رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

محمد مازن يكتب من بكين: أول صلاة جمعة بالصين منذ نصف عام

أول صلاة جمعة في
أول صلاة جمعة في بكين منذ نصف عام

شهدت بكين أول صلاة جمعة منذ حوالي 6 أشهر بعد فتح المساجد ودور العبادة أمام المصلين وسط تقدم كبير أحرزته البلاد في السيطرة على كوفيد-19.

ودبت الحياة في المساجد بعد أن عاد المسلمون إليها منذ 3 أيام بعد خفض مستوى الإنذار الوطني من المستوى الثاني إلى المستوى الثالث.


ويخضع زائرو المساجد لإجراءات مشددة قبل الدخول، حيث يتعين على المصلين تسجيل بياناتهم الشخصية بما في ذلك الاسم وعنوان السكن ورقم الهاتف.

وقد يُطلب عند الدخول الرمز الصحي الأخضر الذي يشير إلى خلو الشخص من مرض كوفيد-19 وأعراضه.


وفي قاعة الصلاة، حرص القائمون على المساجد على تزويدها بعلامات للحفاظ على المسافة الاجتماعية بين المصلين.


وتقدر المسافة وفقا للتدابير الصحية الصينية المتبعة بـ"واحد متر". 


كما زودت كافة الممرات المؤدية الى قاعات الصلاة وباحات المساحد بعلامات إرشادية للحفاظ على السلامة.


وأحرزت الصين تقدما كبيرا في مواجهة كوفيد منذ فرض حالة الإغلاق الكامل على مركز اندلاع الفيروس، مدينة ووهان، حاضرة مقاطعة هوبي وسط الصين، قبل أن يمدد الإغلاق فيما بعد إلى أجزاء كبيرة من المقاطعة للحد من انتشار الوباء. 


وقد أثمرت الإجراءات غير المسبوقة التي فرضتها الحكومة المركزية والتدابير والتعليمات التي وضعتها عن نتائج مثمرة بفضل تجاوب الشعب الصيني وتوحدهم خلف القيادة الصينية.


ولم تسجل بكين حالات انتقال محلية منذ أكثر من شهر ونصف باستثناء حالة جديدة كسرت 55 يوما من الصمت الوبائي أمس الخميس.


واكتشفت الحالة بحي شيتشينغ ببكين لرجل يبلغ من العمر 52 عاما توجه الى المستشفى بعد شعوره بالحمى.


وتم اكتشاف إصابة الرجل بفيروس كورونا في وقت لاحق، وجاءت نتيجة اختبار الحمض النووي للأفراد المخالطين له سلبية.


وتخضع زوجته وطفله وهو بالمرحلة الابتدائية للملاحظة، وتم وضع جميع تلاميذ الفصل الذي يدرس فيه نجل الرجل وأيضا الطلبة في نفس الطابق الكائن به الفصل تحت الملاحظة الطبية أيضا. 


وأعيد افتتاح الفصول الدراسية في الصين على مراحل منذ بداية الشهر الماضي، ومن المقرر أن يعود آخر التلاميذ من الصف الأول حتى الثالث الابتدائي إلى فصولهم في بداية الأسبوع المقبل. 


وتخضع العملية التعليمية لاجراءات صحية مشددة بما في ذلك قياس درجات حرارة التلاميذ عدة مرات يوميا والالتزام بارتداء الكمامات والحفاظ على التباعد الاجتماعي والتعقيم المستمر.


كما تحافظ المدارس على التواصل المستمر مع أولياء الأمور لابلاغهم بالإجراءات الجديدة أول بأول للحفاظ على سلامة وصحة الطلاب.


ويمكن أن تقدم إعادة الفتح المتحفظة للأنشطة والحياة في الصين دروسا قيمة ولا سيما للدول التي تواجه الآن مخاطر متزايدة بسبب قراراتها المتسرعة للعودة إلى الحياة الطبيعية.


وأعادت الصين الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية إلى مسارها تدريجا بينما تعمل في الوقت نفسه على منع حدوث طفرة جديدة محتملة في المرض المعدي الذي تسبب في خسائر فادحة. 


وفي هذا الإطار، أكدت على ضرورة العودة إلى العمل على مراحل وبحذر، وبدأت مصانع الإمدادات الطبية والمواد الرئيسية الأخرى المتعلقة بالوقاية من الوباء تدور بقوة منذ أواخر يناير، تبعتها صناعات البتروكيماويات والاتصالات والكهرباء والنقل في الأسابيع التالية. 


ولم تبدأ الأعمال التجارية في قطاع الخدمات مثل المطاعم والتجزئة إلا بعد تقدم كبير في السيطرة على الوباء في البلاد في مارس.


وباتت المسافة الاجتماعية جزءا أساسيا من حياة الناس اليومية في الصين، بالإضافة إلى ارتداء الأقنعة كأمر لا بد منه في الأماكن العامة، قامت قطاعات مختلفة من المجتمع بتخفيض الكثافة من خلال اعتماد تدابير مرنة.


ولمنع الازدحام، قدمت المصانع والشركات ساعات عمل مرنة وخيارات العمل من المنزل للموظفين، وتم إعادة فتح مناطق الجذب السياحي والمطاعم والمتاحف في الأشهر الأخيرة ولكن بعدد يومي محدد للزوار.


واعتمدت البلاد على إجراء اختبارات شاملة في المناطق الرئيسية وفحص درجة الحرارة في الأماكن العامة كإجراءت تحد من الإصابات الجديدة في مهدها.


واختبرت ووهان حوالي 10 ملايين من سكان المدينة بعد رفع الحظر، كما قامت هيئة الصحة الصينية بتوسيع نطاق الاختبارات في المناطق الحدودية، حيث خطر الإصابة المرتفع من جانب الحالات الوافدة، ويتم إجراء فحص درجة الحرارة بشكل صارم على نطاق واسع على الصعيد الوطني. 


ويطلب من الأشخاص قياس درجة حرارتهم أثناء دخولهم المكاتب والمدارس والجامعات والمطاعم ومحطات مترو الأنفاق وصالات الرياضة والمستشفيات والمجتمعات السكنية.



وأسهم التحول الرقمي في الوقاية من الوباء في التعافي الاقتصادي سريعا أيضا، فبالتعاون مع عمالقة التكنولوجيا الرقمية، أطلقت الحكومات المحلية رموزا صحية على تطبيقات الهواتف الذكية مثل ويتشات علي باي لتقييم خطر إصابة المستخدم بالعدوى. 


وفي الوقت نفسه، عززت السلطات الصحية أيضا خدمات التشخيص والعلاج عبر الإنترنت بالإضافة إلى خدمات توصيل الأدوية للحد من الأنشطة غير الضرورية في الهواء الطلق.


كما ساعدت الرقمنة الشركات الخاملة على العودة إلى الحياة، وأصبحت منصات التجارة الإلكترونية طريقة شائعة للتجار والمصنعين والمزارعين لبيع المنتجات.


وفي كل مرة كانت تظهر فيها موجة جديدة من الحالات كان يعاد فرض تدابير أقوى سريعا.على سبيل المثال، بعد أن شهدت مدينة سويفنخه المتاخمة لروسيا في مقاطعة هيلونغجيانغ شمال شرقي الصين ارتفاعا في الحالات الوافدة في أبريل، خضع جميع الموظفين الوافدين للاختبار والحجر الصحي لمدة أسبوعين في أماكن محددة.