رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس مواجهة ساخنة بين الآباء والأمهات بسبب قانون الأحوال الشخصية

جانب من المواجهة
جانب من المواجهة


تنتهي بعض الخلافات الزوجية بانفصال الزوجين، وهو ما يعود بالسلب على الأطفال الذين يدفعون الثمن عادة، كضريبة على التفكك الأسري، خاصة أن بعض الأطراف يستخدمون الأطفال كارت ابتزاز ضد الأطراف الأخرى.

وتكشف أخر إحصائية صادرة عن المركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، عن أن هناك 7 ملايين طفل لا يرون آباءهم، وإذا تمت الرؤية يكون تحت حراسة الشرطة، فيما تنص المادة 67 من قانون الأحوال الشخصية، على أنه يتم تنفيذ الحكم الصادر برؤية الصغير في أحد الأماكن التي يصدر بتحديدها قرارا من وزير العدل بعد موافقة وزارة الشئون الاجتماعية، وذلك ما لم يتفق الحاضن والصادر لصالحه الحكم على مكان أخر.
ويرفض العديد من الآباء، بنود قانون الرؤية، ويطالبون باستبدالها بما يسمى بالاستضافة، حتى يتمكن الأب من الاختلاط بأطفاله يومين فى الأسبوع، بدلا من الرؤية 3 ساعات فقط إذا تم التنفيذ، ويوجد العديد من الجروبات على مواقع التواصل الاجتماعي للرجال والنساء تحت أسماء مختلفة منها: "أعظم ما أنجبت مصر" هذه المجموعة خاصة بالرجال، حيث أطلق القائمين على هذه المجموعة مبادرة تحت عنوان "أولادنا"، وجروب آخر باسم "نادي المطلقات" خاص بالنساء وهذه المجموعة الأخيرة تعمل للرد على جروبات الرجال الذين يتهمونهن بالعنف وحرمانهمن من أبنائهم، لكن تبقى النهاية مؤلمة وهي، أن هناك أطفالا لا يعرفون معنى كلمة "أسرة".

أعظم من أنجبت مصر
من جانبه، كشف سعيد العرباوى، مؤسس جروب "أعظم ما أنجبت مصر"، على مواقع التواصل الاجتماعى، ومؤسس مبادرة "أولادنا"، عن أنه حتى الآن لم يحدث طلاق بينه وبين زوجته، قائلا: إنه كان يعيش حياة سعيدة معها إلى أن تدخل أهلها فى كل صغيرة وكبيرة بينهما.
وقال: "نحن كزوجين وكأى أسرة مصرية تحدث بيننا مشكلات منها أن طلبت زوجتى أن أقوم ببناء منزل لها بجوار أسرتها لكننى رفضت ذلك لأننى أمتلك منزلا كبيرا بمنزل أسرتى فتدخل أهلها وتفاقمت المشاكل بيننا وفوجئت على أثرها بزوجتى ترفع العديد من القضايا الكيدية ضدى وحرمتنى من أولادى، فلم أجد غير رفع دعوى لرؤيتهم".
وأضاف: "حصلت على حكم وذهبت إلى المكان الذى حددته المحكمة لرؤية أولادى وأقنعت زوجتى أن تذهب معى هي وأولادى إلى منزل أسرتى حتى لا يتعرض الأولاد لأزمات نفسية من مكان الرؤية، ووافقت وذهبنا وتم التصالح بيننا لكن أهلها تدخلوا مرة أخرى فأخذت الأولاد ورجعت إلى منزل أهلها، فلم أجد مفرا من تكوين هذا الجروب كمبادرة لحماية أولادنا من التشتت الأسرى حفاظا على حالاتهم النفسية.
أما خالد شعبان عبد الله وهو عضو في الجروب، فيقول: "تزوجت عن قصة حب واستمر زواجنا ١٣ سنة، وأنجبت خلالها طفلين، ثم فجأة أصبت بجلطة فى المخ، وتم حجزى فى المستشفى، وأنا فى عز مرضي فوجئت بزوجتى تطالبنى بكتابة أموالى ومنزل الزوجية باسمها وأسماء الأبناء بداعي تأمين مستقبلها ومستقبلهم، فصدمت من هذا الطلب خاصة أنني فوجئت بوابل من القضايا منها، وتم حرماني من أولادى، فطلبت من أصدقائنا وبعض الوسطاء التدخل لحل هذه المشكلة التي استمرت لمدة ثلاث سنوات، وهدتتها بالزواج من أخرى حتى تعود لبيتها وتتذكر قصة حبنا لكنها رفضت وسخرت مني، فلم أجد مفرا من الزواج بأخرى وكانت على ذمتى لمدة عام بعد زواجى، وعندما يئست من كل محاولات الصلح فقمت بطلاقها غيابيا، والآن مر أربع سنوات دون أن أرى أولادى أو أسمع صوتهم".
هاتان القصتان تمثلان نموذجا يعبر عن مئات وربما آلاف القصص الأخرى من هذا النوع، الموجود على جروب "أعظم من أنجبت مصر".

