رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

قصة «فضيحة» جمعية رسالة وتحدى الخير بعد «مهزلة» حرق بطاقات «الغلابة»

المستشار محمد السحيمي
المستشار محمد السحيمي والإعلامية شيماء النقيب

تفاصيل جمع بطاقات طالبى الإعانة فى «شوال» وحرقها فى أحد مباني الجمعية

شيماء النقيب: ليس لي توجهات سياسية ولا من أصحاب البلبلة ومعارضة الدولة

الموضوع «لو» وصل للرئيس عبد الفتاح السيسي ستُكشف كل الحقائق الغائبة

الفضائية الشهيرة تفصل الإعلامية بعد الأزمة

بطلة الفيديو من المتبرعات لـ«الجمعية»: «خالتى بتدفعلهم 15 ألف جنيه بصفة دورية»

«السحيمى»: المقطع المتداول على السوشيال ميديا يدخل فى نطاق حرية تداول المعلومات

رئيس «رسالة»: فوجئنا بعصابة تدعى أننا منتمون إلى الإخوان ونسرق التبرعات 


تداول رواد موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» مقطع فيديو صادمًا يستعرض حقيقة مبادرة الخير لـ«جمعية رسالة»، وجمع التبرعات من المشاهير.


وظهرت سيدة في هذا الفيديو تستعرض البطاقات الشخصية للمواطنين بعد إلقائها في القمامة، من قبل جمعية «رسالة»، مضيفة أنهم (أى الجمعية) لا يقومون بمساعدة أحد، وناشدت من يريد أن يفعل خيرًا التوجه بنفسه إلى الأسر المحتاجة.


بداية أزمة البطاقات الشخصية

وكشفت الإعلامية شيماء النقيب، تفاصيل هذا الفيديو «القنبلة»، وقالت إنه لم يكن من المخطط تصوير فيديو عن جمعية «رسالة» على الإطلاق.


وأضافت أنّه بعد انتهائها من تصوير تقرير عن فيروس كورونا، وكيفية تعامل المصريين معه، فوجئت بفتاةٍ في العشرينات من عمرها، تنادي عليها، وتسألها: «هل أنتي صحفية»، مشيرة إلى أنها قالت لها: «لا أنا مذيعة».


وتابعت: «الفتاة قالت لي أنا كنت عند جمعية رسالة بمنطقة الطوابق بفيصل والعاملين بها يقومون بجمع البطاقات الشخصية من الذين يذهبون إليها لطلب إعانات منهم، وبعد ذلك يلقون بتلك البطاقات بالزبالة، وأنا استطعت أن أخذ تلك البطاقات وتحدثت مع صديقة لي تعمل بمؤسسة قومية عما حدث، وكنت فى طريقي إليها، وحينما رأيتك ومعك مايك ومصور بكاميرا قلت أعرفك بالموضوع».


وأضافت «النقيب»: «بعدما عرفت منها ما حدث، طلبت من المصور تشغيل الكاميرا، ورغم رفضه في البداية إلا أنه انصاع لأوامري، وبدون معرفة اسمها أو حتى تقديم نبذة عن الموضوع كما هو متبع، تركت لها المساحة لتقول ما تعرفه مباشرة، وهذا يدل على أنّ الأمر غير مرتب، وغير مجهز له بالمرة، فمن يعمل بهذا المجال سيعرف أنني لم أحضر للموضوع، ولا يوجد أنترو أو أوترو ومن يلاحظ سيجدني مهزوزة، ولم يكن أدائي طبيعيًا، وطلبت فقط أن يتحروا عن هذا الموضوع، وأنا قسما بالله لو قعدت سنين لكي أرتب هذه الموضوع بالشكل ده، فلن أستطيع فهو جاء بالصدفة».


وأردفت: «في وقت التصوير لم يكن معي المايك الصغير الذي يتم تعليقه مباشرة مع الضيف حتى يستحوذ بمفرده على الشاشة، ويظهر لهم دون وجود المذيع وهذا ما كنت أفعله ولكننا لم نجد المايك الصغير واضطررت أن أطلع في الكادر معها؛ لأن معي المايك الكبير بعدما قال لي المصور إن صوتها لا يظهر بوضوح».


