رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل «التحالف العربي» بقيادة مصر والسعودية لضرب أوهام أردوغان الاستعمارية

النبأ

 مصطفى بكرى يكشف اسرار زيارة اللواء عباس كامل المفاجئة للسودان

 

جولة وزير الخارجية السعودية لمصر والجزائر والمغرب وتونس

 

قرقاش: تكثيف التعاون السعودي المصري للتصدي لمحاولات قوى إقليمية توسيع نفوذها في الساحة العربية مبشر

                  

نشطاء يباركون التحالف لمواجهة المخطط التركي الخبيث والوقوف في وجه أطماع أردوغان

 

«حسن»: اتفاق الدول العربية على حلول لأزمات المنطقة شرط لنجاح أي تحالف عربي .. وهذه أسباب التحرك خارج اطار جامعة الدول العربية

 

 «هريدي»: تحول ايجابي في السياسة العربية لقطع الطريق أمام التدخلات الخارجية في الشأن العربي ووضع حد لتداعيات الربيع العربي السلبية للغاية

 

«زاهر»: الدول العربية لديها المقومات التي تجعل منها تحالف قوي جدا وعدو العرب الحقيقي معروف وأردوغان صبي معلم يؤدي مهمة لسيده رئيس العصابة

 

شهدت الفترة القليلة الماضية تحركات دبلوماسية مصرية سعودية، فسرها الكثير من الخبراء والمراقبين على أنها مساعي لتشكيل تحالف عربي بقيادة مصر والمملكة العربية السعودية لمواجهة النفوذ والتمدد التركي في المنطقة العربية، لاسيما في العراق وسوريا وليبيا واليمن ولبنان وتونس.

 

تحرك سعودي

 

قام وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بجولة عربية شملت مصر والجزائر وتونس والمغرب، الهدف المعلن من الجولة هو مناقشة تطورات الملف الليبي وووقف التدخلات الأجنبية والاقتتال الميداني في ليبيا وحماية ليبيا والليبيين من آثار الإرهاب والأطماع الأجنبية.

 

قرقاش يشيد

 

لكن الدكتور أنور بن محمد قرقاش، وزير الدولة الإماراتي للشئون الخارجية، كشف عن الأهداف الحقيقية لجولة وزير الخارجية السعودية العربية.

 

حيث رحب قرقاش بما اسماه «التعاون السعودي المصري في الساحة العربية».

 

وقال قرقاش في تغريدة له عبر حسابه في "تويتر" إن "قرار تكثيف التعاون السعودي المصري للتصدي لمحاولات قوى إقليمية توسيع نفوذها في الساحة العربية مبشّر".

 

وأضاف أن "التوجه العربي المتنامي لاستعادة زمام المبادرة بعد أن غدت ساحتنا ستباحة إيجابي".

 

مستدركا: "لا يزال الطريق وعراً، ولكن معركة تحصين النظام الإقليمي العربي تتعزز كل يوم".

 

وقبل ذلك اعتبر وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي، أنور قرقاش، أن ما وصفه بالمحور العربي المرتكز على السعودية ومصر سيزداد قوة وزخما في العام الجديد 2019.

 

وقال قرقاش، في سلسلة تغريدات بمناسبة حلول السنة الجديدة: “في السياق الأشمل نجد أن المحور العربي المرتكز على الرياض والقاهرة سيزداد زخما وقوة تجاه المحاور الإقليمية الإيرانية والتركية في المنطقة”.

 

وأضاف قرقاش: “لعلنا ما زلنا في المساحات الرمادية ولكن الحضور العربي أصبح أكثر أهمية ودوره أكبر حضورا بعكس السنوات الماضية”.

 

وسبق أن دعت الإمارات مرارا على لسان قرقاش إلى ضرورة مواجهة ما وصفه بالتغول الإيراني التركي في المنطقة لا سيما في سوريا، داعيا في هذا السياق إلى “تفعيل الدور العربي” المشترك للتصدي لهذه الظاهرة.

 

وكان أنور قرقاش، وزير الدولة للشئون الخارجية، قد قال أن التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي، سقوط جديد لدبلوماسية بلاده، وأن العلاقات لا تدار بالتهديد والوعيد.

