رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل آخر 24 ساعة فى حياة «مبارك» والسبب الحقيقى للوفاة.. وسوزان فى خطر

مبارك - أرشيفية
مبارك - أرشيفية


وفاة الرئيس المصري الأسبق محمد حسني مبارك، عن عمر يناهز 91 عاما، أثارت الكثير من الجدل، وطرحت سؤالا كبيرا: ماذا سيكتب التاريخ عن مبارك الذي قامت عليه ثورة 25 يناير، لاسيما بعد أن فرق البعض بين تاريخه العسكري وتاريخه السياسي في الحكم؟ وكان لافتا أن اثنين من أبرز خصومه السياسيين ورموز ثورة 25 يناير 2011، التي أطاحت بنظام حكمه، وهما الدكتور محمد البرادعي، ووائل غنيم، تقدما التعازي في وفاته، وأثنيا على وطنيته، وهو ما أثار الكثير من علامات الاستفهام.


وكشف التقرير الطبي للرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، عن حجزه في المستشفى 21 يناير للاشتباه في انسداد بالأمعاء.


وخضع الرئيس الأسبق "مبارك" لفحوصات طبية وإجراء أشعة مقطعية على البطن والحوض، وأشعة عادية على الصدر، وموجات صوتية على القلب.


ومر الرئيس الأسبق "مبارك" بخطوات علاج وتم حجزه بغرفة العناية المركزة، وتم عمل استئصال جزء من الأمعاء وتم إعطاؤه المضادات الحيوية والعلاج اللازم، كما تم وضعه على جهاز تنفس صناعي وإعطاؤه محفزات القلب والدورة الدموية.


وأعلن التقرير أن الرئيس الأسبق "مبارك" كان يعاني من قصور مزمن بالكلي ورفرفة أذنية بالقلب.


أسباب وفاة مبارك وهوية المُبلغ

وكشفت شهادة وفاة الرئيس الأسبق، محمد حسني مبارك، أن سبب الوفاة، هو قصور مزمن بالكلى، ورفرفة أذينية بالقلب.


وقُيّد الرئيس بسجل الوفيات رقم 909، بوثيقة صادرة عن مكتب صحة النزهة، بناءً على بلاغ من حفيده، عمر علاء مبارك، المولود 5 يونيو 1995.


آخر يوم بالمستشفى

عانى مبارك من مضاعفات مرضية خلال الـ24 ساعة الأخيرة في حياته، بعد إجراء عملية جراحية له منذ أكثر من أسبوعين، وتم وضعه على جهاز التنفس الصناعي، وجرى استدعاء أسرته بالكامل في المستشفى.


يذكر أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، أجرى عملية جراحية دقيقة، بنهاية يناير الماضي، في أحد المستشفيات، إثر تعرضه لوعكة صحية، وتحسنت حالته فيما بعد.


والتزمت عائلة الرئيس الأسبق حسنى مبارك، الصمت تجاه إعلان الوفاة؛ لانهيار والدتهم سوزان مبارك وتعرضها لحالة إغماء، ولم يصدر من جانبهم أى بيانات تؤكد أو تنفى الوفاة، ولم يعلق علاء مبارك على صفحته الرسمية على موقع توتير سواء بالتأكيد أو النفي.


وتولى مبارك ابن مدينة كفر مصيلحة بالمنوفية رئاسة مصر قرابة الثلاثين عاما، عقب اغتيال الرئيس الأسبق أنور السادات، وأجبرته الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي انطلقت في الخامس والعشرين من يناير واستمرت 18 يوما على التنحي عن الحكم، في الحادي عشر من فبراير 2011.


وائل غنيم والبرادعي 

نعى الناشط السياسي وائل غنيم، وفاة الرئيس الراحل حسني مبارك، وغرد على حسابه الرسمي بموقع "تويتر"، منذ قليل، قائلا: "رحمة الله على الرئيس حسني مبارك، كل نفس بما كسبت رهينة وكلنا رايحين لربنا اللي أحسن من البشر كلهم، ربنا يصبر أهله ومحبيه ويبارك في عمر أحفاده، كان محبا ومخلصا لمصر، تحمل مسؤولية ضخمة تجاه الشعب المصرى فأصاب كثيرا وأخطأ كثيرا وصبر على كثير من الأذى في نهاية عمره. وسيحكم التاريخ".


كما قدم الدكتور محمد البرادعي، العزاء في وفاة الرئيس الأسبق حسني مبارك على حسابه بـ"تويتر" قائلا: "رحم الله الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان".


تجميد الأوضاع السياسية

يقول السفير رخا أحمد حسن مساعد وير الخارجية الأسبق، إن الرئيس الراحل محمد حسني مبارك كرجل من رجال القوات المسلحة حقق إنجازا كبيرا وشارك في حرب أكتوبر وهذا يحسب له، مشيرا إلى أن أول فترتين من حكم مبارك حقق فيها الكثير من الإنجازات، لاسيما وأن الفترة الأولى من حكمه بعد وفاة السادات كانت في منتهى الصعوبة على رأسها عودة الاستقرار، لكنه في الفترتين الأخيرتين ارتكب الكثير من الأخطاء مثل، ترك الأمور لصفوت الشريف وزكريا عزمي، تدمير الأحزاب وتفجيرها من الداخل كما حدث مع أحزاب الوفد والغد والعمل والأحرار، وكذلك التدخل في الانتخابات وتجميد الأوضاع السياسية وتجريف السياسة، وكانت انتخابات 2005 القشة التي قسمت ظهر البعير، وكذلك مشروع التوريث وتدخل ابنه وسيدة مصر الأولى في الشأن العام، كذلك اعتماده على أهل الثقة والموالاة وتخليه عن المستشارين والمفكرين أمثال أسامة الباز، كما إن طول فترة حكم مبارك أدت إلى وصوله لدرجة من الثقة والغرور جعلته يعيش معزولا في برج عاجي بعيدا عن الرأي العام.


