رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تلقتها المؤسسات الدينية.. قائمة بأخطر أسئلة المصريين عن «فيروس كورونا»

فيروس كورونا - أرشيفية
فيروس كورونا - أرشيفية

تلقت لجان الفتوى بالمؤسسات الدينية الثلاث، وعلى رأسها «الأزهر» و«الإفتاء»، العديد من الأسئلة الدينية بخصوص «فيروس كورونا».

وكشفت مصادر بـ«الأزهر الشريف» أن لجان الفتوى تلقت أكثر من خمسة آلاف سؤال منذ ظهور المرض في الصين، وارتفع العدد؛ عقب ظهوره في مصر، ووصول المصابين لأكثر من 55 مصابًا ووفاة أول حالة.

وقال الدكتور أيمن أبو عمر، مدير عام الفتوى، وبحوث الدعوة بـ«الأوقاف»، إن من مات بسبب فيروس كورونا فهو شهيد.

وأضاف «أبو عمر» في فيديو له نشره عبر صفحته الرسمية: «من مات بسبب فيروس كورونا فهو شهيد، فالنبي هو من قال ذلك، فالنبي قال إنه من الشهداء من مات بالطاعون، فقال: ومن مات بالطاعون فهو شهيد».

وأضاف أن الطاعون هو المرض الذي ينتقل بالعدوى بين الناس في مكان من الأماكن، وهو غير الأمراض الطبيعية فالطاعون يظهر فجأة وينتشر بين الناس بصورة مخيفة وينطبق الأمر على فيروس كورونا، والشريعة لا تفرق بين المتماثلات، فحكم من مات بالطاعون مثل من مات في «فيروس كورونا».

الرأى السابق تسبب في أزمة داخل «الأوقاف»، وكانت محور انتقادات وهجوم من قبل رواد التواصل الاجتماعى، على الفور أصدرت الوزارة بيانًا نفت فيه صدور فتوى تؤكد أن متوفي كورونا شهيدا، وأكدت الوزارة، أن الفتوى الصادرة عن إمام المسجد لا تعبر إلا نفسه؛ فقط حذرت «الأوقاف» من الحديث عن كورونا نهائيا، مهددة المخالفين بالوقف عن العمل، الحديث عن شهداء كورونا كان محور اختلاف أيضا بين علماء الأزهر، وتلقى الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى بدار الإفتاء سؤالًا يقول: «هل من مات بفيروس كورونا يعد شهيدا».

وأوضح أمين الفتوى، أن النبي يقول في الحديث المشهور "عنْ أبي هُرَيْرةَ، قالَ: قالَ رَسُولُ اللَّه: الشُّهَدَاءُ خَمسَةٌ: المَطعُونُ، وَالمبْطُونُ، والغَرِيقُ، وَصَاحبُ الهَدْم وَالشَّهيدُ في سبيل اللَّه" متفقٌ عليهِ.

وأضاف: «النبي يقول المطعون وهو من مرض بالطاعون وهو وباء يصيب الإنسان، وأن كلمة المبطون تعني كل من مات بعلة في بطنه، والبطن تعني في باطن الجسد فهو عند الله شهيد ومن يموت بفيروس أو وباء له عند الله ثواب الشهيد».

وافقه الرأي الدكتور علي فخر، مدير إدارة الحساب الشرعي وأمين الفتوى بدار الإفتاء، الذى أكد أيضًا أن وباء الكورونا وغيره من الأوبئة يعرف في كتب الفقه الإسلامي بالطاعون، لافتا إلى أن المسلم إذا مات بفيروس كورونا يكون له أجر شهيد في الآخرة، لكنه في الدنيا يطبق عليه ما يطبق على الميت العادي، من غسل وكفن ودفن وصلاة عليه.

ومن ناحيته، يرى الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل الأوقاف الأسبق، أن الأمراض بلا استثناء ابتلاءات من الله عز وجل بغض النظر عن مسمى المرض، وهى مستمرة ولن تنتهى ومهما حاول الإنسان تجنب الإصابة منها، فإذا صبر الإنسان على ابتلاء الله فله أجر الصابرين".

وتابع عبد الجليل: "الأمراض الباطنة كالسرطان إذا صبر عليها الإنسان يأخذ أجر الشهيد فى الآخرة، ولكن من توفى بسبب مرض مثل الكورونا فليس بشهيد إنما يُثاب على أجر صبره على الابتلاء، ونصح وكيل الأوقاف الأسبق المسلمين بالدعاء فى الصلاة بأن يحفظنا الله من المرض والوباء بشكل عام".

