رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

رجائى عطية: أنا «مش» إخوان ولا حزب وطنى.. ولست مرشح الدولة لـمنصب نقيب المحامين (حوار)

محررا النبأ أثناء
محررا النبأ أثناء الحوار مع هرم المحاماة رجائي عطية

استعادة هيبة وكرامة المحامي «المهدرة» مهمتى الأولى

 المشهد النقابي بالغ السوء ومؤسف وسامح عاشور منافسي الوحيد

وقف الانتخابات سيؤدي إلى دخول النقابة في النفق المظلم

لا علاقة لي بالسياسة ولم أنضم لأي حزب طوال حياتي

لن أسمح بأي انتماءات حزبية داخل النقابة

أؤمن بالوطنية والحرية والديمقراطية.. وهذه ليست سياسة

الدولة لم تمنحنى أي منصب طوال حياتي و«هيكل» أنصفني

هذه حقيقة حديثي عن الفساد والفشل داخل النقابة

تصريح «مجلس الطراطير» تم تحريفه والتسجيل موجود

تنقية الجداول بلا ضوابط ترتب عليها الكثير من المظالم

غير الممارسين للمهنة لا مكان لهم داخل النقابة

هذه خطتي لتنظيم العلاقة بين المحامين ورجال الشرطة والنيابة

عيب أن يقال إننى أقف وراء «طعون التعليم المفتوح»

لا أحب الدخول في تراشقات مع أحد لأنني من زمن آخر وتربيت على الفروسية


قال المحامي والمفكر الكبير رجائي عطية، المرشح لمنصب نقيب المحامين، والملقب بهرم المحاماة المصري، إنه رشح نفسه بناءً على طلب من جبهة الإصلاح النقابي، مشيرا إلى أنه سيعمل على استعادة هيبة وكرامة المحامين المهدرة.


وأكد «عطية» في حواره مع «النبأ»، أنه لا علاقة له بالإخوان ولا بالحزب الوطني، وأنه ليس مرشحًا للدولة في هذه الانتخابات.  


وحذّر «عطية» من أن وقف الانتخابات سيؤدي إلى دخول النقابة في النفق المظلم، مؤكدا أنه لا علاقة له بالسياسة، وأنه لم ينضم إلى أي حزب سياسي طوال تاريخه، وإلى تفاصيل الحوار: 


كيف ترى المشهدين الانتخابى والنقابى حاليا؟

المشهد النقابي بالغ السوء و«مؤسف»، وهذا كان سبب ابتعادي منذ 2009 عن انتخابات نقابة المحامين، وبسبب هذا السوء فى المشهد النقابي، وما يترتب عليه، اتخذت قرار خوض الانتخابات على منصب «النقيب»، بعد أن اتصلت بي جبهة «الإصلاح النقابي»، واختارتني بالإجماع للترشح نقيبًا للمحامين. 


أما بخصوص المشهد الانتخابي فللأسف يتكرر فيه ما حدث في المرات السابقة، وأنا لا أتحدث هنا عن أحد ولا عن أسماء بعينها، فقد فوجئت بافتراءات لا نصيب لها من الصحة، من ضمن هذه الافتراءات الإدعاء بأنني حزب وطنى، وهذا غير صحيح، ولو كنت حزبًا وطنيًا لدعمتني الدولة ونجحتني فى الانتخابات السابقة، ثم ادعوا بأنني مع الإخوان وأن قائمتى فيها أبناء «الجماعة»، ويتجاهلون أن مصر كلها تعلم أنه في سنة حكم الإخوان، رجائي عطية كان يناهض حكم الجماعة وهاجم رئيس الدولة حينذاك محمد مرسي وقال إنه نجح بالتزوير، فكيف أكون متواطئا مع الإخوان. 


ما الافتراءات الأخرى التى تراها توجه لك؟

البعض يدعي بخلاف الحقيقة أنني وقفت وراء طعون التعليم المفتوح، وهذا الكلام فضلا عن أنه صغير فهو عيب، فالقاصي والدانى يعلم أنني قدمت مذكرة للدفاع عن الأستاذ سامح عاشور، نقيب المحامين، عندما حُكم عليه من أول درجة بالحبس سنتين، والمذكرة موجودة «اطلعنا على نسخة منها» ويتم تداولها وتناولها بل وتدريسها بين المحامين، وأنا الذى وضعت لها المقدمة، وبالتالي أنا لست سعيدا بهذه التراشقات، فأن لا أتهم ولا أقذف أحدا إلا إذا كان لدي معلومات صحيحة ومؤكدة وصادقة، وأنا لم ولن أفعل ذلك لأنني  تربيت على «الفروسية»، ولكن يبدو أننى من زمن آخر.


