رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

تفاصيل خطة طارق شوقى لـ«تجميد» مسابقة الـ120 ألف معلم

مصطفى مدبولى وطارق
مصطفى مدبولى وطارق شوقى

ماجدة نصر: القرار لن يحل الأزمة.. وسيفتح المجال للدروس الخصوصية

أسماء مجدى: التطوع سلاح ذو حدين.. والاعتمادات المالية كلمة السر

المتقدمون لمسابقة التدريس: «جبنا آخرنا وفوضنا أمرنا لله»

أثار قرار وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، الخاص بفتح «باب التطوع» للعمل فى المدارس بجميع المحافظات من حملة المؤهلات العليا، حالة من الاستياء والغضب ضد الوزارة، ولم يقتصر ذلك على المتقدمين لمسابقة المعلمين الذين يرون أن هذا الإجراء يعكس سوء النية تجاه تعيينهم، ولكن أيضا نواب البرلمان الذين اعتبروا هذا القرار غير صحيح ويفتقر لكثير من المقومات، أهمها عدم خبرة العناصر المطلوبة للتطوع.


وكشف نائب وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى لشئون المعلمين، الدكتور رضا حجازى، عن أن المعلمين الذين سيتم اختيارهم للعمل كمتطوعين فى المدارس يتلقون تدريبات على المناهج.


وأضاف «حجازى» أنه سيتم إجراء مقابلة شخصية للمتقدمين من خلال لجنة على مستوى الإدارة التعليمية فى كل تخصص، لتسكين الراغبين فى العمل التطوعى بالمدارس التى بها عجز فى ضوء الحصر على مستوى الادارة، مع مراعاة رغبة المتطوع فى التسكين بالإدارة التى يرغبها فى ضوء العجز، وعدم تسكين الراغبين فى العمل التطوعى بالمدارس التى بها ذويهم من الدرجة الأولى والثانية، عدم مشاركة المتطوعين فى أعمال الامتحانات، عدم تكليف المتطوع بالإشراف اليومي.


وأشار «حجازى» إلى أن الحد الأدنى لمدة العمل التطوعى ثلاثة أشهر، مع ضرورة اجتياز برنامج تأهيلى من خلال التوجيه الفنى بالإدارة، مؤكدا أنه سيتم منح المتطوع شهادة تقدير عن الحد الأدنى لمدة العمل التطوعى وشهادة خبرة بنهاية فترة عمله معتمدة من مدير مديرية التربية والتعليم.


وفجر هذا الإعلان «ثورة الغضب» بين المتقدمين لمسابقة الـ120 ألف معلم، الذين اعتبروا أن «التطوع» يكشف عن رغبة الوزارة في التحايل على المسابقة، خاصة أنها لم تحدد مصيرهم رغم قرب انتهاء العام الدراسي.


وشنّ المتقدمون على صفحاتهم بـ«فيس بوك» حملة هجوم ضد طارق شوقي، للدعوة لعدم التطوع عبر إطلاق هاشتاج: «#لا_للتطوع_في_التربية_والتعليم».


وقال زين البدراوي، أحد المعلمين المؤقتين المنتهية عقودهم في مايو الماضي، ومن المتقدمين لوظيفة الـ120 ألف معلم: «إننا وصلنا لحالة من اليأس والإحباط تجاه سياسة الوزارة في التعامل معنا، وجبنا آخرنا وفوضنا أمرنا لله».


وأضاف لـ"النبأ": «نسمع من وقت لآخر كلامًا يشير إلى التناقض وعدم الوضوح، فالمسئولون بالوزارة يؤكدون أن التطوع يشكل إجراءً تكميليًا لوظائف الـ120 ألف معلم وليس بديلًا، وفي الوقت ذاته يخرج علينا مسئولون بتصريحات تؤكد أنه لا يوجد عجز ولكن هناك سوء توزيع»، مضيفا: «نحن لا نعرف أي شيء وهناك حالة من الغموض بشأن مصيرنا بعد المشوار الطويل الذي قطعناه لتنفيذ شروط المسابقة».


وتابع: «بذلنا مجهودًا جبارًا لتحقيق الشروط التي أعلنتها الوزارة بدايةً من شهادة الـicdl مرورًا بالاختبار النفسي، بالإضافة إلى المصروفات التي نتكبدها والتي تتجاوز الـ2000 جنيه»، متابعًا: «أنا صرفت 5000 جنيه ونجحت في الاختبار ومضى أكثر من أسبوعين على الرسالة التى تؤكد قبول الرغبة واختياري وحتى الآن لم يحدث جديد رغم اقتراب انتهاء العام الدراسي».


