رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

الإعــلانات التجـــارية مـاهـي ..؟

محمد الخبيري
محمد الخبيري



لكل جهة تجارية واجهة تساعد الناس على التعرف على منتجات تلك الجهة .. فالإعلانات التجارية هي الواجهة الحقيقية لأي جهة تجارية تروج منتجاتها وسلعها.

الإعلانات التجارية في وطننا العربي للأسف تفتقد أدنى معايير الإعلان الصحيح الذي يراعي الذوق العام لعادتنا وتقاليدنا إلى أن تصل تلك الإعلانات لحد عدم احترام عقول المواطنين.

معظم الإعلانات التجارية التي تغص بها قنواتنا الفضائية وصحفنا ومجلاتنا يقحم فيها العنصر النسائي ( الماجن السافر ) وأغلب تلك الإعلانات يكون دور العنصر النسائي جاذب للمنتج والبعض منها قد يكون العنصر النسائي وجوده غير منطقي مثلا كإعلانات للسيارات أو أدوات الحلاقة الرجالية أو حتى دعاية للبنوك وشركات الاستثمار.

وأحيانا يقحم العنصر الرجالي بشكل غير منطقي بإعلان يخص النساء كإعلان لزيت طبخ أو منتج استهلاكي من المواد الغذائية التي تطهى بالمنزل أو دعاية خاصة بالأزياء النسائية .

من المفترض أن تكون الدعاية الإعلانية نموذجية وتقدم للمتلقي جودة المنتج بتقرير إعلاني سهل وممتع حتى يتحقق الهدف من الإعلان .

للأسف أصبحت الإعلانات التجارية خصوصا للمنتجات الأوروبية مجرد استهداف لشريحة الشباب بالجنسين والتأثير عليها عن طريق أسلوب الدعاية وهي بمثابة حرب تدمر عقول الشباب وتؤثر في تصرفاتهم .

بث الإعلان لسيارة فائقة السرعة ولعطر جاذب للنساء ولاداوت رجالية لاتستخدم إلا بوجود النساء ولبنك يعتني بالمستثمرات والمستثمرين على الطريقة الغربية وعطر نسائي يستخدم فقط للمناسبات ولا تفوح رائحته إلا مع الملابس العارية ومستحضرات تجميلية نسائية تناسب ذوق الرجل وغيرها الكثير من الإعلانات ذات الأهداف الهدامة .

هنا لابد وان يتجسد دور القائمين على الإعلام وتوسيع دائرة الرقابة على الإعلانات التجارية واستحضار مقص الرقيب والتركيز على الجهة التوعية حتى نخرج بإعلان تجاري الغرض منه ترويج للمنتج وليس الهدم لعقول الشباب.

لابد وان تكون الإعلانات التجارية وسيلة جذب منطقية لاوسيلة هدم يدفع ثمنها عقول شباب تعول عليهم أوطانهم .

لن أكون مبالغا في كلامي تجاه الإعلانات التجارية ( فمعظم النار من مستصغر الشرر ) .

لو أن كل رجل اعمال صاحب جهة انتاجية وضع نفسه مكان المتلقي لاعلاناته التجارية واستحضر في مخيلته مدى تأثير ذلك على عقول الشباب والاطفال لما وصلنا لهذا الانحدار الفكري وتدني مستوى احترام العقل الآدمي .