رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل عمليات الموساد الإسرائيلى لاستغلال الألعاب الإلكترونية فى التجسس على المصريين

الألعاب الإلكترونية
الألعاب الإلكترونية


في مثل هذا التوقيت من كل عام تظهر لعبة غريبة من الألعاب التى تجذب المراهقين والشباب على تطبيقات الهواتف المحمولة، والسوشيال ميديا، تبدو فى ظاهرها مجرد لعبة مثيرة، لكنها في الحقيقة تحمل في باطنها تحمل أهدافا خبيثة، وخطيرة على النفس البشرية، مثل الدعوة للانتحار، مثلما حدث في العديد من الألعاب خلال السنوات الأخيرة، مثل: الحوت الأزرق، التي تسببت في انتحار العديد من الشباب بمختلف دول العالم، والدول العربية أيضَا، والمفاجأة أن أغلبية تلك الألعاب تقف وراءها شركات إسرائيلية.

خلال الفترة القصيرة الماضية، استنكرت المؤسسات الدينية، وعلى رأسها دار الإفتاء والأزهر في مصر، ظهور لعبة جديدة أو برنامج على فيسبوك، يسمى «ماي هريتج»، لتحريك صور الموتى، واستخدمها العديد من الأشخاص بغرض تحريك صور الأشخاص المتوفين لديهم، الأمر الذي جعل ردود الفعل متباينة، بين رافض لفكرة التطبيق، لما قد يسببه من أذى وصدمة، ومؤيد لها باعتبارها تحرك المشاعر، ومحاولة بسيطة لاستعادة بعض اللحظات حتى لو عن طريق تحريك صورة لشخص يفتقدونه.

وقال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الفقه والشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن استخدام تطبيق "ماي هيرتج" لاستعادة صور الراحلين تعدٍ على حرمة الموتى وتجاوز في حقهم".

وأوضح كريمة أن هذا الأمر تافه خاصة وأنه يشغل وسائل التواصل الاجتماعي بمثل هذه التطبيقات مشيرا إلى أنه يجدد الأحزان، والأولى الدعاء للموتى بدلًا من العبث بصورهم.

وقالت دار الإفتاء المصرية، إن الشريعة الإسلامية أباحت وسائل الترفيه والترويح عن النفس لكونه من متطلبات الفطرة؛ إلَّا أنَّ هذه الإباحة مُقَيَّدة بأن لا تشتمل على سخريةٍ أو سُوءِ أدبٍ؛ فإذا كان لا مانع شرعًا من استخدام برامج حديثة لتحريك الصور الثابتة، بحيث تصبح بتقنية الفيديو بدلًا من كونها ثابتة كصورة عادية؛ فالأَصْل أنَّ هذا مباحٌ بشرط مراعاة خصوصية مَن أفضى إلى رَبِّه بأن لا يشتمل تحريك صورته على سخرية أو سوء أدب مع الميت، وبشرط أن لا يؤدي ذلك إلى تدليسٍ أو ضررٍ بالغير؛ وذلك كما لو تَرتَّب على صورة المستخدم حقوق أو واجبات تستوجب بيان صورته الحقيقية لا الصورة المعدَّلة.

وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الازهر السابق، تعليقا على تطبيقات تحريك الصور الثابتة، إنها مسالك شيطانية، ومنصات تضليل، مؤكدا أن هذا التطبيق هو تطبيق صيهوني يجب النظر إليه بعين الريبة، فهو لا يقتصر بكل تأكيد على التلاعب بصور الموتى غير الجائز لما فيه من التزييف وانتهاك حرمات الموتى، بل هي البداية التي يروج بها للتطبيق دغدغة لمشاعر الناس وحنينهم لرؤية موتاهم.

وتابع: "بكل تأكيد لن يتوقف الأمر عند هذا الحد بل يمكن من خلال هذا التطبيق إظهار الموتى في مواضع وأفعال هم منها براء وتلك جناية أخرى، وما يحث لصور الموتى من الأيسر والأسهل حدوثه لصور الأحياء، حيث يمكن أن يركب على حركة شفاههم كلمات لم ينطقوا بها مستعينين ببرامج التلاعب بالصوت وربما مقتطفات بصوت صاحب الصورة مركبة من عدة مقاطع لا ترابط بينها لتظهر وكأنها كلام واحد".

