رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

فيروس كورونا يفجر ثورة غضب أولياء الأمور ضد طارق شوقى

طارق شوقى
طارق شوقى

تسيطر على أولياء الأمور حالة من الفزع والذعر بسبب انتشار فيروس كورونا المستجد خاصة بعد ارتفاع عدد حالات الإصابة داخل مصر، والتى وصلت فيه العينات الإيجابية إلى 55 حالة.


وطالب أولياء أمور الطلاب وزارة التربية والتعليم والحكومة بتعليق الدراسة في المدارس حرصا على سلامة أبنائهم ومنع تعرضهم للإصابة بالفيروس نتيجة الاختلاط بين الطلاب، على غرار بعض الدول العربية التى اتخذت ذلك الإجراء آخرهم السعودية.


من جانبها، أصدرت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني تعليمات رسمية لجميع المديريات التعليمية على مستوى الجمهورية، شددت خلالها على ضرورة مخاطبة المدارس والتأكيد على متابعة الطلاب الوافدين والعائدين من خارج جمهورية مصر العربية خلال الفترة الماضية، ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية للحماية من فيروس كورونا.


وأصدرت وزارة التعليم تعليمات رسمية لجميع مدارس الجمهورية توصي بضرورة تقليل التجمعات الكبيرة للطلاب غير اللازمة داخل المبنى المدرسي، والتنبيه على الحفاظ على مسافة لا تقل عن 1 متر بين الطلاب، وكذلك ضرورة اتخاذ كل الإجراءات الاحترازية للوقاية من كل أمراض الجهاز التنفسي في المدارس.


وتضمنت التعليمات مخاطبة المدارس من تمكين كافة الطلاب بكل المراحل الدراسية من غسل الأيدي بصفة مستمرة طوال اليوم الدراسي، وأيضًا تعليمات لجميع المدارس بالتنبيه على كافة الطلاب باتباع العادات الصحية أثناء العطس، وشددت الوزارة على ضرورة التأكيد على جميع الطلاب في المدارس باستخدام المناديل الورقية أثناء العطس.


وتم التشديد على ضرورة أن يتم الإبلاغ فورًا عن أي حالة يشتبه بإصابتها بفيروس كورونا المستجد، كما يمكن طرح كل الاستفسارات من خلال الاتصال برقم 105 وهو الخط الساخن لوزارة الصحة والسكان.


وشهدت مجموعات أولياء الأمور على مواقع التواصل الاجتماعي، "فيس بوك" ثورة غضب ضد وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقي، بسبب ما وصفوه بإصراره على استمرار الدراسة خاصة بعد مطالبة الصحة العالمية الدول المنتشر فيها مرض كورونا بتعليق الدراسة.


ودشن الآلاف من الأمهات وأولياء الأمور هاشتاج "وقفوا الدراسة، ولادنا خط أحمر"، مطالبين بضرورة إلغاء الترم الثاني، واعتماد نتيجة الترم الأول.


وكتبت زهرة عادل، موجهة حديثها لوزير التعليم "شهر الصيام ييجى على الأطفال ازاى وهما دراسة او امتحانات وضمن إجراءات الوقاية من تمكن الفيرس من الجسم هو عدم الجفاف، نرجو من سعادتكم التكرم باتخاذ القرار الذى يرضاه ضميركم ورفع القلق من قلوب الأمهات".


وفي هذا السياق، قال خالد صفوت، مؤسس ائتلاف "ثورة أمهات مصر على المناهج التعليمية"، إن 60% من الطلاب لا يذهبون للمدارس بسبب حالة الخوف والرعب بين أولياء الأمور والطلاب من انتشار فيروس كورونا.


وأضاف في تصريح خاص لـ"النبأ": أننا نثق في البيانات الرسمية حول فيروس كورونا، وأن هناك بؤر انتشار المرض في السفن السياحية، وتتعلق بالأجانب، ولم تصل للمدارس، ولكن هناك أزمة ترتبط بالكثافة الكبيرة داخل الفصول ومن ثم تفشيه بصورة سريعة يصعب السيطرة عليها.


