الصينيون يرفضون إعادة فتح القنصلية الأمريكية في ووهان

وأعرب العديد من المواطنيين الصينيين على وسائل الإعلام المختلفة عن غضبهم من قرار الولايات المتحدة إعادة فتح قنصليتها في ووهان، مركز اندلاع فيروس كورونا الأول في وسط الصين.

وأبدى الكثيرون علنا عدم رغبتهم في إعادة فتح القنصلية التي أغلقت في 24 يناير بعد يوم واحد من وضع ووهان تحت الإغلاق على خلفية تفشي الفيروس التاجي.

وقالت تقارير إعلامية أمريكية إن وزارة الخارجية الأمريكية تخطط لاستئناف عمليات قنصليتها في ووهان في 22 يونيو أو نحو ذلك، قوبل القرار برد فعل عنيف على وسائل الإعلام الصينية ووسائل التواصل الاجتماعي وشبكة الإنترنت.

وقال صينيون إنهم لا يرحبون بقرار الولايات المتحدة بإعادة فتح قنصليتها في ووهان، بعد خمسة أشهر من تعليق عملياتها وسط تفشي كوفيد-19. 

ولا يبدو أن سياسة الولايات المتحدة التي انتهجتها ضد الصين في أعقاب التفشي حتى الآن هي السبب الوحيد، فقد برر صينيون رغبتهم بعدم فتح القنصلية بالتصاعد المستمر في حالات الإصابة والوفاة بسبب الفيروس في الولايات المتحدة والحفاظ على بلادهم من أي حالات عدوى محتملة بعد السيطرة على الفيروس محليا.

وذكرت لجنة الصحة بمقاطعة هوبي في وسط الصين اليوم الخميس، أن المقاطعة لم تسجل حالات إصابة مؤكدة جديدة أو حالات جديدة دون أعراض أو مشتبه في إصابتها بكوفيد-19 يوم الأربعاء. 

 ومازال في المقاطعة 42 حالة دون أعراض تحت الملاحظة الطبية بعد خروج 21 حالة من هذا النوع من الحجر الصحي يوم الأربعاء.

 وأبلغت هوبى عن إجمالي 68135 حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19، بينها 4512 حالة وفاة ذات صلة و63623 حالة تعافت وخرجت من المستشفى حتى يوم الأربعاء.

ولم تسجل الصين حالات محلية، اليوم الخميس، باستثناء 11 حالة وافدة، بما فيها ست حالات في بلدية شانغهاي، وثلاث في مقاطعة قوانغدونغ، وواحدة في بلدية تيانجين ومقاطعة فوجيان لكل منهما.

وقال أحد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الصينية (سينا ويبو): "ما الذي سيفعله موظفو القنصلية الأمريكية في ووهان؟، نشر المزيد من الشائعات حول الصين؟ تقويض إنجازات الشعب الصيني ووهان في احتواء الفيروس؟ من فضلكم، لا لإعادة فتح القنصلية!".

وقالت صحيفة غلوبال تايمز القومية الصينية، إن العديد من مستخدمي الإنترنت الصينيين طالبوا الولايات المتحدة بالحد من وباء الفيروس التاجي أولا قبل التفكير في إرسال الأمريكيين إلى الصين وطلبوا من الحكومة الصينية وضع أولئك القادمين إلى ووهان تحت الحجر الصحي لمدة 21 يوما على الأقل، واخضاعهم لاختبارات الحمض النووي عدة مرات.

واستشهد بعض الصينيين بسياسيين أمريكيين، بما في ذلك وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي اتهم الصين بالتستر على انتشار الفيروس وتباطؤ الاستجابة حتى يتمكن الفيروس من تدمير بقية العالم، مطالبا إياه بعدم ارسال شعبه الى الصين.

واحتفى بعض مستخدمي الإنترنت الصينيين بالإنجازات التي حققتها ضد الفيروس وبالأمان الذي تنعم به مقارنة بما تمر به الولايات المتحدة حاليا من احتجاجات على الصعيد الوطني ضد العنصرية ووحشية الشرطة الأمريكية على خلفية مقتل جورج فلويد الرجل الأسود الذي لفظ أنفاسه الأخيرة تحت ضغط ركبة شرطي أبيض.

وذهب البعض بمعارضتهم للخطوة بعيدا إلى حد قولهم إن الولايات المتحدة سترسل دبلوماسييها لجمع معلومات استخباراتية من أجل حملة أخرى من الافتراءات ضد الصين، بينما عبر آخرون عن أملهم بأن يؤدي إعادة فتح القنصلية إلى إصلاح علاقات الولايات المتحدة مع الصين، من خلال الوقوف عن قرب على ما حققته الصين من انجازات ضد الوباء في ووهان.

وأدرجت إدارة الطيران المدني الصينية ووهان كنقطة دخول احتياطية للرحلات الدولية إلى بكين هذا الأسبوع، واستؤنفت الرحلات بين ووهان وبكين يوم الثلاثاء.