رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«روشتة» إسلامية للقضاء على كورونا خلال 50 يوما

كورونا
كورونا


على الرغم من الإجراءات غير المسبوقة في كل بلدان العالم، والحجر الصحي على مدن كاملة، لمواحهة وباء كورونا، فإن ارتفاع الإصابات بفيروس كوفيد 19، مازال مستمرا، مما حول هذا الفيروس إلى أكبر صداع في تاريخ البشرية الحديث، وانتابت حالة من الفزع والقلق الجميع.

وفي هذه الظروف الخطيرة، تبدو أهمية التعرف على الروشتة النبوية، التي تعامل الرسول صلى الله عليه وسلم، بها وصحابته مع موقف الوباء، والتي لا يحتاج القضاء على كورونا إذا نفذناها لأكثر من 50 يوما.

حجر إسلامي حديث
ويوضح الدكتور هشام عبد المنعم، أستاذ الحضارة الإسلامية جامعة الأزهر، أن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، هو أول من أرسى قواعد الحجر الصحي الحديث، عندما أمر الناس بملازمة منازلهم وبلادهم، في حال تفشى فيها وباء، وعدم مخالطة المرضى، إذ قال: "إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها، وإذا وقع بأرض وأنتم فيها فلا تخرجوا منها"، وقال أيضًا: "الفار من الطاعون كالفار من الزحف، والصابر فيه كالصابر في الزحف".

وأشار إلى أن ما فعله الرسول، صلى الله عليه وسلم، هو نفسه الإجراءات التي تتخذها الدول الآن، بإلزام المرضى وعموم الناس بملازمة بيوتهم، أو المستشفيات والمناطق المخصصة للحجر الصحي، وفرض إجراءات مشددة بعدم الخروج ومخالطة الأصحاء لمنع انتشار فيروس "كورونا المستجد" الذي يضرب العالم الآن، ولم يوجد له حتى الآن دواء فعّال، أو لقاح يمنع الإصابة به، ونشرت تقارير أمريكا وأوروبية تفيد بأن تلك الدول تطبق المنهج النبوي في علاج كورونا والوقاية منها وعلاج المصابين.

وأضاف أنه على النهج النبوي الذي سار عليه صحابة رسول الله الكرام، فعندما ظهر الطاعون في الشام عام 18هـ، وأراد خليفة المسلمين عمر بن الخطاب زيارة الشام، والتقى مجموعة من الأمراء على حدود الحجاز والشام، وأخبروه بانتشار المرض بها، تشاور مع مَن معه، وآثر عدم دخولها. في حين رفض الصحابي الجليل أبو عبيدة بن الجراح الخروج من الشام، وقد كان واليًا عليها، وهو ما يعرف حاليا بغلق الحدود بين الدول.

وأضاف أن هذا الوباء وقتها حصد أرواح نحو 30 ألفًا من المسلمين، كما جاء في كتب التاريخ، واستُشهد إثره مجموعة من كبار الصحابة، من بينهم: أبو عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل، ويزيد بن أبي سفيان، والحارث بن هشام، وسهيل بن عمرو، وعتبة بن سهيل.

ولم يرتفع الطاعون إلا بعد تولي عمرو بن العاص الإمارة في الشام، عندما أخذ بنصيحة عمر بن الخطاب بالخروج بالناس إلى الجبال؛ لأن الطاعون لا ينتشر هناك.

50 يوما
وقال الشيخ مصطفي بان عضو لجنة الفتوى بالأزهر، أنه في العهد المملوكي كانوا يتعاملون مع الأوبئة بأن عمد بعض الحكام والأثرياء إلى استجابة لتعاليم الدين الإسلامي والتي تحض على دفن الميت بأسرع وقت ممكن، ولم ينس الناس أهمية التقرب من الله والدعاء إليه والرجاء منه في تلك الأوقات العصيبة.

وكشف عن سباق المسلمين في تطبيق الحجر الصحي، فقبيل انتشار طاعون 1798م في المغرب، استطاع المغاربة تطبيق حجر صحي واتخاذ إجراءات للوقاية من الوباء الذي قدم من الشرق، فهم وإن لم يستطيعوا أن يتفادوه ولكنهم استطاعوا تأخير قدومه عدة سنوات، فهذا الطاعون أول ما بدأ في الإسكندرية في عام 1783م. والذي ساهم في تأخير قدوم الوباء وذلك بأن أقام نطاقًا عسكريًا على الحدود الشرقية للمغرب، وبدأت في عام 1792م باتخاذ إجراءات صحية وقائية على الواجهة البحرية، بفرض حجر صحي ضد الجزائر التي كان الوباء فيها قد تفشى.

وأضاف أن أحد الأوبئة الخطيرة مثل فيروس كورونا الحال ضرب المسلمين في عهد الخلفاء الراشدين وتحديد في عهد عثمان، قتل العشرات من المسلمين وكان يشبه أعراض كورونا الحالي، وتم فرض العزل الكامل في المدينة وبلاد المسلمين وبالفعل تم القضاء على المرض خلال 50 يوما.