رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

بسبب كورونا.. صندوق النقد العربي يتوقع فقدان مليون وظيفة بقطاع الطيران بمصر والإمارات والسعودية

الطيران - أرشيفية
الطيران - أرشيفية


توقع صندوق النقد العربي في تقرير حديث له أن تواجه شركات الطيران العربية تحديات اقتصادية تستلزم دعمًا حكوميًا، بسبب أزمة انتشار فيروس كورونا.

وأضاف أن رحلة تعافي قطاع الطيران سوف تكون طويلة في ظل الإحجام المتوقع عن السفر، والارتفاع المتوقع في كلفة الطيران، والترسخ التدريجي لثقافة العمل والتدريب عن بعد.

وقال التقرير الذي جاء بعنوان "تداعيات فيروس كورونا المُستجد على قطاع الطيران في الدول العربية وسياسات دعم التعافي" إن النقل الجوي في منطقة الشرق الأوسط التي تضم الدول العربية يوفر نحو 2.4 مليون وظيفة مباشرة وغير مباشرة، تمثل نحو 3.3% من إجمالي العمالة بالمنطقة.

وتسهم صناعة الطيران في منطقة الشرق الأوسط بما قيمته حوالي 130 مليار دولار في النشاط الاقتصادي بما تعادل نحو 4.4% من إجمالي الناتج الإجمالي للمنطقة، بحسب صندوق النقد العربي.

وتأثر قطاع الطيران بشكل كبير بأزمة فيروس كورونا كوفيد-19 في ظل الانتشار السريع للوباء، وإعلان حالة الطوارئ في العديد من الدول لمواجهته، وفرض حالات الإغلاق الكلي أو الجزئي في معظم دول العالم، وهو ما أجبر شركات الطيران حول العالم على تعليق أو خفض عدد رحلات الطيران بشكل ملحوظ.

وقال الصندوق إن توقف رحلات نقل الركاب وهو ما ينذر بإفلاس 85% من شركات الطيران، ما لم تحصل على دعم حكومي طارئ.

وتوضح تقديرات الاتحاد الدولي للنقل الجوي حاجة شركات الطيران العالمية لمساعدات مباشرة بقيمة تتخطى 200 مليار دولار لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا المُستجد.

أوضح الصندوق أن توقعات المنظمة الدولية للطيران المدني تشير إلى تراجع حركة النقل الجوي بنحو 72% في عام 2020، وانخفاض أعداد الركاب المنقولين جواً بنحو 1540 مليون راكباً، وعائدات الطيران بنحو 273 مليار دولار وفق فرضية متشائمة للانعكاسات الاقتصادية للفيروس.

وقال إنه على مستوى الدول العربية، من المتوقع انخفاض أعداد المسافرين إلى 9 دول عربية تلعب بها قطاعات الطيران دورًا بارزًا بنحو 114 مليون مسافر عام 2020، يشكل من بينها الانخفاض المتوقع في أعداد المسافرين في 3 دول منها بما يشمل، الإمارات، والسعودية، ومصر نحو 70% من إجمالي الانخفاض المتوقع في أعداد المسافرين على مستوى الدول العربية.

كما يتوقع أن يؤدي انتشار الفيروس إلى انخفاض متوقع في أعداد الوظائف بقطاع الطيران في هذه الدول بنحو مليون وظيفة، وتراجع في إيرادات القطاع بنحو 23 مليار دولار، وانخفاض مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي بنحو 60 مليار دولار عام 2020، وفقًا للصندوق.

وقال إن قطاع الطيران سيشهد تحديات عميقة على الصعيد الدولي والإقليمي حتى بعد أعقاب انتهاء أزمة كورونا لاسيما فيما يتعلق بالنقل الجوي للركاب في ظل العديد من التبعات الاقتصادية الناتجة عن انتشار الفيروس وكذلك التحولات غير المسبوقة التي من المتوقع أن يشهدها القطاع وذلك في ضوء إحجام المسافرين عن السفر لفترة لا تقل عن عام على الأقل، وانخفاض الطلب على الطيران في ظل ترسخ "ثقافة العمل والتدريب عن بعد".

علاوة على التحديات المرتبطة بالتحولات الرقمية سواءً فيما يتعلق بأتمتة الحجوزات، وإنهاء عمليات صعود المسافرين على الطائرات إلكترونياً، وتنفيذ أعمال المناولة الخاصة بالحقائب والبضائع من خلال الروبوتات، والشحن الجوي لبعض السلع من خلال الطائرات بدون طيار (Drones)، وهو ما سينعكس سلباً على نماذج الأعمال التقليدية لشركات الطيران.

وبحسب الصندوق فإن هذه الأسباب ستجعل من رحلة تعافي قطاع الطيران العربي من تداعيات أزمة فيروس كورونا المُستجد، صعبة وقد تحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل.

ودعا الصندوق الحكومات العربية إلى التركيز على سياسات دعم تعافي القطاع في المدى المتوسط على ضمان توفير الائتمان اللازم ودعم سيولة شركات الطيران، وتخفيف الأعباء المالية على شركات الطيران سواءً من خلال تأجيل تسديد الضرائب أو أقساط القروض، وتحفيز عمليات إعادة الهيكلة وترشيد النفقات والاندماج، وتشجيع الطيران الاقتصادي والداخلي، واغتنام الفرص التي تتيحها التحولات الرقمية.