ما تعليقك على انسحاب منتصر الزيات من المشهد الانتخابي؟

منتصر الزيات لم ينسحب، لأنه لم يعلن عن خوضه هذه الانتخابات،  وهو أحد الذين أكدوا على اختيارى، ولكنه عاتب علي؛ لأنه اعتقد أنني تخليت في الدفاع عنه، فقلت له إنني لم أتخل عنه، فهو الذي اختار فريق دفاعه، فكان من غير اللائق أن أقوم بفرض نفسي، وكنت شاهدًا على عقد قران ابنته ومنذ أيام قام بزيارتي في المكتب وأعلن على الملأ تأييده لي.


ما رأيكم فيما يقال عن قبول الطعون الانتخابية وتأجيل الانتخابات؟

للأسف بعض الطعون الانتخابية قدمت بلا دراسة كافية وبلا إدراك لآثارها، الطعن الذى قدمته «جبهة الإصلاح» ليس طعنًا فى الانتخابات أو إيقافها؛ ولكن للمطالبة بوجود إشراف قضائى وهذه هي الأصول.


لكن هناك طعونا مقدمة من آخرين يطالبون فيها بوقف الانتخابات وإلغاء قرار الدعوى للانتخابات، فهم يقولون إن القانون الجديد غير دستوري، وهناك من تم شطبهم من جداول المحامين وحصلوا على أحكام يجب تنفيذها للدخول فى الجمعية العمومية.


وما مخاطر إلغاء الانتخابات من وجهة نظرك؟

إلغاء الانتخابات سيؤدي إلى دخول النقابة فى النفق المظلم وهذا هو غاية ما يطلبه الفريق الآخر، لأن إلغاء الانتخابات أو تأجيلها يصب في صالح المجلس الحالي، ففي حال استمرار هذا المجلس سيقوم بتنفيذ خطة تنقية الجداول وغيرها، لذلك نصحت الذين اتخذوا هذا الطريق، وأعتقد أن هناك من سيتدخل هجوميا ليقول إننا لسنا مع وقف الانتخابات، لكن نحن مع تشكيل لجنة قضائية تشرف على الانتخابات ويكون مهمتها تنقية الجداول وغيرها حتى لا ندخل في النفق المظلم.


ما الخطوط العريض لبرنامجك الانتخابي وأبرز وعودك لشباب المحامين؟

من أهم بنود البرنامج الانتخابي: العمل على إعادة صياغة وهيكلة وميكنة التنظيم المالي والإدارى لنقابة المحامين من خلال لوائح مالية وإدارية جديدة وتعديلات تشريعية وتفعيل للقانون الحالى، مراجعة ومراقبة أموال النقابة واستعادة دور الجمعية العمومية المسلوب في المشاركة والإدارة والرقابة، استعادة النقابات الفرعية لسلطتها وصلاحيتها التي منح القانون إياها واغتصبها منهم القائم علي إدارة النقابة منذ 2001، إعادة النظر في منظومة الرعاية الصحية والاجتماعية التي تسببت بخللها الجسيم في امتهان المحامي وأسرته فصار العلاج بكرامة والمعاش بكرامة حلمًا بعيد المنال، العمل على العلاقة المتوازنة مع السلطات التي يتعامل معها المحامي، وضع آلية حقيقية وفاعلة لتنقية جداول المحامين، وأيضا استرداد ما ضاع وما تم «التفريط» فيه من أصول وممتلكات النقابة، وضع أهمية قصوى وأولوية لمن هم أولى بالرعاية داخل النقابة من مرضي ويتامى وأرامل.


وهذا البرنامج سيتم تنفيذه من خلال تشكيل قيادة جماعية، وهذا ليس مجرد كلام وخصوصا وأنه صادر من رجائي عطية، فسوف أقوم بتوزيع الملفات بحيث يشترك الجميع فى القيادة، وسأبدأ فى تطبيق هذه السياسة خلال أول مؤتمر سوف يعقد فى المنصورة يوم 16 فبراير الجاري، ليس فى نيتى الانفراد بالحديث وسوف أحيل كل سؤال على المختص المسئول عن الملف؛ لكى يرى الجميع القوة الفاعلة فى المجلس، لن يكون مجلس النقابة نقيبا وفقط وإنما قيادة جماعية.


