رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«انتخابات الرئاسة الأمريكية»: أيهما أفضل لمصر «بايدن أم ترامب» وسر رهان الإخوان على خليفة أوباما

جو بايدن -  دونالد
جو بايدن - دونالد ترامب

سر رهان الإخوان وتيار الإسلام السياسي على خليفة أوباما


«عودة»: الدبلوماسية المصرية تعرف جيدا كيف تتعامل مع الواقع في حال فوز بايدن


«فهمي»: ولاية بايدن هي الأفضل بالنسبة للإخوان وجماعات الإسلام السياسي يتمنون رحيل ترامب


«هريدي»: المرشح الديمقراطي سيركز على قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان في مصر


«خلاف»: على مصر أن تكون مستعدة لكل الاحتمالات وأن تحاول ايجاد تبريرات واضحة لقضايا حرية الرأي والتعبير وأحكام الإعدام


«حسن»: الولايات المتحدة الأمريكية لن تضحي بعلاقتها الاستراتيجية مع مصر من أجل حقوق الإنسان وجماعة الإخوان المسلمين


المستشار السابق للحملة الانتخابية لترامب: فوز بايدن يعني عودة التفاهم الأمريكي مع الإخوان المسلمين والتنسيق مع قطر وتركيا

 

أيام قليلة وتظهر نتيجة انتخابات الرئاسة الأمريكية، ويتم الإعلان عن اسم سيد البيت الأبيض الجديد، المرشح الديمقراطي جو بايدن أو الرئيس الحالي  دونالد ترامب.


ولأن الولايات الأمريكية هي القوى العظمى الأولى في العالم وما يحدث فيها ينعكس بشكر مباشر على العالم بأثره، يترقب العالم كله نتيجة هذه الانتخابات، وهناك من يريد بايدن وهناك من يفضل ترامب.


ولأن كل استطلاعات الرأي تشير إلى تفوق المرشح الديمقراطي جو بايدن على الرئيس الحالى دونالد ترامب، بدأ العالم يستعد لمرحلة ما بعد ترامب.


ولأن هناك علاقات استراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، فإن نتيجة هذه الانتخابات سيكون لها تأثير مباشر على هذه العلاقات، لذا بدأ البعض يرسم سيناريوهات مختلفة عن شكل العلاقة بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية في حال فوز جو بايدن.

 

يقول وليد فارس المستشار السابق للحملة الانتخابية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ، إنه في حال فوز جو بايدن، فسيعود التفاهم الأمريكي مع الإخوان المسلمين والتنسيق مع قطر وتركيا، فضلًا عن العودة إلى الاتفاق النووي مع إيران.

 

ويقول الكاتب والأكاديمى الفرنسى ألكساندر دي فالي فى تقرير لصحيفة «بوليتيكو» الأمريكية، أنه منذ بداية الحملة الرئاسية لعام 2020، ضاعفت تنظيمات الضغط الإسلامية الأمريكية المقربة من جماعة الإخوان نشاطها الانتخابي في محاولة لتعبئة الناخبين المسلمين قدر الإمكان تجاه بايدن.


وأضاف الكاتب أن تلك التنظيمات قدّرت أيضًا بشكل خاص استخدام المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن للكلمة العربية "إن شاء الله" خلال المناظرة الرئاسية الأولى بينه وبين الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، واعتبرتها مغازلة انتخابية واضحة.


وحذر الكاتب من أن جو بايدن إذا وصل إلى السلطة سيسير على خطى الإدارة الأمريكية السابقة التي عمل فيها في عهد أوباما وسيدعم عناصر الإخوان بل من الممكن أن يقوم بتعيين بعض عناصر الجماعة في إدارته كما فعل أوباما.

  

يقول جهاد عودة، أستاذ العلوم السياسة، إن الإدارة المصرية تفضل عموماً سياسات ترامب، خاصة أن الطرفين تفاهما في الكثير من الملفات السياسية والاقتصادية، مشيرا إلى أن الديمقراطيين لديهم نزعة شعبوية، ويركزون على أساس إيديولوجي في فهم الدور الأمريكي الخارجي، بينما يبحث الجمهوريون عن المصلحة بشكل مجرد".


ويؤكد عودة على أن السيسي وترامب يتفقان على مواجهة الإسلام السياسي، وإن كان لكل منهما فهمه الخاص به لأسباب عدائهما لهذه الحركات.