وواصل: الاختبارات تشهد مجموعة من المهازل، مشيرا إلى أنه تم استبعاد عدد من المتقدمين بسبب الاختبار النفسي رغم إعلان الوزارة في وقت سابق أن الاختبار النفسي للتقييم فقط وليس فيه نجاح ورسوب، كما حذفت الوزارة من على صحفتها التظلمات الخاصة لها.


وأشار «زين» إلى حالة الغضب السائدة بين المتقدمين لوظائف التدريس، قائلا: «الموضوع كبير ومتشابك، وصل لحد المطالبة بعمل وقفات احتجاجية».


وانتقلت ثورة الغضب لتصل قبة البرلمان، الذي اعتبر إعلان التطوع استمرارًا لسياسة الفشل فى الوزارة.


واستنكر النائب الوفدي اللواء هاني أباظة، سكرتير عام مساعد حزب الوفد، ووكيل لجنة التعليم في البرلمان، قرار الوزارة، معتبرًا أنه استمرار للفشل في التعامل مع ملف المعلمين، وتعمدًا لاستمرار العجز وإفساد العملية التعليمية، بالإضافة إلى ما وصفه، بـ«تدمير شباب المدرسين بشروط تعجيزية للتعاقد».


وأشار «أباظة» إلى أن وضع شباب المعلمين دائمًا في حالة عدم الاستقرار وتحت ضغط يؤثر سلبًا على قطاع عريض من الشباب، وأسلوب التطوع كأنهم في الخدمة العامة، قائلًا: «لا وألف لا للتطوع، لأنه نوع من أنواع السخرة في زمن الحريات».


كما تقدم الدكتور هشام مجدى، عضو مجلس النواب، بسؤال عاجل إلى الدكتور علي عبد العال، رئيس المجلس، لتوجيهه إلى الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، بشأن القرار.


وقالت ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم في البرلمان، إنهم كان لديهم تحير بشأن إعلان وزارة التربية والتعليم عن مسابقة للتطوع في الوقت الذي خصصت فيه بوابة لتلقى الوظائف للمعلمين على موقعها الرسمى، وذلك قبل أن تلتقي اللجنة بالدكتور رضا حجازي، نائب الوزير لشئون المعلمين والذي أكد أن التطوع يأتى بالإضافة إلى مسابقة الـ120 ألف معلم، لاستيعاب نسبة العجز الكبيرة، كما أكد أولوية تعيين المعلمين المنتهية عقودهم بعد شهرين من العمل العام الماضي.


وأشارت «نصر» في تصريح خاص لـ«النبأ» إلى أن التطوع لن يساهم في سد العجز، وقلة عدد المدرسين في الفصول، بل على العكس سيفاقم الأزمة ويعطى مجالًا أكبر للدروس الخصوصية.


وأضافت أن التطوع بهذه الصورة بدون صلاحيات ومعايير محكمة لن يعطى استقرارا للعملية التعليمية، متابعة: «المتطوعون سيكونون نوعين؛ إما متطوع ملتزم ولكنه غير دائم لا يشكل اعتمادا أساسيا لدى الوزارة، أو آخر لديه هدف وهو الدروس الخصوصية».


وواصلت: أن المتطوعين يحتاجون إلى تدريب مكثف لعدم خبرتهم بطرق التدريس، وكثير من الخطوات لتأهيلهم خاصة في ظل النظام الجديد، وهو ما يجعل التطوع حلًا مؤقتًا له عيوب في التطبيق، مضيفة أن هناك أمورًا تحتاج إلى كثير من الوضوح ستعرفها في أقرب اجتماع للجنة تعليم البرلمان.


بدورها، قالت أسماء مجدى، عضو المكتب التنفيذي لائتلاف تمرد معلمي مصر، إن التطوع لن يلغي مسابقة المعلمين ولكنه حل مؤقت لحين توافر الاعتماد المالي لتعيين معلمين جدد.


وأشارت «مجدى» فى تصريح لـ«النبأ» إلى أن التطوع سلاح ذو حدين، فعلى الرغم من أنه سيسهم في حل أزمة العجز الكبير الذي تشهده المدارس إلا أنه سيجلب النماذج التى لا تملك الخبرة في التدريس، وهو ما يتطلب من الوزارة توفير الاعتمادات المالية بشكل عاجل.