رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أردوغان يركع لمصر ويتخلى عن الإخوان.. تفاصيل المصالحة بين القاهرة وأنقرة بشروط السيسي

النبأ

 «الشهاوى»: مصر مستعدة للتجاوب بشروط

«حسن»: اعتراف أردوغان بالنظام المصرى شرط عودة العلاقات الثنائية لطبيعتها

«بيومى»: الإخوان لا قيمة لهم عند أردوغان والمصالحة تتطلب أفعالا لا أقوالا

 

في الأيام القليلة الماضية، أدلى مسؤولون أتراك وعلى رأسهم الرئيس رجب طيب أردوغان بسلسلة تصريحات غازلوا فيها مصر، وتحدثوا عن وجود روابط قوية بين القاهرة وأنقرة، هذه التصريحات أثارت جدلا واسعا في الأوساط السياسية والشعبية.

 

أردوغان يتحدث عن اتصالات استخباراتية

 

أعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن نيته تعزيز الاتصالات مع مصر ورفع مستواها في حال أفضت إلى نتائج إيجابية.

 

وقال أردوغان إن "هناك اتصالات استخباراتية ودبلوماسية وعلى صعد أخرى مع الجانب المصري"، مشددا على أنه "نريد أن تستمر هذه الاتصالات على مستوى وإذا وصلت الى نتائج إيجابية سنقوم بتقويتها ورفع مستواها".

 

وأضاف أردوغان أن "الصداقة بين الشعبين المصري والتركي لن تكون مثل العلاقات بين الشعبين المصري واليوناني".

 

ويقول الخبراء، إن أنقرة تسعى إلى إنهاء عزلتها في شرق المتوسط، إذ إنها مستبعدة عن تقاسم موارد الغاز الهائلة، خاصة مع إقصائها من منتدى الغاز المتوسطي الذي تترأسه مصر، وإلى جانب مصر، تسعى أنقرة الى تهدئة التوتر مع دول مجاورة لها في شرق المتوسط مثل اليونان وإسرائيل.

 

ويؤكد الخبراء، أن أردوغان حاول كثيرا في بداية حكمه التقرب من العرب، كما يفعل حاليًا، حيث يعمد دائمًا لاستغلال القضية الفلسطينية وتوجيه الانتقادات اللاذعة لإسرائيل، للحصول على شعبية بين قطاع من الشارع العربي، لكن مع اندلاع الثورات العربية، قررت حكومة أردوغان دعم تنظيم الإخوان وتفرعاته والتدخل بشكل مباشر في تلك المنطقة، وهو ما خلق حالة من العداء مع العرب".

 

ويضيف الخبراء: "تخشى أنقرة خسارة المزيد من القنوات السياسية في المنطقة وزيادة عزلتها، نظرا لاحتمالية انضمام دول عربية أخرى لاتفاق الإمارات والبحرين (مع إسرائيل)".

 

 

وقد رد النائب مصطفى بكري على تصريحات المسئولين الأتراك بخصوص عودة العلاقات مع مصر.

 

وقال بكري، إن السياسة التركية في عهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خاصة في الفترة الأخيرة اعتمدت على ما يمكن وصفه إحياء الدولة العثمانية القديمة وهو ما جعل تركيا تحاول تطويق العالم العربي في أكثر من اتجاه.

 

وتابع: "أظن أن فصول المؤامرة التركية تجلت بشكل واضح في ليبيا وسوريا والعراق وهو ما يؤكد أن المطامع التركية لن تقف عند حد".

 

وأوضح: "لذلك فمن وجهة نظري قبل أن تطالب تركيا بعودة العلاقات مع مصر عليها أولا أن تثبت حسن نيتها بخطوات عملية على الأرض بتسليم جميع العناصر المطلوبة قضائيا في مصر على ذمة قضايا عنف وإرهاب وكثير منهم صادر بحقه أحكام جنائية".

 

واستكمل حديثه: "عليها أيضا وقف المنابر الإعلامية التحريضية ضد مصر والتي تبث من تركيا وسحب كل المرتزقة التي أرسلتهم إلى ليبيا والكف عن التدخل في شؤون الدول العربية مثل  سوريا وليبيا فإن قامت بتلك الخطوات هنا فقط يمكن الحديث عن بدء عملية مصالحة مع مصر أما غير ذلك فلا يمكن وصفه بعودة العلاقات أو عملية مصالحة والأمر لا يتعدى فقط التنسيق في بعض الأمور".

 

وتقول النائبة داليا يوسف، عضو لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، إن تصريحات أردوغان بشأن رغبته في فتح حوار مع مصر يدلل على نجاح السياسة والدبلوماسية المصرية التي ردعت أردوغان دون عويل أو تسليط كما فعلت تركيا مع قوى الشر التي سلطت أبواقها بمساعدة قطر لتشويه الإنجازات المصرية وتحريض الشعب لإعاقة تقدم الدولة.

 

وأضافت النائبة: "نجاح السياسة المصرية تجاه ليبيا يأتي بسبب عدم وجود أطماع لها كما الحال بالنسبة لتركيا ولكن سياستها نابعة من حماية الأمن القومي ومنع تمدد الإرهاب في المنطقة ومساعدة المجتمع الدولي في الحد من انتقال الإرهاب العابر للحدود".

 

وأردفت إن: "تركيا تشهدا انهيارًا دوليًا وإقليميًا واضحًا وعليها التراجع في سياستها وأطماعها حتى لا تسقط بشكل سريع وهذا من نبهت إليه المعارضة التركية مؤخرًا".

