رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

علامة تعجب شكرًا على إخلاء السبيل .. وننتظر المزيد

عماد الدين حسين
عماد الدين حسين


قرار إخلاء سبيل عدد من الناشطين من الأحزاب وأساتذة الجامعات يوم الخميس الماضى، قرار حكيم وإنسانى ينبغى أن نشكر كل من فكر أو ساهم أو ساعد فيه أو خطط له وتحمل مسئولية إصداره.
فى هذه السطور لا أتحدث عن القانون وتفاصيله وجدله، ولكن عن الجانب الإنسانى الذى يبعث برسالة أمل فى نفوس كثيرين، ويجعلنا نتفاءل خيرا بالمستقبل.
نعرف أنه كانت هناك دعوات كثيرة سابقة للإفراج عن المحبوسين عموما والمحبوسين احتياطيا خصوصا، وبالتالى فإن التوقيت هذه الأيام لعب دورا مهما فى اتخاذ القرار وأعنى به جو الهلع والرعب والذعر الذى يعيشه العالم بأكمله، بسبب تداعيات انتشار فيروس كورونا الذى أصاب غالبية العالم بالشلل الكامل.
حينما صدر القرار بإخلاء سبيل عدد من المحبوسين، فقد تلقاه الجميع بالتقدير خصوصا فى أوساط المعارضة وبالتالى فالرسالة الأساس له وصلت.
سيقول البعض، إنه لا ينبغى الاستماع إلى الأصوات المطالبة بالإفراج عن كل المحبوسين بسبب الخوف من كورونا، لأن بعضهم متورط فى عمليات عنف وقتل وإرهاب، لأن خروجهم قد يتسبب فى ضرر أكبر، وهو منطق مقبول وقابل للنقاش، لكن خطوة يوم الخميس الماضى تجعلنا نقول للمسئولين فى الجهات المعنية، إنه لا يوجد عاقل يطالب بالإفراج عن كل المحبوسين، إلا ــ لا قدر الله ــ لو ثبت تفشى الوباء بصورة كبيرة داخل السجون، وبالتالى وبعد أن اتخذت الأجهزة المعنية القرار الجرىء بإخلاء سبيل بعض الناشطين أمس الأول، فلماذا لا يتم دراسة التوسع فى هذه الخطوة، طالما أنها لن تضر بالأمن القومى للبلاد؟.
أتمنى أن تبادر الأجهزة المعنية باستغلال هذه الأجواء الإنسانية التى تعيشها البلاد، ويعيشها كل العالم للتوسع فى الإفراج عن كل شخص يثبت أنه لم يتورط فى عنف أو إرهاب واضح؟!.
يوم الخميس الماضى تواصلت مع مسئول أمنى أحسبه من العقلاء، والمطلعين على الصورة الكاملة فى مصر والمنطقة، وتحدثت معه وأشدت بالخطوة، وقلت له أتمنى أن يكون هناك توجه بهذا الصدد، أى بالإفراج عن أكبر عدد من المحبوسين طالما أنه لا توجد دماء على أياديهم، وليسوا متورطين فى عمليات عنف وإرهاب أو التحريض عليها، الرجل كان متفهما واعتبر خطوة الخميس بادرة حسن نية قد تتلوها خطوات أخرى.
تقديرى أن الحكومة وأجهزتها والنظام الحاكم عموما، هو المستفيد الأكبر من الخطوة الأخيرة، إضافة إلى أهالى المفرج عنهم.
أولا: قرار إخلاء السبيل سينظر إليه على أنه قرار إنسانى عاقل. وثانيا: هو رسالة بأن الحكومة قوية ولا تخشى شيئا.
وثالثا: رسالة للخارج بأن الأمور ليست مقفولة على طول الخط.
ورابعا وهذا هو الأهم: أنها رسالة أمل بأنه يمكن الرهان على تغليب لغة العقل والتفاهم والحوار بين الحكومة والمعارضة وبالأخص المعارضة المدنية.
وحينما أقول المعارضة، فلا أقصد من قريب أو بعيد أى شخص أو تنظيم أو جماعة تؤمن بالعنف والإرهاب أو ممارسته أو تحض عليه بأى صورة من الصور. لكن أقصد القوى والأحزاب السياسية المدنية.
فى المقابل تحتاج الحكومة إلى أكبر دعم ممكن من كل القوى والشخصيات المصرية السياسية المؤمنة بالقانون والدستور والدولة المدنية.
لأن الحكومة مقدمة فى الفترة المقبلة على تحديات صعبة بسبب كورونا وآثارها وتداعياتها المحتملة، وهى تداعيات ربما لم تواجهها أى حكومة من قبل فى كل المجالات، ونحتاج إلى أكبر قدر من التوافق الوطنى.
فى الأيام الماضية اتخذت الحكومة العديد من القرارات الصحيحة فى المجال الاقتصادى لمواجهة تحديات كورونا، لكن قرار الإفراج عن بعض الناشطين سيكون له آثار مهمة على الشارع السياسى، وبالتالى أتمنى أن تتواصل هذه السياسة ونرى كل المقبوض عليهم لأسباب سياسية ــ خصوصا الزملاء الكتاب والصحفيين ــ خارج السجون، حتى لو كان ذلك بتدابير احترازية.
نقلا عن "الشروق"