رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

«CD» يكشف عن خطة اصطياد الإخوان والسلفيين من فوق «منابر الأوقاف»

مختار جمعة
مختار جمعة

نشبت مؤخرًا أزمة حادة بين وزارة الأوقاف والأئمة بسبب «فيس بوك»، وهي الأزمة التى فشلت الوزارة في مواجهتها منذ أكثر من عامين، على الرغم من التحذيرات التي أطلقتها ضد الأئمة وقتها. 


وتمثل صفحات التواصل الاجتماعى وجروبات الأئمة صداعًا مزمنًا لـ«وزير الأوقاف» الدكتور محمد مختار جمعة، وكانت سببًا في صدامه مع الأئمة المعارضين له من ناحية، ودخوله في صدام مع الأزهر وجهات عديدة مؤخرًا. 


وخلال الأيام الماضية أصدرت الأوقاف تعليمات شديدة اللهجة للأئمة ومستخدمى «فيس بوك»، وقالت وزارة الأوقاف إنها سبق ووجهت بعدم جواز استخدام الصفحات الخاصة بالإدارات أو المديريات فى غير التعليمات الإدارية المكتوبة والمعتمدة خطيا من مدير المديرية أو مدير الإدارة كل في نطاق مسئوليته، أو إعادة نشر ما ينشر على موقع الوزارة علميًّا أو إداريًّا، وعدم فتح أي صفحات باسم أي مسجد إلا بتصريح كتابي معتمد من رئيس القطاع الديني والسلطة المختصة.


وشددت «الأوقاف» على حظر إنشاء أو فتح أى صفحات باسم الأوقاف، أو أى من الجهات أو المديريات أو الإدارات التابعة لها أو المساجد إلا بتصريح مكتوب من رئيس القطاع الديني معتمدا من السلطة المختصة، وإعطاء مهلة لمدة شهر للصفحات القائمة باسم المديريات أو الإدارات أو المساجد لاعتمادها بعد تقديم طلب باسم مدير المديرية أو الإدارة لرئيس القطاع الديني، وفي حالة عدم تقدمها بطلب لاعتمادها أو عدم اعتمادها خلال شهر من اليوم تكون مشمولة بقرار الحظر، وعلى وكيل الوزارة للشئون القانونية إخطار مباحث الاتصالات والجهات المعنية رسميا بالقرار، وتعميمه على جميع المديريات.


وأكدت الوزارة أن شخصية الإمام والمفتش والقيادات الدينية ورؤاهم الفكرية لا يمكن أن يكون لها وجهان وجه في المسجد ووجه خارجه، فهذا هو عمل جماعات التقية والجماعات التي تراوغ المجتمع، وهو ما لا يليق بشخصية الإمام أو العالم أو المثقف الحقيقي؛ فـ«الشخصية السوية» لا تنفصم رؤاها.


وقالت «الأوقاف» إن أي خروج من أي إمام أو مفتش أو قيادات دينية عن الفكر الوسطي على صفحات التواصل أو وسائل الإعلام أو خلافه هو بمثابة خروج على الفكر الوسطي في المسجد أو على المنبر تتم محاسبته عليه ومساءلته عنه.


وحذرت «الأوقاف» جميع العاملين بها من أي آراء غير منضبطة أو أي سجال غير منضبط أو الخوض في قضايا لا تتسق وشخصية الإمام وطبيعة عمله، حتى لا يتعرض للمساءلة الإدارية والقانونية فيما خرج فيه عن الفكر الوسطي أو عما تقتضيه طبيعة عمله من التزام علمي وخلقي ووطني وأدب حوار، والتحذير في ذلك عام لجميع العاملين بالأوقاف. 


ونبهت الأوقاف على جميع العاملين بعدم استخدام مواقع التواصل للإساءة لزملائهم أو قياداتهم أو غيرهم على الإطلاق، فطبيعة عملنا تقتضي منا أن نكون قدوة في كل شيء خلقيًّا ووطنيًّا ومهنيًّا، وسيتم تطبيق أحكام القانون بحسم على المخالفين.


