رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سيناريو يكشف عن «الطرف الثالث» في جريمة غامضة شهدتها سوهاج

طفل مزاتا شرق بدار
طفل مزاتا شرق بدار السلام سوهاج


تشارك الدوافع كل جريمة قتل مع اختلافها، على اعتبار أن الموت واحد لكن تعددت الأسباب، أخطر تلك الدوافع هو الإدمان الذي يقود صاحبه لقتل نفس، بقصد سرقته لتوفير ثمن جرعة مخدرات، هكذا يتوقع البعض سيناريو مقتل طفل يبلغ من العمر 15 عامًا من قرية مزاتا شرق بمركز دار السلام جنوبي محافظة سوهاج.

السيناريو المطروح وهو أن مدمنا يقتل نفسا بقصد سرقته لتوفير جرعة مخدرات؛ الأخطر لوجود طرف ثالث خفي في القضية ليس له وجود في أوراقها، لأن القضية بها مجني عليه، و"جاني"، الأول توفاه الله غدرًا، أما الثاني فسيكون مصيره السجن بعد القبض عليه، وفقا للقانون.

وهنا يقودنا الحديث إلى الطرف الثالث الخفي في القضية، لكن دعني أضع أمام أعين القارئ الكريم، تصورًا للجريمة، بمعنى أنه قبل حدوثها، كان «الطفل» قد خرج من منزله يستقل مركبته قاصدًا أكل عيشه متوكلًا على الله، وأثناء السير في طريقه استوقفه «الجاني»، وطلب منه توصيله لمقصدٍ ما، واستقل الأخير برفقة السائق إلى وجهته، وما أنّ وجد الطريق فارغًا من المارة حتى بادره بضربة على رأسه فقد السائق على إثرها الوعي، وانتقل الجاني إلى كرسي القيادة واستمر بالسير في طريقه ولما شعر أنه عندما يفيق يكشف الواقعة فقرر قتله؛ وتخلص من جثته وسط الزراعات بالقرب منزل الضحية.

ولم يبالِ الجاني بما فعله؛ فاستكمل السير في طريقه إلى إحدى القرى المجاورة، وعرض المركبة للبيع لـ«ميكانيكي توك توك»، وقبض ثمنه، ثم توجه بالأموال التي تحصل عليه من ثمن المركبة، إلى الطرف الثالث الخفي في القضية، وهو «تاجر الكيف» للحصول منه على جرعة من المخدرات يتجرعها ليرضي مزاجه، تاركا خلفه جثة ضحيته وسط الزراعات.

السطور السابقة تؤكد أن تجارة وتعاطي المواد المخدرة هي السبب الرئيسي في تدمير الشباب وذهاب عقولهم، فيجب مواجهتها أمنيا ومجتمعيا بكل قوة وحسم، خاصة بعد غزو مخدر الشبو قرى الصعيد وآثاره الخطيرة الظاهرة على المجتمع الصعيدي.

لا أستبعد هذا السيناريو المطروح في الواقعة، فإذا افترضنا أن الانتقام هو دافع القتل، يجب أن نعلم أن دافع الانتقام يكون ظاهرا، فالمنتقم يترك دليلا على انتقامه ليس على السرقة، أيضًا تصرف القاتل في التخلص من الجثة بالقرب من منزله، يؤكد أن الجاني شخص غير متزن، مرتبك، خائف، غير مدرك لما يفعله، ولأن المتهم سيتم القبض عليه عاجل كان أم أجلا، هناك منظوران مهمان في تلك القضية يجب وضعهما بعين الاعتبار.

• الأول: هو أن جريمة القتل هذه إذا كانت بدافع السرقة ويتم تقييدها في التحقيقات خلال سير القضية بالمحكمة؛ بتهمة القتل بقصد السرقة، «يبقى كارثة»؛ لأن المتهم في هذه الحالة لم يُحكم عليه بـ«الإعدم»، ويزداد لهيب والدي "المجنى عليه" عند خروج المتهم من السجن؛ ويشاهدانه يتمتع بحياته أمام أعينهما بحرية.

• أما الثاني: فهو أن الجاني إذا كان ارتكب جريمة القتل المقترنة بسرقة «توك توك» لتوفير أموالًا للحصول على مواد مخدرة مثل الشبو «يبقى هنا نحن أمام كارثة أكبر»، لأننا نكون أمام طفل مات ضحية، وشاب "جاني" مصيره السجن، أما تاجر المواد المخدرة الذي يبيع هذا «السم» فتمتع بحرية كاملة ويستقطب شباب آخرين ليتكرر نفس السيناريو، والمتهم أيضا لن يُعدم.