رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

السلطة الخامسة

النبأ

لو الإعلام يمثل السلطة الرابعة، فإن "المشاهد" أو "المتلقي" أو "المستهلك"، هو السلطة الخامسة وهي سلطة مشكّلة من كل أطياف المجتمع، والسلطات الأربع وهي سلطة أقوي تأثيرًا بالفعل.  

نعم.. "المشاهد" و"المستهلك"، و "المتلقي" هو مواطن من الشعب المصري له عاداته، وتقاليده الشرقية، والمصرية، ونشأته الدينية المعتدلة التي تربي عليها.  

بإيدك أنك تمارس سلطتك كمواطن، وفرد من أفراد القوة الخامسة من خلال: الامتناع عن أي منتج، أو سلعة إعلاناتها مستفزة فيها بزخ في الإنفاق، وتلف أخلاقي، نعم.... وأمتنع عن أي عمل درامي غير صالح، ولائق؛ أن يدخل منازلنا، وبيوتنا معتمد علي الإثارة، وإثارة الغرائز، والإلحاح، واستخدام كافة الوسائل للتأثير لضمان قبول المنتج، ومحاولة إنجاحه نظير العائد المادي للمؤسسة المنتجة للعمل بغض النظر عن ما يتم نقله أو تأثيره السلبي علي أسرنا، وشبابنا، ومجتمعنا لتشاهده أسرنا من بنات، وأطفال، وسيدات، وشباب... ومن باب أولي أن تُنفق الأموال علي تقديم الخدمة، والحفاظ علي جودتها، ولو في ملايين تُنفق فمن الأولى أن تكون علي تحسين الجودة، أو تقليل السعر.

ولكن يحدث الإنفاق لزيادة التكاليف، وزياده أعداد المشتركين، أو البيع، ولا يوجد تحسين في الخدمة، أو تقليل السعر، إنما نجد المصاريف، والتكاليف للإعلانات، والفنانين علي حسابك أنت كمستهلك، أو مشترك كمواطن مصري وما المقابل؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ المقابل هو إنحراف مجتمعي أخلاقي سلوكي، ونجد التشجيع على ألفاظ تُقال في المنازل، وعادات تكتسب بالمشاهدة، أو بالسمع في المنازل، ومن مشاهد تُشاهدها أسرنا منها الكبير، والصغير، والرجل، والمرأة، والشاب، والبنت ونحن الآن مازلنا نحصد نتيجة حصاد ما سبق، وحتي الآن لم نتعافي منه. 

فعلى سبيل المثال: البنت تنادي لأمها باسمها، أو الابن لأبيه باسمه، والأم تشجع بنتها علي التدخين، أو الاختيار بين الشيشة، والسجائر.... هذا مشهد في إحدى المسلسلات التي أنا كمشاهد وثقت في دخول القناة إلى منزلي ليشاهدها أولادي، وأسرتي.  

كيف لي الآن أن أثق فيما هو قادم ونحن مازلنا نعاني من آثار الأعمال الدرامية المدبچلة التي دخلت علينا بالفساد وتلف عاداتنا، وتقاليدنا، وتناسينا الأعمال الصالحة، وأصبحنا نخجل منها، والآن نتباهي بكل ما هو مخجل. منذ شهرين كان الحديث في كل أركان الميديا عن أغانى المهرجانات المستفزة المنافية لأخلاقنا، وللأسف تأثر بها شبابنا، واليوم الإعلانات التى دخلت بيوتنا علي وتيرة إعلان "ابن الجيران" الذى يتم عرضه على الفضائيات "ابن الجيران وبوكسراته"، و "ابن الجيران ورجوله"؟

والسؤال هنا..........هل أنتم مدركون مدى التناقض في الأعمال؟ عندما تكون أسرة مصرية مجتمعة على مشاهدة مسلسل محترم ليعيد نشأة الإنسان والنخوة، والوطنية، والرجولة ليحث عليها، ونجد في الفاصل الإعلانى ماهو مخجل، ومخالف عكس ماكنت أشاهده، وأشرحه وأتباهي به لأولادي. 

هل أنتم مدركين مدي كمية التناقض في تقدبم الأعمال، وعكسها في نفس الوقت؟ هل أنتم مدركين مدي تأثيرها علي النفسية، والشخصية؟ تعمل هذه الاعمال علي إنفصام في الشخصية، وشخصية غير متزنة ...نحن نصنع جيل جاهز عنده إنفصام في الشخصية، وغير متزنة. 

هل القائمون علي الإعلام، والرقابة علي الأعمال يدركون مدى الخطورة، وما يحدث، وما يصل لبيوتنا ؟ ومدركين أننا منذ خمسة وخمسون يومًا في حظر تجوال موجودون في المنازل، والبديل هو الالتفاف حول شاشات التليفزيون، وأمام كل الفضائيات، وكل الأسر أمام وسائل الإعلام منذ الساعه 7 مساء، وتعد أعلى نسبة مشاهدة، ومتابعة للقنوات، وبلأخص أثناء شهر رمضان.

فكان الأولى، والأبدى استغلال هذه الفرصة لإصلاح ما فسد، وتعديل السلوكيات، والثقافات المكتسبة التي تعد دخيله علي مجتمعاتنا والتي اكتسبت بالغلط، فرصة ذهبية، وكل مصر وشعبها أمام الشاشات، يجب رصد المخالفات، والعقوبات على بعض الإعلانات، أو الأعمال الدرامية. 

فرصة ذهبية... يجب استثمارها، وكل مصر أمام الشاشة الصغيرة، ومحاولة إصلاح، وبناء الإنسان المصري مرة أخرى، الاهتمام بالشأن العام للإنسان المصري، وإعادة روح الانتماء، والوطنية، والابتكار، وتغذية روح وفكر الأبداع، والتقدم، ومثال لذلك مسلسل "الاختيار" الذى رصد أعلى نسب مشاهدة من أول حلقة وتضمن احترام المشاهد وعقله، ويمكن أن نعتبره "تاج الدراما العربية" يجب أن تنتقل لبيوتنا، ولعقول شبابنا.