وأضافت الوزارة: «نهيب بالأئمة وجميع منتسبي الأوقاف والعاملين بها عدم الخوض في أي أمور جدلية، ونحذر من الانسياق خلف أصحاب الصفحات المشبوهة الذين لا تعنيهم مصلحة الدين أو الوطن، ونؤكد على جميع الأئمة المحترمين عدم الخوض في أمر الفتوى أو أحقيتها على صفحات التواصل أو غيرها قطعا للجدل وإيثارا للمصلحة الوطنية وتفويتا للفرصة على الدخلاء والمغرضين، وحذف أي تعليقات تتصل بهذا الأمر على صفحاتهم».


وأكدت الوزارة أن «من يخالف هذه التعليمات يعرض نفسه للمساءلة، مع تأكيدنا لهم أننا لن نكون أقل حرصا على مصلحتهم من أنفسهم، وأننا قبل كل شيء أبناء مؤسسة واحدة هي مؤسستنا العريقة الأزهر الشريف، ويجمعنا هدف واحد وإن تعددت وسائله وهو خدمة ديننا ووطننا وأمتنا ونشر سماحة ديننا ووحدة صفنا وهو خطنا الثابت الذي لا ولن نحيد عنه قيد أنملة».


ومؤخرا دعا الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، أئمة الوزارة، أن تكون صفحاتهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" وجهة له، مشيرًا إلى أن شخصية الإمام لا تنفصل عن عمله.


وقال وزير الأوقاف خلال اجتماعه بقيادات الوزارة، مؤخرا، إن هناك عدة أمور تعرض الإمام إلى النقل لوظيفة أخرى مناسبة ليس بمقتضاها صعود المنبر، أو أداء الدروس الدينية أو إمامة المصلين، ويأتي في مقدمة تلك الأمور استخدام الإمام لصفحة "فيسبوك" في السب والقذف والتحريض.


وحذر الدكتور صفوت نظير، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة بورسعيد في بيان رسمي على الصفحة الرسمية بـ«فيس بوك» الأئمة من كتابة منشورات لها علاقة بالدعوة أو خطبة الجمعة.


ووفقًا للمعلومات داخل وزارة الأوقاف، فإن التعليمات الجديدة بخصوص استخدام «الفيس بوك» من قبل العاملين بالوزارة والأئمة صدرت عقب الكشف عن وجود حسابات إلكترونية الوهمية لـ«خلايا الجماعات المتطرفة»، وهي وصفت بالخلايا النشطة، والوزارة بصدد حصر بعض الحسابات الوهمية على "فيسبوك"، وتحرير محضر لبعض أصحاب الحسابات الوهمية التي تسعى للإثارة والتحريض.


والمفاجأة أن هذه الحسابات بأسماء مشايخ بالأوقاف، تقوم بالتحريض ضد الوزارة والوزير، وتشعل الأئمة ضده، وكانت سببًا مباشرًا في إثارة خطباء المكافأة مؤخرا والمطالبة بالإضراب عن العمل لحين التثبيت، كما كشفت الوازرة عن اتباع تلك الصفحات لجماعة الإخوان، وجهات خارجية مخابراتية لم يتم تحديد هويتها ومن يديرها. 


الأمر لم يتوقف على ذلك، حيث تصاعدت أزمة «الفيس بوك» داخل الأوقاف، بعدما تم الكشف عن انتحال شخصية وزير الأوقاف مختار جمعة على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، عبر وجود ظهور صفحتين مزيفتين مزورتين باسم وزير الأوقاف.


في جين أن الوزير ليس له سوى صفحة واحدة على منصة التواصل الاجتماعي “فيس بوك” باسم “Dr.MokhtarGomaa”، وعلى الرابط: www.facebook.comprof.Mokhtar.Gomaa، وأن أي صفحة أخرى تحمل اسم وزير الأوقاف أو اسم مختار جمعة هي صفحة مزيفة ومزورة، وهى الصفحات التى تقوم بالتحريض ضد الأئمة ونشر بيانات ضد الأزهر وفتاوى مثيرة للجدل كانت سببًا فى الصدام مع الأزهر، كما أن تصاعد أزمة الفيس بوك داخل الوزارة جاء عقب الكشف عن قيام الأئمة باستخدام جروباتهم لنشر الفكر السلفي والإخواني. 


