رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار استقالة رئيس حكومة الوفاق الليبي فايز السراج خلال 48 ساعة.. وهذا هو البديل

اجتماع مونترو بسويسرا
اجتماع مونترو بسويسرا


بدأت عجلة ترتيب وإعادة هيكلة المناصب السياسية في ليبيا، تدور، وسط محاولات مضنية يبذلها المسؤولون الحاليون سواء بمجلس النواب، أو مجلس الدولة الاستشاري، أو حكومتي الوفاق في غرب البلاد، والمؤقتة بالشرق، للإبقاء على وجودهم في المشهد السياسي المقبل، لا سيما في ظل أن التوقعات تشير إلى أن التشكيلات الجديدة لمؤسسات الدولة ستستمر لمدة عامين على الأقل.


أسرار الاستقالة


فيما يتعلق بحكومة الوفاق الوطني، التي يقودها فايز السراج، المتحالف مع تركيا، كشفت مصادر دبلوماسية، عن إقدامه على الاستقالة خلال ساعات، وفق ما تم التوصل إليه من اتفاقات خلال المشاورات التي جرت بالمغرب وسويسرا.


وكالة "بلومبرج" الإخبارية الدولية، نقلت المصادر الدبلوماسية نفسها، معلومات تؤكد إعلان السراج استقالته من منصبه ـ رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني ـ خلال موعد أقصاه الـ48 ساعة المقبلة، بعد الحصول على موافقة تركيا في هذا الشأن، والتي قبلت الإطاحة به، في سبيل تنصيب بديل أكثر قوة منه، ليكون قادرا على إدارة ملف المليشيات، الذي يعد أحد أخطر العقبات في مواجهة مساعي إنهاء النزاع.





بلومبرج أشارت إلى أن السراج يحاول تفادي إقالته، وذلك من خلال بيان أصدره الساعات الماضية، زعم فيه أنه كان يسعى لمصلحة الليبيين، ودعا من خلاله الفرقاء إلى العودة لطاولة المفاوضات من أجل إيجاد حل ينهي ما وصفه بالتدخل الأجنبي في البلاد، متجاهلا أنه أول من استدعى هذا التدخل عبر دعوة تركيا إلى إنقاذ حكومته مما عانته من فشل ذريع طوال فترة وجودها!


 المصادر التي كشفت عن أسرار استقالة السراج، أكدت أنه لم يعد لديه خيار سوى الانصياع للأمر، مقابل أن يضمن الخروج الآمن، دون أن تجري محاسبته على الجرائم التي ارتكبت على يد حكومته، خاصة فيما يتعلق بجرائم الحرب، وإهدار أموال الدولة الليبية




بديل السراج 


وأشارت المصادر إلى أن البديل المحتمل للسراج، هو وزير داخليته فتحي باشاغا، الذي يمتلك قدرة فائقة على التعامل مع الميليشيات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق، والسيطرة عليها.


المصادر أوضحت أيضا، أن قرارات باشاغا التي أصدرها خلال الأيام القليلة الماضية، التي شملت تفكيك بعض الميليشيات الصغيرة، ودمج البعض الآخر، دون اعتراض، جاءت لترتيب البيت الداخلي تمهيدا لإعلان تنصيب باشاغا بديلا للسراج.


ورغم الرفض الإقليمي والدولي لوجود باشاغا، فإن مراقبين يرون أنه من المحتمل قبول وجوده باعتباره الأقدر على إنهاء ملف المليشيات، وتحييد خطرها بشكل يحمي أمن المنطقة، ويدفع بالاستقرار في عروق الدولة الليبية.





في المقابل يؤكد محللون آخرون استحالة حصول باشاغا على منصب السراج، لأسباب عدة، في مقدمتها الغضب الشعبي المتفجر ضد أداء عناصر وزارته، لا سيما في أعقاب الطريقة التي تعاملت بها وزارة الداخلية في حكومة الوفاق، مع المتظاهرين المحتجين على تردي الأوضاع المعيشية، خلال مسيراتهم بطرابلس.