رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

القصة الكاملة لصناعة «الألش» على السوشيال ميديا

السوشيال ميديا
السوشيال ميديا


أصبحت "السوشيال ميديا" في الآونة الأخيرة، من أهم أدوات القوى الناعمة، القادرة على توجيه الرأي العام، والتأثير في حياة الشعوب لتبني أفكار بعينها، قد تصل أحيانا لإجبار الحكومات على اتخاذ قرارات بعينها، ولو لم تكن في مصلحة الدولة على المدى البعيد.

ولعل ما يعرف بثورات الربيع العربي، ومنها ما جرى في مصر يوم 25 يناير وما بعده، يعد دليلا واضحا وجليا على تأثير السوشيال ميديا على العقل الجمعي للشعوب، ولا سيما وأنه لم يتضح حتى الآن، وعلى الرغم من مرور نحو 16 سنة على ظهور مواقع التواصل، ماهية الجهة التي تديرها، ولمصلحة من.

ويخطئ من يظن أن المجموعات التي يطلق عليها "اللجان الإلكترونية"، التي تعمل على فرض أفكار بعينها على الفضاء الإلكتروني، هي التي تبتكر الأفكار التي تعمل على الترويج لها، فهذا غير صحيح على الإطلاق، لأن الأفكار المتداولة في الفضاء الإلكتروني، وبخاصة فيسبوك، تكون مدبرة ولها أهداف خاصة، تعتمد على دراسات مستفيضة يجريها مجهولون، مستغلين ما توفره الخوارزميات التجسسية المنتشرة على هذه المواقع، التي تلملم معلوماتها مما ينشره المستخدمون، وأحيانا مما يتناولونه في أحاديثهم الجانبية، لأنه بات حقيقة واقعة، أن فيسبوك يتجسس على أحاديث مستخدميه، بل وما تلتقطه هواتفهم الجوالة من صور وفيديوهات.

دنيا الكوميكس
وتعد التعليقات الساخرة التي يطلق عليها "كوميكس"، إحدى أهم الأدوات التي تستخدمها العقول المدبرة على مواقع التواصل، لتوجيه الرأي العام، من خلال عشرات وربما مئات الحسابات على هذه المواقع، حتى صارت قادرة على رفع من تريد إلى عنان السماء، وتدمير من لا تريد حتى يهوي في الأرض السابعة، ولو كان قبل استهدافه نجم النجوم.

و"الكوميكس" شكل من أشكال السخرية الضاحكة، التي تترك أثرًا في المتلقي بطريقة غير مباشرة، للرسالة التي يريدها صاحب الكوميكس، وقد أثبتت بعض التجارب أن صناع الكوميكس لديهم أغراض خاصة، يعملون على نشرها بهذه الطريقة، وقد يصل الأمر إلى وجود شركات تعمل على إدارة تلك الصفحات، لتضمن الانتشار والتأثير القوي، لكن هناك بعض الصفحات تشكلت من خلال مجموعة عادية من الأفراد وشكلت "اولتراس" ولها قوة كبيرة سعى لاستمالتهم شخصيات مشهورة لضمان ولائهم.

أشهر الصفحات والشخصيات
وعلى مدار السنوات الأخيرة ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي، مجموعة هائلة من الصفحات التي تعتمد في منشوراتها على الكوميكس، لكن عددا قليلا منها حقق شهرة فائقة ومنها: "أساحبي" التي ظهرت في عام 2012، وحظيت بإعجاب 15 مليون متابع، وتحظى كوميكساتها بانتشار كبير، وتأتي في المرتبة الثانية صفحة "فاصل مش إعلاني"، ويتابعها أكثر من ستة ملايين متابع، ولها قوة مؤثرة في عالم الكوميكس.

عمرو عبد الجليل
ومن الشخصيات المشهورة التي انتشرت على السوشيال ميديا أخيرا، الفنان عمرو عبد الجليل، الذي تستخدم صوره ولقطات من أعماله الفنية، لوضعها على تعليقات لاذعة، تصنع بالتالي كوميكسات ساخرة شديدة السخونة.

