رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بعد أزمة فضائية «ON E».. الإخوان يشعلون أزمة جديدة في مشيخة الأزهر

شيخ الأزهر
شيخ الأزهر

«مكلمين» و«الجزيرة» تساند الإمام الأكبر وتهاجم الصحف المصرية

طارق حجى: ميزانية الأزهر 16 مليار دولار.. ومنصب شيخ الأزهر غير مقدس

عباس شومان: لست إخوانيًا.. ومن يدعىّ عليّ فليتقدم ببلاغ للنائب العام

مصادر: الأزهر يبحث التقدم بمذكرة لـ«الأعلى للإعلام» بسبب الهجوم عليه

شهدت الأيام الماضية، بوادر أزمة جديدة بين الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وأجهزة الدولة والإعلام، وهو الصدام الممتد منذ 2014 مع إطلاق الرئيس عبد الفتاح السيسي الدعوة لتجديد الخطاب الدينى. 

الهجمة على شيخ الأزهر تجددت مع بداية أزمة «كورونا»، وشنّت بعض البرامج والصحف المعارضة هجومًا على «الطيب»، واتهامه بالسلبية في مساندة الدولة، وكان التصعيد في الأزمة ولأول مرة من جانب الأزهر حيث أصدر بيانًا شديد اللهجة ضد قناة "onE" والإعلام بشكل عام، واستنكر المركز الإعلامى للأزهر الشريف بشدة الافتراءات والأكاذيب المضللة التي أذاعها برنامج "كل يوم" على قناة On E، داعيا المجلس الأعلى للإعلام لاتخاذ موقف حاسم.

وهاجم المركز الإعلامي للأزهر الشريف، ما ورد في حلقة الثلاثاء 16 يونيو، ببرنامج "كل يوم" بقناة On E، خلال استضافته لأحد المتطاولين على الأزهر بصفة ممنهجة؛ من مغالطات وافتراءات طالت مؤسسة الأزهر الشريف ودورَها وجهودَها المشهودة.

واستنكر المركز الإعلامي للأزهر الشريف، ما ورد في تلك المداخلة من محاولات خبيثة، للوقيعة بين الأزهر والدولة، ودعوات لانتهاك الدستور، ومحاولة تكدير السلم العام، وتشويه رسالة الأزهر الشريف ودوره البارز في حماية المجتمع من الفكر المتطرف، عبر مطالبة الدولة علنًا بوقف ميزانية الأزهر، والتصدي له- كما لو كان الأزهرُ في موقف معادٍ للدولة، على غير الحقيقة؛ فالأزهر هو أحد أهم مقوِّمات الدولة المصرية، وأهم مصادر قوتها الناعمة، وهو حصن الوسطية، وناشر علوم الدين واللغة العربية في مصر والعالم أجمع، مهما حاول أصحاب الأجندات المغرضة تشويه رسالته وإنكار جهوده التي شهدها العالم كله ويشهد لها القاصي والداني.

وأكد المركز الإعلامي أن الأزهر وجامعته وكافة قطاعاته قد أساءهم بشكل بالغ ما ورد من كذب وافتراءاتٍ، مهيبًا بكافة منتسبيه وعلمائه مقاطعة هذا البرنامج؛ الذي يروِّج تلك الأكاذيب والافتراءات دون أدنى مسؤولية من القناة في تحري الدقة أو المراعاة لمكانة الأزهر العظيمة لدى المصريين والعالم الإسلامي، وعدم الظهور على هذا البرنامج الذي جعل من نفسه منبرًا لكل مَن هبَّ ودب لترديد الافتراءات والأكاذيب التي تحاول الإساءة للأزهر وعلمائه الأجلاء.

كما طالب المركز الإعلامي للأزهر الشريف المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، بالتصدي لمثل هذه المهاترات التي لا هدف لها سوى تضليل المجتمع، وزعزعة ثقته في مؤسسات الدولة الوطنية، والإساءة لتلك المؤسسة التي ظلَّت على مدار أكثر من ألف عام، وستظل بإذن الله قبلةً علميةً ودعويةً للمسلمين في مصر وكافة البلدان الإسلامية، ومنارةً يشع منها نور العلم والتسامح والوسطية، ليأتي في آخر الزمان بعض مدعي الفكر بمحاولة بائسة مغرضة لتشويه صورتها وإنكار مواقفها الوطنية مؤكد احتفاظ الأزهر بحقه في اتخاذ كافة الإجراءات القانونية التي يكفلها له القانون.