وشدد عودة، على أن الدبلوماسية المصرية، تعرف جيدا كيف تتعامل مع الواقع في حال صعود بايدن، ولها حلفاء في الحزبين معا، ويمكنها بالتالي أن تبني علاقة مثمرة مع بايدن في حال فوزه.

 

ويقول طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، أن التوقعات الأولية تشير إلى أنه إذا فاز جو بايدن فإنه سيعيد النظر في التعامل مع جماعات الإسلام السياسي، مشيرا إلى أن نموذج بايدن سيكون أكثر تباينا عن الرئيس الحالي في التعامل مع ملف الجماعات المتأسلمة، متوقعا أن يفتح بايدن ملف جماعة الإخوان المسلمين من منطور مصلحي وليس أيدولوجي.


ويستطرد «فهمي»، أن ولاية جو بايدن هي الأفضل بالنسبة للإخوان، لاعتبارات أهمها أنه لن يعادي الجماعة أو يقدم على حظرها، وذلك وفقا لتراكمات منذ كلينتون لذا فإن الإخوان وجماعات الإسلام السياسي يتمنون فوزه ورحيل ترامب، لأن بايدن سيبدأ معهم مرحلة جديدة تختلف عن سابقه.

 

ويقول السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أنه في حال نجاح ترامب ستبقى العلاقات المصرية الأمريكية كما هي عليه الأن، أما في حال فوز جو بايدن فسيكون هناك وضع أخر واتجاه مختلف، مشيرا أنه في حال فوز جو بايدن سيكون هناك تركيز أكثر على قضايا حقوق الإنسان والديمقراطية، ليس في مصر فقط ولكن في أغلب دول العالم، لافتا إلى أن أمريكا والدول الغربية لا يشاركون مصر الرأي فيما يتعلق بالموقف من جماعة الإخوان المسلمين، وهذا ما يجب أن تأخذه مصر في الاعتبار، ويجب ألا يكون ملف الإخوان المسلمين هو العنصر المسيطر على العلاقات بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية.

 

ويقول السفير هاني خلاف، مندوب مصر السابق في جامعة الدول العربية وسفير مصر الأسبق في ليبيا، أن الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب وضع مصر والعرب في مواقف صعبة كثيرة لاسيما في ملف القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن كل استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة الأمريكية تؤكد على أن المرشح الديمقراطي جو بايدن سيكون هو رئيس الولايات المتحدة الأمريكية القادم، وعلى مصر أن تهيأ نفسها لكل الاحتمالات، وعلى الإعلام المصري أن يكون محايدا في تغطيته للانتخابات الأمريكية، وألا ينحاز إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


وأضاف «خلاف»، أن فوز بايدن يعني عودة نغمة الرئيس السابق باراك أوباما وعودة الضغوط الديمقراطية الليبرالية على مصر، مشيرا إلى أن فوز المرشح الديمقراطي يعني عودة الضغوط الأمريكية على مصر في القضايا التي تتعلق بالرقابة على الانتخابات وحرية الرأي والتعبير وأحكام الإعدام، وعلى مصر أن تكون مستعدة لكل هذه السيناريوهات، وأن تحاول ايجاد تبريرات جديدة وكافية وسياسات واضحة للرد على كل هذه القضايا، لاسيما فيما يتعلق بموضوع الإعدامات ومصادرة حرية الرأى في بعض الأحيان، وأن تؤكد على استقلال القضاء المصري فيما يتعلق بموضوع الإعدامات، وأن تتعامل مع الأحزاب والتيارات السياسية المختلفة بمساواة ودون تمييز.


وتابع، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن المرشح الديمقراطي جو بايدن يميل إلى معاملة الإخوان المسلمين كمنظمة لها حق التواجد والمشاركة في الحياة السياسية.


وعن توقعاته لخريطة الشرق الأوسط، في حال وصول جو بايدن للحكم بدلا من ترامب، قال «خلاف»، أنه يتوقع حدوث تغيير في خريطة التحالفات في الشرق الأوسط في حال وصول بايدن للبيت الأبيض، وسوف يكون هناك ضغوط على أنظمة الحكم التقليدية في الشرق الأوسط مثل مصر والسعودية والإمارات، وسيكون له مؤاخذات على أداء هذه الأنظمة،  وخاصة في قضايا تتعلق بالحريات والنظام السياسي، وهذا يتطلب من هذه الأنظمة أخذ الحيطة والحذر وإيجاد سيناريوهات بديلة ومواد جاهزة للرد على المؤاخذات الأمريكية، مستبعدا حدوث تغيير كبير في موقف الولايات المتحدة الأمريكية من القضية الفلسطينية في حال وصول جو بايدن لسدة الحكم، مشيرا إلى أن موقف الحزبين الديمقراطي والجمهورية من القضية الفلسطينية متشابه، فالحزبين ينحازان دائما لإسرائيل حتى ولو كانت على خطأ، كما استبعد انضمام السعودية إلى قطار التطبيع العربي مع إسرائيل في عهد بايدن، متوقعا أن يستمر قطار التطبيع مع إسرائيل ولكن ليس بنفس الوتيرة التي كانت في عهد ترامب.