كما كشفت لجان مراقبة الجروبات الخاصة بالأئمة والعاملين بـ«وزارة الأوقاف»، عن قيام صفحات التواصل الاجتماعى الخاصة بالأئمة بالتحول إلى منصات لتبادل الشتائم والسباب والتكفير فيما بينهم من خلال نشر توجهاتهم وفتاويهم، كما تحولت منصة للهجوم على الوزارة والوزير والقرارات التى يصدرها بشكل يومي، بجانب نشر التعليقات والفيديوهات التى تحتوى على سخرية من الوزير، الأمر لم يتوقف على ذلك بل وصل لقيام أئمة المساجد بتخصيص جروبات وصفحات خاصة بالمساجد التى يتولون إدارتها، ويقومون باستخدام تلك الصفحات الخاصة بالمساجد للترويج للخطب ودروسهم في المسجد، وبالتالى تحقيق مكاسب كما ثبت أن تلك الجروبات تحولت لمنصة دينية للمنطقة التى يتواجد بها المسجد بعيد عن مراقبة وموافقة الوزارة. 


وأوضحت المصادر، أن اللجان تراقب النقاشات الجدلية والهجوم على الرموز الوطنية والدينية، ويتم عرضها على رئيس القطاع الديني الشيخ جابر طايع الذي بدوره يقوم بالتحقيق فيها.


على الجانب الآخر، ورغم صدور نفي رسمي من مجلس الوزراء بوجود قرار بإلزام أئمة المساجد من تسجيل خطبة الجمعة على «cd»، فإن "النبأ" تكشف عن حقيقة الأمر، فوفقا للمعلومات، فإن الوزارة كانت بالفعل تقوم بدراسة هذا الأمر منذ فترة؛ نظرا لعدم التزام الأئمة بموضوع خطبة الجمعة الذى تحدده الوزارة بصفة أسبوعية. 


المقترح يشمل التسجيل من قبل الإمام وإدارة المسجد، مبينا أن الهدف من ذلك أن يستمعوا لها بعد النزول من على المنبر، وتفادي أي أخطاء قد حدثت سواء في الإلقاء أو الخطابة، وحتى يكون مستندًا للإمام حال تقديم أي شكوى ضده تتهمه بالخروج عن موضوع الخطبة أو مخالفة الضوابط والتعليمات، كما أن التسجيل سيكون سببا للكشف عن مروجي الفكر السلفي والإخواني والمتشدد داخل المساجد، حيث تسبب الخروج عن موضوع الخطبة في وقف نحو 100 إمام عن الخطبة وإبعادهم عن العمل الدعوى.


وتشير المعلومات إلى أن الوزارة تأنت في تطبيق تلك الفكرة وهى تسجيل خطبة الجمعة بعدما شهدت اعتراضات كبيرة، وشهدت مجموعات "جروبات" الأئمة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، تداول مقترح تسجيل الخطبة، ما تسبب في غضب الأئمة وهو ما أثار حالة غضب بين الأئمة على "جروبات فيس بوك" والذين انتقدوا القرار رافضين تطبيقه.


التأكيد على توجه الأوقاف نحو تسجيل خطبة الجمعة، هو تصريح الشيخ صبرة عبادة مدير أوقاف الغربية، والذي كشف خلاله عن وجود مقترح داخل الأوقاف بتكليف كل الأئمة على مستوى الجمهورية بتسجيل خطبة الجمعة صوت وصورة.


وأوضح "عبادة"، في تصريحاته أنَّ المقترح يشمل التسجيل من قبل الإمام وإدارة المسجد، مبينا أن الهدف من ذلك أن يستمعوا لها بعد النزول من على المنبر، وتفادي أي أخطاء قد حدثت سواء في الإلقاء أو الخطابة، وحتى يكون مستندًا للإمام حال تقديم أي شكوى ضده تتهمه بالخروج عن موضوع الخطبة أو مخالفة الضوابط والتعليمات، وبحسب ما جرى تداوله، فالقرار لا يخص الغربية فقط بل سيجرى تعميمه على كل المحافظات.