 

من جانبه، قال اللواء تامر الشهاوي عضو مجلس النواب المصري السابق وعضو لجنة الدفاع والأمن القومي، إذا لم يكن التصريحات التركية متوافقه مع السياسات فأن تلك التصريحات لا تصبح لها أهمية.

 

 

وأضاف الشهاوي: "اعتدنا على تصريحات من هذا النوع من الجانب التركي خلال السنوات الأخيرة، والموقف المصري واضح ففي حال أظهرت إرادة التحرك بأجندة إيجابية في القضايا الإقليمية فإن مصر  مستعدة للتجاوب مع ذلك".

 

وأوضح الشهاوي: "هناك العديد من القضايا الخلافية بين البلدين ولم يتغير بشأنها أي شيء على الأرض، خاصة في الساحة الليبية، التي تجمدت فيها الأوضاع عند نقاط وقف إطلاق النار".

 

وأكد الشهاوي: "إذا لم تتحرك تركيا في هذا الاتجاه الإيجابي، تصبح كل الادعاءات التي تتحدث عن تقارب هي تصريحات كاذبة، وفي حال تحركها تكون تركيا قررت تحويل دفتها للتعاون مع مصر باعتبار مصر الدولة المحورية الكبرى في المنطقة وحاضرة بقوة فى كافة الملفات، وهو ما يحتمل معه أن تكون تركيا ارتأت أن تكون مصالحها مع مصر وليس ضد مصر".

 

يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، إن التغيير الكبير الذي حدث في المنطقة، والتطورات التي حدثت للتيار الاسلامي وعلى رأسه جماعة الإخوان المسلمين، والتغيرات التي طرأت على العلاقات بين دول المنطقة، والمصالحة الأخيرة التي تمت بين الدول العربية الأربعة وقطر، والمشاكل الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها تركيا، ومشاكلها مع دول المنطقة ومع الاتحاد الاوربي، وإنشاء منتدى غاز شرق المتوسط المكون من سبع دول بالإضافة إلى أمريكا كمراقب، بالإضافة الى موقف الإدارة الأمريكية الجديدة من أردوغان، في ظل كل هذه التطورات والتغيرات بدأت تركيا تشعر بالعزلة، ولم يعد لدى الرئيس التركي مبرر للاستمرار في موقفه العدائي ضد النظام في مصر، مشيرا إلى أن هذا الموقف العدائي تجاوزته الأحداث حيث أصبح في مصر نظام منتخب من الشعب.

 

وأضاف «حسن»، أن تصريحات وزير الخارجية ثم وزير الدفاع ثم المتحدث باسم رئاسة الجمهورية ثم الرئيس أردوغان عن العلاقات مع مصر، تدل على أن هناك رغبة تركية في فتح حوار مع مصر لتسوية الموقف السياسي والأمني السيئ بين البلدين، مشيرا إلى أن هناك ثلاثة شروط أساسية لعودة العلاقات إلى طبيعتها بين البلدين، لاسيما وأن تركيا هي التي بادرت باتخاذ موقف عدائي ضد النظام في مصر:  الشرط الأول هو عدم إيواء العناصر الإخوانية المطلوبة أو المعادية لمصر، الشرط الثاني هو عدم توفير منصات إعلامية لهذا العناصر وغيرها لشن حملات هجوم وتشويه للأوضاع العامة في مصر، الشرط الثالث والمهم وهو عدم التدخل في الشئون الداخلية لمصر، وبالتالي مستقبل العلاقات بين البلدين وحدوث مصالحة بينهما يتوقف على مدى استجابة تركيا لهذه المتطلبات. وكما قال وزير الخارجية المصري إن العبرة بالأفعال وليس بالأقوال، مشيرا إلى أن المصالحة لا تتم من خلال التصريحات أو من خلال وسائل الإعلام ولكن من خلال التواصل وتقديم مقترحات، لافتا إلى أن هذه التصريحات والمواقف تؤكد أن تركيا بدأت عملية مراجعة لسياستها تجاه مصر، وأن تصريحات أردوغان تؤكد أن هناك تراجعا واضحا من جانب تركيا في سياستها تجاه مصر، موضحا أن مصر بدأت تنظر لمصالحها الأبعد والأعمق في المنطقة، مستبعدا حدوث مصالحة حقيقية بين مصر وتركيا ما لم يغير أردوغان موقفه السابق من النظام في مصر، مشيرا إلى أن موقف أردوغان من النظام في مصر هو تدخل سافر في الشأن الداخلي لمصر.

 

من جانبه رحب السفير جمال بيومي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بتصريحات المسئولين الأتراك، مؤكدا أنه يؤيد الموقف المصري الرسمي في التعامل مع الملف التركي، مشيرا إلى أن هذه التصريحات من الجانب التركي يجب أن تقترن بالأفعال، لافتا إلى أنه رغم المصالحة مع قطر ما زال الإعلام القطري يقطر سما على مصر. وعن امكانية تخلى أردوغان عن جماعة الإخوان المسلمين، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق على أن الإخوان لا قيمة لهم بالنسبة لتركيا وأن الرئيس التركي يعطي للإخوان قيمة، مشيرا إلى أن البيان المصري الخاص بسحب السفراء بين البلدين أكد على أن الشعب المصري يكن كل المشاعر الطيبة للشعب التركي الصديق والشقيق، مطالبا بضرورة أن يقوم الرئيس التركي بإسكات القنوات المعادية للدولة المصرية.