انتقاد الأزهر للإعلام كان قد سبقة تصريح خطير من جانب «الطيب» عندما كشف عن تعرُّض الأزهر لاضطهاد وحصار إعلامي غير مسبوق من قِبل القنوات والصحف اليومية الصادرة في البلاد، التي تسيطر على غالبيتها الدولة، وعدم السماح لهم بنشر أي مقال، أو إجراء أي مقابلة تلفزيونية بسهولة

وقال "الطيب" خلال لقاء مسجَّل بثته القناة الأولى: "إننا لو أردنا أن نردَّ بمقال على مقال يشتم الأزهر لا يُسمح لهذا المقال بالنشر إلا بعد عناء شديد، ولا يرى النور".

وأضاف: "إذا أردنا أن يخرج في القناة طرف ثان ليتحدث فبصعوبة شديدة، وكثيرًا ما يُرفض، كانت هناك حملة على الأزهر الشريف وهذه الحملة لا تصبُّ -والله- إلا في فلسفة داعش ونظام داعش وحرب داعش".

وكان قد طالب طارق حجي المفكر المصري،من خلال قناة onE"" وبرنامج خالد أبو بكر، بتشكيل لجنة من كل أطياف المجتمع للوصول إلى خطة عمل لتجديد الخطاب الديني، قائلًا إن المؤسسة الدينية لم تتجاوب مع دعوة الرئيس لتجديد الخطاب بدلًا من أن تكون في طليعة هذه الدعوة، مضيفًا أن المؤسسة الدينية المصرية جزء من الواقع، ولن يحدث أي حل إذا عهدنا لها بحل الخطاب الديني، ويجب أن يكون هناك جهة تمثل فيها المؤسسة الدينية.

وقال خلال حواره ببرنامج "كل يوم" الذى يقدمه خالد أبو بكر، على شاشة "ON": "إن السلطة الدينية تتجاوز أبعاد السلطة الدينية إلى السلطة الوجدانية والعقلية، ولا أتخيل أن يكون هناك مؤسسة تأخذ من الدولة 16 مليار دولار وتعمل مستقلة مع نفسها".

وتابع: "وكيل شيخ الأزهر السابق الشيخ عباس شومان كان أحد من الخطباء المناهضين لـ30 يونيو في 2013، وظل في منصبه لأربعة سنوات كرجل تنفيذي ثان فى المؤسسة الأزهرية، كما أن الدكتور محمد عمارة كان يناهض 30 يوليو 2013 وأصدر عددا عليه صورة سيد قطب، ولو كان الأمر بيدى لأوقفت تمويل المؤسسة الدينية".

وأضاف: "المؤسسة الدينية تغولت جدًا بعيدًا عن رؤية الدولة، والدستور الحالي ساعدها على ذلك، ولا أتخيل أن نعيش في دولة يتغير فيها رئيس الوزراء ورئيس الجمهورية ولا يتغير فيها شاغل المؤسسة الدينية، والدولة في يديها أن تملي على الأزهر إرادتها"

هجوم قناة "onE" على الأزهر ليست المرة الوحيدة فقد سبقها هجوم متوالٍ من جانب خالد أبو بكر قبل تلك الحلقة، حيث اتهم الأزهر بأنه لم يفعل شيئا خلال الست سنوات بشأن تجديد الخطاب الديني، وطالب «الطيب» بعقد مؤتمر صحفي عالمي للرد على أسئلة الناس عما فعل خلال الـ«6» سنوات، كما طالب بتعيين سفير من الخارجية للقيام بدور المتحدث الرسمي باسم الأزهر للتواصل مع الإعلام، ورد «أبو بكر» على تهديد الأزهر برفع قضية ضد القناة للهجوم على الأزهر بأن ذلك ليس أسلوبًا ديمقراطيًا يبرز الرأي الآخر، وأن على الأزهر الرد على ما قاله «حجى» بالأدلة والبراهين بدلا عن الهجوم على القناة.

