رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كواليس «سيناريوهات الخطر» لمواجهة انفجار فيروس كورونا فى مصر

الجيش يعقم الشوارع
الجيش يعقم الشوارع

بتخطى عدد الإصابات بـ«فيروس كورونا» لما فوق 1000 مصاب، بدأ الحديث يتجدد عن اتخاذ الدولة مزيدٍ من الإجراءات الاحترازية شديدة العنف مع تزايد سيناريوهات انتشار المرض.

وخرج أسامة هيكل، وزير الدولة للإعلام، محذرًا: «بعد تجاوز الأعداد الآلاف، قد نضطر إلى اتخاذ إجراءات أخرى لعزل بعض المناطق، من خلال السيناريو الثالث والذي سيكون الأعنف عبر تحزيم المحافظات، واتخاذ بعض الإجراءات المشددة».

وأكد وزير الإعلام أنّ الإجراءات ستكون تدريجيةً، وفي حالة تزايد الأعداد ستكون القرارات صارمة، وستتخذ تباعا، كاشفا عن أنّ الحكومة تتوجه لإنشاء مستشفيات في أغلب المحافظات لأجل التعامل مع الفيروس وستدخل العمل تدريجيًا، ووفقا لأي مستجدات.

في الوقت نفسه، حذرت وزيرة الصحة هالة زايد، من تكرار سيناريو إيران في تفشي فيروس كورونا، في الأراضي المصرية، في حال تم تجاهل العديد من الإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة.

وأوضحت «زايد» أنّ الوصول إلى رقم ألف من المصابين بفيروس كورونا، مقلق وخاصة إذا كان في وقت قصير، مضيفة أن مصر ستتعامل بالسيناريو الثالث، وتقوم فرق التقصي الوبائي، بتحديد بعض الأماكن بالمحافظات وبؤر التجمعات بها لتحديد الحالات المشتبه فيها، وتقوم بعمل حجر صحي لها لمدة 14 يومًا حتى تظهر الحالات الإيجابية.

ومن خلال شجرة المخالطين يتم تتبع الحالة المصابة من المخالطة لمصابين فيروس كورونا، حتى نصل إلى أصل الحالة «Index case»؛ لمعرفة أصل الإصابة وضمان عدم تفشي الوباء والسيطرة عليه، ويتم عمل قاعدة بيانات. وشددت الوزيرة على أن مصر وضعت عدة سيناريوهات حتى الوصول إلى مرحلة تفشي فيروس كورونا في مصر، لافتة إلى أنها تتمنى عدم زيادة الإصابات مثلما هو الحال في اليابان وسنغافورة.

وأوضحت الوزيرة، أن السيناريوهات التي أعلنتها منظمة الصحة العالمية، كالتالي: دولة لا يوجد بها حالات - دولة بها حالة أو أكثر - دولة بها بعض الحالات متلاصقة ومحدد جغرافيا، الوضع الحالي لمصر، السيناريو الأخير التفشي الوبائي بالدولة.

من ناحية أخرى، أكدت منظمة الصحة العالمية أنّ مصر أمامها سيناريوهين هما، الأول الالتزام بالتعليمات ومكافحة العدوى وبالتالى خفض الإصابات. والثانى التفريط وهو ما يسبب مشاكل كبيرة لا نود الدخول فيها، واستكملت: «مصر وافقت على إجراء التجارب السريرية للوصول إلى نتائج حول العلاجات المقترحة للقضاء على فيروس كورونا».

وحصلت «النبأ» على معلومات مهمة بشأن خطط الدولة للتعامل مع السيناريو الثالث والرابع في حالة تفشي كورونا، ووفقا للمعلومات، فإن السيناريو الثالث يكون مهمًا لمواجهة انتشار العدوى بكثافة، حيث يكون الفيـروس قويًا جدا، وسريع الانتشار، وخطورة هذه المرحلة أنه سيكون أمام الدولة خياران فإما السيطرة على الفيـروس وإما انتشاره، أما عن سيناريو المرحلة الرابعة، وهو استكمال الإجراءات الاحترازية فيما تم إنجازه في المرحلة الثالثة، وحصار الفيروس كما فعلت الصين أو فقدان السيطرة بالكامل وبالتالى تحوله لوباء كما حدث في إيطاليا وأمريكا وإسبانيا وإيران حيث تمر حاليا بالمرحلة الرابعة وعلى أبواب المرحلة الخامسة.

في السياق ذاته، بدأت الدولة في الاستعداد لدخول السيناريوهات الأعلى لمواجهة فيروس كورونا، وخاصة المرحلة الثالثة، وقالت الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة، إنّ الوزارة حصلت على موافقة مجلس الوزراء للاستعانة بالأطباء الذين خرجوا معاش بالتعاقد معهم لمدة «٥» سنوات على الأقل، وتابعت قائلة: «نحاول الاستعانة بالأطباء الأقل من ٥٠ عاما حاليًا وتوجد مجموعات تذهب لمستشفيات العزل لمعرفة أسباب الوفيات، مشيرة إلى أنّ الحالات الحرجة مثل مرضى القلب والسرطان، لو أهملت فإنّ الوضع سيكون سيئًا».