وشدد على أن تعليق الدراسة أصبح مطلبًا ضروريًا وجادًا، كإجراء احترازي ومنعا لانتشاره خلال الدائرة الواسعة، وكذلك تهدئة الرأي العام من الخوف والقلق على أبنائهم، قائلا: «الأشخاص العاديون يخشون المرض ويتعاملون بحرص مع المحيطين بهم، فما بالنا بالأطفال الذين لا يملكون أى دراية أو معرفة ومخاوف أهلهم عليهم".


وأشار إلى أن 90% من الطلاب وأولياء الأمور لا يعتمدون على المدارس كمصدر للتحصيل العلمي، وبالتالي لن يتضرر التلاميذ علميا جراء قرار التعليق.


ولفت إلى أنه يجب أن يمتد هذا القرار للسناتر الخاصة بإعطاء الدروس الخصوصية، مشيرا إلى أن هناك عددًا من الآليات للتعامل مع هذه الأزمة منها إمكانية إنهاء الترم الثاني عبر إلغاء بعض الأجزاء في المناهج الدراسية، أو الاستعانة بتجارب دول العربية التى اتخذت هذا القرار.


وواصل: هناك حالة من الارتباك غير مفسرة، لأن وزير التعليم يشير إلى أن قرار التعليق يعود إلى وزارة الصحة، والتى بدورها تؤكد أنه قرار سيادي متابعا" مش عارفين مين صاحب القرار".


من ناحيته، قال عبد الحفيظ طايل، رئيس مركز الحق في التعليم، إن قرار تعليق الدراسة هامشي، قائلا "الناس بتعمل اللى هى عايزاه هامشي ومش هتودي ولادها لو حست بالخطر لأنهم سابقين الدولة بسنين ضوئية".


وأضاف "طايل" في تصريح خاص لـ"النبأ"، أن هناك كارثة تتعلق بمعدلات التكدس العالية في الفصول، مشيرا إلى أن تنفيذ تعليمات بترك مسافة بين كل طالب وآخر تصل لمتر يكاد يكون مستحيلا في ظل هذه الأعداد بالمدارس الحكومية.


وأشار "طايل" إلى أن هذه التعليمات تخص المدارس الدولية فقط، التى يهتم بها على عكس مدارس الحكومة، متابعا "سياسة طارق شوقي لا تستهدف مدارس الفقراء فهو وزير للمدارس الدولية، وأول من اعترف بأن الدولة تبيع التعليم حسب جودته.


وأكد طايل أنه كان من الضروري على وزارة التعليم أن تقرر إلغاء الدراسة بمحافظتى الأقصر وأسوان بعد اكتشاف إصابات كورونا في السفينة السياحية، ولكنه لم يحدث، مضيفا أن هناك سوابق تاريخية تكشف عن حالة عدم الثقة في وزارة التعليم وقراراتها وإجراءاتها.


وواصل أنه في عام 2009 وقت انتشار أنفلونزا الخنازير، أجبر وزير التعليم حينذاك يسري الجمل التلاميذ على تطعيم مصل لم يتم إجراء التجارب عليه بشكل كاف، لافتا إلى أنه كان من أوائل الناس المطالبين برفض هذه التطعيمات؛ لأن أطفال مصر ليسوا أداة للتجريب، وألزمنا الحكومة حينها بكتابة إقرار بتحمل الآثار الجانبية للمصل حال حدوثها، وهو ما يقودنا إلى تخوفات من احتمالية تكرر الأمر نفسه مع كورونا.


وختم: لابد من تعليق الدراسة لو كان هناك جدية بشأن التعامل مع المرض، ولكن يبدو أن الحكومة لا تهتم بالفقراء على حد وصفه.