رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عبد الله رشدى: أنا أتكلم عن «دينى» فى أى وقت.. و«محدش يقولى تلت التلاتة كام» فى هذه الحالة (حوار)

محرر النبأ فى حواره
محرر "النبأ" فى حواره مع عبد الله رشدي

أتعرض للهجوم من «فريق علمانى» فى الإعلام والصحافة

دخول الجنة ليس له علاقة بأفعال البشر الصالحة فى الدنيا إلا فى هذه الحالة

رعاية السيسى لمؤتمرات تجديد الخطاب الدينى بإشراف شيخ الأزهر كانت «ضربة للعلمانيين»

لو روحنا لرجل دين مسيحى أو يهودى أو بوذى «مش هيجاملنى» على حساب عقيدته

لا أنقل فتوى فى أية مسألة شرعية إلا وتكون موافقة لمنهجنا الأزهرى

الأمن لا يحاربنى.. و70% من الشباب يقضون وقت فراغهم على «السوشيال ميديا»

ليس لى كلمة واحدة فيها معاداة لغير المسلمين.. وأنا أحتمى بالقانون

كل الود والحب والاحترام لجميع رؤسائى فى العمل: «هم على عينى وراسى»


قال الشيخ عبد الله رشدي إنه يتعرض للهجوم من «فريق علمانى» فى الصحافة والإعلام، مؤكدًا أن هذا الفريق يريد أن «يُميت» الثوابت الدينية، وأن الأمن لا يحاربه، ولم يطلب منه يومًا تغيير كلامه، أو عدم الكلام نهائيًا.


وأضاف «رشدي» فى حواره لـ«النبأ» أن رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي لمؤتمرات تجديد الخطاب الدينى بإشراف الأزهر، كانت ضربة للعلمانيين في مقتل، مؤكدًا أنه لا يصدر فتوى فى أية مسألة شرعية إلا وتكون موافقة لمنهج الأزهرى، وإلى نص الحوار:


بداية.. مَنْ السبب فى الضجة الأخيرة التى حدثت بسبب وجهات نظرك وأسفرت عن قرار وقفك عن صعود المنابر؟

السبب فى هذه الأزمة قيام بعض الصحفيين غير «المنضبطين» باقتصاص الكلام من سياقه من على صفحتى الشخصية على «فيسبوك»، وزعموا أنني أسأت للدكتور العالمي مجدى يعقوب، وتناقلت بعض القنوات الفضائية هذه التصريحات المغلوطة دون التأكد من صحة الكلام، وهذا الكلام لم أقله نهائيا ولم يصدر منى، كما أنني لم أذكر اسم البروفيسير «يعقوب» على صفحتي أصلا.


ما الذى كنت تقصده بكتاباتك على صفحتك؟

الكلام الذى كتبته كان فى إطار سجال بيني وبين الملحدين، وتم اقتصاصه وتم تحويله إلى الدكتور مجدي يعقوب، ويكفينى أن القنوات الكبرى مثل البي بي سي، أوضحت أننى لم أتحدث عن الدكتور مجدي يعقوب، وغيرها من المواقع الصحفية التى كشفت كذب الصحفى الذى أراد إلصاق هذا الأمر بي.


وما مصير العلماء غير المسلمين الذين خدموا البشرية وقدموا لها الكثير من الخدمات؟

قانون الإسلام عندى واضح، العمل الصالح الذى يفعله الإنسان له جزآن، جزء دنيوى، وجزء فى الآخرة، الجزء الدنيوي أننا نشكره عليه، ونقدر ونثمن جهوده ولا ننكرها، ويأخذ المقابل على الذى قدمه فى الدنيا، ونعترف بالفضل الذى قدمه دون النظر إلى دينه حتى لو كان ملحدا، ولا ننتقص منه أو نهينه أو نسفه عمله لأنه غير مسلم، أما فى الآخرة فدخول الجنة ليس له علاقة بأفعال البشر الصالحة فى الدنيا إلا إذا كانت هذه الأفعال صادرة عن إيمان سليم، فإذا كان الإيمان غير صحيح فهذه الأعمال لا قيمة ولا وزن لها يوم القيامة، الله تعالي قال: «وَقَدِمْنَا إِلَىٰ مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَّنثُورًا»، وأيضا قال تعالى: «مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَىٰ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً»، وفى سورة أخرى قال: «وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا يَخَافُ ظُلْمًا وَلَا هَضْمًا»، وفى سورة أخرى: «وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ»، الله سبحانه وضع شروطا أنه لابد من الإيمان وأن يكون من المسلمين، أما كونه لا يعترف بهذا الدين وينكر رسالة الله سبحانه وتعالى ويرفضها، وبعد ذلك يعمل عملا صالحًا فيشكر عليه دنيويًا.


