رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

خطة أصحاب المعاشات لإنعاش النقابة والاتحاد بعد رحيل «مانديلا المظلومين»

المعاشات
المعاشات


تواجه كيانات أصحاب المعاشات، أزمات كبيرة، لم تشهدها من قبل، بداية من قلة الموارد المالية، وحتى رحيل الرموز الفاعلة فيها دون توفير أي بدائل وصولا للمناخ السياسي الذي يراه البعض أنه لا يشجع على العمل العام.

وفي هذا التقرير تستعرض "النبأ" أبرز المشكلات التى تواجه تلك الحركات، وتقف عائقا أمام مواصلة دورها، ولعل أبرزهم الآتي:-

الاتحاد العام لأصحاب المعاشات

أزمة كبيرة يواجهها الاتحاد العام لأصحاب، بعد رحيل أحد أهم أعمدتها، وهو البدري فرغلي، رئيس الاتحاد.

ففي يوم الإثنين 15فبراير، ودع أصحاب المعاشات، محاربا، وقائدًا بارزا، شكل علامة مضيئة في تاريخ النضال العمالي، وهو البدري فرغلي رئيس الاتحاد العام لأصحاب المعاشات.

وعُرف البرلماني السابق، بحروبه الواسعة ومعاركه في سبيل استرداد حقوق أصحاب المعاشات الذين منحوه لقب "مانديلا المظلومين".

وظل البدري فرغلي، مدافعا قويا حتى آخر لحظاته، ملتفا حوله أصحاب المعاشات، مما جعل الجميع يتساءلون عن مصير الاتحاد وآلية عمله، بعد رحيل زعيمهم.

وفي غضون ذلك أشعلت أزمة اختيار الرئيس الجديد لاتحاد المعاشات، خلافا كبيرا بين أعضائه، إذ أعلن الاتحاد عن ترشيح مجلس الإدارة بالإجماع أمينه العام عبد الله أبو الفتوح لموقع رئاسة "الاتحاد" خلال اجتماعه، وبالفعل فاز بها وأصبح رئيسا رسميا للاتحاد.

وقال أبو الفتوح في تصريحات صحفية أن فوزه جاء بعد ترشيحه من قبل مجلس الإدارة ومن ثم العرض على الجمعية العمومية التي عقدت مؤخرا والتي أعلنت فوزه برئاسة الاتحاد، ، وهو الأمر الذي رفضه نجل البدري فرغلي، معتبرا القرار بمثابة اغتيال لأصحاب المعاشات لأنه إجراء باطل على حد وصفه.

النقابة العامة لأصحاب المعاشات
وتعد النقابة العامة لأصحاب المعاشات، والتي يرأسها سعيد الصباغ من أشهر الكيانات المدافعة التى تخدم فئة أصحاب المعاشات، لدورها الكبير في هذا المجال، وصل لحد أن الصباغ كان ممثل أصحاب المعاشات بمجلس إدارة التأمينات في عهد وزيرة التضامن غادة والي.

وفي الفترة الأخيرة ترددت أنباء عن تراجع دور النقابة، وصلت إلى الحديث عن صعوبات تجديد "كارنيهات العضوية"، وإغلاق المقر الرئيسي بالقاهرة بشكل دائم، بالإضافة إلى غياب الصباغ عن الإعلام، وهو ظهر في محاولات "النبأ" في التواصل معه دون جدوى على عكس ما كان يحدث في السابق.

اللجنة القومية للدفاع عن أصحاب المعاشات
ارتبطت حركة الدفاع عن أصحاب المعاشات، بنائبها مسلم أبو الغيط الذي كان بمثابة "دينامو" الكيان، فلم يكن هناك أي فعالية أو حتى مطلب وإلا وكان أبو الغيط حاضرا بقوة، يتابع عمليات صرف المعاشات في كل شهر، ويتواصل مع الإعلام معبرا عن موقف الحركة من مختلف القضايا التى تخص أصحاب المعاشات، حتى اختفت الحركة واندثر دورها بعد وفاة مسلم أبو الغيط منذ ما يقرب من 3 أشهر.

وفي هذا السياق، قال منير سليمان، نائب رئيس الاتحاد العام لأصحاب المعاشات، إنه لم يأخذ أحد ما أخذه ما البدري فرغلي، لأنه ناضل على امتداد 60 سنة في كل المواقع التي شغلها، مضيفا كنا نجهز لحفل تأبين البدري فرغلي، واجتماع للجمعية العمومية لكل النقابات لانتخاب رئيس جديد، ولكن بسبب كورونا تم قصر الأمر على عمل انتخابات وهو ماحدث.

