رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

كيف ودع الصينيون الرئيس المصري الراحل حسني مبارك؟

النبأ


وسط جهود مكافحة كورونا، لم تمر وفاة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك مرور الكرام في الصين، وحازت وفاته على ثمة الاهتمام رسمي وإعلامي وشعبي. 


ولم تكن هذه الاستجابة مستغربة في ضوء مسيرة مبارك الطويلة التي قضاها في الحكم وزياراته المتكررة التي قطعها للصين عندما كان رئيسا. 


واستعرضت وسائل إعلامية صينية مختلفة مرئية ومسموعة ومقروءة مسيرة مبارك خلال سنوات حكمه الثلاثين، وبينما نعى التلفزيون المركزي الصيني وفاته وقدم التعزية لمصر قيادة وشعبا، ذهبت قنوات اخرى بعيدا الى حدث مناقشة ما بعد وفاته.


وخلال استعراضها لمسيرته طوال سنوات حكمه، قالت صحيفة "تشاينا ديلي" في تقرير لها إن مبارك خلال زياراته إلى الصين تحدث مع أجيال مختلفة من القادة الصينيين وعزز العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات.


ونقلت الصحيفة عنه قوله في أول زيارة له للصين عام 1976  إن "العلاقات بين البلدين أخذت دفعة جديدة إلى الأمام، وإنني على ثقة كاملة بنموها وتنميتها". 


وأجمعت تقارير وسائل الإعلام الصينية، على أن مبارك نال الثناء في بداية رئاسته لأنه أبقى البلاد خالية من التطرف الإسلامي وبفضل أيضا إعادتها إلى حضن جامعة الدول العربية وإعادة مقر المنظمة إلى القاهرة، غير أن مسيرته انتهت بثورة الشعب المصري ضد نظامه في 2011 فيما يغرف بالربيع العربي.


وركزت معظم التقارير على دوره كرجل سلام في المنطقة، مشيرة إلى أن مبارك في عام 1999، وافق على ضخ الغاز الطبيعي إلى إسرائيل والأراضي الفلسطينية، وهي خطوة وصفها رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك إيهود باراك بأنه "خط أنابيب للسلام".
 
  
وحول العلاقات الصينية، قالت التقارير إنه بينما ركز سلفا مبارك، الرئيس جمال عبد الناصر والرئيس أنور السادات، بشكل أكبر على البعد السياسي للعلاقات الثنائية الصينية-المصرية، إلا أن مبارك لعب دوراً رئيسياً في تنويع هذه العلاقات والتي تطورت بشكل خاص في جوانبها الاقتصادية والثقافية. 


وأقامت مصر والصين شراكة استراتيجية خلال فترة رئاسة مبارك عام 1999 تطورت الى شراكة استراتيجية شاملة في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي. وقال الأعلام الصيني إنه كدليل على الثقة السياسية المتبادلة الدائمة بين البلدين، تبادل مبارك والقادة الصينيون التحيات والرسائل في العديد من المناسبات الهامة.   


وأذاع التلفزيون المركزي الصيني خبر وفاته ونقلت بعض القنوات مقتطفات من جنازته العسكرية بحضور السيسي وكبار رجال الدولة وأثنت على هذا المشهد.


وشعبيا، حرص عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي الصينية على توديع الرئيس الراحل بنشر التغريدات المشيدة بانجازاته وصداقته مع الصين. 


ونشر العديد صورا تجمع مع زعماء الصين السابقين دنغ شياو بنغ وزيمين وغيرهما. وودعه البعض بالشموع.


وقال أحد المستخدمين على موقع "سينا ويبو" للتواصل الاجتماعي" حسني مبارك صديق للشعب الصيني وصديق قديم للصين. كان سياسيا قويا في منطقة الشرق الأوسط ".


وكانت وزارة الخارجية الصينية قدمت يوم الأربعاء تعازيها العميقة لرحيل رئيس مصر الأسبق محمد حسني مبارك، ومواساتها لأسرته، وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية " إن مبارك قدم إسهامات مهمة لتعزيز العلاقات الثنائية الصينية المصرية، وسيظل في ذاكرة الشعب الصيني، وستواصل الصين العمل مع مصر من أجل تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة".