رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أشهر قصص الحب بين المساجين وراء القضبان

قصص الحب بين المساجين
قصص الحب بين المساجين


لا يستطيع أي شيء الوقوف في وجه الحب، فهو قوة قادرة على اجتياح أعتى الحصون، وإسقاط أسوار أشد القلاع صلابة وقوة، ولأن السجون في حقيقتها مجتمع متكامل، فإنها تشهد عشرات من قصص الحب التي تعبر عن الجانب الإنساني الحي في وجدان نزلائها، الذين لم تمنعهم جدران السجون من التحليق بأرواحهم على أجنحة كيوبيد للتلاقي، لتفوح من خلف أسوار السجون رائحة الحب.

سعدية ومجدي
لم يتمكن السجن من التفرقة بين سعدية ومجدي، اللذين عقدا قرانهما بقسم شرطة الخصوص، في محافظة القليوبية، تتويجا لقصة حب ربطتهما منذ سنوات، قبل أن يتم القبض عليه في قضية قتل.

سعدية زارت مجدي في السجن وقالت له من خلف القضبان: "السجن مش هيفرق بين قلوبنا، وبالفعل قررا أن يتزوجا، وعقد قرانهما بمكتب مأمور قسم الخصوص، وشهد رجال الشرطة على الواقعة، لكن القدر حرمهما من الفرحة، حيث تم الحكم على مجدي بالإعدام.

الزغاريد تتوج حب وليد وأماني
وفي شهر أغسطس الماضي، أتت الموافقة على طلب نزيل سجن أسيوط "وليد.ع" على زواجه من النزيلة "أماني.م.ث" بذات السجن، وانطلقت الزغاريد من نزيلات سجن أسيوط، حينما حضر المأذون الشرعي للمدينة لإتمام عقد القران.

وتداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعى صورة لمحمد حسنين، المسجون في قضية "مؤسسة بلادى" لإعادة تأهيل أطفال الشوارع، والتي يواجه فيها اتهامات باستغلال الأطفال، أثناء إهدائه زوجته آية حجازى، شريكته فى نفس القضية، باقة من الورد بمناسبة عيد الحب أثناء نظر القضية فى محكمة عابدين.قصة حب تنتهى بالزواج على طبلية عشماوي.

ومن اغرب قصص الحب داخل سجن الاعدام قصه "رحمة" المتهمة بقتل زوجها بالاتفاق مع عشيقها في منطقة شبرا الخيمة بمحافظة الدقهلية حيث أوضحت:

"مكنتش بحبه ومكنش راضي يطلقني"، استعانت بعشيقها لذبح زوجها لرغبتهما في الخلاص من المجني عليه حتى يستطيعا الزواج في شبرا الخيمة.

وأضافت أنها تزوجت من المجني عليه منذ عدة سنوات، مشيرة إلى أن أسرتها أرغمتها على الزواج منه رغم أنها لم تكن تحبه وكان يكبرها بحوالي 30 عاما، قائلة "كنت صغيرة وعايزة افرح بشبابي".

وتابعت: تعرفت على المدعو "ضياء ع. ح" 29 عاما، منذ فترة عن طريق أحد المعارف، حيث كان يعمل عامل بناء، وتطورت العلاقة بيننا، وتعددت لقاءاتنا بدون علم زوجي، مشيرة إلى أنها في الفترة الأخيرة كانت دائمة الشجار مع زوجها على أتفه الأسباب.

وأشارت إلى أن عشيقها طلب منها أن تطلب الطلاق من زوجها رمضان قائلة: "كان يرغب في طلاقي لغيرته الشديدة من زوجي"، موضحة أنها طلبت من زوجها الطلاق أكثر من مرة ولكنه رفض، "وهددته أكثر من مرة ولكنه لم يستجب لي".

وأضافت "كان الطريق مسدود أمامي أنا وعشيقي للارتباط، وكان زوجي هو العقبة الوحيدة في سبيل تحقيق ذلك، لذلك سلكت طريق الشيطان واتفقت معه على التخلص من زوجي".

وتابعت، "يوم الواقعة أخبرت زوجي أني سأخرج لشراء بعض المتطلبات وخرجت من باب الشقة ولم أغلقه جيدا، وفور نزولي صعد عشيقي إلى الشقة، وتمكن من طعنه عدة طعنات بسلاح أبيض حتى لفظ أنفاسه الأخيرة".