كما اتخذت «الصحة» قرارًا بعزل نحو «10» مراكز في عدد من المحافظات؛ بسبب اكتشاف إصابة وعدوى لبعض الحالات، حيث يجري تطبيق الحجر الصحي للقرية أو المركز، منعا لتفشي العدوى من الأفراد للمجتمع.

كما تم تجهيز «24» مدرسة على مستوى كل محافظة بواقع مدرستين بكل إدارة تعليمية، ليكون عدد المدارس التي سيتم تجهيزها بحد أدنى في كل محافظة حسب الإصابات والتعداد السكانى 40 مدرسة على مستوى المحافظة لاستخدامهم فى حالة الطوارئ، سيتم تجهيز بعض الفنادق لاستيعاب المرضى، ولكن هذا سيكون في المرحلة الرابعة لانتشار المرض.

ومن سيناريوهات المرحلة الثالثة فرض حظر التجوال بدءًا من الساعة الخامسة أو الثالثة عصرًا وحتى السادسة صباحًا، لفرض المزيد من حركة تقييد المواطنين، مع وقف رحلات القطارات والنقل العام والمترو، وهذا الأمر يتوقف على القرار الخاص بزيادة نسبة الإصابات بشكل كبير جدا يوميًا.

ومن السيناريوهات المفترضة التى تضعها الدولة في حالة القرب من وصول الإصابات لرقم 2000 مصاب، الإعلان الرسمي عن الدخول بالمرحلة الرابعة، فرض نظام التباعد الصارم، المتبع حاليا في إيطاليا، ويسمح من خلاله لفرد واحد من العائلة بالتحرك، بجانب فرض العزل الكامل على المدن والقرى الأكثر إصابة، وقد يصل الأمر لفرض العزل على محافظات بعينها، على أن يسبق ذلك منع إعطاء موظفي الدولة إجازة لمدة أسبوعين قابلين للتجديد.


أما السيناريو الرابع، وهو لجوء الدولة إلى فرض الحجر الإلزامي، مثلما تم فرضه في إقليم هوبي في الصين، وعن طريقه سوف يتم فرض حظر التجوال الكامل طوال اليوم لمدة 14 يوما، ولكن هذا السيناريو ربما يستعمل في حالة وصول الإصابات قرابة ألفين مصاب، كما أعلن وزير الإعلام أن الحظر الكامل هو الإجراء الأخير أمام الدولة.

وكشفت مصادر داخل وزارة الصحة أن السيناريو الأبعد الذي تنتظره الدولة هو دخول المرحلة الثالثة فقط، ولن يصل الأمر للدخول للمرحلة الرابعة، خاصة مع بدء ارتفاع درجات الحرارة، حيث ينتظر حدوث تراجع في عدد الإصابات بمصر بنهاية شهر رمضان المقبل أي في الأول من شهر يونيو، وبالتالي وفي ظل التباطؤ في عدد الإصابات، فإنّ مصر لن تدخل المرحلة الرابعة، ولكنها مؤكدا سوف تدخل المرحلة الثالثة والتى سيتبعها عدد من الإجراءات الاحترازية لتقييد حركة المواطنين، ولن تخرج عما سبق ذلك.

وكشفت مصادر، أنّ هناك عدة سيناريوهات بشأن مصير امتحانات الثانوية العامة وامتحانات الكليات، وجاءت تلك السيناريوهات، كما يلى،  السيناريو الأول: مـع افتراضية تـراجـع الإصـابـة بشكل كبير، سيكون من الممكن امــتــحــان الـــطـــلاب فـــى المـواعـيـد التى سبق وأن تم تحديدها سواء بالنسبة للثانوية العامة أو امتحانات الجامعات التى قرر في ٣٠ مـايـو الــقــادم،  السيناريو الثانى، أن يتم امتحان الطلاب بمختلف الكليات بالجامعات فيما سبق وأن درسـوه فقط قبل توقف الدراسة، خاصة أن الكليات العملية ستواجه صعوبة فى امتحان الطلاب عمليا فى أجزاء لم يدرسوها فى المعامل، يتم تأجيل الامتحانات حتى شهر أغسطس القادم سواء بالجامعات أو الثانوية العامة، واعتبار مدة التوقف الطويلة التي تمت بمثابة إجازة نهاية العام الإجبارية مثلما قـــررت دولـــة الـكـويـت عـلـى سبيل المــثــال، وفى هذه الحالة لن يعتد بمـا قـــرره وزيـــر التربية والتعليم بقصر امتحانات الثانوية العامة عـلـى مــا درســه الـطـالـب حـتـى ١٥ مارس لأن بقية موضوعات المناهج التى لم تتم دراستها فى الثانوية العامة سيصعب استكمال تدريسها بالجامعات بعد ذلـك.

السيناريو الرابع: فى حالة تأخر التعافى العالمى مــن هـــذا الـــوبـــاء يمـكـن أن يظل كــل طـالـب فــى مـكـانـه فــى السنة الـدراسـيـة المقيد بها حتى السنة القادمة بكل كلية وأيضا بمراحل التعليم العام لأنه سيستحيل وقتها نقل الطلاب إلى فرق أعلى فى كل مراحل التعليم، ووقتها سيتم النظر فى إمكانية استكمال تدريس المواد الناقصة، وفى هذه الحالة سيضيع على الطلاب سنة كاملة.