وكيف نظرت إلى تصريحات البعض أنك تمتلك مفاتيح الجنة والنار؟

تصريحات مرفوضة ونابعة من عدم دراية، الجنة ليست ملكي ولا ملك أي أحد فى الدنيا ولا أقدر أنا أن أعطيها لأي شخص، ربنا قال الذى يريد أن يدخل الجنة لابد أن يكون مؤمنًا، فكلام ربنا واضح لا جدال فيه، فأنا أتحدث عن ما يقوله ربنا سبحانه وتعالى، وأنه الحق وما خالفه لا حق فيه، وهذا ليست له علاقة أننى أوزع مفاتيح الجنة، ولكن أنا أتحدث عن الكلام الذى قاله صاحب المفاتيح وهو الله سبحانه وتعالى.


لماذا دائمًا جميع آرائك مثيرة للجدل وتحدث ضجة؟

لا أعرف السبب فى ذلك، آرائي تثير المعرفة، ولكن هناك فريقا علمانيا وأثره بارز في الإعلام والصحافة، يحاول أن يميت الثوابت الدينية، وكل حديثى فى هذه الثوابت، فكل ما أتحدث ضد التوجه العلماني ولا يعجبهم الحديث، فتتم مهاجمتي لأنهم يملكون الآلة القوية، وأنا لا أملكها، وهذا ما يحدث الضجة.


ما السبب فى أنك محسوب على التيار المعادي لغير المسلمين؟

أبدا ليست لي كلمة واحدة فيها معاداة لغير المسلمين، وكل كلامى أقول فيه: "وقولوا للناس حسنا، وكلنا حبايب وإخوة ونتعامل بالإحسان والعدل"، وهذا ما أمرنا به الله، وكل هذا ليست له علاقة بملف الدين، "ما تجيش تطلب منى أنى أغير حقيقة دينية عندى، فالدين ليس للمجاملة، فمثلا لو روحنا لرجل دين مسيحي أويهودي أو بوذى وسألته عن حاجة معينة مش هيجاملنى على حساب دينه، ولو عمل كده هيكون رجل دين منافق".


هل الفتاوى التى تصدرها تأخذ فيها رأى بعض علماء الأوقاف قبل طرحها؟

جميع آرائي الفقهية تكون بناءً على الدراسة الأزهرية التى نستطيع من خلالها معرفة الأمور، والحمد لله لا أنقل فتوى فى أية مسألة شرعية إلا وتكون موافقة لمنهجنا الأزهرى الذى هو الالتزام بالكتاب والسنة بفهم سلف الأمة، وعلى رأسهم مذاهب الأئمة الأربعة الفقهية المتبوعة، فكلامى لا يخرج عن هذا.


وزير الأوقاف صرح بأنك تبث آراء جدلية ومنشورات لا تليق بآداب الدعاة.. ما تعليقك؟

رفض الحديث وقال لا تعليق.


كيف نظرت إلى قرار إيقافك وعدم الصعود على المنبر والتحقيق معك؟

أحترم القرار والجهة التى أصدرته له، لكن أرفض القرار جملة وتفصيلا، لذلك تقدمت بطلب إلى النيابة الإدارية ليتم النظر فى هذا الأمر، وكل ما نسب لي من خلال النيابة، لثقتى الكاملة المطلقة بالقضاء المصري الشامخ النزيه.


وهل ستلجأ للمحكمة بعد ذلك كما فعلت من قبل؟

أول درجات التقاضي اللجوء إلى النيابة وسأنتظر ما سيصدر من قرارات، وبعد ذلك أتحرك إلى الخطوة التالية، فنحن فى بلد فيه قانون ودستور عريق كتبه عظماء القانون فى مصر، وأنا بحتمي بالقانون.


هل هناك خلاف بينك وبين رؤسائك فى وزارة الأوقاف؟

لا أبدا كل الود والحب والاحترام لجميع رؤسائي: «وكلهم على عينى وراسي».


هل تتلقى اتصالات من جهات معينة أو سيادية تطالبك بالتراجع أو الصمت؟

لم تطلب منى أية جهة فى مصر فى مرة تغيير كلامى، أو أن أقول كلاما مخالفا لدينى، أو ما تتكلمش، فهذا لم يحدث نهائيا "والله ما حصل"، والأمن لم يضغط أو يحاربنى نهائيًا، الأمن ليس له علاقة من قريب أو من بعيد بهذه الحملات التى تهاجمنى، فطالما أنا ملتزم بالشرع وبقول كلامًا ليس له أية اتجاهات ضد الوطن فالكل يعاملك أحسن معاملة، وما يحدث مجرد مناوشات مع التيار الفكري العلماني الليبرالي، والأمن بعيد عن هذا تماما.