 

وكتب معاليه في «تغريدة» على «تويتر»: «التصريح الاستفزازي لوزير الدفاع التركي سقوط جديد لدبلوماسية بلاده، منطق الباب العالي والدولة العليّة وفرماناتها مكانه الأرشيف التاريخي». وأضاف معالي دكتور أنور قرقاش: «العلاقات لا تدار بالتهديد والوعيد، ولا مكان للأوهام الاستعمارية في هذا الزمن، والأنسب أن تتوقف تركيا عن تدخلها في الشأن العربي».

 

رئيس جهاز المخابرات المصري في السودان

 

بالتزامن مع جولة وزير الخارجية السعودي في عدد من الدول العربية منها مصر، قام اللواء عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية بزيارة مفاجئة إلى دولة السودان، التقى خلالها بكل من، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالي، و الفريق أول محمد حمدان دقلو، نائب رئيس المجلس السيادي، بالإضافة إلى وزير الدفاع السودانى، ومدير المخابرات العامة السودانية.

 

وكشف النائب المصري مصطفى بكري، عن ما أسماها "أسرار" زيارة رئيس المخابرات المصرية عباس كامل إلى العاصمة السودانية الخرطوم.

 

وتابع بكري خلال تقديم برنامج "حقائق وأسرار"، المذاع على قناة "صدى البلد"، أن الوزير عباس كامل حمل رسالة شفهية من الرئيس السيسي، لدعم العلاقات المتبادلة بين البلدين، والتنسيق المشترك لحل أزمة سد النهضة.

 

وأكد بكري أن الوزير استمع إلى رئيس الحكومة السودانية عبد الله حمدوك عن خطورة الملء الأحادي من جانب إثيوبيا لسد النهضة، مشيرا إلى أنه تم الاستماع كذلك إلى نتائج قمة الاتحاد الإفريقي في 21 يوليو الماضي.

 

وأضاف أن رئيس المخابرات العامة المصرية، أكد أن القاهرة انخرطت في المفاوضات للحفاظ على حقوقها المائية، بما لا يضر أهداف التنمية لدى الجانب الإثيوبي.

 

وتابع أن هناك احتمالات بزيارة يقوم بها رئيس الوزراء السوداني إلى القاهرة ثم يعود لزيارة إثيوبيا، ومن المتوقع أيضا، زيارة الوزير عباس كامل إلى إثيوبيا إذا استدعى الأمر ذلك.

 

هاشتاج التحالف العربي ضد تركيا

 

في شهر فبراير الماضي، وأثناء اجتماع في القاهرة لـ"المنتدى العربي الاستخباري" بمشاركة رؤساء أجهزة مخابرات الدول العربية وحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، أطلق نشطاء موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" هاشتاج بعنوان "التحالف العربي ضد تركيا" للمطالبة بتشكيل تحالف عربي ضد تركيا.

 

وقال أحد النشطاء: "بعد استغلال تركيا عدد من الدول العربية في احتلال أراضيها وسرقة ونهب ثروات وخيرات شعبها اجتمع العالم العربي للوقوف أمامها.

 

وأضاف آخر: "خبث أردوغان ومخططاته بقيت مفضوحة أوووي وكان لازم يبقى لها وقفة فأجهزة أمن دول البلاد العربية اجتمعوا لمواجهة المخطط التركي الخبيث".

 

 

 

وتابع آخر: "بعد رفض الوطن العربي بأكمله لانتهاكات أردوغان في ليبيا وسوريا والصومال قررت الدول العربية التحالف ضد أطماع تركيا".

 

 تحالف عربي فرنسي

 

وذكرت تقارير إعلامية أن هناك ملامح تحالف أوروبي عربي بقيادة فرنسا بدأت تتشكل للتصدي لأطماع تركيا في ليبيا التي بلغت حد العبث بالأمن الإقليمي والأوروبي من خلال إرسال آلاف المرتزقة السوريين من بينهم متطرفون من جبهة النصرة وتنظيم داعش.

