رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الذكرى العاشرة.. التفاصيل الكاملة لدور الجزيرة في إشعال الفتنة بين المدن الليبية

الملازم الشوشان قبل
الملازم الشوشان قبل لحظات من قتله والتمثيل بجثته


إعلام الدوحة يحتفي بجريمة تمزيق جثة الملازم بالجيش الليبي هشام الشوشان 

القناة القطرية تفتح منابرها لفتاوى بإهدار دماء أبناء 3 مدن تمسكوا بالقذافي

الإرهابي محمد شمام يدعو لسحق المدن المهزومة والاحتفال بالمنتصرين

لعبت أبواق الفتنة والتحريض، التابعة لقناة الجزيرة القطرية، دورا خطيرا في تدمير ليبيا، حيث أدت تقاريرها المفبركة إلى تشتيت الشعب، وتحويله إلى فرق متناحرة، ومدن منقسمة، ومواطنين مهجرين.
 
ومع مرور الذكرى العاشرة لما جرى في ليبيا من أحداث بدأت صباح الـ17 من فبراير 2011، يبدو من المهم جدا كشف كواليس دور الجزيرة في تدمير ليبيا، وتحويلها إلى دولة فاشلة توشك على الضياع.

مؤامرة تقسيم المدن

مع انطلاق شرارة الفتنة لاضطرابات فبراير 2011، عملت جهات الأبواق الإعلامية التي تنتمي إلى قطر وتركيا، على خلق تقسيم وهمي لمدن ليبيا، بين مؤيدين لنظام الرئيس الراحل القذافي، ومعارضين له، فضلا عن وصم طوائف الليبيين بصفات معينة، حتى يسير مخطط الفتن والفوضى كما دُبر له من أجل إثارة المدن ضد بعضها البعض، وهو ما تحقق بالفعل. 

قناة "الجزيرة" القطرية كانت البوق الأكبر الذي لعب على هذه الفتنة،  فنقلت عمليات القتل والتخريب مدعية أن قوات الجيش التي عملت على إنقاذ البلاد من الفوضى، هم مرتزقة أجانب، في حين وصفت المليشيات المسلحة المدعومة من الخارج بأنه ثوار.

التمثيل بالشوشان

واقعة استشهاد الملازم بالجيش الليبي هشام الشوشان، مع بداية أحداث 2011، كشفت عن مدى الكراهية والحقد لدى الجزيرة، حيث تغاضت عن جريمة بشعة ارتكبها من وصفته بالثوار، بعد أن هاجموا معسكرات الجيش ومراكز الشرطة، حيث قتلوا هذا الملازم الذي تمسك بموقعه، ورفض الاستسلام، ثم مثّلوا بجثته. 

الجزيرة لم تكتف بالتجاهل، وإنما عندما اضطرت لتناول الحادثة بعد شيوعها، نقلتها باعتبارها جريمة عنصرية وليست سياسية، مدعية أنه جرى التمثيل به من قبل مجهولين، بسبب لبشرته السمراء، وأذاعت مشاهد القبض عليه وتعذيبه وتعمدت عدم إظهار الصوت، حتى لا يفهم المشاهد أنه ليبي الأصل والهوية.

وبدأت بعد ذلك سلسلة الفتن بين المدن، والترويج لمصطلحات الفرقة، خرج إرهابي يدعى محمود شمام، ليقول إنه لن يقبل أبدا بأن تتساوى المدن المهزومة، مع المدن المنتصرة، مطلقا صيحات العنصرية والجهوية.

فتاوى تحريضية

الأمر لم يقف عند هذا الحد بل خرجت فتاوى دينية، عبر منبر الجزيرة، من مفتي الإرهاب الصادق الغرياني،  حرض فيها على قتل أبناء مدينة بني وليد، واعتبار بيوتهم وممتلكاتهم غنيمة، تحل لمن يقتلهم ويسلب أعراضهم وأموالهم، واستجابة لذلك أصدر ما يسمى بالمؤتمر العام الحاكم وقتها القرار رقم سبعة لعام 2012، باقتحام المدينة، وسرعان ما جرت آلة الدمار قتلا وتدميرا وحرقا في بني وليد وغيرها من باقي المدن التي سرت عليها نفس الفتوى مثل: تاورغاء، والعجيلات، وذلك كله لمجرد أن أبناء هذه المدن لم يخرجوا للمشاركة في فتنة الربيع العربي، وتمسكوا ببقاء القذافي.

وفي ظل هذه التطورات أطلق المشير، خليفة حفتر، في 14 فبراير 2014، عملية الكرامة، ضد المؤتمر الوطني والموالين له، فرد الأخير بمليشياته وأطلق في يونيو من العام ذاته عملية فجر ليبيا، لتدخل البلاد في مرحلة انقسام جديدة بين الشرق الغرب، مهدت لها الجزيرة بكل دهاء وخبت.