رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«بيزنس الموت».. أسرار سيطرة مافيا الدعارة والمخدرات والشعوذة والبناء على «مقابر حلوان»

نبش القبور فى حلوان
نبش القبور فى حلوان


كشفت واقعة حرق جثة موظفة مستشفى حلوان العام داخل مقابر عزبة الوابور، عن مافيا من نوع جديد سيطرت على المقابر وحولتها إلى أوكار للدعارة والمخدرات الشعوذة، بالإضافة إلى حيازة وتجارة الأسلحة النارية والبلطجة، إلى جانب سرقة الأعضاء البشرية، وأخيرا اغتصاب وحرق الجثث بعد دفنها، هذا إلى جانب البلطجة والاستيلاء علي أراضي الدولة ومخالفة البناء واستخدام تلك الأماكن لارتكاب جرائم القتل في غياب رقابة مسئولي تلك المقابر والجبانات. 

وظهرت تلك المافيا مع بدايه أحداث الفوضى عقب ثورة يناير عام 2011 ونتج عن ذلك ظهور  فئة من الأثرياء بلا سبب من هؤلاء التربية الذين خالفوا القوانين وتحصلوا على مكاسب غير مشروعة، وإليكم التفاصيل.

اعترافات تشيب أدلى المتهم مصطفى حنفى محمود الشهير بـ"بسبوسة"، المتهم بحرق جثة موظفة مستشفى حلوان العام، التي توفيت إثر إصابتها بفيروس كورونا، أمام المستشار مصطفى تاج الدين، وكيل النائب العام بحلوان، حيث قرر بأنه ارتكب جريمته نكاية في تُربى آخر يُدعى "طارق حماد"، لسيطرته على المقابر، بعدما نشبت بينهما خلافات وقام الأخير بتكسير هاتفه. 

وأضاف المتهم أن "حماد" سيطر على المقابر بعدما توفي والده، على الرغم من أنه كان بائعا للأنابيب فى منطقة حلوان، ولم تكن له علاقة بالجبانات.

وأشار إلى أنه كان ينوي إخفاء الجثة وليس حرقها، إلا أنه لم يستطع حملها، فقام بحرقها، بعد أن اغتصبها جنسيا، تحت تأثير المخدرات، وتبين من التحريات أن المتهم سبق اتهامه في قضية إتجار بالمخدرات.


الإتجار بالمخدرات
منذ سنوات يعيش أهالي منطقتي عرب راشد وعزبة الوابور حالة من الرعب اليومي بسبب تواجد المقابر وسط الكتلة السكنية والعديد من المدارس لمختلف مراحل التعليم فضلا عن اتخاذ بعض تجار المخدرات لتلك المقابر وكرا لمزاولة نشاطهم الإجرامي في بيع السموم مما جعل العديد من أهالي تلك المناطق يتمنون نقلها بعدما أصبحت ملاذا آمنا لتجار المخدرات لسهولة الهروب داخل تلك الأحواش والمدافن بمساعدة بعض مسئولى هذه الجبانات.

بعض الخارجين عن القانون من أهالى المنطقة الذين نجحوا فى فرض سيطرتهم على المقابر،  ومن أشهر هؤلاء التجار شخص يدعي إيهاب مرعي الذى يتخذ من تلك المقابر مكانا للاختفاء وإخفاء بضاعته من هيروين وحشيش وبرشام وماكس، إلى جانب استغلاله المكان فى الإتجار بالمخدرات، بعدما ألقى القبض على زوجته أثناء مداهمة منزله. 

ويعتبر "مرعى" المسؤول عن توريد المخدرات لصغار التجار ولديه العديد من دواليب المخدرات التى تدار تحت إشرافه، ويساعده فى ذلك علاقته ببعض البدو الذين يقومون بتوريد المخدرات له بصفة عامة والهيروين والذي تسبب في وفاه العديد من شباب مدينة حلوان. 

ويستغل الشخص معرفته الجغرافية للمكان ويقوم بالدخول لمدافن مؤجرة له بمعرفة المسئولين عن تلك المقابر، كما أن التربية يستغلون هوس بعض المدمنين في استخدام مسحوق الجماجم بديلا من مخدر الهيروين، ويتضح لكل من يزور تلك المقابر وجود كم من السرنجات الملقاة داخل وأمام المقابر خاصة مقابر عزبة الوابور.

دعارة وجنس 
وفي كثير من الأحيان يقوم مسؤولو الترب حديثة البناء أو الفارغة والأحواش بتأجيرها للنساء والرجال راغبي المتعة الحرام مقابل مبالغ مالية يتحصلون عليها لقضاء وقت داخل تلك الجبانات.  