مفاجأة خطيرة
المفاجأة أن "ماي هريتج"، هو منصة إلكترونية، أسستها شركة إسرائيلية تحمل نفس الاسم، وتهتم تلك المنصة بعلم الأنساب وتحتوي على منتجات وخدمات للهواتف المحمولة، وبدأت العمل عام 2003.

واحتل موقع علم الأنساب "ماي هريتج" مراكز متقدمة في قوائم الأكثر بحثًا على جوجل في عديد من دول العالم ومن بينها "الوطن العربي"، خلال الفترة الحالية، بعدما أتاح لمستخدميه القدرة على تحريك الوجوه في الصور القديمة، اعتمادًا على تقنية "التزييف العميق".

وبدأ مستخدمو "ماي هريتج" استعمال تلك الخدمة، لإعطاء الحياة من جديد لوجوه الراحلين في الصور سواء كانوا أقارب أو شخصيات تاريخية، ليشاركوا الآخرين تجاربهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتحول التطبيق إلى "تريند"، وحديث الساعة في المنصات الإعلامية العربية والعالمية.

وشهدت مصر ظهور العديد من الألعاب الإلكترونية الخطيرها على الفيسبوك، حذرت منها المؤسسات الدينية، من أبرزها:

مومو
في بدايات عام 2019، وبعدما انتشرت تقارير عن أن لعبة "مومو" تدفع الأطفال للانتحار وأصدرت بريطانيا تحذيرات بشأنها، وهي لعبة تستخدم شخصية مخيفة شبيهة بالدمى تسمى "مومو" لديها عينان واسعتان وعميقتان وابتسامة مخيفة، وتطلب التواصل مع الأطفال عبر الواتس آب، ثم تجرهم لإيذاء أنفسهم وتخوفهم بالصور العنيفة.

الحوت الأزرق
وفي أبريل من عام 2018 ظهرت لعبة الحوت الأزرق، وتعتبر من أكثر الألعاب التى ارتبط اسمها بالانتحار والرعب، حيث انتحر على إثرها العديد من الشباب، فهى تتكون من 50 مرحلة أو خطوة، وتطلب أوامر غريبة من اللاعب عن طريق التطبيق الخاص باللعبة، بجانب طلبها لرسم صورة للحوت الأزرق على يده وإرسالها للتأكد من اشتراكه فى التحديات، ذلك بجانب أوامر بمشاهدة أفلام الرعب، والصعود إلى أعلى السطح أو الوقوف على الجسر للتغلب على الخوف، وفى منتصف المهمات يطلب من المشترك محادثة أحد المسئولين عن اللعبة لكسب الثقة، وتستمر الطلبات بالتسبب فى جروح حتى الوصول لليوم الخمسين وتطلب منه اللعبة الانتحار أو القفز من النافذة.

تحدى بوكيمون
أما عام 2016 ظهر تحدى البوكيمون الذى اتخذه العديد من الشباب لكونه تحديا مختلفا، وكوميديا بأن يبحث المشترك فى تطبيق اللعبة عن شخصيات البوكيمون التى تظهر أمامه من خلال شاشة الهاتف المحمول، ويتنقل خلفها أينما تذهب، وهو ما تسبب فى العديد من الحوادث القاتلة بسبب انشغال اللاعبين بالمطاردة فى الشوارع لجمع شخصيات البوكيمون والفوز بالتحدى.

لعبة مريم
كان لها تأثير أقل من الحوت الأزرق، لكنها أثارت جدلا كبيرا وقت ظهورها، لعبة مريم التى تسببت فى إثارة الرعب بين عدد من الأسر فى الخليج لانتشارها على نطاق واسع هناك، فهى عبارة عن لعبة تعبر عن بنت صغيرة تدعى مريم تائهة عن منزلها وتطلب من المشترك فيها مساعدتها فى العودة لمنزلها، وكانت من أكثر الألعاب غموضًا حيث كانت تستهدف الأطفال بشكل أكبر من الكبار، وكانت تطلب المساعدة لكى تعود إلى المنزل مرة أخرى، وتسأل اللعبة المشترك العديد من الأسئلة السياسية والخاصة باللعبة، وبعد أن تجتذب المشترك للعبة تطلب منه الطفلة الدخول إلى غرفة معينة للتعرف بوالدها واستكمال الأسئلة، وترتبط إجابة كل سؤال على السؤال الذى يليه مما يجعل المستخدم ينتظر لمدة طويلة حتى يستطيع استكمالها.

