رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الأسباب الحقيقية وراء الموت المفاجئ بالأزمات القلبية في «الفجر»

د جمال شعبان
د جمال شعبان


انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة الوفاة المُفاجئة للعديد من الأشخاص بالأزمات القلبية، ونزيف المُخ  في وقت مُتأخر من الليل تحديدًا عند صلاة الفجر، كان أخرها وفاة طبيب التجميل الشاب محمد رضوان من مُحافظة الفيوم المُتزوج حديثًا، والذي أصيب بجلطة أدت إلى دخوله في غيبوبة أثناء قيامه بإجراء عملية لمريض، وتوفى في الحالة على الرغم من مُحاولة زُملائه إنقاذه إلا أنه فارق الحياة نتيجة لإصابته بأزمة قلبية مُفاجئة.

وعن التفسير العلمي لهذه الظاهرة التي انتشرت مؤخرًا يقول الدكتور جمال شعبان عميد معهد القلب الأسبق، إن الموت المُفاجىء الذي زاد في  سواء بالأزمات القلبية، أو نزيف المُخ ينقسم إلى قسمين، القسم الأول لأشخاص فوق سن الـ35 عامًا، أما القسم الثاني فهم الأشخاص تحت سن الـ 35 عامًا، إلى جانب كبار السن أيضًا.

الأشخاص الذين يتوفون نتيجة الإصابة بأزمة قلبية فوق سن 35 عامًا تكون في الغالب ناتجة عن حدوث جلطة  أو ذبحة صدرية مُستقرة في الشرايين التاجية مع اختلال مُفاجىء وذبذبة في كهرباء بُطين القلب، ما يؤدي إلى حدوث السكتة القلبية، التي إذا لم يتم تدارُكها خلال الـ 90 دقيقة الأولى من حدوث الجلطة ، ستكون الوفاة هى النتيجة الطبيعية ،

ويُواصل عميد معهد القلب الأسبق بإنه يُمكن إنقاذ المريض المُصاب بالأزمة القلبية خلال الـ 90 دقيقة الأولى من الإصابة بنقله إلى أقرب مُستشفى لإسعافه من خلال الصدمة الكهربائية ، وعمل قسطرة ، وإنعاش القلب وفتح الشريان وتركيب دُعامة الحياة.

أما الأشخاص الذين يتوفون بالأزمة القلبية تحت سن الـ 35 عامًا فغالبًا ما يكون ذلك ناتج عن حدوث اختلال كهرباء مُباشر ، أو نتيجة اختلال في عضلة القلب غير معروف مثل مرض تمدد في البُطين الأيمن ، أو تليُف في البُطين الإيمن ، أو تضخم في البُطين الأيسر، ومن ضمن الأعراض أيضًا غير المعروف سببها هى أن يكون الشخص مولود بخلل كهربي في ضفيرة مُتلازمة وولف ، أو نتيجة خلل في إيونات الكبد، وهذه الأعراض تحدُث فجأة وبدون إي مُقدمات ، إلى إنها تؤدي في النهاية إلى الإصابة بالأزمة القلبية المُفاجئة ، أو السكتة القلبية.

ويستكمل عميد معهد القلب الأسبق تحدُث الأزمات القلبية أيضًا نتيجة العديد من الأسباب منها انتشار التدخين ، والوزن الزائد ، وكذلك ارتفاع ضغط الدم الذي يُعاني منه حوالي ثُلث المصريين  في القاهرة ،  أما في المُحافظات فوصلت نسبة الإصابة بارتفاع ضغط الدم إلى حوالي 25إلى 26% ، أيضًا ارتفاع نسبة الإصابة بمرض السُكري الأى 12% بين المصريين، وكذلك البدانة التي وصلت إلى نسبة 30%، أما المُدخنين فأعدادهم بالملايين.

وكذلك الضغوط العصبية، وإيقاع الحياة السريع، والأزمات الحادة، والزعل، جميُعها عوامل خطورة تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب.

ويختتم: السبب الحقيقي وراء حدوث الأزمات القلبية المُفاجئة في وقت مُتأخر من الليل ناتج عن بًطء إيقاع القلب خلال هذه الفترة التي تبدأ بعد مُنتصف الليل ، إلى جانب ازدياد عوامل التجلُط في الدم وتكون الصفائح الدموية فيها قابلة للالتصاق ، ويكون الجهاز العصبي خلال هذه الفترة مؤهل لحدوث أزمات قلبية ، مُشيرًا إلى إن فيروس كورونا يأتي على رأس الأسباب الحديثة للإصابة بالجلطات خاصة إنه ليس مرض تنفُسي فقط ، بل أصبح مرض جلطات قد يأتي بجلطة في الرئة، أو في القلب.

ويُواصل الدكتور جمال عادل زينهم استشاري أمراض القلب أن ظاهرة الموت المُفاجىء بالأزمات القلبية تُصيب العديد من المرضى فوق سن الـ 50 عامًا نتيجة الإصابة بمرض السُكري أو ضغط الدم ، أو نتيجة وجود خلل وراثي في كهرباء القلب وهو أحد البنود الطبية التي تُعرف بأسم ( الموت المُفاجىء " ، وعدم القيام بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة على القلب ، ما ينتُج عنه حدوث هبوط مُفاجىء ، أو موت مُفاجىء نتيجة وجود كهربا وراثية في القلب.

 ويُشير إلى إن الموت المُفاجىء بالأزمات القلبية مُنتشر بصورة أكبر بين الشباب خاصة لا عبي الكُرة ، والرياضيين على سبيل المثال ما حدث للاعب محمد عبد الوهاب الذي سقط مغشيًا عليه في أرض الملعب ووفاته على الفور نتيجة حدوث أزمة قلبية مُفاجئة ، إنما الأزمات القلبية التي تحدُث في وقت الفجر فهذا الموعد معروف عند أطباء القلب بإنه ناتج عن حدوث قُصور في الدورة الدموية للشُريان التاجي ، نتيجة عدم تظبيط الدهون ، والدهون الثُلاثية ، والكوليسترول ، وكذلك الضغط ، والسُكر ، والتدخين يشراهة الذي يزيد عن علبة في اليوم.

ويرى الدكتور سمير المُلا أستاذ جراحة المُخ والأعصاب أن الموت المُفاجىء بسبب الإصابة بنزيف المُخ يعود إلى حدوث انكماش شديد في الشُعيرات الدموية في أطراف الجسم نتيجة الجو البارد في فصل الشتاء، وارتفاع ضغط الدم بصورة مُفاجئة، خاصة في فصل الشتاء لاتباع بعض العادات الخاطئة مثل عدم شُرب المياه بكميات كافية في الشتاء ، ما يؤدي إلى ارتفاع درجة اللزوجة في شرايين الجسم بأكمله، وكذلك الاهمال وعدم الالتزام بتناول الأوية المُقررة من قبل الطبيب المُعالج الخاصة بضغط الدم.