رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

أسرار «اختفاء» نجوم المسابقات الغنائية بعد «الفوز والشهرة»

محمد شاهين
محمد شاهين

محمد شاهين عاطل عن العمل ويبحث عن مجال غير الغناء

مينا عطية لم يطرح أغانى جديدة منذ «أنا الصاحب»

«شاهيناز» اختفت تمامًا من الوسط الفنى بعد نجاحها المدوى فى «ستار ميكر»

محمد عساف هو الأذكى من بين نجوم برامج المسابقات الغنائية

تنتشر برامج اكتشاف المواهب الغنائية الشابة في كل أنحاء العالم، وتحقق نجاحًا كبيرًا في حلقاتها الأخيرة، عندما يحين وقت تتويج أفضل صوت بينهم وحصوله على اللقب، وبعد ذلك يتم الاحتفال به بقوةٍ ويُعرض عليه إحياء الكثير من الحفلات وتقديم أغان جديدة لجمهوره، ولكن بعد فترة من الوقت يختفي هذا الفائز تدريجيًا حتى ينساه الجمهور.


هذا الأمر حدث مع كثير من نجوم برامج المسابقات الغنائية، حيث حقق معظمهم نجاحًا كبيرًا في بداية مسيرتهم الفنية والغنائية وشاركوا في العديد من الأعمال وبعد مرور الوقت أصبحوا عاطلين عن العمل ولا يوجد منتج يتمنى تبنى موهبتهم لأن وقتهم قد انتهى، وتم الترويج لموهبتهم فور انتهاء برامج اكتشاف المواهب فقط لا غير.


وكما نعلم جميعًا أن لكل قاعدة «شواذ»، فعلى الرغم من اختفاء الكثير من المواهب بعد خروجهم من برامج اكتشاف المواهب إلا أن هناك عددًا قليلًا للغاية هو من حافظ على الصدارة وظل يعمل في مجال الغناء حتى وقتنا الراهن بل امتدت نجاحاته إلى التمثيل أيضًا، وعلى الرغم من ذلك نجد أن الأغلبية العظمى اندثروا واختفوا بعد انتهاء البرامج.


ويعتبر النجم الشاب محمد شاهين هو آخر ضحايا هذه البرامج، فقد حقق نجاحًا كبيرًا فور فوزه بلقب أفضل صوت خلال مشاركته في النسخة الـ11 من برنامج اكتشاف المواهب "ستار أكاديمي"، وبعد ذلك استمر كثيرًا في تقديم أغاني منفردة وأغاني «ديو» مع كبار المشاهير، ولكن لم يدم هذا النجاح طويلًا.


فاجأ "شاهين" الجميع بإعلانه أنه يبحث عن عمل بعيدًا عن الفن بسبب جلوسه في المنزل لأكثر من 10 شهور بدون أي عمل ولم يعرض عليه أي منتج أو موزع أو مؤلف أي أغاني جديدة، وهذا الأمر جعله يشعر بالحزن الشديد ويقرر الابتعاد عن الفن والبحث عن عمل جديد مربح.


وأعلن "شاهين" هذا الأمر من خلال صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، وكتب: "انا ياجماعة بقالي اكتر من 10 شهور مفيش شغل بجد ودي حاجة بقولها مش علشان حد يسألني ازاي وتستغربوا من قبل الكورونا والدنيا مش موفقة معايا وبشكر ربنا في كل وقت".

وتابع: "يارب البلد تفتح ونرجع نشوف اي شغل تاني ناكل منه عيش والشغل مش عيب والله بصوا ادعولي وادعوا لنفسكم بصلاح الحال للجميع"، وانهالت عليه التعليقات من متابعيه وجمهوره الذين أكدوا له أن كل من تخرج من برامج اكتشاف المواهب يعانون دائمًا من ندرة الإنتاج الغنائي والتبني الفني.

ولم يكن حال محمد شاهين هو الأول من بين زملائه في نفس الوسط الغنائي، فنفس الأمر وقع مع صديقه المطرب مينا عطية الذي لم يطرح أغاني جديدة منذ تعاونه الأخير مع محمد شاهين في أغنية "أنا الصاحب"، وبعد ذلك أيضًا اختفى عن الوسط الغنائي بشكل ملحوظ وأصبح تواصله مع جمهوره ومتابعيه عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي فقط.