وتلقت لجان الفتوى بالأزهر العديد من أسئلة المواطنين المثيرة والغريبة حول «كورونا»، وحصلت «النبأ» على أبرز تلك الأسئلة والإجابة عليها، من هذه الأسئلة: هل يحق للأطباء رفض الكشف على مريض كورونا والتعامل معه طبيا خوفا من الإصابة؟ 

وجاءت الإجابة: يجب على الطبيب الكشف على المريض، والرفض حرام شرعًا، طالما لا يوجد عذر لذلك، لكن على الطبيب أخذ الاحتياطات الطبية اللازمة لمنع الإصابة، وأضافت الفتوى: «نشد على يد الأطباء وطواقم التمريض التي تتعامل مع مرضى وحالات الاشتباه بالإصابة بكورونا، ونقول لهم نحن معكم وأنتم في رباط في سبيل الله، نسأل الله أن يحفظكم ويرعاكم ويسدد خطاكم، وأن يعينكم على المسؤوليات الملقاة على عاتقكم فدوركم مهم جدا لنا جميعا، وأتمنى من الجميع أن يدعمهم بشتى السبل وأن يتعاون معهم كل التعاون، سواء كانوا مرضى أو أهل المرضى، لابد من التعاون الكامل مع طواقمنا الطبية بشكل عام ومع المتعاملين مع مرض الكورونا بشكل خاص".

سؤال آخر: في ظل الظروف الحالية، وانتشار ‏مرض كورونا، ‏هل يجوز لي أنا وأولادي الخروج من المنزل مع ‏وجود هذا المرض؟

وهل إذا خرجنا من المنزل يعتبر ذلك من عدم ‏الأخذ بالأسباب، علما بأن خروجي ليس للضرورة، ‏وإنما للترويح عن النفس، وعن ‏أولادي.‏

وجاءت الإجابة: "مرض كورونا لم يبلغ حد الوباء العام، فإنه لم يظهر في عدد كبير من البلاد، وحتى البلاد التي ظهر فيها، فإن نسبة المصابين به قليلة، وقد اختلف أهل العلم في النهي الوارد عن الفرار من الأرض التي ظهر بها الوباء، ودخولها، هل هو خاص بالطاعون فحسب، أم إنه يعم سائر الأوبئة؟ وخلاصة الكلام أن خروجكم إلى التنزه، والترويح عن النفس مع الأولاد لا شيء فيه، ولا يعد من عدم الأخذ بالأسباب، إلا إذا أصدرت وزارة الصحة، أو غيرها من الجهات المختصة تحذيرا للناس من التنزه، أو الاجتماع في مكان معين، فيكون حينئذ الذهاب إلى ذلك المكان من عدم الأخذ بالأسباب.

ومن الأسئلة أيضا: هل الدعاء والقنوت في الصلاة يصرف المرض؟ وكانت الإجابة: يجوز شرعًا القنوت في الصلاة لصرف مرض الكورونا؛ لِكونه نازلةً من النوازل، ومصيبة من المصائب حلَّت بكثير من بلدان العالم، سواء كان القنوت لرفعه أو دفعه، وذلك من عموم المسلمين؛ الموبوئين بالكورونا وغيرهم، والدعاء بصرف المرض والوباء يكون عامًّا للمسلمين وغير المسلمين، في الصلاة وخارجَها، كما يجوز القنوت لذلك في جميع الصلوات المكتوبات؛ عملًا بقول بعض العلماء، أو الاقتصار عليه في صلاة الفجر خروجًا مِن خلاف مَن قصره عليها من الفقهاء.

أيضا ضمن أسئلة المواطنين حول كورونا: هل الفيروس عقاب للمسلمين؟ وكانت الإجابة: الأحداث الكبرى التي تحدث في الكون إنما تحدث بقدر الله وإرادته، وأننا لا يجب أن نحملها على معاني الإيمان والكفر، وإلا فماذا عن الزلازل التي تصيب بعض الدول الإسلامية أكثر مما تصيب غيرها، فالأمر يؤكد قدر الله تعالى عظمته في إدارة الكون، ولكن في الوقت نفسه فإن بعد المسلمين عن الدين والإيمان قد يكون سببا في نزول البلاء وغضب الله على عبادة.

