رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

جرائم مرعبة للتحرش بالنساء فى المواصلات العامة تشعل غضب المجتمع

تحرش في مكان عام
تحرش في مكان عام


كنت أسير بمفردي ولا أشعر بالخوف، فنحن في وقت الظهيرة الذي تعج فيه شوارع مصر بالبشر، ولكن حظي العثر قادني إلى شارع بمنطقة الزهراء، ليس به إلا قليل من المارة، ودون سابق إنذار نادتني سيدة تسير خلفي، وسألتني: هل الشخص الذي يهرول أمامي أعرفه؟، كانت هذه الكلمات هي التي بدأت بها السيدة "ل.ك"، روايتها لموقف غريب تعرضت له، مضيفة: "بصعوبة التفتت إلى السيدة، فأنا حامل في الشهر السادس، وقلت لها لا أعرفه، فزادت السيدة بسؤال آخر ألم تشعري بشيء فعله هذا الرجل حينما اقترب منك، فقلت لا فمن ألم الحمل لم أشعر بشيء، فأشارت بيدها على ملابسي من الخلف، فإذا بمني الرجل، الذي هرب أمامي، وألقيت باللوم على السيدة، لأنها رأت ما حدث ولم تنمعه أو تنبهني لكى أنهره!".

ليست الأولى
تلك الواقعة لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة، ففي الأيام الماضية وقعت أكثر من حادثة تحرش أخرج فيها المتحرش عضوه الذكرى أمام السيدات في المواصلات العامة، ففي مدينة المحلة جلس الطبيب الشاب بجانب فتاة في الميكروباص بالكرسي الخلفي، وبعد فترة من الوقت فوجئت الفتاة بالجالس بجانبها يخرج عضوه الذكري ويقوم بأفعال فاضحة، وقام بالاستمناء على ملابسه، فاستغاثت الفتاة بالركاب إلا أن الطبيب فر من السيارة لكن تمت مطاردته والقبض عليه بواسطة رجال الشرطة.

وعلى الرغم من فضح الطبيب بوسائل الإعلام، فإن ذلك لم يمنع شابا في العقد الثالث من عمره، من ارتكاب فعل مشابه فأخرج عضوه الذكري لفتاة تجلس بإحدى عربات مترو الأنفاق بمفردها، لكن الفتاة كانت من الذكاء بأنها أخرجت هاتفها وصورت الشاب، ونشرت الفيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، وسرعان ما ألقت أجهزة الأمن القبض على الشاب، وتبين أنه بائع لحوم مجمدة، ويحمل شهادات طبية تفيد بمعاناته نفسيا.

ورغم ذلك قضت المحكمة بمعاقبته بالحبس ثلاث سنوات، وغرامة 20 ألف جنيه.

اضطراب جنسي
في هذا السياق يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بجامعة القاهرة، إن هؤلاء الأشخاص لديهم ما يعرف بالاضطراب الجنسي، وهذا المرض يكتمل قبل سن الخامسة عشر من العمر، فمن يقوم بهذا الفعل لديه شعور بالدونية ويريد أن يحصل على المتعة الجنسية بأي طريقة، وبمجرد أن يقوم بهذه الفعلة من إظهار عضوه الذكري لسيدة أو فتاة تجلس بمفردها بجواره أو حتى مجموعة منهن، ويرى في عيونهن الدهشة أو الشعور بالخوف أو حتى بالاستهزاء، يعطيه هذا المتعة الجنسية التي يريدها، فهذا الشخص يشعر بالإشباع الشديد عندما يبدى الشخص الآخر شعورًا بالخوف أو الخجل أو الصدمة من رؤيته عاريًا، وكلما ازداد ارتباك وخجل الضحية كلما ازداد إشباع الشخص المستعرض، ولا يقوم المضطرب بفعل هذا السلوك غير السوي من أجل ممارسة الجنس مع ضحيته، ولكن كل ما يهتم به هو رد فعل الضحية.

وأضاف "فرويز" هناك من لديهم قصور عقلي قد يقومون بهذا السلوك وقد نراهم في الشارع يخلعون ملابسهم ويسيرون عرايا أو قد نرى مريض انفصام مزمن قد يفعل هذا أو مريض يعاني من الهوس الجنسي وقد يفعل ذلك أثناء نوبة المرض وعليه يجب أولا قبل محاسبته أن نعرف التاريخ المرضي لمن يقوم بهذا السلوك فإذا كان لديه مرض عقلي فلا حساب عليه وإذا كان مريض هوس وفعل ذلك أثناء نوبة مرضه فلا يحاسب أما إن كان مريض هوس جنسي ويتلقى العلاج ومدرك لأفعاله فسيحاسب أما مريض الاضطراب الجنسي فهو يعرف أن به خلل ما ولا يريد العلاج ويفعل ما يفعله فهو بذلك يقع تحت طائلة القانون.

وأكمل "فرويز" أن الـ" exhibitionis" أو مرض "التعري" ليس نتيجة مشاهدة الأفلام الإباحية والتأثر بها ولكنه مرض قديم يبدأ من سن صغيرة ويجب أن نُعرف الناس أن مرض الإضرابات الجنسية له علاج ولا عليه أن يخجلوا من الذهاب للطبيب المختص ومصارحته بذلك لأن غالبية من يقومون بفعل هذا السلوك لديهم من الخجل ما يمنعهم أن يعترفوا بذلك وعليه يزيد الموضوع صعوبة لديهم وقد يصل لما نراه حاليًا فقد تكون الأعراض بسيطة ولكن لا يعترف بها كسرقة الملابس الداخلية للنساء وقد يتطور الأمر للأسوأ كما حدث مع الراجل الذي تحرش بالطفلة الصغيرة وهذا الأمر ليس في مصر فحسب بل في العالم أجمع ورغم ما نراه اليوم من حوادث من هذا النوع إلا أن المجتمع المصري من أقل المجتمعات التي تحدث فيها مثل هذه الحوادث فالعقاب والوازع الديني يحد كثيرا من هذا.

