رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«فيديو» يفجر حرب «السوشيال ميديا» ضد مسئول «ثقيل» بالكنيسة

البابا تواضروس
البابا تواضروس

شهدت الفترة الماضية، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعى، فضلًا عن الهجوم عليه من قبل أبناء الديانة المسيحية، بعد تداول مقطع «فيديو» على يد الأنبا إسحاق، أسقف طما وتوابعها، وهو يقود زفة قداس عيد القيامة خلال ترؤسه صلوات رفع بخور عشية شم النسيم داخل مذبح دير القمص يسى ميخائيل بقرية عطية موسى أم دومة، بمركز طما في محافظة سوهاج، بفتيات من المكرسات بدلًا من الشمامسة، «أي سيدات كُرسن للخدمة الكنيسة، إلى الهيكل المقدس».

الكنيسة القبطية الأرثوذكسية تمنع دخول السيدات إلى الهيكل منذ بدء الدورة الشهرية للفتاة، على غرار خروج السيدة العذراء مريم من الهيكل حين حدث لها ذلك الأمر، وما فعله الأنبا إسحاق يخالف قرارات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بمنع السيدات من الدخول إلى الهيكل.

الفيديو المتداول وصفه بعض نشطاء الأقباط بأنه مخالفة صحيحةٌ لتعاليم الكنيسة، مطالبين البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية، باتخاذ إجراء ضد أسقف طما.

فيما وصل الأمر إلى أنهم وصفوا ما أقدم عليه أسقف طما بـ«الهرطقة»، المقصود بها هنا "الخروج عن العقيدة الصحيحة".

من ناحيته، تقدم الأنبا إسحاق، أسقف طما وتوابعها، باعتذار إلى البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، وإلى أعضاء المجمع المقدس.

وقال الأنبا إسحق، أسقف طما، في بيان له: "أقدم اعتذاري الشديد إلى أبي حضرة صاحب القداسة البابا المعظم الأنبا تواضروس الثاني وإلى آبائي المطارنة والأساقفة أعضاء المجمع المقدس، عن التصرف الذي بدر مني دون تدقيق ولم يكن مناسبًا كنسيًا ولا طقسيًا، وكنت أقصد به أن أفرح قلب المكرسات بالقيامة". 

وتابع أسقف طما وتوابعها: "أعترف أنني أخطأت، وأنني لن أكرر مثل هذه التصرفات حفاظًا على سلامة الطقوس التي عاشت بها كنيستنا القويمة طوال تاريخها".

واختتم: «أرجو أن تسامحوني وتغفروا لي، راجيًا صلواتكم من أجل ضعف».

كما نشر أسقف طما وتوابعها، بيانا من قبل بخصوص ذلك الفيديو قبل أن يتقدم باعتذار عن ذلك، وقال حينها: "بخصوص الفيديو المتداول بشأن عشية شم النسيم 2020 بدير القمص يسى ميخائيل بطما، نود توضيح أن الكنيسة غير مُدَشنة والمذبح غير مُدَشن، ونعتذر عن حدوث أي سوء فهم أو بلبلة من جراء هذا الموضوع"

بدوره قال الناشط القبطى جرجس بشري، تعقيبا على الفيديو المتداول، إن ما فعله أسقف طما بالسماح لراهبات أو مكرسات بالدخول للهيكل أمر لا يجوز ومخالف لتعاليم الكنيسة.

وأكد «بشري» فى تصريح خاص أن اعتذار الأسقف للبابا تواضروس، عن هذه المخالفة بحجة أنه كان يريد أن يفرح قلوب الراهبات والمكرسات بالاحتفال بهذه المناسبات المقدسة غير مبرر، مشيرا إلى أنه لا أهواء في قوانين وتعاليم الكنيسة، مطالبا الكنيسة أن تتخذ ما تراه مناسبا تجاه هذه المخالفة.

واوضح الناشط القبطى، أن محاولة تبرير أسقف طما المخالفة بأن الهيكل مدشن "غير مقبولة"، موضحا أنها هي وحدها مخالفة تضاف للمخالفة السابقة لأن تبرير الخطأ بخطأ أمر لا يليق، وتابع بالقول: «معلوم أن القداس بيتم وتقدم فيه الذبيحة من خلال اللوح المقدس وبدونه لا يمكن تقديم ذبيحة».

وأشار إلى أن قوانين كنسية نصت على أنه لا يحق للمرأة أن تخدم داخل الهيكل أو تعلم داخل الكنيسة، لافتا إلى أن هناك عقوبات حددتها القوانين جراء هذه المخالفة والتى لم يذكرها. 

وأكد «بشرى» أن ما حدث مجرد مخالفة وليست هرطقة كما وصفها البعض، مشيرا إلى الاعتذار الذى تقدم به الأسقف "هو إقرار بخطأ، كما أنه في حد ذاته عقوبة ذاتية بالاعتراف بالخطأ كي لا يعثر الشعب وهذا إحقاق للحق يحسب له ولكن ما حدث أولا مخالفة صريحة".

ولفتت إلى أنه ضد الذين اتهموا الأسقف بالهرطقة، لأنها خروج على العقيدة السليمة، موضحا أن الأسقف لم يخرج عنها بل خالف دون قصد طقسا كنسيا.