ما رهاناتك للفوز بهذه الانتخابات؟

أراهن على تاريخي العريق جدا وعلى المكانة التي حققتها في المحاماة والفكر والأدب، أراهن على نيتي الصادقة، أى شخص مخلص منصف ينظر إلى صفحة رجائى عطية يجد  أنها صفحة نقية لم تدنس ولم تلوث قط، يجد أن رجائي عطية رجل صاحب رسالة يسعى إلى تأديتها، ولا يكتب إلا ما هو مقتنع به، صدر لي حتى الآن أكثر من 104 كتب في مختلف مجالات الفكر والأدب، أراهن على أنني صادق مع نفسي ومع الناس.


من مرشح الدولة فى نقابة المحامين؟

لا أعلم من هو مرشح الدولة، ولكنى أستطيع أن أجزم لك وأقسم إننى لست مرشح الدولة.


ما حظوظك للفوز بهذه الانتخابات؟

ليس مهمتي أن أضع نسبة لفوزي، هذا السؤال يوجه إلى شخص غيري.


من أبرز المنافسين لك في هذه الانتخابات؟

الأستاذ سامح عاشور، النقيب الحالى.


هل تحدثت فى بعض التصريحات عن الفساد داخل النقابة؟

هذا لم يحدث، ولكن تحدث عن هذا الموضوع محامون آخرون، وهذا من حقهم فأنا لا أستطيع مصادرة رأي أي شخص، وقد أخذت عهدا على نفسي ألا أتحدث في هذا الموضوع.  


وماذا عن الحديث عن فشل النقيب الحالي؟

لم أتحدث في هذا الموضوع على الإطلاق.


وماذا عن تصريحك الخاص بأن النقابة في حاجة إلى مجلس قوي وليس إلى «طراطير»؟

هذا التصريح تم تحريفه والتسجيل موجود بالتليفزيون، أنا لم أتحدث عن المجلس القائم ولكنى تحدثت عن ما ذكرته، من أنني أسعى إلى جماعية القيادة، وجماعية القيادة  تستوجب أن أسمع آراء واتجاهات أعضاء المجلس لأنهم ليسوا «طراطير».


قلت إن مشروع علاج المحامين «أضغاث أحلام».. لماذا؟

فى ظل ما هو موجود الآن من عدم المساواة وغياب الشفافية يصبح تحسين مشروع علاج المحامين «أضغاث أحلام».


هل قلت إن صورة المحامى الآن «ليست طيبة»؟

لم أقل ذلك، أنا صاحب قلم تربيت على أن أدقق في اختيار ألفاظي، لم أقل إن صورة المحامى ليست طيبة، ولكننى قلت إنني سوف أستعيد هيبة المحاماة وهيبة المحامى دون أن أجرح أحد، فمن أهدافى أن استعيد هيبة نقابة المحامين وهيبة المحاماة وهيبة كل محامى وهيبتى أيضا، وهذا واضح من التكليف الذى أتانى، فأنا لم أكن أنوي الترشح، ولكن اتصلت بي جبهة الاصلاح وأجمعوا على اختياري وهذا يعنى أن خوض الانتخابات كان استجابة وتلبية.


ما سبب انتقادك لقانون المحاماة؟

القانون قدم بليل ولم يناقش بتاتا داخل نقابة المحامين وبين المحامين ولو تم مناقشته لعلمت به، القانون لا يناقش سرا بل يناقش علنا، كما تم إلغاء الفقرة الثانية من المادة 136 والتي تنص على أنه: «لا يجوز للنقيب أن يترشح أكثر من مدتين متصلتين مدتها 8 سنوات»، وهناك من تحدث وقال إنه ليس من حق النقيب القيام بهذا التعديل.


ما رأيكم فى موضوع تنقية الجداول؟

أنا مع تنقية الجداول؛ فهي مطلب بديهي وأساسي وضرورى، ولكن هذه التنقية يجب أن تكون طبقا للقانون وطبقا لضوابط معينة، فلو تمت بلا قانون أو ضوابط سوف يترتب عليها الكثير من المظالم، والله تعالى يقول «وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِّلْعِبَادِ»، شطب المحامي بلا سند قانوني سيجعله يحصل على حكم قضائي بالعودة إلى جداول المحامين، هناك أكثر من 240 ألف محامٍ حصلوا على أحكام بالعودة إلى جداول المشتغلين، هذه الأحكام معطلة بوجود طعن فى الدستورية العليا، وبالتالي الشطب من الجداول بلا ضوابط ومعايير وبعيدا عن القانون يحقق الكثير من المظالم، وهناك من يقول إن البعض يدفع رشاوى من أجل العودة إلى جدول المشتغلين، ولكنني لا أريد أن أتحدث في هذا الموضوع، وأنا من أنصار أن المحامي يجب أن يكون ممارسا للمهنة حتى يظل مقيدا في نقابة المحامين، أما المحامي الذي لا يمارس المهنة فيجب أن يترك مكانه.   