وأضاف «حسن»، أن مبارك نجح في إعادة العلاقات مع الدول العربية في فترة حكمه الأولى، مشيرا إلى أن علاقته مع إسرائيل كانت تتم في إطار اتفاقية السلام الموقعة بين مصر وإسرائيل، لافتا إلى أن كل رؤساء مصر بعد السادات التزموا بعملية السلام مع إسرائيل طبقا لهذه الاتفاقية، كما يحسب لمبارك أنه لم يغير موقفه من عملية السلام في الشرق الأوسط، واصفا اتهام مبارك بقتل الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك بالترهات، موضحا أن كل طموح الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك هو أن يصبح سفيرا في لندن، وبالتالي هو لم يكن لديه أي طموح سياسي، لذلك اختاره السادات نائبا له، وبالتالي اتهام مبارك باغتيال السادات لا أساس له من الصحة. مشيرا إلى أن مبارك ارتكب أخطاء اقتصادية منها قيامه بالسطو على أموال المعاشات، منوها أن فترة حكم مبارك شهدت مشروعات ضخمة لكنها لم تصب في رفع مستوى المعيشة أو خفض حدة الفقر، مؤكدا أنه مع التفرقة بين تاريخ مبارك السياسي وتاريخه العسكري، فمبارك – من وجهة نظره- ليس رجلا سياسيا، مشددا على عدم وجود أي مستقبل سياسي لأسرة مبارك في مصر، لافتا إلى أن جمال مبارك ليس شخصية قيادية.


رفض أن يهرب

ويقول اللواء عبد الرافع درويش الخبير العسكري والاستراتيجي، إن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان قائد القوات الجوية في حرب أكتوبر، وكان من أبرز القيادات التي كانت موجودة في حرب أكتوبر 1973، لافتا إلى أن مبارك أخرج كل الطائرات بما في ذلك طائرات التدريب التابعة للكلية الحربية لضرب الثغرة.


وأضاف «درويش»، أن مبارك صاحب انتصارات وصاحب الضربة الجوية الأولى وحاصل على نجمة سيناء، مشيرا إلى أن مبارك مثله مثل أي شخص «له ما له وعليه ما عليه»، لافتا إلى أن إسقاط مبارك في 2011 كان بمخطط أمريكي صهيوني إسرائيلي، بسبب مواقفه من فلسطين، ومن أجل تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة والشرق الأوسط الجديد، الذي أطلقته وزيرة الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس، مؤكدا على أن الهدف من أحداث يناير 2011 كان إسقاط الجيوش العربية من الداخل، مطالبا.


ولفت الخبير العسكري والاستراتيجي أن مصر في عهد مبارك كانت دولة مستقرة، ولا يستطيع أن يقول أحد غير ذلك، وهذا ليس تطبيلا أو تهليلا، لافتا إلى أن مبارك رفض أن يهرب وصمم على أن يموت على أرض مصر، رغم أنه كان يستطيع الهروب إلى المملكة العربية السعودية، وأن يعيش هناك معززا مكرما، مثل الرئيس التونسي زين العابدين بن على، وهو قائد حرب أكتوبر وقائد القوات الجوية ثم نائب رئيس الجمهورية ثم رئيسا للجمهورية، وبالتالي هذا الرجل سجله حافل بالإنجازات والانتصارات، مشيرا إلى أن أي رئيس يخطئ، لكن لا أحد فوق القانون.


وأضاف «درويش»، أن الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك كان قائدا ناجحا جدا وقويا، كما كان ناجحا جدا كقائد للقوات الجوية، مشيرا إلى أن القوات الجوية حصلت على 96% في التقييم النهائي للعمليات العسكرية في حرب أكتوبر، مشيرا إلى أن سوزان مبارك وابنها وزكريا عزمي ورطوا مبارك في موضوع التوريث، لافتا إلى أن الشعب المصري لم يشهد أزمات في عهد مبارك، وعن إقامة جنازة عسكرية للرئيس الأسبق قال، إن ذلك يعود للدولة والقانون.


التوريث السبب

ويقول اللواء نبيل فؤاد، الخبير العسكري والاستراتيجي، إن فترة عمل مبارك في القوات المسلحة كانت عظيمة جدا، ختمها بالضربة الجوية التي فتحت النصر في حرب 1973، ولا يستطيع أحد أن ينكر ذلك، لكن فترة حكمه كرئيس تميزت بالهدوء، مشيرا إلى أن موضوع التوريث هو السبب الرئيسي في المشاكل التي تعرض لها مبارك، مؤكدا على أنه لا مستقبل سياسي لأسرة مبارك بعد وفاته.