انفلات أخلاقي
ويقول الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف إن الأخلاق هي أهم شيء في حياة الإنسان، ونحن نعيش هذه الأيام في انفلات أخلاقي لا مثيل له فمن يظهر عورته للنساء في الطريق العام أو المواصلات العامة ويمارس العادة السرية أمامهم فينبغي أن يضرب على يد هؤلاء الأشخاص معدومي الأخلاق بيد من حديد.

وتابع الأطرش: "لا مانع من أن يقوم الرجل بالاستمناء ولكن هذا في حالة خوفه من أن يقع في الزنا فلا مانع أما غير ذلك فلا، فالله يقول عن المؤمنين: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)، أي المتجاوزين للحد والنبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: (ماء وجهك فلا ترقه) فلتعلموا أن هذه العادة حرام أما إذا خاف الإنسان أن يقع في المحظور فيجوز له أن يستعمل يده أو غير ذلك لقمع شهوته أما غير ذلك فلا يجوز".

وأكمل "الأطرش": "من يفعل ذلك أمام العامة فيجب "ضربه بالجزمة" فما يفعله سفاهة أخلاقية ولا يرد على السفهاء إلا بالضرب بيد من حديد على مثل هذه الأفعال حتى وأن الذي يفعل هذا يعاني من مرض نفسي فهؤلاء المرضى لديهم مستشفى المعمورة أو مستشفى العباسية للأمراض النفسية والعصبية ولديهم أيضًا بيوتهم يفعلون فيها ما يفعلون ولكن لا يلقون قاذوراتهم أمام الناس واللي عنده " كلب يربطه".

هتك عرض
بدوره يقول نبيه الوحش المحامي بالنقض، إن الشخص الذي يقوم بهذا السلوك في الأماكن العامة أمام النساء دون ملامسة أجسادهن، يكون متحرشًا لأن التحرش يكون بالفعل أو القول أو الإشارة أما لو لمس مواطن عفتها أو جسدها بشكل عام فيكون بذلك هتك عرضها فجسم المرأة عورة وعليه يقع تحت طائلة القانون وحتى وقت قريب لم تكن هناك عقوبة للتحرش الجنسي وكانت العقوبات الموجودة فقط لهتك العرض بالرضا أو بالقوة والاغتصاب والتحريض على الفسق والفجور والزنا والدعارة ولكن في عهد الرئيس الأسبق عدلي منصور تم استحداث هذه العقوبة بعد ثورة يناير بالسجن لمدة عام وتم تعديلها حتى وصلت اليوم إلي ثلاثة سنوات.

وتابع "الوحش" من يقوم بهذا الفعل فهو يعاني من قلة الإيمان ونقص العزيمة ويعاني من شهوة عدوانية حيوانية لا يستطيع كبحها ولكن رغم تلك الصفات السيئة التي يحظى بها هذا الشخص يجب أن نقوض أولا الأسباب التي تدفع المتحرش للقيام بتلك الأفعال المخجلة فمن الضرورة في ظل انتشار مثل هذه الحوادث بوتيرة متسارعة أن يحافظ المجتمع على تقاليده وأعرافه وخاصة ملابس النساء، فالملابس الفاضحة تثير غريزة المتحرش ويسيل لعابه فالذئب يبحث عن فريسته ورغم أن هذا الحيوان لا يفرق ولكننا نحاول ألا نضع البنزين بجانب النار، ويجب أن ترتدي النساء في الأماكن العامة والمواصلات والجامعات ملابس محددة لا تظهر مفاتنهن، وأن يرتدن ما يحلو لهن في المناسبات الخاصة والحفلات.

وأكمل "الوحش" بالقول إن المريض النفسي غير المسئول عن تصرفاته لا تقع عقوبة عليه، وجهات التحقيق لو رأت علامات المرض على الشخص المتورط في هذا الفعل تأمر بتحويله إلى مستشفى الأمراض العقلية لبيان مدى قواه العقلية، وبناء على التقرير الطبي تحدد جهات التحقيق القرار المناسب ولا يعتد في مثل هذه الجرائم بروشتة الأدوية أو شهادة الطبيب الخاص به فقط ما يقدم عن طريق الجهة الطبية الرسمية التي أسند إليها الكشف على المتهم، وكتابة تقرير بحالته وأيضا قد تطلب النيابة في بعض الحالات تقريرا طبيا لو اتهمت فتاة أحد الأشخاص بالتحرش بها عن طريق قذف "المنى" على ملابسها ففي هذه الحالة تأمر النيابة بعمل المتهم تحليل السائل المنوي وتتم مطابقته مع المنى الذي وجد على ملابس الفتاة لإثبات التهمة عليه.

واستطرد "الوحش" هناك من دعا لإخصاء المتحرش، ووقتها تساءلت ماذا لو الفتاة هي من قامت بالتحرش بالرجل، ماذا سنفعل بها آنذاك؟