن أبرز هذه النوافذ الوقف الخيري، حيث يقوم بعض المسلمين بوقف جزء من ماله للمساهمة في أبواب الخير، فالعائد المتجدد الناتج عن استثمار أموال الوقف، فيه فائدة اقتصادية عظيمة جدا ألا وهي وجود مصدر حقيقي لتمويل إعانات البطالة، يضمن دوام هذه الإعانات لكل متعطل، مع عدم تحميل هذا الإسهام الاجتماعي لأية أعباء؛ لأن عائد الوقف يصرف منه على الأعيان الموقوفة، وعلى المصرف المحدد. كما يمكن استغلال أموال الوق في -تدريب المتعطلين على تعلم حرفة أو إتقان مهنة معينة؛ فإنهم يحتاجون إلى الإنفاق عليهم خلال هذه المرحلة.

وطالب الخبير الاقتصادى، بإنشاء المؤسسات الوقفية المتخصصة في المجالات المختلفة لتوفر خبرات لهذه المنشآت، وتوفر عناصر مؤهلة في المجتمع المجالات، وهذا يوفر استمرارية واستقرارا يمكن الإفادة منها في مجالات متعددة.

وقال إن الدعوة إلى ترشيد الاستهلاك، من أهم الوسائل لعلاج مشكلة البطالة، التى سعت إليها الدولة الإسلامية في الصحابة والتابعين، وذلك بدعوة الأفراد إلى ترشيد الاستهلاك، انطلاقا من وسطية الإسلام الذي يدعو إلى الاعتدال في كل شيء، بلا إفراط ولا تفريط، ولا تبذير ولا تقتير؛ لأن البعد عن الإسراف يوفر قدرا من المال لرعاية العاطلين عن العمل، ومن الممكن أن تقيم الدولة من خلال الأموال التي توفرت من التوازن في الإنفاق، مشروعات للباحثين عن العمل ممن لديه استعداد لأن يقي نفسه من البطالة وذل السؤال.

وأكد الباحث الاقتصادى، أن الشروعات الكبري التى يتبنها الرئيس والدولة حاليا هي إحدى الركائز التى قامت عليها الدولة الإسلامية في بدايتها، حيث حرص الصحابة مع الفتوحات الإسلامية إلى تنبيع مشروعات عملاقة سواء في الصناعة والتجارة لزيادة الدخل على الأمة الإسلامية وقتها، فالمشروعات الكبري هي الملجأ الصحيح لتوفير عمالة والقضاء على البطالة والتضخم وقلة الفقر.