رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

لعلاج ظاهرة التحرش.. 4 وسائل تعينك على غض البصر

غض البصر - تعبيرية
غض البصر - تعبيرية


قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (النور:30).

أمر الله المؤمنين رجالا ونساء بغض البصر وعدم إطلاقه على ما حرم الله، وخلال الفترة الأخيرة انتشرت جرائم التحرش والاغتصاب في المجتمع بشكل مرعب، وإذا بحثنا عن أسباب ذلك سنجد أن أهمها عدم الامتثال إلى أمر الله تعالى في الآية السابقة.


فما المقصود بغض البصر؟ وماهي ثماره والوسائل المعينة عليه؟.


معنى غض البصر


غض البصر في اللغة: يعني كفه ومنعه من الاسترسال في التأمل والنظر، ويكون غضِّ البصر عن العورة، وغضِّ البصر عن محل الشهوة وهذا أشد من الأول حرمةً وعقوبةً، ومن معنى غضِّ البصر غضِّه عن بيوت الناس لأنه المكان الذي يستر الإنسان نفسه فيه.


الوسائل المعينة على غض البصر


يعتبر البصر من أهم المنافذ إلى القلب، فغالب الأمور التي تدخل إلى القلب وتؤثر فيه، تكون قد دخلت من منفذ البصر، ولذلك نجد أن الإسلام أمرنا بغض هذا البصر عن الأمور المحرمة، وعلى المسلم الاستعانة بالله تعالى على تطبيق معنى غضِّ البصر، واتخاذ الوسائل المعينة على غضِّ بصره، ومنها:

١- العلم أن غض البصر من الطاعات المقربة لله تعالى: وأن في معنى غض البصر امتثال للأمر الإلهي في قوله تعالى: {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ}.


٢- الصبر على غض البصر: لأن الطاعة مفتقرة دائمًا إلى الصبر عليها، والنفس تميل لحب الهوى وإطلاق النظر، فكان غض البصر من الطاعات المحتاجة للصبر.


٣-
أن يتذكر المسلم ما وعد به الله -عز وجل- عباده الصالحين: من النعيم مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.


٤- البعد عن أماكن الاختلاط التي تكثر فيها الفتن: قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "واحذر -رحمك الله- أن تتعرض لسبب لبلاء، فبعيد أن يسلم مقارب الفتنة منها، وكما أن الحذر مقرون بالنجاة فالتعرض للفتنة مقرون بالعطب، وندر من يسلم من الفتنة مع مقاربتها".


ثمار غض البصر

ينتج عن غضّ البصر العديد من الثمرات والأفضال، منها:


١- سلامة القلب وتخليصه من الشوائب والمفاسد التي قد تؤدي بالعبد إلى الوقوع فيما حرّم الله -تعالى-، ومن تلك الشوائب الحسرة التي تتولّد لدى العبد نتيجة النظر على ما يملكه غيره من العباد. الشعور بالسعادة والفرح والرضا والهناء والرغد في العيش؛ وذلك نتيجة مخالفة هوى النفس والشهوات بعدم النظر إلى ما حرّم الله -تعالى-. طاعة الإنسان لله -تعالى- فيما أمر من ناحية الإبصار.


٢- الحفاظ على العلاقات الأسرية وحمايتها من العوامل التي قد تعمل على تفكّكها، وما يمكن أن يصيبها من أضرارٍ نفسيّةٍ أو اجتماعيّةٍ.


٣-
غفران ذنوب العباد وإبدالها بالحسنات، ودخولهم جنّات النّعيم، والتّمتع فيما أعدّ لهم الله -تعالى- فيها، فقد روى ابن عباس -رضي الله عنه- أن واحداً من الناس كان رديفاً للرسول -صلى الله عليه وسلم- يوم عرفة، وكان الفتى يلاحظ النساء، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: (ابنَ أخي إنَّ هذا يومٌ من ملك فيه سمعَه وبصرَه ولسانَه غُفر له).


٤- نيل الأجر والثواب العظيم؛ ومن تلك الأجور الارتقاء إلى أعلى المنازل؛ وهي منزلة المحسنين.


٥- إنارة القلب والبصيرة بالإيمان والعمل الصّالح.


٦- نيل الاطمئنان والسلامة من الشعور بالهمّ والقلق والتوتر، وغير ذلك ممّا يعكّر صفو الحياة.


٧- القرب من الله -تعالى-، وحبّه محبّةً صادقةً، وبالتالي زيادة التقرّب إليه بالعبادة.


٨- دليلٌ على الثبات ورجاحة العقل في التعامل مع الأمور.


٩- اقتداءٌ بفعل رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- ومن سار على نهجه. دليلٌ على استشعار مراقبة الله -تعالى- له، وبالتالي الشعور بالحياء منه.


١٠-
البعد عن الشهوات والفتن، وما تُوصل إليه من الفواحش.


١١- الوقاية من دخول النار يوم القيامة.


١٢- حفظ الأنساب والأعراض.


١٣- الشعور بالرّضا؛ إذ إنّه أدّى ما يُرضي الله -تعالى-.


١٤- البُعد عن الشيطان وما يوسوس به.


١٥- تحسين العلاقات الزوجية وتوثيق الصّلات، وتوطيد أواصر المحبة بين الرجل وزوجته، من خلال اكتمال صورة العفاف بينهما، وحسن العشرة.


١٦- الحفاظ على المرأة وصون كرامتها.