رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

(جاكت) خالد الصاوى

طارق الشناوي
طارق الشناوي

الجاكت عصىّ على الإغلاق، الكرش يزداد إصرارًا على التعبير عن نفسه، معلنًا حضوره وتمرده على كل المقاسات، خالد، عندما اقتناه أظن فى مرحلة زمنية قريبة، كان واثقًا أنه لن يخذله بهذه السرعة، هناك بالفعل مأزق حتى إننى أصبحت أشك فى احتمال أن العين المجردة من الممكن أن تُصبح مع الأيام قادرة على رصد زيادة وزنه، قرر الصاوى مواجهة معركة الجاكت والزرار على الهواء، على الفور سارع بإعلان فشله أمام الجمهور، وقسط وافر من الرجال لديهم مؤكد نفس المشكلة ويعانون أيضًا فى مواقف مشابهة ليست بالضرورة على المسرح وأمام الجمهور، إلا أنك فى كل الأحوال تستطيع أن تجد فيها ملمحًا من خالد الصاوى فى تعامله اللحظى مع كل التفاصيل، أنه لا يتدثر وراء حائط الإنكار، ولكنه يواجه الموقف ويجعل الجمهور طرفًا فى الحكاية وليس مجرد مشاهد محايد.

جائزة (الجونة) تثير تساؤلات فهى تحمل اسم (الإنجاز الإبداعى)، وتلك الصفة تعنى فى العالم كله اكتمال المشروع الفنى، أو فى الحد الأدنى الاقتراب من تلك الذروة، خاصة أن المهرجان منحها هذا العام أيضًا لفنان المناظر الأول أنسى أبوسيف، بعد رحلة عطاء عمرها نصف قرن بدأت مع أهم فيلم عربى وليس فقط مصرى (المومياء) حيث كان يعمل ضمن فريق المخرج الكبير شادى عبد السلام الذى أهدى له الجائزة.

فى العام الأول للمهرجان 2017 حظى عادل إمام بها وفى الثانى المخرج داوود عبدالسيد وفى الثالث محمد هنيدى، ولهذا يحتاج الأمر لتوصيف آخر لتصبح جائزة مغايرة للإنجاز، ولا يعنى ذلك أبدًا التقليل الأدبى لها.

الصاوى قرأ كل ذلك فى العيون، حتى لو لم تنطقها الألسن، فقرر أن يمنح الجائزة إلى العديد من القامات الفنية فى مجال التمثيل التى من الممكن أن ينطبق عليها توصيف إنجاز.

مثل ميرفت أمين ونجلاء فتحى ويوسف شعبان ويحيى الفخرانى ومحيى إسماعيل وغيرهم، وهكذا وصلت الرسالة أنه يعلم أنهم الأحق، وهو أول من يعلنها.

كثيرا ما نتابع تنويعات على نفس التيمة نجم يحصل على جائزة، بينما هناك من يعتقد سواء أكان على صواب أم خطأ أنه الأحق، هناك من لا يهتم أصلا بالجوائز وبمن حصل عليها ولا تفرق معه. لديكم نموذج صارخ الراحل محمود مرسى، هناك أيضًا من يسارع بتهنئة زميله بحب ودفء، إلا أن الأغلبية ليست كذلك.

لدىَّ واقعة لا تغادر ذاكرتى، موقف الفنانة القديرة هند رستم عندما قرر أحد المهرجانات السينمائية تكريمها، وكان قد كرم قبلها كلًّا من فاتن حمامة وماجدة الصباحى، تواصلت هند مع القائمين على المهرجان وشكرتهم، إلا أنها أضافت قائلة: (شادية أحق منى لأنها سبقتنى)، كانت شادية وقتها قد ارتدت الحجاب وابتعدت عن ممارسة الفن، ولكنه التاريخ الذى لا يمكن محوه من الذاكرة .

الصاوى كما رأيته على المسرح يلقى خطابى عقل وقلب، كان يبدو بالنسبة لى أنه يجمع بين زمن هند رستم وزمن منة شلبى، لا ينكر أن هناك مأزقًا فى الجاكت ولن يستطيع أن يقفل الزرار، إلا أنه لن يتخلص من الجاكت. أتصور أن هذا هو سره فى التعامل مع الحياة الفنية بكل تناقضاتها!!

نقلا عن «المصري اليوم»