رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

مسلسلات السير الذاتية.. مغامرة فنية مليئة كثيرًا بالفشل وقليلًا بالنجاح

أحمد زكي ومحمد رمضان
أحمد زكي ومحمد رمضان


محمد رمضان يقلب "السوشسال ميديا" بـ"الإمبراطور".. وبشرى تكشف مفاجآت عن "داليدا"

ياسر جلال يجسد دور "خالد بن الوليد" في "سيف الله".. وتامر حسني مرشح لتقديم قصة حياة "محمد فوزي"

محمود قاسم: من أصعب المشاريع التمثيلية.. والتركيز على الروح أهم من تشابه الملامح

طارق الشناوي: حياة أحمد زكي مليئة بالخبايا.. ويجب الرجوع للمقربين منه قبل كتابة أي حرف



يبدو أن مسلسلات السير الذاتية ستجد مساحة كبيرة على الساحة الفنية، خلال الفترة المقبلة، إذ كشف العديد من صناع الدراما عن استعدادهم لتقديم مثل هذه النوعية من المسلسلات، على الرغم من ما يحمله الأمر من مغامرة ومجازفة غير مضمونة النتائج.

البداية كانت مع الفنان محمد رمضان، الذي أعلن عن استعداده لمسلسل "الإمبراطور"، عن حياة الراحل أحمد زكي، على أن يعرض بالموسم الرمضاني لعام 2021، ووقع الاختيار على السيناريست الكبير بشير الديك للعمل، بعد اعتذار كل من محمد سامي، ووحيد حامد عنه؛ الأول لانشغاله بمسلسل "نسل الأغراب" للفنان أمير كرارة وأحمد السقا، والثاني لتركيزه في كتابة الجزء الثالث من مسلسل "الجماعة"، فيما لم يحدد، حتى الآن، مخرج المسلسل.

ومنذ إعلان "رمضان" عن مسلسله، اشتعل الجدل، وانقسمت "السوشيال ميديا" إلى فريقين؛ الأول مؤيد له، بحجة التشابه بيه وبين "الفتى الأسمر"، والثاني معارض تمامًا، مشيرًا إلى أن "رمضان" لا يرقى لتقديم حياة "زكي"، وأن النجاح، الذي حققه في مسلسله الأخير "البرنس" آخذه، ليس أكثر، بل أن هذا الفريق نصح "نمبر وان" بالتراجع عن الفكرة من الأساس.

كذلك يشهد ماراثون رمضان المقبل مشاركة مسلسل "سيف الله"، والذي يقدم فيه الفنان ياسر جلال، شخصية الصحابي الجليل خالد بن الوليد، بدلًا من الفنان عمرو يوسف، ومن المقرر انطلاق التصوير منتصف شهر أغسطس.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل أن السيناريست مصطفى محرم فاجأ الجميع، مؤخرًا، بإعلانه عن بدء كتابته لمسلسل، عن حياة الراحل "محمد فوزي"، وأنه رشح الفنان تامر حسني لتجسيد دوره، موضحًا أنه يشبهه في الوسامة وخفة الدم.

كذلك ترددت أنباء حول تقديم الفنانة بشرى مسلسلًا تلفزيونيًا عن الفنانة الراحلة "داليدا"، لكنها نفت، إمكانية خروج العمل للنور، خلال الآونة الراهنة، بسبب ظروف فيروس "كورونا"، مؤكدة أنه على الرغم من تأجيله منذ أكثر من 5 سنوات، إلا أن الكثير من المؤلفين والمخرجين أبدوا حماسهم المبدئي له، وعلى رأسهم الكتابة مريم نعوم، وأنها حصلت على موافقة شقيق "داليدا" لتقديمها شخصيتها.

وبالنظر للوراء، نجد أن عددًا كبيرًا من نجوم الفن قدموا مسلسلات السير الذاتية، القليل منهم حقق نجاحًا ملحوظًا، مثل "أم كثلوم" للفنانة صابرين، الذي عرض عام 1999، والأغلبية لم تجد سوى الفشل أمامها، أمثال: "أبو ضحكة جنان" لـ"أشرف عبد الباقي"، و"حليم" لـ"شادي شامل"، و"السندريلا" لـ"سعاد حسني"، و"الشحرورة" لـ"كارول سماحة"، و"كاريوكا" لـ"وفاء عامر"، و"أسمهان" لـ"سلاف فواخرجي"، و"إمام الدعاة" لـ"حسن يوسف".

