رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

سر «هوس» المشاهير بفيديوهات «يوتيوب» فى زمن الكورونا

على غزلان
على غزلان

البعض يراها متاجرة بهموم المواطنين

غضب من على غزلان لنشره «فيديو» تجميع الأدوية والمستلزمات الطبية

عمرو راضى: الفلوس اللى أخدتها من الإعلانات قررت أتبرع بـ 30 % منها بطريقتى الخاصة


أصبح كل شيء مباحًا هذه الأيام، ولا مانع من استغلال موت الأم، أو مرض الزوجة، أو حتى جائحة تجتاح العالم مسببة الموت للملايين في سبيل تحقيق الأرباح، أصبحت فيديوهات اليوتيوب هي الطريق السريع لجني الأموال حتى وإن تاجرت بهموم الآخرين، أو بآلام عائلتك، فرائحة الأموال سوف تنسيك ما تتعرض له من هجوم لتقويمك وإعادتك إلى إنسانيتك.


ففي الأيام السابقة كانت هناك حالة جدل شديد بسبب قيام بعض مشاهير على الواقع الافتراضي، باستغلال أزمة كورونا بالتربح، وكسب الأموال، بين مؤيد لعمل الخير ومعارض، مثل ما قاما به كل من علي غزلان وعمرو راضي، واللذان نشرا فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي به كمية كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية لمواجهة فيروس كورونا، وتخزينها بمنزلهما قبل توزيعها على المستشفيات، منوهين بأن تلك الأدوية تم شراؤها من شركة معينة، وحث «راضى» المشاهدين على متابعة قناته، وعمل مشاركة حتى يشاهدها الكثيرون، وهو ما دفع البعض إلى اتهامه أنه يفعل الخير، نظر زيادة أرباحه من المشاهدات.


فمنذ اللحظات الأولى لنشر علي غزلان فيديو تجميع الأدوية والمستلزمات الطبية، ثار رواد مواقع التواصل الاجتماعي عليه، ودشنوا هاشتاج لمحاسبتهما خاصة أن «غزلان» طلب من مشاهديه قبل توزيع الأدوية والمستلزمات الطبية على المستشفيات، بالاشتراك في قناته ومشاهدات فيديوهاته، وما لا يعلمه الكثيرون أن تلك المشاهدات تتحول إلى أرباح بآلاف الدولارات تدخل بحسابهما.


لم يكن طلب «غزلان» متابعيه فقط هو سبب غضب الآخرين منه ولكن جمة غضبهم كانت من حصوله على أدوية غير متوفرة في السوق وبكميات كبيرة للغاية وتلك الأدوية شحيحة للغاية بحسب قوله ومنها دواء لاكتوفرين الذي تم ضمه ضمن بروتوكول العلاج بوزارة الصحة المصرية لمكافحة فيروس كورونا بمصر.


لم يكن اتهام على غزلان وعمرو راضي بالتربح من وراء فيديوهات الخير، وتسببهما في أزمة نقص الأدوية بالصيدليات هي التهم الوحيدة فقد اتهمه الدكتور حاتم البدوي سكرتير عام شعبة الصيدليات باتحاد الغرف التجارية بتهم أخرى، وقال: «عمرو عبد الراضي يمارس مهنة الصيدلة دون الحصول على ترخيص بذلك، فذهابه لشركة أدوية وشراؤه منها أدوية وتخزينها بمنزله يعد ممارسة مهنة الصيدلة دون ترخيص منوها أنه حينما تتواجد أدوية فيجب أن يكون هناك صيدلي أو صيدلية فلا يجوز لأى شخص شراء كميات كبيرة من الأدوية وتخزينها على الأرض دون مراعاة أسس التخزين السليمة لتلك الأدوية، فحينما يذهب المفتش إلي الصيدلية ويشاهد أدوية على الأرض يتم عمل محضر بذلك للصيدلي».


وناشد «بدوي» الأجهزة الرقابية بالتحقيق في الواقعة، وقال: «لا يتم عمل الخير بهذه الطريقة؛ فهناك قواعد منظمة لذلك، ومن يريد شراء الأدوية والتبرع بها يذهب إلى شركة الأدوية ويتبرع بالمال لمستشفى معينة وتقوم الشركة بإرسال تلك الأدوية إلى المستشفى المراد التبرع له دون دخل من المتبرع في ذلك.


لم تكن شعبة الأدوية فقط ما أثير جنونها، ولكن كان هناك الآلاف على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنهم دكتورة صيدلانية تدعى «سوزان»، قالت إن عمرو راضي يقوم بتحصيل أموال من أصحاب بعض القنوات على «يوتيوب» لزيادة متابعيها، ونظير تلك الأموال يقوم بنشر فيديو لأعمال الخير شرط أن تتم متابعة تلك القنوات بزعم مشاركة المشاهدين لأعمال الخير.


وتابعت «سوزان»: عمرو راضي لم يأخذ أموال فقد نظير زيادة عدد المتابعين لبعض أصحاب القنوات بل خرج في فيديو للدعاية لدواء لاكتوفرين».


من ناحيته، رد عمرو راضى على الواقعة وعلى الهجوم الذي تعرض له من خلال فيديو نشره عبر "فيس بوك"، قال فيه: «أنا بعمل محتوى على الإنترنت من 8 سنين.. والناس بتابعني علشان تتفرج عليه.. وبالتالي بقى عندى فولورز والإعداد بتكبر.. وكلنا عارفين أن الانفولونسر بقوا يعملوا إعلانات زي الممثلين.. وبما إن ناس كثير بتتفرج عليا.. فى ناس ثانية بيعملوا مشاريع صغيرة.. ويضطروا يلجئوا لحد زي علشان يعملوا دعاية.. الشخص من دول يكلمني بقوله أنا هاخد 10 جنيه علشان أعملك إعلان.. وده حقى.. ولو 10 أشخاص كلموني.. هاخد من كل واحد 10 جنيه.. دخلي وأكل عيشي من ده.. ومقابل ده بعمل هدايا للناس المتابعين عندي.. زي موبايلات أو سماعات وغيره".


وأضاف عمرو، "الفلوس اللى أخدتها من الإعلانات.. قررت أتبرع بـ 30 % منهم بطريقتي الخاصة.. الخير اللى اخترت اعمله فى أزمتنا مع كورونا من جيبي الخاص.. نزلت دورت على شركات بتعمل ماسكات وحاجات طبية وقالولي على شركة معينة.. روحت للشركة وأخذت كمية ووزعتها على المستشفيات لما طلعت أشكر الناس على الدعم والمساعدة الناس فهمت غلط وجيه اللغط من هنا».


كما نشر «عمرو» مجموعة من الفيديوهات أثناء توزيعه للمستحضرات الطبية على مستشفيات العزل لمساعدة الأطباء ومرضى فيروس كورونا، والأشخاص الذين يتلقون العلاج من هذه المستشفيات.


نقص الأدوية جعلت رئيس الوزراء ينوه إلي ذلك واشتكى «مدبولي» من سحب الأدوية من الصيدليات، وقال خلال مؤتمر صحفي إن "ما يتم إنتاجه حاليا في أسبوع يكفي الاستهلاك من 3 إلى 4 أشهر، ولكن في الوضع الحالي، ينفد في أيام".