 

وكانت فرنسا أول من انتقد إرسال تركيا للمرتزقة والأسلحة إلى ليبيا وتضامنت بشكل مطلق مع قبرص واليونان في رفض اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين تركيا وحكومة طرابلس (حكومة الوفاق)، رغم محاولات السلطات الليبية إغراء باريس بعقود تنقيب عن الغاز لصالح شركة “توتال” في المنطقة المتنازع عليها.

 

وتدعم فرنسا منذ 2014 الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر في حربه على المجموعات الإرهابية، وتصدت في أكثر من مناسبة لمساع إلى استصدار قرار أوروبي يدين الجيش أو قائده، رغم أن فرنسا أول من تدخل في 2011 لإسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي، مستبقة قرار مجلس الأمن، وهو الاستعجال الذي فسره مراقبون بسعي باريس للتخلص من نظام ينافسها في أفريقيا ويعيق مصالحها في ليبيا خاصة بعد إبطال صفقة التنقيب عن الغاز في حوض نالوت.

 

وتعد فرنسا من أبرز الدول الأوروبية المرحبة بمبادرة القاهرة لحل الأزمة الليبية والتي تنص على وقف إطلاق النار والعودة إلى العملية السياسية، وهي المبادرة التي ترفضها تركيا والإسلاميون (حكومة الوفاق) ومن خلفها الخارجية الأميركية.

 

ويجد الموقف الفرنسي دعما عربيا من قبل عدة دول في مقدمتها الإمارات والسعودية ومصر والرئاسة التونسية.

 

تشكيل جبهة عربية موحدة

 

يقول السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق وعضو المجلس المصري للشئون الخارجية، أن كل الأفكار التي تتحدث عن إقامة تحالفات عربية مرحب بها، لكن عند تطبيقها على الأرض تصطدم بعدة عقبات، مشيرا إلى أن تشكيل جبهة عربية لصد التدخلات التركية في سوريا والعراق وليبيا يحتاج إلى خطين متوازيين، الخط الأول والأساسي هو أن تتفق الدول العربية على حل عربي لأزمات هذه الدول وخاصة أن الدول العربية مختلفة بل ومتحاربة فيما بينها في هذه الدول، فمثلا في ليبيا قطر تقف في خندق واحد بجانب تركيا في كل ملفات المنطقة، وتونس والجزائر والمغرب يقفون على الحياد وعلى مسافة واحدة من أطراف الأزمة في ليبيا، وبالتالى هذه الدول لن تدخل مع مصر والسعودية في جبهة واحدة في الملف الليبي، وبالتالي قبل الحديث عن تشكيل تحالف لمواجهة تركيا لابد أن يكون هناك وفاق عربي لحل الأزمات العربية، وبدون ذلك لن تستطيع الدول العربية أن تمنع تدخل تركيا أو إيران أو إسرائيل في شئون الدول العربية عسكريا أو سياسيا ومن كل النواحي لأن هناك انقسام وفرقة وهناك أعمال عسكرية تمارسها دول عربية ضد دول عربية أخرى.

 

وتساءل «حسن»، إذا كان دول جوار ليبيا ليس لها موقف موحد مما يحدث في ليبيا فكيف يتم تشكيل جبهة عربية موحدة؟، مشيرا إلى أن الجزائر وتونس والمغرب يقومون بمحاولات مساعي من أجل وقف القتال في ليبيا وبدء عملية المفاوضات للتوصل إلى حل سياسي للأزمة الليبية وفقا لاتفاق الصخيرات الذي هو مرجعية مؤتمر برلين.

 

وأضاف «حسن»، في تصريحات حصرية لـ«النبأ»، أنه يعتقد أن جولة وزير الخارجية السعودية العربية كان لها عدة أهداف منها، مناقشة العلاقات الثنائية بين السعودية وتلك الدول التي قام بزيارتها، والتوصل إلى حل للأزمة الليبية من خلال عدم التصعيد، مشيرا إلى أن سبب تركيز الدول العربية على تركيا هو تمددها خارج حدودها ووصولها إلى ليبيا وأطماعها في غاز شرق البحر المتوسط، لافتا إلى أن التحرك السعودي المصري خارج اطار جامعة الدول العربية هو بسبب وجود خلافات داخل جامعة الدول العربية في الموقف من إيران وتركيا، مستبعدا تشكيل تحالف عربي بقيادة فرنسا لمواجهة تركيا، لكنه لم يستبعد وجود تنسيق عربي فرنسي لمواجهة التمدد التركي، لاسيما وأن فرنسا وتركيا عضوان في حلف الناتو، كما أن فرنسا تؤيد مصر والمشير خليفة حفتر في ليبيا.