"تاريخ" الفنانة منى زكي، الحافل بالنجاحات والأعمال المتميزة، لم يشفع لها وقت فشل "السندريلا"، لدرجة أنها أصيبت بالاكتئاب وقتها، لاسيما أنها أنفقت على العمل وملابس الشخصية، من مالها الخاص، ضعف ما حصلت عليه من أجر، إلا أن كل ذلك لم يحقق لها النجاح المرجو.

كذلك تعرض مسلسل "أسمهان" لاتهامات لاذعة من قِبل عائلتها، خاصة أنه أظهر شخصية شقيقها "فؤاد الأطرش" على أنه غير متزن، وشخصية الأم لا يهمها سوى جلب الأموال، أما الفنانة وفاء عامر، فتعرضت لهجوم عنيف وقت مسلسلها "كاريوكا"، واعترض الكثيرون عليها، لكنها غامرت، وخاضت التجربة.

بالإضافة إلى عدة مسلسلات آخرى، ظلت أسمائها تتردد، دون خروجها للنور، بسبب مشاكل تسويقية وأزمات مادية، ومنها: "الضاحك الباكي" عن حياة نجيب الريحاني، و"مداح القمر" عن الموسيقار بليغ حمدي، و"الوحش" لـ"فريد شوقي"، و"ربيع" لـ"فريد الأطرش".

من جانبه، قال الناقد محمود قاسم لـ"النبأ" إن أعمال السير الذاتية، سواء لفنان ما أو لأي شخصية مشهورة، تعد من أخطر المشروعات الفنية التي يمكن تنفيذها، موضحًا أنها لا ترصد خبايا وأسرار حياة شخص واحد، لكنها تعرض وتوثق مرحلة زمنية كاملة.

وأضاف أن سبب فشل معظم هذه الأعمال هو التركيز على البطل، الذي يجسد دور الشخصية المشهورة وحده، والاهتمام بجعله صورة طبق الأصل منها، باستخدام مستحضرات التجميل، دون مراعاة باقي النجوم والتفاصيل الدقيقة، التي تشكل جميعها "حالة" هامة بالعمل.

وتابع "قاسم" أن السر وراء نجاح مسلسل "أم كلثوم" هو أن المخرجة إنعام محمد علي أدركت الأمر السابق، مشيرًا إلى أنها اهتمت بكل الشخصيات، وليس بـ"صابرين" فقط، مثل دور "أحمد رامي، وبديعة مصابني، وجمال عبد الناصر"، وغيرها.

أما عن فشل باقي المسلسلات، قال إن "التمقص" وحده لا يكفي، ضاربًا مثال بمسلسل "حليم"؛ مؤكدًا أن الفنان شادي شامل كان يشبه "العندليب" بشكل كبير في الملامح، لكنه بعيدًا كل البعد عن روحه، ما أدى إلى فشله فشلًا ذريعًا. –على حد وصفه-.

وختم "محمود" حديثه، منوهًا بأنه يجب على صناع مثل هذه المسلسلات، تحري الدقة والإتقان فيما يكتبوه، وألا يهتموا بالبحث عن الجدل والشهرة فقط، وأن يقدموا أعمالًا يذكرها التاريخ، حتى بعد مرور سنوات طويلة عليها، بدلًا من أن تبقى "طي النسيان".

ولم يختلف الحال كثيرًا بالنسبة للناقد طارق الشناوي؛ الذي كشف لـ"النبأ" عن رأيه في مسلسلات "السير الذاتية"، والتي وصفها بأنها "منطقة ملغمة وصعبة فنيًا"، قائلًا إنه من الضروري على أي فنان، قبل التفكير في خطوة تقديم مثل هذه المسلسلات، أن يجتهد ويتسلح بالذكاء وخفة التنقل بين مراحل حياة الشخصية التي سيقدمها.

وأضاف أن أي خطأ، ربما يفسد تاريخ شخصية معينة "فنية أو سياسية"، لاسيما أن الأعمال التلفزيونية والسينمائية لها تأثير أقوى على المشاهدين، من الكتب والقصص.

وعن تقديم الفنان محمد رمضان لقصة حياة أحمد زكي، أشار إلى أن حياة "الإمبراطور" مليئة بالتفاصيل والأسرار الخفية، التي لا يعلمها الكثيرون، سوى المقربين منه داخل أفراد عائلته أو أصدقائه بالوسط الفني وخارجه، وأنه يجب الرجوع إليهم قبل كتابة أي حرف عنه، لضمان صحة ما يقدم على الشاشة.