هل هناك من يصفى حساباته معك؟ ومن هو؟

بالطبع أكيد.. هناك تيار موجود عندما يخرج للمطالبة بتغيير أمر فى معالم الدين، فبطلع أتكلم وأرد، «هما قرفانين منى ونفسهم يخلصوا منى فبيحاولوا يلفقوا لى أى حاجة من أجل إسكاتى أو تخويفي، والضغط على السلطة الفاعلة أن تتخذ ضدي قرارًا، وكل هذا لن يرهبنى، مش هسكت وهفضل أتكلم وأقول الحق لحد ما أموت».


لماذا لجأت فى الفترة الأخيرة إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعى لطرح أفكارك الفقهية؟

الإنسان لابد أن يواكب العصر الذى يعيشه، ونحن فى عصر السوشيال ميديا، كما أن التليفزيون ينحسر حاليا، والإقبال عليه ضعيف، فالداعية مطالب دائما أن يواكب العصر ويستخدم كل الوسائل لإيصال كلمة الخالق إلى الخلق.


وهل هناك قرارات بمنعك من الظهور فى القنوات الفضائية المصرية؟

لا أبدا فهذا الكلام غير صحيح، الأسبوع المقبل عندى ظهور على إحدى القنوات الفضائية، وأعتذر فى هذه الفترة عن أكثر من لقاء نظرا لضيق الوقت وانشغالى ببعض الأمور الخاصة بي، فليس هناك قرار صادر ضدى من المجلس الأعلى للإعلام بمنعى من الظهور فى الفضائيات.


ما مدى تأثير وسائل التواصل الاجتماعى فى الخطاب الدينى بالنسبة للناس؟

مفيدة فى توصيل الدين الصحيح، كما أنها تمد الناس بالمعلومات والرسائل الجيدة، جيل الشباب الحالى تقريبا بنسبة 70% منهم بيقضى وقت فراغه على السوشيال ميديا.


كيف تتعامل مع الشخصيات التى تهاجمك على صفحتك الشخصية؟

برد عليهم طبعا.. وبقول لهم: «غفر الله لى ولكم».


تحرص دائما على إنهاء كلامك على مواقع التواصل بهاشتاج "الأزهر_قادم".. ماذا تقصد؟

 المقصود أن الأزهر باقٍ على الطريق ومتقدم في عرض رسالته للناس، أي أنه آخذٌ بخطوات التقدم والسير على طريق بيان رسالته.


ولكن البعض فسر هذه المقولة بأنك الأزهر يحميك.. ما تعليقك؟

هذا الكلام غير صحيح.. الحامى هو الله سبحانه وتعالي وأنا أحتمى بعد الله بالقانون والدستور المصري.


وماذا عن العلاقة بينك وبين شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطبيب؟

علاقتى كأى أزهرى بأبيه الروحى وإمامه الأكبر، كلها إجلال واحترام وإكبار.

"ده الإمام الأكبر يعنى الكلام عنه يكون بحساب".


هل تلقيت اتصالا من شيخ الأزهر بعد الحملات التى شُنت ضدك؟

لا.


وكيف ترى الحملة التى تدار ضد الأزهر حاليا؟

حملة «عفنة مأجورة» بهدف تكسير صورة الأزهر وتهميش دوره والإساءة إليه فى أعين الجماهير، وهى محاولة لعرقلة الأزهر عن القيام بأنشطته والسير فى طريقة، ولكن الأزهر الشريف أعظم من ذلك ولن يناله من الذى يحدث أى شيء.


هل تجديد الخطاب الدينى هو الذى زاد من حدة الهجوم عليه؟

تبديد وليس تجديدًا، التجديد يقوم به الأزهر وهذه مسألة معروفة، ولكن بعض المخربين الذى يريدون إفساد وتبديد الخطاب الدينى وتميعه، يستغلون كلمة التجديد التى يقوم بها الأزهر ليجعلوها ستارا يمررون من خلاله أفكارهم المريضة، وهم فى الحقيقة لا يريدون من الأزهر تجديدا ولكن يردون أن يترك الأزهر التجديد الذى يقوم به ليسير فى ركاب التميع والتبديد.