ولعل من أشهر أعمال الفنان عمرو عبد الجليل، التي استخدمت مشاهدها لإنتاج كوميكسات لاقت رواجا واسعا، فيلم "كلمني شكرا"، إنتاج 2010، وكان كوميكس"أنا بفكر في الانتحار"، أشهر ما تم استخدامه، بالإضافة إلى قفشاته السريعة واللاذعة، التي لا ينساها الجمهور، ومن بينها: "مصر محتاجة راجل زي صلاح الدين الأبنودي"، وأيضا: "دا البني آدم زي الإنسان لما يموت يتوفى".

أما أشهر كوميكس فهو الذي جمعه مع الفنانة غادة عبد الرزق، والفنان صبري فواز، وكانت الجملة الارتجالية التي قالها الأخير في بتساؤل استنكاري: "أنا يا يبنتي؟!!!".

وجود عبد الجليل بقوة على السوشيال ميديا، وانتشاره بسرعة الصاروخ في وقت قصير، جعل نجمه يلمع فنيا، لا سيما بعدما أصبح علامة قوية في هذا العالم، وهو ما جعله البطل في إعلان لأحد البنوك: «باي باي نقدية.. ده زمن الإلكترونية»، والذي حصل على أكثر من مليوني مشاهدة، وقدم فيه عبد الجليل أكثر من رؤية للحملة القومية للتوعية بمزايا السداد الإلكتروني ضمن مبادرة البنك المركزي واتحاد بنوك مصر.

محيي إسماعيل
ولعبت الصدفة دورا في عودة الفنان الكبير محيي إسماعيل لإثارة الجدل، بعدما انتشر على السوشيال بطريقة منقطعة النظير، وبشكل غير متوقع، فيديو لا يتعدى دقائق معدودة، وأسهمت كوميكسات مثل: "كنت عبقري ـ ها إيه تاني إللي بعده ـ إنت مبتعرش تسأل"، في عودته للأضواء مرة أخرى، حتى أنه أصبح فجأة ضيفا دائما على معظم البرامج الحوارية.

مرتضى منصور
الصدفة لعبت دورها أيضا مع عبد الرحمن عوف، صاحب أشهر مقولة جعلته يتصدر مواقع التواصل الاجتماعي، عقب ظهوره مع المستشار مرتضى منصور، رئيس نادي الزمالك السابق، حيث وقال له: "دا شقاوة قديمة"، تلك المقولة التي فتحت له باب الشهرة، وجعلته ضيفا أساسيا على الكوميكسات الساخرة، التي حظيت بانتشار كبير، وهو ما جعل البرامج تسارع لاستضافته، وهو ما قاله في أحد البرامج، مؤكدا أن المستشار مرتضى منصور، فتح له أبواب الشهرة بسبب تلك الواقعة، وجعل المواطنين يطالبونه بالتقاط الصور معه.

سمرة ومكي
أما الفنان باسم السمرة فدخل عالم السوشيال ميديا متأخرا، لكن بفعل تصريحاته ومواقفه المثيرة للجدل مع أصدقائه الفنانين، فرض وجوده بقوة في العالم الافتراضي، وهو ما تكرر مع الفنان أحمد مكي الذي دخل عالم السوشيال ميديا متأخرا.

ورغم إعلان مكي أكثر من مرة، أنه لا يملك حسابات على فيسبوك، إلا أن كوميكسات شخصيتي "حزلقوم"، و"الكبير" تحظي بانتشار واسع، وعليه قرر الفنان إنشاء حساب على فيسبوك، لكن الغريب في الأمر أنه بعد تدشين حسابه ظهرت عدة حسابات بنفس الاسم والفيديوهات، التي ينشرها الفنان للدلالة على أن صفحته هي الصفحة الشخصية.