 

كيف ستسترد كرامة المحامي كما قلت؟

كرامة المحامين مهدرة، فمثلا المحامي الذي يعيش في أسوان أو الاسكندرية «لازم» يذهب إلى القاهرة للحصول على شهادة تحركات، رغم أن شهادة التحركات لا علاقة لها بممارسة المهنة، فمن الممكن أن يكون المحامي في دولة الكويت ويمارس المهنة، ومن الممكن أن يكون المحامي في مصر ولا يمارس المهنة، وبالتالي لا علاقة لشهادة التحركات بممارسة المهنة، وأنا أعتبر أن وقوف المحامين في الطوابير أمام الجوازات للحصول على شهادة التحركات إهانة للمحامين.


كيف ستواجه مشاكل المحامين والداخلية؟

هذه مشكلة قديمة و«عويصة» تحتاج إلى تحرك على أكثر من قناة، أولًا تحرك مع المحامين وكيف يتقن المحامى ويبدى طلباته ويحصل على حقوقه دون أن يصدر عنه ما يحسب عليه، هناك  دستور نسير عليه، يجب أن يكون هناك خطاب مع الأجهزة المعنية سواء شرطة أو نيابة لوجوب تحقيق توازن فى التعامل مع المحامين، فمن الضروري أن تحظى مهنة المحاماة بالاحترام في التعامل.


ماذا عن ملف المعاشات؟

سنتولى ملف المعاشات وسيعاد دراسته وإحقاق الحقوق، والأولوية ستكون للأرامل واليتامى.


هل تابعت ما دار بين الشيخ أحمد الطيب ورئيس جامعة القاهرة عن تجديد الخطاب الدينى.. كيف ترى هذا الموضوع؟

لن نخوض فى موضوع الشيخ أحمد الطيب والدكتور محمد الخشت، ولكن تجديد الفكر والخطاب الدينى هو إحدى القضايا الرئيسية التى أهتم بها، وقد كتبت في هذا الموضوع كثيرا، منها كتاب «عالمية الإسلام»، وجمعت ما كتبته  فى كتاب أصدرته جريدة «الأهرام» في 2002 ويتحدث عن تجديد الخطاب الدينى بالأدلة، ثم قمت بتأليف كتاب كبير 500 صفحة عن تجديد الفكر والخطاب الدينى، وبالتالي أنا معنى بتجديد الفكر والخطاب الدينى، وأنا صاحب فكر وريادة فى هذا الموضوع.


إذا نجحت هل ستناقش تجديد الخطاب الديني داخل النقابة؟

لا يجوز «جر» النقابة إلى الخوض في الأمور السياسية، مكان مناقشة الأمور السياسية هي الأحزاب وليس النقابات، المهمة الأولى لنقابة المحامين هي تبصير الناس بالقانون.


في 2002 دافعت عن شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي.. والآن شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب يتعرض للكثير من المشاكل.. تعليقكم؟

منصب شيخ الأزهر يتعرض دائما لمشاكل، وعندما وقفت بجوار فضيلة الشيخ محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق رحمه الله كان من منطلق وقوفي بجانب الحق، لأن هذا الرجل تعرض لحملة وتم الافتراء عليه.


ما علاقتك بالسياسة؟

لا علاقة لى بالسياسة نهائيا، إذا نظرت لتاريخ رجائى عطية، فستجد عدم دخولى أو انضمامي لأى حزب سواء قبل الثورة أو بعدها، السياسة تمارس من خلال الأحزاب، كما أنني لم أتولى أى منصب سياسى فى مصر، والذين يزعمون أننى أتمتع بتأييد الدولة أقول لهم إن الدولة لم تمنحنى منصبا سياسيا طوال حياتي، حتى أن الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل عندما قدم كتابه «رجائى عطية فى عيون مصرية»، تساءل في دهشة عن أسباب عدم تبوأ رجل الكفاءة والمقدرة أعلى المناصب السياسية فى البلاد؟، أنا لا علاقة لى بالسياسة، ولكنني مؤمن بالوطنية والحرية والديمقراطية، وهذه ليست سياسة.


هل ما زال داخل نقابة المحامين بعض الانتماءات الحزبية؟

لا أعتقد ذلك، آخر حزبين كانا داخل النقابة تقريبا هما حزبا التجمع والوفد، وظنى أن التجمع يعاني من متاعب كثيرة ليست خافية على أحد، أما حزب الوفد فلم يعد هو الوفد، أما باقى الأحزاب وهي أكثر من 100 حزب فهي أحزاب ورقية لا وجود لها فى الشارع.