هل الأزهر يمتلك وسائل إعلام قوية للرد على هذه الحملات؟

بالتأكيد.. الأزهر لديه مركز ومرصد إعلامي قوي، فالأزهر مؤسسة كبيرة لها ثقلها فى الدولة، ونتمنى أن توجد فى القنوات الفضائية برامج مخصصة لعلماء الأزهر الشريف للرد على مثل هذه الأفكار الموبوءة والمتطرفة لكلا الجانبين سواء الجانب التكفيري الداعشي أو الجانب العلماني.

وما تعليقك على حديث البعض أن مناهج الأزهر الشريف تحتوى على أفكار لداعش؟

هذا غير صحيح، واتهامات باطلة يروجها البعض للنيل من الأزهر ومكانته، الأزهر الشريف موجود فى مصر أكثر من 1000 عاما، لماذا لم نجد داعش إلا فى السنوات الأخيرة، داعش صناعة سياسية وليست فكرية، ولكن اتُّخِذَ الفكرُ ستارا لها لتمريرها من ورائه.


وهل يجوز تكفير داعش؟

«لو فتحنا باب التكفير، ومطالبتى بتكفير داعش، بعد كده كل واحد هيشوف واحد مسلم يرتكب معصية هيكفره»، علماؤنا فرقوا بين الكفر وبين الاعتداء، فالجرائم يُعَاقَبُ عليها، كما أن الإسلام به أعظم عقوبة لداعش وهى: «الصلب وقطع الأيادى والأرجل من خلاف والنفى من الأرض»، وهى أشد من وجهة نظرى من القتل، فالعقوبات كلها مفتوحة ومن حق ولى الأمر أن يستخدم ضد هؤلاء الخوارج الذين حملوا السلاح دون وجه حق على دولة أو نظام، ما يردعهم.


البعض يتهمك أنك من المتشددين ووصل الأمر أنهم وصفوك بالتكفيري.. ما تعليقك؟

أولا: لا أحد يقول هذا سوى الفريق العلماني، وبقول ربنا يصلح حالنا وحالهم، نريد أن نصل إلى مرحلة أن نوصل أفكارنا دون تجريح والنقاش يكون بأدب، وكلامهم "مش بيفرق معايا كثير".


 ما الذى يريده العلمانيون من مصر؟

هم يريدون أن تخلع هويتها وثوبها الذى تتشح به من وقت طويل، وتتحول مصر إلى دولة لا قداسة ولا احترام فيها لمقررات الشريعة الإسلامية، هدفهم وطموحهم هو إلغاء المادة 2 من الدستور المصري، وما يترتب على ذلك من آثار.


هل تعتقد أن الفتاوى التى تصدرها مناسبة فى ذلك التوقيت؟

أتكلم فى عقائد دينى فى أى توقيت، «محدش يقولى تلت الثلاثة كام أو أنت بتقول وبتعمل إيه، طول ما أنا ما بغلطش فى حد»، فحقي القانوني والدستورى والدينى أن أقول ما أؤمن به، اللى بيزعل من ذلك إنسان منغلق ديكتاتورى، يريد أن يصادر حريتى فى التعبير عن رأيي، فهو لا يريد أن أقول كلامى الدينى، ولكن يقبل من الملل الأخرى أن تقول نفس الكلام، وهذه تعد عنصرية يجب أن يعالج منها.


هل هناك فتوى ندمت على إصدارك لها.. وتمنيت أن تتراجع عنها؟

أبدا.. لو عاد بي الزمان فى مثل مواقفى التى كنت فيها لقلت نفس الكلام، الحق لا يندم عليه، ولن أتراجع عنه، ولا أتراجع عن الكلام الذي قلته إلا إذا تبين مخالفته للشرع الشريف، حينما يتغير القرآن سأتراجع عن كلامى.


ولكن البعض يتحدث عن أن هذه الفتاوى لا تتماشى مع العصر الحالى ولا بد أن تتغير.. ما تعليقك؟

الفتاوى تتغير بتغير الزمن ولكن المرتبطة بالأعراف والمتغيرات، أما قضايا الاعتقاد وثوابت الدين لا ترتبط بمتغيرات، فهى ثابتة فى كل زمن ومكان والعبث فيها ممنوع.


وكيف ترى الحملات التى تسيء لعلماء الدين وخاصة الأئمة الأربعة؟

حملات مأجورة من قبل التيار العلمانى الذى يريد أن يضرب السنة والدين فى مقتل، وهى يتحركون بدرجات، الدرجة الأولى أن يتم الإساءة لعلماء الدين، الدرجة الثانية أن تتم الإساءة لأئمة الدين الكبار، وثالثا أن يتم الإساءة للأحاديث النبوية ومصنفي الكتب الصحيحة، ورابعا أن تتم الإساءة للصحابة ثم بعد ذلك سيقولون إن السنة «مش لازمة ومش ضرورية» وأن سيدنا محمد مجرد نبي ورسول برسالة بيوصلها مش أكثر من كده، ثم بعد ذلك ندخل على الطعن فى القرآن.