أروى وسليمان
وعلى محرك البحث "جوجل"، زاد بحث رواد مواقع التواصل الاجتماعي، عن اسم الفنانة أروى جودة، والفنان محمد سليمان، بعدما انتشر "كوميك" وفيديو "دا هاني" من مسلسل "هذا المساء".

وعلى الرغم من أن المسلسل إنتاج عام 2017، لم يحظ بشهرة ولا نسب مشاهدة عالية، إلا أنه عاد للواجهة بعد تداول إفيه "دا هاني"، الذي جمع كل من جمع أروى، في دور "نائلة"، وزوجها إياد نصار "أكرم"، وصديقها محمد سليمان "هاني"، عندما عاد أكرم من خارج المنزل ليجد نائلة وهانى قادمين من الدور العلوي للفيلا، مما جعل أروى تعلق على انتشار الكوميك بعد ثلاث سنوات من إنتاج المسلسل.

غسان وعلاء وحلمي
أما الفنان الراحل غسان مطر فعلى الرغم من رحيله في عام 2015، فإن كوميك "اعمل الصح"، مازال ينتشر بشكل كبير على السوشيال ميديا، يشاركه الانتشار ذاته الراحل علاء ولي الدين بطل فيلم "الناظر"، الذي يعتبر كل مشهد فيه مادة خصبة للفيديوهات والصور الساخرة، سواء في شخصية الأم لها قوة هائلة، أو شخصية صلاح، فضلا عن شخصية عاطف التي أداها الفنان أحمد حلمي.

حسن حسني وهاني رمزي
على النمط ذاته حضر الفنان الراحل حسن حسني والفنان هاني رمزي، من خلال فيلم "غبي منه فيه"، فمشاهد الفيلم مادة خصبة لصناع الكوميك مثل: "يا معلم"، و"يوم ما تفكر تنشن لازم تصيب"، و"يا أم نيازي صحي نيازي"، هذا بجانب فيلم محامي خلع، الذي يجمع الفنان هاني رمزى مع الراحل وحيد سيف وكوميك "مبيعرفش" الذي انتشر بصورة كبيرة.

محمد سعد اللمبي
أيضا من أشهر الكوميك الذي يعبر عن اختلاف الشخص عن حقيقته، والظهور بمظهر مغاير لطبيعته هو "كوميك" مشهد اللمبي بالمحكمة ومرافعته في فيلم "اللمبي 8 جيجا"، الذي جمعه مع ميسرة، أو "نبيلة الحايح"، التي خرجت في ثوب الفضيلة وردت على القاضي بـ"أجل يا سيدي".

محمد هنيدي
أما الفنان الكبير محمد هنيدي، فينفرد بمكانة خاصة على مواقع التواصل الاجتماعي فهو الأكثر انتشارا، خاصة أنه بجانب مشاهد أفلامه الكثيرة التي أصبحت مادة دسمة لصناع الكوميك، فإن له تعليقات ساخرة وردود لاذعة على أصدقائه الفنانين، جعلته أكثر انتشارا، ورغم غياب هنيدي عن الماراثون الرمضاني الحالي، فإنه يطل على مشاهديه من خلال برنامج على السوشيال ميديا.

"هنيدي" وحضوره الطاغي على السوشيال ميديا، يجعل الكوميك الخاص به ينتشر كالنار في الهشيم، وهو ما جعل صفحة "كشري أبو طارق"، تستعين بكوميك "الخالة نوسة"، في الدعاية لنفسها.

نور الشريف
أيضا الفنان الراحل نور الشريف والفنانة الكبيرة عبلة كامل حاضران بقوة على السوشيال ميديا، من خلال كومكيسات عبد الغفور البرعي، والحاجة فاطمة كشري.

ورغم شهرة مسلسل "لن أعيش في جلباب أبي"، الذي قدما فيه الشخصيتين، وأنتج عام 1996، ونال بجماهيرية كبيرة آنذاك، إلا أن السوشيال ميديا كان لها زاوية أخرى، حيث ركزت على لقطات بعينها مثل: فرح سنية، الذي اشتهر بقوة ضاهت شهرة المسلسل نفسه.

