رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

حراس الجنة الغلاظ!

حمدى رزق
حمدى رزق


مَن ذا الذى يحمل مفاتيح الجنة فيفتح الأبواب لحسين يعقوب، ويغلقها فى وجه مجدى يعقوب؟!، عجبًا مَن ذا الذى منح هؤلاء المجترئين الحق الحصرى فى التبشير بالجنة، رغم أنهم أصلا ليسوا من المبشرين، ولكنهم نصبوا أنفسهم حراسًا غلاظًا شدادًا على أسوار الجنة، يمنعون عنها أمانى المشتاقين؟!.

مَن ذا الذى أعطى لهذا أو ذاك من المجترئين على الحق الإلهى فى المغفرة، من أعطاهم هذا الحق ونصّبهم علينا مفتين فينا، يحللون ويحرمون ويحرفون الكلم عن مواضعه، مَن ذا الذى سيّدهم وهم ليسوا أهلًا، ولا حاجة خالص، مَن أعطاهم مفاتيح الجنة يبيعون ويشترون فيها، ويشيرونها بضاعة يتبضعون منها، يبيعون الجنة بثمن بخس، دراهم معدودة؟!.

هذا اجتراء على الله، وافتئات على رسول الله، الجنة لله يدخلها ربك من يشاء، وبغير حساب لو شاء ربك، من أنت يا هذا، لتفتئت على حق الخالق فى من ينال جائزته، ويدخل جنان رحمته، من هذا الذى هو مبين ولا يكاد يبين ليقرر فينا من يدخل الجنة أو يذهب إلى النار فى مشوار.

عجيب هذا الحكى عن دخول هذا أو ذاك الجنة، حكى بغيض يغيظ، عجبًا من العجب العجاب، كل من حفظ رُبعين قرآن وأربعين حديثًا وطلعت له زبيبة ثلاثية الأبعاد من حك الحصير، امتلك قطعة من الجنة وتحكم فيها.. هذا يدخل، وهذا ممنوع من الدخول.

ويصدرون قاعدة: ممنوع دخول الأقباط جنة المسلمين، الجنة حقٌّ حصرى للمسلمين، حرام حتى على مخترع البنسلين!.

بالمناسبة، الأقباط ليسوا فى ذمتك، وليسوا رهن رضاك، ولا يطلبون عفوك، ولا ينتظرون صكًا منك، لماذا إذن تتطوع دومًا بكراهيتهم، وتنكأ جروحهم، وتهينهم فى دينهم، لماذا تبتدرهم دومًا بالكراهية، لماذا أصلًا تكرههم، وتوصى بكراهيتهم؟!.

كل حين، يخرج علينا مجترئ من هؤلاء المأفونين، وينزع عن الأقباط حُلة الإيمان، باعتباره مسلمًا، وهذا يعطيه درجة أعلى فى السلم الصاعد إلى السماء، فيدهوس على خلق الله المسيحيين، ويتحكم فى رقابهم، حتى جنودنا فى الميدان يفرقون بينهم إذا لقوا ربهم، هذا شهيد لأنه مسلم وهذا قتيل لأنه مسيحى، أخشى أن يمنحوا الإرهابى الانتحارى صك دخول الجنة لأنه مسلم، ولِمَ لا وهم يرون داعش أقرب إليهم من المسيحيين باعتبارهم نطقوا بالشهادتين قبل جز رقاب المسيحيين؟!.

هلا شققت عن قلبه، هؤلاء جُبلوا على الكراهية، تحس أنهم عذبوا خلف خيام القبيلة وهم صغار، أو حرقوا بالنار فى مدارس أبولهب الابتدائية، معلوم لن يدخل الجنة كاره، الجنة بيت المحبة، من أتى الله بقلب سليم، وكل إنسان ألزمناه طائره فى عنقه، وكتابه بيمينه.

نقلا عن "المصري اليوم"