ومن قبلهما واجهت المطربة شاهيناز نفس المشكلة، والتي كانت مشاركة في برنامج اكتشاف المواهب الشهير "ستار ميكر"، وفازت باللقب وبعد ذلك قدمت العديد من النجاحات في مجال الغناء في مدة قصيرة، كما طرحت ألبومات أيضًا خلال هذه الفترة ولكنها بعد ذلك اختفت ولم يتم عرض أي عمل جديد عليها وبالتالي اختفت تمامًا من الوسط الغنائي.

وبعد مرور فترة طويلة للغاية بلغت الـ9 سنوات عادت من جديد للجمهور بعد إثارتها للجدل بسبب خلعها الحجاب، واستغلت هذا الأمر للعودة إلى لفت الأنظار من جديد وبدأت البرامج والصحافة يهتمون بها، لذلك عادت للغناء من جديد وطرحت مجموعة من الأغاني الجديدة، كما قامت بتصوير كليبات جديدة أيضًا، ولكنها اختفت بعد أزمة كورونا المنتشرة في جميع أنحاء العالم.

ونفس الأمر وقع مع المطرب محمد عطية الذي حقق شهرة واسعة بعد فوزه في الموسم الأول من برنامج "ستار أكاديمي" وسجل الكثير من الأغاني والألبومات، كما أنه اتجه إلى مجال التمثيل وقدم عددًا من الأعمال القليلة ولكنها كانت ملفتة للأنظار.

وبعد فترة اختفى هو الآخر عن الأنظار ولم يعد له أي نشاط فني أو أي حضور خاص في أغلب المناسبات الفنية، كما أنه لم يتم اكتشافه من منتج كبير يقوم بتبني موهبته وإنتاج الأغاني له، وبالفعل ابتعد تمامًا عن الغناء ويكتفي حاليًا بمشاركة جمهوره ومتابعيه آرائه الفنية وممارساته اليومية فقط لا غير.

وقعت المطربة مايا نصري أيضًا في نفس المشكلة، حيث حققت نجاحًا كبيرًا بعد مشاركتها في برنامج "استوديو الفن" عام 2001، وقدمت بعده العديد من الأغاني الناجحة وشاركت أيضًا في العديد من الأفلام ولكنها سرعان ما اختفت عن الأنظار هي الأخرى خاصة بعد ارتباطها بالمخرج المصري إيهاب لمعي، وحتى وقتنا الراهن لم تظهر كثيرًا في المناسبات الفنية وليس لها أغاني جديدة.

وعلى الصعيد الآخر، ستجد أن هناك قلة من نجوم برامج المسابقات الغنائية الذين حافظوا على تواجدهم في الوسط الغنائي ومازالوا حتى الآن يلمعون في سماء الشهرة، ولعل من أبرزهم المطرب الشاب الفلسطيني محمد عساف، الذي مازال يقدم حفلات عالمية حتى وقتنا الراهن، ويقوم بطرح أغان كثيرة من حين إلى آخر، ويعمل على استثمار نجاحه بشكل جيد بعد فوزه بلقب "أراب أيدول".

وسنجد أيضًا المطربة كارمن سليمان التي حافظت هي الأخرى على نجاحها الكبير بعد حصولها على لقب "نجمة العرب" من خلال مشاركتها في برنامج "أراب أيدول" واستمرت في تقديم الأغاني والألبومات حتى وقتنا الراهن، وأصبح لها قاعدة جماهيرية واسعة وكبيرة ومنتشرة في كل أنحاء العالم، كما أنها تقدم أيضًا العديد من الحفلات في دار الأوبرا المصرية، وتطرح كليبات جديدة من حين إلى آخر عبر قناتها الرسمية على موقع "يوتيوب".

واستطاع أيضًا المطرب الشاب المصري أحمد جمال تحقيق نجاح كبير، على الرغم من حصوله على المركز الثاني من برنامج "آراب أيدول" خلف المطرب الفلسطيني محمد عساف، ولكنه أثبت وجوده بقوة ويحضر حاليًا لألبوم جديد بعد تقديمه عدة ألبومات في وقت مضى إلى جانب أغانيه الوطنية التي قدمها وحقق من خلالها نجاحًا وشهرة واسعة.

ومن هنا نجد أن برامج اكتشاف المواهب الغنائية كانت نعمة للبعض ونقمة على البعض الآخر، فكثير منهم لم يتمكنوا من الاستمرار في تحقيق النجاح لقلة الفرص التي تم عرضها عليهم، والبعض الآخر تمكن من خلق فرص جديدة لأنفسهم بسبب موهبتهم العالية التي جعلت كافة المنتجين يلتفتون حولها.