هل هذا الصراع سيظل مستمرا؟

هؤلاء خطان لا يمكن أن يلتقيا، فالحق والباطل فى صراع مستمر، وربنا سينصر الحق فى النهاية إن شاء الله، وأوجه رسالة لهم قائلًا:  "بدل الضرب فى الثوابت الدينية، حاولوا أنكم تخدموا بلدكم فى حل مشاكلها وتشتغلوا فى وضع حلول للأزمات الموجودة مثل أزمة الأخلاق والبطالة وغيرها، وتقدموا دراسة لحل هذه المشكلات، بدلا من الانشغال بمن يغطى شعره والحجاب والنقاب والأغاني فكل هذا يعد رجعية فى الفكر، ليتكم تقدمون شيئا ينفع البشرية".


وكيف نظرت إلى تقدير شيخ الأزهر فى الخارج فى حين أن البعض فى الداخل يهاجمه؟

شيخ الأزهر مقدر فى الداخل قبل الخارج، ولكن الحفاوة به فى الخارج لأنه لا يوجد لدى العالم شخصية مثل شيخ الأزهر، كما أن منصب شيخ الأزهر واحد فى العالم، فضيلة الإمام الأكبر مقامه محفوظ وعلى الرؤوس.


وما تعليقك على صفقة القرن؟

لا يوجد ما يعرف بهذا الاسم، والعرب كلهم ومنهم مصر ترفض شكلا وموضوعا هذه الصفقة، "فلسطين لينا.. والقرن ليهم إن شاء الله".


بخصوص انتشار فيروس كورونا.. هل تتفق مع ما يقوله البعض بإلغاء صلاة الجمعة بسبب المرض؟

الأمر فى هذه القضية يتعلق بترتيبات؛ أولا: التأكد أن هذا الفيروس موجود فى البلد الذى يريدون فيه إلغاء صلاة الجمعة. ثانيا: استطلاع رأى الأطباء عن احتمالية تأثير صلاة الجمعة على انتشار المرض. وثالثا يتم إحالة المعلومات الصادرة من الجهات الرسمية إلى هيئة كبار العلماء التى تصدر الحكم فى هذا البلد بخصوص هذا الأمر. أما الاجتهادات الفردية فلا يعول عليها، ويفضل دائمًا اللجوء إلى الهيئات الكبرى العلمية التى تصدر الفتوى، والمنوطة بالتحدث فى مثل هذه الأمور.


فيما يتعلق بالطلاق الشفوى.. كيف نظرت إلى الضجة التى حدثت بسببه؟

الطلاق الشفوى يقع منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وسيظل هكذا إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها بشروطه المعلومة في الفقه الإسلامي، فيقع إذا تحققت، وحديث البعض أنه لا يقع غير صحيح والواقع الإسلامى يقول غير ذلك.


ما الرسالة التى تطلبها من الرئيس السيسي بخصوص الحملات التى تطال الأزهر وشيخه؟

أطلب من السيد الرئيس يولى هذا الأمر مزيدا من رعايته واهتمامه، فالرئيس هو من دشن مؤتمرًا لتجديد الفكر الإسلامى تحت رعايته شخصيا، ولكن نحتاج إلى مزيد من الرعاية والنظر إلى هؤلاء الذين يتكلمون فى هذه القضايا دون علم.. أن تتم محاسبتهم عما يصدر منهم من كلام يخالف شرع الله عزوجل.


هل تقصد أن تتم محاسبتهم بتهمة ازدراء الأديان؟

لا أقصد ذلك، ولا أريد أن يسجن أحد، ولكن ما أقصده أن من يقوم بعمل ذلك يتم الحديث معه ليَفْهَمَ بأن الدين لا يجوز العبث فيه.


هل أنت مع المناظرات الفكرية لكشف الحقائق؟

لا مانع، كما أنها فكرة مطروحة و«كويسة»، ويكفينا اتجاه الحكومة عندما أرادت أن تتحدث عن التجديد جاءت بالأزهر، وهذا أغضب البعض، فالرئيس عبد الفتاح السيسي رجل مؤسسي ويؤمن بفكرة المؤسسات، ورعاية الرئيس لمؤتمرات تجديد الخطاب الديني بإشراف شيخ الأزهر كانت «ضربة للعلمانيين» فى مقتل «زعلتهم قوى».