سرقة
شكا فؤاد عبد الواحد محمد 54 سنة موظف، من أن أهالى منطقة عرب راشد ومنشية جمال عبد الناصر وعزبة الوابور، من أنه لا يمكنهم الدخول لمنازلهم سوى من المداخل المجاورة للمقابر ما يعرض المارة من الرجال والسيدات والأطفال إلى السرقة بالإكراه ومضايقات متعاطي المخدرات وبرهن على ذلك بأنه تعرض للسرقة منذ  أربعة شهور بعدما اعترض طريقة 6 من المسجلين خطر أثناء عودته من صلاة الفجر. 

وأشار الحاج مبروك مسعود إلى أن أولاده يعانون الأمرين أثناء ذهابهم لمدارسهم، ما يوجب عليه مرافقتهم في الذهاب والعودة حتى لا يتعرضوا لمضايقات الشباب سيئي السمعة المنتشرين في الطريق الوحيد للدخول والخروج  من المنطقة. 

وأكدت مرثا بدر، أنها تقيم بمنشية جمال عبد الناصر، وتخشي الذهاب إلى والدتها المقيمة بعرب راشد، لتجنب السير في هذا الطريق الوحيد المجاور لتلك المقابر.  

ولم تقتصر السرقة على مقتضيات الأحياء، حيث اعتاد اللصوص سرقة الأبواب الحديدية لغرف المقابر، ورغم  تكرار تلك السرقات إلا أن مسؤولي المقابر لا يتخذون الإجراءات اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، مما أدى إلى تفاقم الأمور، وسرقة الجثث والتجارة بالأعضاء البشرية. 

وكان رجال مباحث قسم شرطة حلوان تمكنوا من ضبط  زكريا.م، حال استقلاله دراجة بخارية وبحوزته باب حديدي وعتلة حديدية، وبمناقشته عن مصدر المضبوطات اعترف بسرقتها من منطقة مقابر عزبة الوابور. 

السحر  والشعوذة 
أوضح أحد الأهالي أنه اعتاد العثور على الأعمال السفلية والسحر في المقابر بجوار رفات الموتي في القبور المغلقة أو في العيون المفتوحة بمقابر لم يتم الدفن بها. 

وأشار إلى أن أصحاب القلوب المريضة يقومون بعمل الأسحار والتي غالبا ما تكون علي الملابس أو الصور  وتكون مكتوبة بطلاسم أو مبلولة بمياه بعد التعزيم عليها  وبعد ذلك  يفتحون القبر المغلق علي الموتي ويضعون السحر  ثم يغلقون القبر  مرة  أخرى،  ولا يتم اكتشاف هذا الأمر إلا في حالة القيام بدفن ميت جديد.

بلطجة ومخالفات بناء 
شهدت مقابر عزبة الوابور في الآونة الأخيرة اعتداءات علي المقابر  واستيلاء البلطجية علي مدافن متروكة بغرض إعادة بناءها  وبيعها بالمتر، كما قام مسئولو المقابر بالاستيلاء علي الممرات بين الأحواش وبناءها وبيعها بعشرات الآلاف مما جعلهم اثرياء بلا سبب شرعي وأصبح كل منهم لديه سيارات فارهة وفيلل من كسب غير مشروع، وفي سبيل فرض كل منهم سطوته قاموا بحيازة الأسلحة النارية، واصبح من المعتاد قيامهم  باطلاق النيران، ورغم صدور أحكام قضائية لبعضهم بتهمة حيازة الأسلحة والشروع في قتل منافسيهم، إلا أنهم مازالوا أحرار يمارسون جرائمهم لزيادة ثرواتهم التى تحصلوا عليها بطرق غير مشروعة.

قتل 
استغل ثلاثة شباب عدم وجود أسوار على تلك  المقابر  وعدم وجود مراقبة وقاموا باستيقاف طبيب نساء شهير بمدينة حلوان وقاموا باستدراجه  بحجة توصيلهم وقاموا بتكميمه، وتقييده بلاصق طبي وشال وقاموا بخنقه حتي تأكدو من وفاته واستولوا على سيارته ومتعلقاته  وتخلصوا من الجثة بمدافن عرب راشد فى محاولة منهم فى أخفاء جريمتهم، إلا أن وجود حركة داخل المدفن الذى أنزلوا فيه الجثة منعهم من استكمال عملية الدفن وفروا هاربين.