وأوضحت أنها استمرت في محل الكوافير الذي تعمل به أسفل العقار حتى الساعة الخامسة مساءً ثم قامت بالإبلاغ عن مقتل زوجها.

وبدأت تفاصيل الواقعة في الظهور ببلاغ يفيد مقتل "رمضان. ا. ر" 57 عاما، صاحب محل أدوات منزلية داخل مسكنه إثر إصابته بعدة طعنات قطعية متفرقه بالجسم.

انتقلت أجهزة الأمن إلى موقع الحادث، وجرى تشكيل فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة، وضبط الجناة.

بدأ فريق البحث بمناقشة زوجة المجني عليه "رحمة ص ح"، 29 عاما، صاحبة محل كوافير، والتي أقرت باكتشافها وفاة زوجها حال صعودها من محل عملها إلى الشقة محل سكنها لإيقاظه من النوم فألقى القبض على العاشقين وتحرر المحضر رقم 2795 إداري قسم أول شبرا الخيمة.

احيل الاثنان إلى المحكمة التى قررت إحالة أوارقهم إلى المفتي والذى بدوره صدق على الحكم، إلى هنا والقصة عادية، لكن الغريب أنهما ليسا مجرد عاشقين فقط بل إنهما أحبا بعض بشكل كبير لدرجة أنهما قبل إعدامهما طلبا أن يتوج هذا الحب بالزواج حتى يلتقيا في الآخرة.

باحتساء زجاجتي مياه غازية، جلس سجين وزوجته السجينة أيضا بسجن القناطر، يتجاذبان أطراف الحديث، حيث لم ير كل منهما الآخر منذ فترة زمنية بعيدة.

قطاع السجون، حقق حلم الزوجين بالجمع بينهما في مكان واحد، لعدة ساعات، حيث إن الزوج محبوس بالقناطر "رجال" والزوجة محبوسة في القناطر "نساء".

وعلى مقربة من الاثنين جلس زوج آخر "سجين" برفقة زوجته "السجينة" أيضًا يتحدثان، بعدما استجابت الداخلية لالتماس الزوج برؤية زوجته.

وقالت وزارة الداخلية، إنه فى إطار سياسة الوزارة الهادفة فى أحد محاورها إعلاء قيم حقوق الإنسان وإعادة تأهيل نزلاء السجون لانخراطهم فى مدارج المجتمع عقب انقضاء العقوبة وتحقيق قدر من الاستقرار النفسى والاجتماعي لهم داخل محبسهم، وافق قطاع السجون على الاستجابة لالتماس نزيلين من نزلاء سجن القناطر رجال٢ بزيارة زوجتهما المودعتين بسجن القناطر نساء، حيث تمت الزيارة بسجن القناطر للرجال٢، وتلبية رغبة المسجون المشروعة تجعل منه إنسانا سويا.

يقول الدكتور يحيى هاشم أستاذ علم الاجتماع واستشارى برامج الحماية الاجتماعية وصناعة الصورة الذهنية والرأى العام، إن الحياة في بيئة السجن التي تحكمها ضوابط وقواعد مشددة، لكنها مليئة بالمخاطر الاجتماعية، ستؤدي حتما إلى تغيير شخصية السجين كليا.

وأوضح أن هذه التغيرات تثير في شخصية السجين مخاوف جميع المعنيين بسلامة السجناء وإعادة تأهيل مرتكبي الجرائم المفرج عنهم، الذين رأوا أنها بقدر ما كانت تعينهم على التأقلم مع الأوضاع داخل السجن، قد تقف حائلا أمام إعادة إدماجهم في المجتمع بعد إطلاق سراحهم.

وأشار إلى أن هناك بعض السمات الأساسية لبيئة السجن التي من المرجح أن تؤدي إلى تغيير الشخصية، على رأسها، مصادرة حق السجناء في اتخاذ القرارات، وانعدام الخصوصية، والخوف المتكرر، والتظاهر دائما بالبأس والقوة وجمود المشاعر (حتى لا يستغل الآخرون ضعفهم)، والالتزام اليومي بقواعد وواجبات يومية رتيبة وصارمة فرضت عليهم من الخارج، ولفت إلى أن تلبية رغبات السجين فى حدود ما يسمح به القانون تؤثر على سلوكه بعد خروجه للمجتمع فيستطيع ان يندمج بسهولة.