 

تحولا إيجابيا في السياسة العربية

 

من جانبه رحب السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية الأسبق، بهذه الخطوة ترحيبا كبيرا، مؤكدا على أن العالم العربي في مسيس الحاجة الى مثل هذا التحالف النشط الذي يأخذ على عاتقه توحيد كلمة الأمة العربية لإيجاد حلول عربية للأزمات والصراعات العربية وبذلك يقطع الطريق أمام كافة التدخلات الدولية والإقليمية في الشأن العربي، معتبرا ذلك تحولا إيجابيا في السياسة العربية، وأول علامة على أن الدول العربية اصبحت تدرك أن السنوات التسع الماضية التي بدأت بما يسمى الربيع العربي والإسلوب التي تعاملت به الدول العربية مع الازمات والصراعات العربية أدى لإهتزاز الأمن القومي العربي وأتاح الفرصة لقوى إقليمية وقوى دولية للتدخل بشكل سافر في الشأن العربي.

 

وأكد «هريدي» في تصريحات حصرية لـ«النيأ»، ترحيبه بأي تحرك مصري سعودي عربي مشترك من أجل وضع حد لسنوات الربيع العربي وتداعياتها السلبية للغاية على الأمن القومي العربي، لاسيما وأن السنوات التسع الماضية لم يكن هناك تحرك عربي مشترك بأهداف مشتركة لايجاد حلول للصراعات العربية، لأن كل مجموعة من الدول العربية كان لها إسلوبها في التعاطي مع هذه الازمات وهذه الصراعات، معبرا عن تفاؤله بأن يكون هذا التحرك بداية موفقة للتعامل مع المشاكل العربية بإرادة عربية مشتركة.

 

 مشددا على أن هذا التحرك المصري السعودي يأتي في اطار قرارات جامعة الدول العربية وقرارات الجامعة كلها تدعو إلى ايجاد تسويات وحلول للمشاكل العربية، لافتا إلى أن هذا التحرك المصري السعودي المشترك سيؤدي بطريقة غير مباشرة إلى تفعيل دور جامعة الدول العربية.

 

 

العرب يعرفون من هو عدوهم

 

ويقول اللواء محمود زاهر، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، أن لدى العرب الأسس والمقومات والثروات والموقع الجغرافي والعلم والتاريخ التي تجعل منهم تحالف قوي جدا، مشيرا إلى أن المشكلة هي أن الكثير من الدول العربية ارتبطت منذ زمن قريب أو بعيد بحلف غربي يعمل الأن ضد مصالحها، وبالتالي إقامة تحالف عربي قوي في ظل هذه الظروف سيكون منقوصا وصعبا ويحتاج إلى وقت لحين أن تتخلص هذه الدول من تحالفاتها الخارجية التي تمثل قيودا عليها.

 

وأضاف«زاهر» في تصريحات حصرية لـ«النبأ»، أن العرب يعرفون من هو عدوهم الحقيقي، وأن تركيا ما هي إلا صبي معلم يؤدي مهمة لسيده رئيس العصابة ولا تستطيع الخروج عن طوعه مقابل الحصول على بعض الفتات، مشيرا إلى أن مصر حفظت لليبيا 65% من ثرواتها من خلال الخط الأحمر الذي وضعه الرئيس عبد الفتاح السيسي عند خط سرت الجفرة

 

وتابع، وكيل جهاز المخابرات الأسبق، أن زيارة رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل إلى السودان تناولت أزمة سد النهضة وسد أي ثغرات تأتي من السودان في حال تدخل مصر عسكريا في ليبيا، ولم تتطرق إلى مسألة مشاركة الجيش السوداني مع مصر في ليبيا كما يزعم البعض، مشيرا إلى أن السودان مشغول بمشاكله الداخلية.