 

ويقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن علاقة ترامب بالعالم العربي من الناحية العملية لم تكن جيدة كما يعتقد البعض، مشيرا إلى أن كل تصرفاته كانت لصالح إسرائيل وضد القضية الفلسطينية، لافتا إلى أن الرئيس الأمريكي تعهد في بداية حملته الانتخابية على إدراج جماعة الإخوان المسلمين على قوائم الإرهاب وهذا لم يحدث حتى الأن، مؤكدا أنه ليس من الذين يفضلون إعادة انتخاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.


ويضيف «حسن»، أن هناك ثوابت في العلاقات المصرية الأمريكية ولا يستطيع أي رئيس أمريكي أن يغيرها أو يقترب منها، مثل التعاون العسكري والمناورات العسكرية المشتركة، وكلها تصب في صالح المصالح الأمريكية ومرتبطة بعملية السلام بين مصر وإسرائيل، مستبعدا حدوث تغيير كبير في سياسة المرشح الديمقراطي جو بايدن تجاه مصر في حال وصوله للبيت الأبيض، لافتا إلى أن ما قاله بايدن عن مصر وعن حقوق الإنسان وعن الرئيس عبد الفتاح السيسي لا يعد كونه وعود انتخابية لن يكو لها تأثير كبير على العلاقات الاستراتيجية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، مؤكدا على أن موقف بايدن من حقوق الإنسان والحريات وجماعة الإخوان المسلمين لن يختلف كثيرا عن موقف الرئيس الحالى دونالد ترامب، لأن كل هذه الملفات في يد المؤسسات الأمريكية وليس في يد الرئيس الأمريكي وحده، موضحا أن الولايات المتحدة سوف تستمر في استخدام ملفات حقوق الإنسان والديمقراطية وجماعة الإخوان المسلمين كوسيلة للضغط على مصر، وبالتالي فلن يحدث تغيير كبير في سياسة الولايات المتحدة تجاه مصر في حال وصول جو بايدن لسدة الحكم في أمريكا.


وأكد، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على أن العلاقات الاقتصادية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية لن تتغير في عهد بايدن لأنها مرتبطة بالمصالح الأمريكية وبعلاقة مصر مع إسرائيل، مشيرا إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تدرك أن بعدها عن مصر  يصب في صالح روسيا، مؤكدا على أن الضغوط الأمريكية على مصر بسبب ملف حقوق الإنسان سوف تستمر ما لم تغير مصر من سياستها في هذا الملف وما لم يتم الاستجابة لملاحظات المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان في هذا الشأن، مؤكدا على أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تضحي بعلاقتها الاستراتيجية مع مصر من أجل جماعة الإخوان المسلمين، خاصة وهي ترى أن هناك انحسارا لهذا التيار في المنطقة، مستبعدا أن تقوم الولايات المتحدة باتخاذ مواقف عملية تجاه مصر بسبب ملف حقوق الإنسان، وسيظل الموقف الأمريكي مقتصرا على المطالبات والضغوط كما كان في عهد ترامب، مؤكدا على أن أمريكا لن تضحي بعلاقتها الاستراتيجية مع مصر من أجل ملف حقوق الإنسان،  لكن سيظل مطلب إشراك جماعة الإخوان المسلمين في الحياة السياسية مستمرا من جانب أوربا والولايات المتحدة الأمريكية، مشيرا إلى أن ملف الإخوان وحقوق الإنسان سيظل قضية خلافية بين مصر وأمريكا والغرب وسيكون لهذا الموقف تأثير على الملفات الأخرى في العلاقات بينهم، موضحا أن بايدن سوف يقوم بتصحيح مسار ترامب في الشرق الأوسط، مؤكدا على أن موقف الولايات المتحدة من تركيا سوف يتغير ويصبح أكثر حزما في حال وصول بايدن للبيت الأبيض.