وأعاد فرح سنية الفنانة ناهد رشدي للأضواء، ومعها بعض أبطال المسلسل، للحديث عن الكواليس التي لا يعرفها أحد، بعد مضي ربع قرن على إنتاج المسلسل تقريبا.

أزمة مروان
على الجانب الآخر تمثل السوشيال ميديا ضغطا نفسيا كبيرًا وتؤثر الكوميكسات على نفسيتهم بطريقة قوية قد تدفعه في بعض الآحيان في التفكير لاعتزال النجومية كما حدث مع لاعب النادي الاهلى مروان محسن فاللاعب يتعرض من آن لآخر لهجوم ساخر من بعض الجماهير وتمثل السوشيال عبئا على اللاعب وضغطا نفسيا رهيبا يؤثر بشكل ملحوظ على مستواه ولا يغفل عن أحد حزن اللاعب في بطولة كأس العالم لأندية بسبب ضياعه لضربة الجزاء ورغم تتويج الاهلى ببرونزية كأس العالم إلا أن مروان ظهر حزينا ولم يفرح بالتتويج.

شيكابالا
أيضا لم يسلم "الاباتشي" محمود عبد الرازق شيكابالا لاعب نادي الزمالك من عمل كوميكسات كثيرة لنيل من عزيمته والتأثير على نفسيته عن طريق عمل فيديوهات وصور له وإطلاق لفظ المرحوم عليه إلا أنه يرد على منتقديه بقوة على أرضية الملعب.
إعلان الحرب من خلال الصور لم تسلم منه الفنانة ياسمين صبري زوجة رجل الأعمال أحمد أبو هشيمة الذي يصمد أمام سهام الـ"كوميك" ولكن مجرد ما ظهرت الفنانة من داخل طائرتها إلا وقامت حرب عليها للمقارنة بينها وبين سيدة المطر التي ظهرت تبيع "ترمس" تحت وخزات المطر وقد سارعت الفنانة لدعوتها بمنزلها ولقائها وهى الحركة التي فسرها البعض بالذكاء في التعامل مع الحرب ووأد الفتنة في مهدها.

أحمد فلوكس
أيضا لم يسلم الفنان أحمد فلوكس أو كما أطلق عليه البعض "الشهيد الحي" من رصاص الكوميك فرغم نجاح فيلم الممر بشكل منقطع النظير إلا أن "فلوكس" تلقى هجوما كاسحا رغم أهمية الدور الذي قام به وهو ضابط عسكري شارك في حرب الاستنزاف واستشهد على يد الإسرائيليين.

زعم البعض أن "فلوكس" كان يؤدي بشكل مبالغ به وبطريقة طغت على واقعيته واستمرت معه بعد أداء الشخصية خاصة أنه كُرم في عدة محافل وزار أماكن عدة منها مدارس تعليمية لتعريف التلاميذ ببطولات رجال القوات المسلحة.

قانونية الكوميكس
من جانبه يقول نبيه الوحش المحامي بالنقض إن النقد لا يعاقب عليه القانون، ولكن التجاوز والإساءة يوقع صاحبها تحت طائلة القانون لا سيما لو كانت شخصية مشهورة وتم التجاوز في حقها بالسب أو التشهير بها ولكن الرد على تجاوز بتجاوز لا يعاقب عليه القانون.

وأضاف "الوحش" أنه قد يكون هناك نقد بطريقة ساخرة ويتبعه عمل صور بواسطة الفوتوشوب، أو تكون مصحوبة بصور عادية مرفق بها تعليقات لاذعة وساخرة للشخصية المشهورة، مما يوقع ضغطا نفسيا على صاحب الصورة، ويترتب عليها أذى نفسي يذهب على أثره للطبيب، وفي هذه الحالة قد يتقدم ببلاغات للجهات المسؤولة مرفق بها تقريرا من الطبيب، ضد أصحاب تلك الصفحات والأفراد الذيم يروجون تلك الصور الساخرة.