وأضاف في تصريح لـ"النبأ": أن حفل التأبين كان مجهزا له بأن يتضمن دعوة كل من قال كلمة في حق أصحاب المعاشات من مثقفين ومسئولين وأعضاء مجلس نواب حالين وسابقين، ولكن بعد حجز الحفل في نادي المعلمين فوجئنا بالغائه من قبل الإدارة بسبب قرار منع التجمعات.
وعن رئيس الاتحاد القادم، قال إن الظروف الحالية فرضت علينا الانتخاب لقيادة جديدة، وتم خلال اجتماع مجلس الإدارة الاتفاق على عقد جمعية عمومية لعقد انتخابات، وهو ماحدث.

وتابع: "تم فتح الترشح ولم يتقدم أحد سوى عبد المنعم أبو الفتوح، في الاجتماع الذي حضره 150 فردا"، متابعا الترشح لم يعن انتخاب ولكنه كان توصية من مجلس الإدارة للجمعية العمومية، وكان مقررا له في حالة موافقة الجمعية عليه وفوزه سيتم فتح الباب لترشح الأمين العام وفي عدم الموافقة سيتم فتح الباب مرة أخرى للترشح على مقعد رئاسة الاتحاد.

وشدد على أن القضايا التي كانت بارزة في عهد البدري فرغلي ستظل مثار الأهمية والأولوية للاتحاد في الفترة القادمة لحماية حقوق أصحاب المعاشات وتلبية مطالبهم.

وأضاف: "سيتم استكمال قضية التسوية في المحكمة الإدارية العليا بجلسة يوم 11 مارس، وكذلك الحد الأدنى للمعاشات لأنه بشكله الحالي غير إنساني ولا يمكن القبول به".

قلة الموارد
بدوره، قال إبراهيم أبو العطا، الأمين العام لنقابة أصحاب المعاشات، إنهم يواجهون مشكلات بسبب قلة الموارد المالية والبشرية في نفس الوقت، قائلا "اللي بيتعب أو يقع مبيجيش غيره، في حوالي 3 توفوا الشهر الماضي بينهم عناصر قوية جدا ومؤثرة في النقابة منهم طلعت مخيمر".

وأضاف أبو العطا، لـ"النبأ": لا توجد بدائل على نفس القدر من الكفاءة ممن فقدناهم، وقليلون من لديهم القدرة حاليا على بذل الجهد ومواصلة المسيرة".

وأشار إلى أن معظم قضايا أصحاب المعاشات في الوقت الماضي تم التعامل معها، مشيرا إلى أن سعيد الصباغ رئيس الاتحاد تقدم باستقالته لأكثر من مرة وهو ما ستتم دراسته في الاجتماع القادم.

وأكد: "للأسف أصحاب المعاشات يعانون من التكالب على المسميات، قائلا "في الحقيقة أصحاب المعاشات مش محتاجين ده في الواقع محتاجين تضافر وتكاتف للجهود لتحقيق صالح أصحاب المعاشات".

وأوضح أنه في ظل أزمة فيروس كورونا المستجد تم تقليل عدد أيام العمل بالنقابة إلى يومين أسبوعيا وجرى تعميم منشور بذلك على أصحاب المعاشات وأعضاء النقابة.

من جانبه، قال قطب فايق، رئيس اللجنة القومية للدفاع عن أصحاب المعاشات، إن الاتحاد تم تجميد عمله منذ 7 سنوات، مضيفا المناخ الحالي لا يسمح بالعمل، في ظل عدم القدرة على تنظيم وقفات احتجاجية، أو تجمعات، فقد حصلنا على أحكام قضائية ثم توقفت بمجرد إصدار الرئيس قرارا بصرف العلاوات الخمس لأصحاب المعاشات.

وأضاف في تصريح لـ"النبأ": جمدنا النشاط على الأرض لأنني لا أستطيع الحركة في الفترة الحالية بحرية في الشوارع والميادين. مضيفا أن أصحاب المعاشات عددهم نحو 13 مليون شخص، وكنا ننظم فعاليات كثيرة على الأرض بأعداد كبيرة من أصحاب المعاشات لكن الآن لا توجد هذه القدرة.

وتابع: كان عددنا كبيرا جدا وكنا نرفع قضايا في مجلس الدولة والمحكمة الدستورية، لكن المناخ السياسي في الوقت الحالي لا يمكن معه مواصلة جهود الحركة كما كانت عليها من قبل.