رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل سيطرة «البلطجية» على طوابير تحليل كورونا أمام مستشفى أخميم المركزي

طابور راغبى السفر
طابور راغبى السفر بمستشفى أخميم المركزي

إذا كنت مسافراً ويتحتم عليك إجراء تحليل فيروس كورونا وأنت من أبناء محافظة سوهاج، فإنك ستذهب إلى مستشفى أخميم المركزي، ستجد هناك مواطنين جاءوا من كل مراكز المحافظة "من طما شمالاً حتى البلينا جنوباً" منذ الفجر أو من ليلة أمس ليحجزون أماكنهم في الطابور الذي يمتد حتى طلوع الروح، ومنهم من يبيت من الليل ليجري التحليل ويعود لبلده . 

ستشاهده حينما تذهب إلى هناك ستجد مجموعة من "المخلصتية" يسيطرون على الشارع وكأنهم دورية تمر لتنظيم الطابور، يسارع إليك أحدهم "عايز تخلص" بـ500 جنيه.. هذا ما رصدته «النبأ الوطنى»، في مغامرة صحفية قام بها مراسلها بمحافظة سوهاج لرصد سيطرة البلطجية على طوابير تحليل فيروس كورونا أمام مستشفى أخميم المركزي. 

على بعد كيلو مترات من مديرية الشؤون الصحية بالمحافظة، وبالتحديد داخل مستشفى أخميم المركزي تجد "المخلصتية" ينظمون الطابور، ويطلبون من راغبي السفر دفع قيمة مالية مقابل الوقوف في أول الطابور، وتتراوح القيمة المادية علي حسب مركزك الذي تقيم فيه، وتخليص أوراقك "من برا لبرا" فقد تصل القيمة المالية لـ 500 جنيه "لو أنت من مركز البلينا"، وفي حالة كونك من أي مركز آخر غير البلينا تختلف القيمة المالية
وتتراوح ما بين 200 إلى 300 جنيه، وإذا لم تنصاع لتلك "التسعيرة" تظل واقفاً لمدة يوم في الطابور الذي لم يتحرك. 

ونتيجة الزحام الشديد يجبر المتقدم لعمل التحاليل أن يدفع الأموال مقابل "تخليص نفسه" في أسرع وقت ويتوافد إلي المعمل المواطنون من مختلف مراكز المحافظة من أجل استخراج تحليل pcr الخاص بفيروس «كورونا» (تأشيرت الدخول اللازمة لأي بلد الآن ) وفي سبيل ذلك يجبر المسافرون لإجرائها ولا يوجد مكان آخر معتمد سوى مستشفي أخميم المركزي بالمحافظة ونظرًا للظروف الراهنة التي يخشاها الجميع، ولإجراء تلك التحاليل يقوم المتقدم بإحضار جواز السفر معه وتذكرة السفر وصورتين شخصيتين للمتقدم، وأثناء التواجد في «الطابور» حدثت حالات اختناق عند البعض وحدوث حالة قهرية ثورية عند الآخرين نتيجة الروتين الشديد ودخول
بعض الأفراد أمامهم. 

"النبأ الوطنى " التقت بعدد من المترددين لعمل التحاليل، حيث أكد حسين يحيى "مهندس مدني" أنه مسافر إلى دولة الإمارات الشقيقة وقام باستخراج التحاليل قبل ذلك من معمل خاص، ولم يعترف به ورجع ثانيا إلى معمل مستشفى أخميم المركزي من أجل عمل التحاليل وأخذ المسحة والعينات، مشيرًاً إلى أنه يوجد عدد من الأشخاص يتمركزون أمام المستشفى والمقهى المجاور للمستشفى، لينالوا قسطا من حقهم كما يدعون ومن يرفض "يستحمل البهدلة". 

وأضاف "رمضان السيد" طبيب ويقيم بإحدى قرى مركز جرجا، أن الزحام الشديد قد يؤدي للعدوى في حد ذاته، وأن كثيراً من الأفراد لا يلتزمون بالتعليمات والإجراءات الوقائية. 

وأشار "محمد ناصر" طبيب ويقيم بإحدي قرى مركز البلينا، أنه ذهب لعمل التحاليل المطلوبة بمستشفى أخميم المركزى، وفوجئ بطلب 500 جنيه منه مقابل تخليص أوراقه فى أقل من ساعة زمن "مسافة ما تشرب شاي على القهوة يكون ورقك خلص يا بيه"، وبسؤاله المبلغ ده كبير علل ذلك لأنه من البلينا " يا بيه أنت من البلينا وناس البلينا ليهم تسعيرة خاصة". 

رغم كل ما يحدث على مسمع الجميع، لم يتحرك وكيل وزارة الصحة أو إدارة المستشفى حول هذه الكارثة التي تستنزف أموال المواطنين دون وجه الحق.