وفى نفس اليوم تبلغ لقسم شرطة حلوان من المدعو أشرف عبد الغنى محمود أحمد ربيع 22 عاما، عامل بسوبر ماركت، ومقيم شارع عمر بن الخطاب، بجوار مسجد عمر بعرب راشد، دائرة القسم بعثوره على جثة شخص مجهول الهوية، مكبل اليدين والارجل، بمنطقة مقابر عرب راشد، ونفى علمه بملابسات الواقعة.

بالانتقال والفحص تبين لرئيس المباحث، أن الجثة لذكر في نهاية العقد السادس من العمر، موثوق الايدى، والأرجل، ومكمم بلاصق طبي أبيض، يرتدي كامل ملابسه، وبه إصابة ردية، بمؤخرة الرأس، وسحجات الجبهة، وعثر بحوزته علي مبلغ 2365 جنيه، وكذا دبلة فضية، بإصبع اليد اليسري، ولم يعثر معه علي ثمة أوراق، أو مستندات تفيد شخصيته.

بوضع خطة بقيادة اللواء نبيل سليم وأثناء السير في إجراءات البحث، ورد لقسم شرطة المعادى، من المدعوة ابتسام محمد كامل يعقوب، بلاغ بتغيب زوجها المدعو فتحي عبد الغفار محمد حسن، سن 68 طبيب نساء وتوليد، ويمتلك عيادة كائنة 40 شارع مصطفى المراغى بحلوان، ومقيم بدائرة قسم شرطة المعادي، وبحوزته السيارة ملكه، رقم وس س 375 ماركة سكودا سوداء اللون، عقب خروجه من عيادته، في ساعة متأخرة، وباستدعائها تعرفت على جثة المتوفى إلى رحمة الله تعالى.

بتكثيف التحريات، ومن خلال الاستعانة بالتقنيات الحديثة، أمكن التوصل إلي أن وراء ارتكاب الواقعة عمر نصر صابر عبد المنعم 36 عاما سائق توك توك، ومقيم شارع مسجد الرحمة، خلف شركة البترول عرب البراوى، كفر العلو حلوان، ومختار رجب عبد المجيد محمد وشهرته المخ 27 عاما سائق توك توك  ومقيم 42 شارع 19 منشية جمال عبد الناصر، حلوان.

عقب تقنين الإجراءات وإعداد الأكمنة اللازمة بالأماكن التي يتردد عليها المتهمان، أسفرت إحداها عن ضبطهما، بمواجهتهما بالمعلومات والتحريات أيداها، واعترفا بارتكاب الواقعة، وقرر الأول بأن زوجته المدعوة انشراح سعد عبد المنعم 32عام، ممرضة بمركز كفر العلو الطبي، ومقيمه بذات العنوان، تعمل في الفترة المسائية كممرضة بالعيادة ملك المجنى عليه، ولسابقة قيامه بأعمال دهانات، بذات العيادة، ولعلمه بثرائه خطط للتخلص منه، والاستيلاء علي سيارته وما بحوزته من متعلقات شخصية، واستعان بالثاني لتنفيذ مخططه.

وبتاريخ أكتشاف استوقفا المجنى عليه أسفل العيادة، محل عمله بدعوى توصيلهما لمنطقة المعصرة، وأثناء استقلالهما السيارة صحبته بمنطقة ركن فاروق بدائرة القسم طلب منه التوقف بدعوي قضاء الحاجة، وغافله وتعدي عليه بعصا خشبية " شومة "، وشلا حركته، وقاما بتكميمه وتقييده بلاصق طبي، وشال واصطحباه لمنطقة كفر العلو دائرة القسم، حيث قام بخنقه حتي تأكدا من وفاته، واستوليا على السيارة، والهواتف المحمولة، ومتعلقاته الشخصية، وتخلصوا من الجثة بمكان العثور، وبمواجهة الثاني بما جاء بأقوال الأول أيدها.

وأضافا بقيامهما بالتخلص من هواتف المجني عليه، بالقائها بالطريق العام، وإخفاء السيارة طرف المدعو محمد نبيل محمد سعد سعيد سن 28 سمكري سيارات، ومقيم شارع 19 مكرر منشية جمال عبد الناصر حلوان.

تم بإرشادهما ضبط الأخير، وبحوزته السيارة المستولي عليها، بمكان إخفائها بجوار الورشة، محل عمله عقب استيلائه، علي بعض من اجزائها، بمواجهته بما جاء بأقوال الأول والثاني أيدها، وقرر بعلمه بأن السيارة من متحصلات الواقعة.