المطلقات لهن وجهات نظر
في المقابل تشارك المطلقات في جرب بعنوان: "المطلقات لهن وجهات نظر"، يتبادلن فيها آراءهن، وتحكي كل منهن مشكلاتها، وتستعين بآراء مثيلاتها في مواجهة المواقف التي تتعرض لها.

وتقول هبة إنها تزوجت عن قصة حب، لكنها فوجئت بأنه بخيل، ويتعسف فى معاملتها، ويكذب كثيرا، ويضربها لأتفه الأسباب، موضحة أنها استمرت على هذه الحالة لمدة عامين تحملت فيهما قسوة زوجها وبخله وخيانته المستمرة، خاصة أن الزواج أثمر عن طفل لا ذنب له في شيء.
وأضافت: "عندما طلبت الطلاق، ساومني على التنازل عن جميع حقوقي، ورغم أنني استجبت له وتنازلت فلم يطلقتني، لذا لم أجد مفرا من رفع دعوى خلع ضده، ففوجئت به يرفع دعوى رؤية رغم أننى لم أحرمه من رؤية ابنه، وحكمت له المحكمة ومع ذلك لم يحضر، وعندما طالبته بالحضور جاء وضربني أمام الناس، فلم أجد مفرا من الامتناع عن حضور جلسات الرؤية وحرمانه من ابنه عقابا له لما فعله بي.

أما "ر.ح" فتقول تزوجت بطريقة الصالونات، وبعد مرور سنة أنجبت طفلة معاقة ذهنيا، وهذا لم يعجب زوجي فبدأ يحملني مسؤولية مرض طفلتي وبدأ يعاملني أنا وطفلتى بقسوة شديدة ويهملنا، ويتغيب عن المنزل أياما، يتركني فيها وحيدة أتحمل مسؤولية ابنتنا المعاقة، كما رفض الإنفاق عليها وبدأ يقلل من شأني أمام الجميع، ويضربني، كما حاول التخلص من ابنتنا، ثم فوجئت به طلقني غيابيا، وبعدها طردني من منزل الزوجية.
وأضافت: "ساءت حالتى النفسية فذهبت إلى الطبيب النفسي، وفكرت في الانتحار، لكني تراجعت خوفا على ابنتي فذهبت إلى أسرتي مكسورة الجناح، وأنا وطفلتى لا نجد لها حتى حق ملبسها وعلاجها والآن وبعد مرور عامين من الانفصال يريد رؤيتها! فكيف هل تذكرها الآن بعد مرور هذه الفترة فرفضت أن يراها وقررت أن يحرم منها.

مجتمع ذكوري
وفي هذا الصدد تقول الدكتورة نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري للمرأة، إن قانون الأحوال الشخصية تم تشريعه للحفاظ على حقوق المرأة التى سلبها الرجل حيث إننا نعيش فى مجتمع ذكورى والمرأة كائن ضعيف تحتاج لمن يساندها ويعولها وأوجه كلمه للرجال قبل أن تتحدثوا عن حقوقكم ماذا فعلتم للمرأة حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوهم فأنتم قوامون عنهم وواجهوا أنفسكم بالحقيقة، فلماذا تتعنت الزوجة مع زوجها بعد الطلاق فلكل فعل رد فعل فتعنت المرأة جاء لقسوة الرجل عليها وكما شرعت قوانين لحماية المرأة فهناك قوانين تحمى الرجل وإذا كانت هناك حالات للرجال يعانون من بطش زوجاتهم فهم القلة القليلة أما العدد الأكبر فهو معانات المرأة الضعيفة فنحن لذلك نساندها لما تواجهه من عنف وبطش من الرجال.