وتابعت: «بعدما رفعت الفيديو على اليوتيوب وفي خلال ساعة زمن، حقق مشاهدات تخطت المليون، ما أثار استغرابي، وفي اليوم التالي حقق ملايين المشاهدات، ما دفع جمعية رسالة للاتصال بي، وتطالبني بالذهاب إليها، ولكن لم، أذهب لأنني قولت للمسئول هناك أنا أريد أن يتم التحقيق مع من أخذ البطاقات الشخصية من الناس البسيطة التي ذهبت إليكم بمقر الجمعية، وألقوا تلك البطاقات بالشارع رغم أن من ضمن أصحاب البطاقات من جاء من محافظة المنيا ولكنهم لم يهتموا».


واستكملت: «لم ينتهِ الأمر على ذلك، فقد فوجئت ببيان صادر من قناة النهار في توقيت غريب الفجر، بأنه تم استبعادي من القناة، وأنني لم أكن أعمل بها أرغم أنني أمضيت بها عامًا ونصف العام، فقد كنت ضمن فريق الإعداد في برنامج باب الخلق للإعلامي محمود سعد، وأيضا برنامج ما وراء البرنامج، وحتى لا أضع القناة في حرج لم أقدم الفيديو لها ولم أتطرق لفضائية النهار من قريب أو بعيد، وتم نشر الفيديو على صفحة بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك اسمها (قول يا شعب) الموثقة بوزارة الثقافة».


وقالت أيضًا: «ورغم استبعادي من القناة التي عملت بها مدة كبيرة إلا أنني أكن لها وللعاملين كل احترام وود، ولم أكن أتخيل أن يصدر هذا البيان الذي تلقفته لجان الإخوان الإلكترونية ورددوا على كل المواقع أنني مذيعة مزيفة وخرج آخرون عبر الإعلانات الممولة على الفيس بوك يهاجمونني لمجرد ركوب التريند، ليشتهر، فكيف أكون كذلك وقد عملت مع أسامة منير وبقناة الصحة والجمال ومنها خرجت على برنامج الأستاذ محمود سعد، ولم يجد الشامتون والكارهون لي سوى هذا البيان لمهاجمتي فلم يروا أي شيء آخر يؤخذ علي، فأنا علاقاتي محدودة للغاية، وليس لي توجهات سياسية، ولا من أصحاب البلبلة ومناهضة الدولة».


واستطردت «النقيب»: «رغم أنني تركت الضيفة تقول ما يحلو لها دون تدخل مني، إلا أنه انتشر على مواقع التواصل من يشكك في الفيديو، وأنه تم باتفاق مسبق بيني وبين الفتاة وهذا لم يحدث ولكن درءًا للشبهات اتصلت بالفتاة مرة أخرى فقد تبادلنا أرقام هواتفنا في المرة السابقة وطلبت منها أن أسجل معها مرة أخرى وتقر بما جاء في الفيديو الأول».


وأكملت «النقيب»: «في اليوم التالي ذهبت لمنطقة فيصل ورأيت الوضع بعيني وصورت مع مواطنين بشارع الصفا والمروة هناك ممن التفوا حولي أثناء تسجيلي معها وجميعهم نفوا أنهم تلقوا إعانات من جمعية رسالة رغم أن منهم ذهب إلي الجمعية طوال عدة أيام وأحد المواطنين قال إنه يعمل بموقف السيارات الموجود أمام مقر الجمعية، وهناك من ذهب من السائقين مع أحد أفراد الجمعية بـ(شوال) ممتلئ ببطاقات المواطنين وتم حرقه بمنطقة المريوطية وحينما سألتهم جميعا وهذا الأمر مسجل بالصوت والصورة وتم إذاعته هل تلقيتم أي إعانات ولو بسيطة من جمعية رسالة، جميعهم نفوا تلقيهم أموالًا، وتساءل أحد المواطنين عن مقر الجمعية الذي تكلف الملايين هو وعمارة بجواره وفيلل في فايد وأماكن بكفر عبده بالإسكندرية ناهيك عن أماكن أخرى من أين أتوا بأموالها؟ وتساءل أخر أين ذهبت تبرعات الفنانين وتحدي الخير وأين الأسر التي تكفلوا بها فلم يرَ أحد منهم شيئًا، وقالت سيدة أخرى إنها أرملة ولمدة عام كامل أتردد عليهم طالبا لإعانة منهم ولم أحصل على شيء منهم طوال هذه المدة».