وجاءت الأسئلة الأسرية الأكثر استفسارًا للجان الفتوى من قبل المواطنين من بينها، سؤال: هل تجوز الإقامة بجوار الزوجة في حالة الإصابة بفيروس كورونا، أم تركها لحين الشفاء؟ وكانت الإجابة: يجب على الزوجين اتباع الإرشادات الطبية في هذا الأمر، فالإسلام يحذر من الوقوع في التهلكة، وبناء عليه يحق للزوج عزل زوجته في الحجر الصحي وزيارتها وفقا لتعليمات الصحة، وفي حالة منع الزيارة فلا يجوز له زيارتها في ذلك الوقت خوفا عليه من العدوى وبالتالى باقي أفراد الأسرة.

هل يجوز لى التبليغ عن زوجى في حالة رفض الذهاب للمستشفى فى حالة إصابته بكورونا؟ وجاءت الإجابة يجب عليك الزوجة أو الزوج أو أى فرد من أفراد المجتمع والأسرة الإبلاغ عن المريض بكورونا، وإجباره على الحجر الصحي، لأن ذلك يؤدى إلى هلاك المجتمع وأمن الدولة هذا تهاون محرم شرعًا.

سؤال آخر لزوجة: هل يجوز لى الامتناع عن الجماع مع الزوج لكونه لديه أعراض البرد العادية خوفا من أن يكون مصابا في كورونا بالتالى التلامس المباشر؟

وكانت الإجابة: يجب اتباع الإرشادات الطبية التي تصدرها الصحة بخصوص الفرق بين عدوى البرد والكورونا، وفي حالة التأكد من الطبيب أن الأعراض برد عادية فلا يحق للزوجة الامتناع عن الجماع مع الزوج، ولكن في حالة كورونا، فهناك يجب منع التلامس المباشر بين الزوجين وما يترتب عليه من علاقة حميمة بينهما، إلا بعد الشفاء التام.

سؤال آخر: هل يجوز عدم الذهاب للصلاة بالمسجد في حالة الإصابة بمرض البرد العادية خوفا أن يكن بداية لكورونا؟

الإجابة: يجوز ذلك لحين التأكد بعد التحاليل الطبية هل هو كورونا من عدمه، بل يجوز أصلا عدم الصلاة بالجامع طالما أنك مصاب بمرض معدٍ.

وانتشرت العديد من الفتاوى المغلفة بالعِبر والمواعظ، على مواقع التواصل الاجتماعى مع انتشار فيروس كورونا، أطلقها شيوخ تعليقًا على ما يجرى من حولهم، والفزع من الوباء اللعين حيث استغلال رجال الدين الأزمة وإقبال الناس على الأسئلة الدينية الفتاوى حول المرض وأصدر المشايخ عبر صفحاتهم العديد من الفتاوى الجدلية حول المرض، سعيا نحو تحقيق مكاسب مادية كبيرة عن طريق دخول المواطنين على صفحاتهم وفتاوهم منها فتوى، تؤكد أن ما نشهده يحمل أكبر درس للبشر، فرغم التطور، فإن الله قادر على إهلاك الكون بجرثومة، وهو ما كتبه الشيخ أحمد عيسى المعصراوى، عبر حسابه الرسمى على «تويتر»: «فى نهاية المطاف هو مجرد فيروس، وسيرجع الوضع الطبيعى كما كان فى السابق، ولكن ما حدث هو أكبر درس للبشر، بينما نهى البعض الآخر المصابين بـ«كورونا» عن صلاة الجمعة والجماعة بشكل عام فى المساجد، ونصحوهم بأن يلزموا بيوتهم، ولا يتواجدوا فى الأماكن العامة، ومنهم الشيخ سيد سليمان، أحد علماء الأزهر الشريف: «لا يجوز للمصاب بكورونا أو غيره من الأمراض الناقلة للعدوى وتؤثر على الصحة العامة أن يختلط بغيره من الناس، حتى لا ينقل إليهم العدوى».

يرى «سليمان» أن صلاة الجمعة والجماعة تسقط عن المصاب فى هذه الحالة، وإذا ذهب إلى المسجد أو غيره من أماكن التجمعات متعمدًا إيذاء الآخرين فإنه آثم، وإذا كان لا يعى ما به من مرض فلا حرج عليه، لأنه هنا فى حكم الجاهل للحكم.