تحدى تشارلى
أما تحدى تشارلى فكان عبارة عن شخصية أسطورية لشاب ميت، تدعو اللعبة مشتركيها برسم شبكة من المربعات واستخدام أقلام الرصاص، وقراءة بعض الجمل، والعبارات التى تؤدى لتحرك القلم دون أن يعى المستخدم بذلك ويشعر أن هناك قوى خارقة موجودة معه، ومع تحرك القلم يشعر المستخدم بالخوف والرعب أو الصراخ.

كما حذر منها الكثيرون، لما تستخدمه تلك اللعبة فى قراءة بعض التعويذات، وطرح أسئلة ترتبط بالغيبيات، مع عرض أوامر ومعلومات تسببت فى رعب الأطفال والمراهقين.

لعبة كونكر
في أغسطس 2018 أصدر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية بيانا قرر فيه أن لعبة "كونكر" تحتوي على كثير من المخالفات للشريعة الإسلامية وأكبرها وأعظمها هو القمار، حيث يلعب أكثر من شخص في نفس الوقت على رصيد وهمي من النقود على شكل نقاط يقامر بها اللاعبون.

تطبيق تيك توك
في أكتوبر 2019 أصدر مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة التابع لدار الإفتاء المصرية من استخدام تطبيق "تيك توك" حيث نوه البيان أن به حسابات تروج للتنظيمات الإرهابية وتعرض فيه تسجيلات للعمليات الإرهابية التي تقوم بها وتحتوي تلك الفيديوهات على مشاهد قتل وجثث، وذكر المرصد في بيانه أن الانتشار السريع للتطبيق وعدد ونوعية الأشخاص الذين يتفاعلون عليه تعد من الفئات المستهدفة للجماعات الإرهابية، فالتطبيق في غضون عام واحد فقط من إطلاقه، يحتوي بالفعل على 100 مليون مستخدم و1 مليار مشاهدة فيديو يوميًّا.

لعبة pubg
في نوفمبر عام 2018 رصد قسم متابعة وسائل الإعلام بمركز الأزهر للفتوى الإلكترونية أخبارًا عن حالات قتل من مستخدمي هذه اللعبة، مما دفعه لإصدار بيان بتحريمها.

من جانبه قال الدكتور الحسن محمد، خبير أمن المعلومات، إن بعض هذه الألعاب تحض على العنف وتغيير العادات والتقاليد في المجتمع، وبعض الدول استطاعت غلق هذه الألعاب، وهي الدول التي يوجد بينها اتفاقيات مع المنصات التي تنشر وتبث هذه الألعاب، موضحًا أن هذا يؤدي إلى الحد من هذه الألعاب، من خلال القوانين الداخلية لهذه الدول، ووجود ممثلين للشركات التي تعرض الألعاب في هذه الدول.

ولفت إلى أن مصممي مثل هذه الألعاب لا يكونون أشخاصا عاديين بل تقف وراءهم شركات إلكترونية متخصصة في أمن المعلومات، يستعينون بأطباء نفسيين ويعرفون جيدا سلوكيات الأشخاص، مثل بعض الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي التي تجذب المستخدمين حتى لو كانت مضرة أو كانت تجمع بياناتهم، مشددا على أن هذه البرامج يتعاون فيها المبرمجون مع أطباء في علم النفس، مؤكدا أن هناك شركات يهودية صهيونية تقف وراء تلك اللعبات بهدف تغير سلوكيات المجتمع العربي وخاصة الشباب، وهناك من يستخدم تلك الألعاب في الأمور السياسية عن طريق التجسس كما في لعبة مريم، مما يؤكد وقوف أجهزة مخابراتية وراء انتشار تلك الألعاب.