وتابعت: «أنا لست ضد أحد ولا أريد غير الحقيقة، وأريد النائب العام أن يحقق في الأمر برمته، وأن يستدعيني ويتأكد من الفيديو ومع جميع الأطراف حتى تظهر الحقيقة وأنا على ثقة أن الموضوع لو وصل للرئيس عبد الفتاح السيسي ستُكشف كل الحقائق فأنا ليس لي أى توجهات سياسية ولست ضد الدولة في شيء أو من مثيري البلبلة أنا فقط أؤدي عملي ومذيع الشارع هو الأقرب لهموم الناس ويرصد الواقع بصورة لحظية وهم لم يجدوا أى شيء يؤخذ ضدي».


المستشار السحيمي يكشف الرأي القانوني

من ناحيته، قال المستشار محمد السحيمي، إن ما حدث من شيماء النقيب كان تفعيلا لمدرسة الموظف الفعلي، وياليت كل مواطن مصري يفعل دوره في الرقابة على مؤسسات الدولة، وما كان المقطع الذي تداولته وسائل التواصل الاجتماعي  إلا في حدود النطاق الدستوري الخاص بحرية تداول المعلومات، والهدف الشرعي من ذلك كشف أي تجاوز أو خرق للقوانين، خاصة بأن فروع الجمعيات الخيرية يترتب على مخالفتها للقانون أضرارًا جسيمة للمستحقين من الشعب، لاسيما وأن حق الإبلاغ عن أي جريمة واجب وطني وقانوني لكل مواطن مصري في ضوء المادة 25 إجراءات جنائية وكذا ما تضمنته مواد الدستور من حرية للمواطنين في كشف الجرائم والمخالفات.


وأضاف «السحيمي» أنه لن يتم التهاون مع أي شخص اعتباري أو طبيعي حتى وإن كانت جمعية خيرية، ويستخدم الإبلاغ بطريقة خاطئة ضد أي فرد أو إشاعة أخبار كاذبة حيث أنه نصت المادة 305 من قانون العقوبات المصري بعقوبة الحبس أو الغرامة لكل من يبلغ السلطات كذبا وقد تضمن القانون المدني في ضوء المادة ٤_٥ الحق لكل من يستعمل القانون بطريقة في الرجوع على كل من استعمل حق مشروع بطريقة خاطئة تسيء للأشخاص فيلتزم بالتعويض وما جرى من السيدة شيماء النقيب كان تصرفا مطابقا لنص المادة 84 و102 من قانون العقوبات الذي رتب الحبس والغرامة لكل من علم بجريمة ولم يسارع في الإبلاغ عنها وقد سارعت وزارة التضامن بالتحقيق في الواقعة لضمان تحقيق العدالة الاجتماعية.


بطلة الفيديو تتحدث لـ«النبأ»

في هذا الإطار فجرت «آية» بطلة فيديو «البطاقات الشخصية» لجمعية رسالة مفاجأة من العيار الثقيلة، كاشفة عن أنها إحدى المتبرعات بانتظام لجمعية رسالة، وأن خالتها ترسل تبرعات للجمعية بقيمة 15 ألف جنية بصفة دورية منذ سنوات لهم من دولة الكويت، وأنها تذهب بنفسها لتسليمها على عكس ما تردد أنها كانت ذاهبة لطلب إعانة من الجمعية.


وحول تفاصيل ما حدث في ذلك اليوم، قالت: «أنا أسكن بذات المنطقة التي بها مقر جمعية رسالة وفي هذا اليوم كنت ذاهبة لمقابلة صديقاتي لشراء بعض الحاجات لي وأثناء مروري بجوار مقر الجمعية شهدت زحاما وكانت سيدة كبيرة في السن موجودة على الرصيف تبكي، فسألتها لماذا تبكين، قالت لي أنا يوميا أحضر لمقر الجمعية وبيذلوني ليأخذوا منى صورة البطاقة، ولو سمحت يا بنتى خدي صورة البطاقة وأعطيها لهم».