هجوم وسائل الإعلام على شيخ الأزهر لم يتوقف، وشن عدد من كتاب المقالات بالصحف هجوما على «الطيب»، ووجه وائل السمري رسالة قال فيها: إلى مولانا الإمام الأكبر.. ليس بالملاحقة القضائية ينصلح الإسلام.. لماذا هدد مركز إعلام المشيخة المفكر طارق حجي والإعلامي خالد أبو بكر بالمساءلة القانونية؟ فأين ذهب تراث "جادلهم بالتي هي أحسن"؟ وأضاف في المداخلة أيضا تساءل حجي عن أسباب الحصانة التي يتمتع بها منصب شيخ الأزهر التي نص عليها الدستور المصري، وفي الحقيقة فإني لا أرى أن المفكر الكبير أخطأ في أي شيء، لأن الدستور على قدسيته ومكانته الرفيعة عمل بشري يحمل الكثير من صفات أعمال البشر من خطأ وصواب، وإذا كانت أروقة الأزهر الشريف ذاتها تناقش في داخلها مسألة عصمة الأنبياء وعصمة الصحابة فلماذا لا يريد الأزهر أن يطرح أحد مناقشة حصانة منصب شيخ الأزهر مع كامل الاحترام والتقدير والمحبة للشيخ أحمد الطيب؟

وساندت قناة «مكملين» و«الجزيرة» وغيرها من الأبواق الإعلامية الإخوانية، حملة مساندة لشيخ الأزهر، وقامت بالهجوم على ONE وطارق حجي ووصفته بـ«العلماني»، وسردت تلك الأبواق الإخوانية لقطات سابقة لهجوم وسائل الإعلام على الطيب، مستغلين الأزمة في هجومه على الدولة المصرية والرئيس عبد الفتاح السيسي، وأبرزت وسائل الإعلام المناصرة للإخوان الخلافات التاريخية بين الدولة والإمام الأكبر، ساردة الوقائع المختلفة التى شهدت هجوما على «الطيب» والأزهر بسبب ملف تجديد الخطاب الديني، وتمسك الطيب بالإخوان داخل المشيخة قبل أن تجبره الدولة على التخلص منهم وعلى رأسهم الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر السابق.

وذكرت القناة أن ميزانية الأزهر ليست 16 مليار دولار كما أدعى «حجي» بل إنها وفقا للعام المالىا لحالى 15 مليار جنيه فقط، ولا تساوى 1%% من ميزانية «التربية والتعليم»، وذكرت أن هناك 350 معهدًا تحتاج للتجديد بميزانية تقدر بـ2.5 مليار جنيه.

هجوم طارق حجى على وكيل الأزهر السابق واتهامه بالتابعية للإخوان، كان سببا في الرد عليه، وقال الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر السابق، إن البعض لا يتورع عن اختلاق الأكاذيب والافتراء على خلق الله، ويتطاولون على مؤسسات الدولة ورجالها في وقت لا يعرف الناس عن هؤلاء إلا التطاول والكذب.

وأوضح «شومان»: كأن هؤلاء أعرف من أجهزة الدولة المختلفة في أعلى مستوياتها ببواطن الأمور، ومن جملة ما ذكره هذا الكذاب الأشر أنه وصفني بالخطيب المفوه على منصة رابعة ومع ذلك شغلت منصب وكيل الأزهر لسنين! وأقول لهذا الكاذب المفتري: ما قلته من قبل لإعلامي شهير ذكر كلاما مماثلا: كن رجلا واقبل التحدي إما أن تثبت اتهامك فتتقدم للسيد النائب العام ببلاغ رسمي تتهمني بما ذكرت، وإما أن تحفظ ماء وجهك وأنت في آخريات حياتك بحساب السنين فتريح الناس من سماع أكاذيبك.

وفجّرت مصادر مفاجأة من العيار الثقيل، وهى أن مشيخة الأزهر تبحث التقدم خلال الفترة المقبلة بمذكرة رسمية إلى اللجنة الدينية في مجلس النواب، والمجلس الأعلى لتنظيم للإعلام برئاسة الكاتب الصحفى كرم جبر على أن تتضمن هذه المذكرة تعرض الأزهر لحالةٍ من التضييق الإعلامي، ورصد عدد من الوقائع المتعلقة بهذا الأمر على مدار السنوات الماضية.