وأردفت: «ذهبت إلي رجل أمن الجمعية وطلبت منه أخذ صورة البطاقة، فأخذ منى الصورة، وألقاها بيده على الأرض فاستفسرت منه عن السبب فمن المفترض أن الجمعية تعطي الإعانات لمن يستحق وهؤلاء من المستحقين لتلك الإعانات، ما فعله رجل الأمن فعله أيضا موظفو الجمعية، فقد جمعوا صورًا كثيرة من البطاقات الشخصية لمن ذهب لطلب الإعانة ورأيتهم يجمعوها في شنطة بلاستيك بالعقار الآخر المجاور لمقر الجمعية فالجمعية لها مقر رئيسي وأخر بجوارها تابع لها وهم يجمعون صور البطاقات من الناس من أمام المبني الرئيسي وبعد جمعها يذهبون داخل المبنى الأخر وقد تتبعتهم للمبنى المجاور ورأيت كيف يرمون تلك الصور وأخذت شنطة بها عدد كبير منها وكان الموظف في حالة من اللامبالاة وقالي لي «اعملي اللى عايزاه تعمليه» بعدما أخذت منه الشنطة وهناك شيء أخر فالإعلام ركز على كلمتي بالفيديو ولم يركز على سائقي الميكروباصات قال إن أحد الموظفين ذهب معه بالميكروباص إلي منطقة المريوطية لرمى صور بطاقات الناس وحرقها هناك وقال إنه على استعداد للشهادة أمام المسئولين إن طلبوا شهادتي».


واستطردت أنا من طلبت التصوير مع الأستاذة شيماء النقيب وقد رأيتها مصادفة بمنطقة الدقي فأنا بعدما أخذت الشنطة التي بها صور البطاقات الشخصية للناس اتصلت بصديقة لي تعمل بالإعلام، وحكيت لها ما حدث، قالت لي أنا انتظرك وفي طريق إليها رأيت المذيعة شيماء النقيب، فنزلت من الميكروباص، وتحدثت معها، وبعد إطلاعها على الموضوع صورت معي دون أدنى معرفة مسبقة بيننا فهي ما فعلته أنها أوصلت صوتي للجميع ليعرف المسئولون هذه الواقعة ومنذ فضحهم والناس حينما تراني تدعو لي ويقولون لي عندك حق فيما فعلتيه معهم».


رئيس مجلس إدارة جمعية رسالة: «الفيديو مفبرك»

وقال الدكتور شريف عبد العظيم، رئيس جمعية "رسالة"، إن الانتقادات الموجهة للجمعية على خلفية "تحدي الخير" سخيفة جدا، مشيرا إلى أن الحملة التي شنتها الجمعية مؤخرا نجحت وحصلت على التبرعات.


وأضاف، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "الحكاية"، الذي يقدمه الإعلامي عمرو أديب، عبر شاشة "mbc مصر"،: "فوجئنا بعصابة على فيسبوك، وهو عدد لا بأس به من الناس، ادعوا إننا منتمون إلى الإخوان ونسرق التبرعات، وادعت سيدة أننا نحصل على صور بطاقات الرقم القومي للمواطنين ونرميها في الشارع، وهذا كذب لأننا ضد التجمهر ولا نحصل على البطاقات من المواطنين".


وزارة التضامن تشكل لجنة 

وفي هذا السياق أصدرت وزارة التضامن بيانا جاء فيه شكلت نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، لجنة من الإدارة المركزية للجمعيات والمؤسسات الاهلى ة للنظر في الشكاوى المقدمة للوزارة وما تم رصده وتداوله على مواقع التواصل الاجتماعي حول «تحدي الخير» الذي أطلقته جمعية رسالة للأعمال الخيرية المشهرة برقم 444 لسنة 2000.


وفحصت اللجنة الشكاوى المقدمة وكل ما أثير حول تلقي الجمعية تبرعات لصالح الأسر المضارة من أزمة فيروس كورونا من فنانين ولاعبي كرة القدم ومشاهير في مجالات مختلفة وشركات أشخاص عاديين.