رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

إجراءات الحجر الصحى فى مصر لا تمنع انتشاره.. سقطات «وزيرة الصحة» بعد أزمة فيروس كورونا

وزير الصحة وأطباء
وزير الصحة وأطباء

على الرغم من كثرة التصريحات التي أدلت بها وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، بشأن الإجراءات التي اتخذتها الوزارة لمنع وصول أو إصابة أحد بمرض «فيروس كورونا» الذي انتشر حتى الآن في أكثر من 25 بلدًا؛ إلا أن أغلب الخبراء اتفقوا على أن الوزيرة تسعى لـ«الشو الإعلامي» ولم تُحدِث أي تغيير أو تُنفذ الإجراءات الطبية اللازمة. 


ذلك، أنه تم تقليص عدد مستشفيات الحميات في مصر وصارت ضمن المستشفيات العامة، كما تراجعت إجراءات الحجر الصحي، سواء بعدم الاهتمام بإجراءات الحجر الصحي بالمطارات والموانئ أو المنافذ مثل "السلوم في الغرب – أرقين في الجنوب عند أسوان". 


بدايةً، فإن الحجر أو العزل الصحي، أُنشئ لحماية المواطنين من التعرض للأشخاص الذين يُعانون من مرض معدٍ، وذلك عن طريق فصل المريض المصاب عنهم في أماكن تعد لذلك الغرض، ويتم تقييد حركة المرضى المُصابين، أو حتى المُشتبه بهم. 


ويجري الحجر الصحي أو العزل لمنع انتشار مرض معدٍ، ففي حالة اشتباه في إصابة أحد أفراد مجموعة كالأشخاص المهاجرين والمسافرين والحجاج، بمرض معدي، فيتم عزل المجموعة كلها ومنع اتصالها أو تعاملهم مع الآخرين، ويجب أن يستمر الحجر مدة حضانة المرض ففي حالة فيروس كورونا يكون العزل لمدة 14 يوما، وخلال هذه المدة يخضع المرضى للمراقبة والعناية الصحية من قبل فريق طبي متخصص بعلاج الأوبئة والسيطرة عليها.


وبحسب بيان صادر عن وزارة الصحة في يناير 2020، فإن الأمراض سريعة الانتشار والتي يُطلق عليها "وباء" وتُشكل خطرا وتكون طرق العدوى بها سريعة وعن طريق التنفس أو تلوث الماء أو تلوث الهواء أو نقل سوائل الجسم أو التلامس مع الأسطح المصابة، ومن هذه الأمراض التالي:"الكوليرا – السُل – الطاعون – التيفوئيد – الجذام - إنفلونزا الطيور - إنفلونزا الخنازير - فيروس الجمرة الخبيثة – سارس - فيروس إيبولا – كورونا – لاسا". 


ويقول الدكتور خالد سمير، أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس: «كنت في مطار القاهرة خلال الأسبوع الماضي، عندما كنت عائدًا من رحلة عمل، وشاهدت وصول نحو 10 رحلات من بلدان مختلفة، ولم أرَ أي إجراءات أو بروتوكولات للحجر الصحي، كما صوَرّت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد ذلك في الإعلام». 


ويُضيف، أن كل ما تقوم به وزيرة الصحة مجرد "شو إعلامي"، موضحًا أنه قام بتوثيق عدم وجود إجراءات للحجر الصحي بمطار القاهرة، من خلال التصوير الفوتوغرافي، وحصلت الجريدة على نسخة منها. 


ويشرح «سمير» أنه في كل بلاد العالم لا يوجد حجر صحي لـ«فيروس كورونا» بصفة خاصة أو الفيروسات بصفة عامة، بسبب تشابه أعراض الفيروس مع أعراض أمراض أخرى مثل البرد أو الإنفلونزا، متابعًا أن الفيروس يحتاج إلى فترةٍ حضانةٍ تمتد لمدة أسبوع كامل، ثم تبدأ أعراض المرض في الظهور، وأنه حتى الآن لا يوجد "تحليل طبي" اكتشف المرض قبل حدوثه. 


ويُتابع، أنه في كل بلدان العالم "ألمانيا – أمريكا – بريطانيا"، هناك إجراءات معينة للحجر الصحي، تبدأ عند وصول المسافر من البلدان التي يوجد فيها الأوبئة، ذلك أن هناك أطباء في عيادة الحجر الصحي بالمطار أو الميناء، تسأل عدد من الأسئلة أبرزها: "هل ذهبت إلى الصين (بؤرة الفيروس الأصلية) خلال أسبوعين؟ وهي مدة حضانة فيروس كورونا، أو أي من البلدان التي ظهر فيها فيروس كورونا؟ وهم نحو 25 بلدًا حتى الآن". 


ويُكمل أستاذ جراحة القلب بجامعة عين شمس، ثم يقوم المسافر بتوقيع "تعهد كتابي" بعدم وجود أي أعراض للفيروس، ويتم تسجيل رقم هاتفك "للترصد" في حال ظهور أي أعراض للفيروس "القيء – ارتفاع درجات الحرارة"، تقوم بالاتصال برقم ساخن يتم توفيره لذلك الغرض، متابعًا وإذا ظهرت الأعراض يتم عزله في منزله أولًا، وفي حالة التأكد من إصابته بـ«فيروس كورونا» يؤخذ إلى العزل الصحي. 


ويقول: «هذه هي الإجراءات الطبية، لكن ما قامت به وزيرة الصحة من ارتداء «السترات الصفراء» الطبية الواقية، مجرد (شغل أفلام)"، لأن ارتداء هذه السترات الواقية يتم في الأماكن الموبؤة". 


ويُدلل على ذلك، بأن الصينيين يرتدون هذه السترات في مدينة ووهان فقط، أو في أماكن يريدون تطهيرها من الفيروسات، وليس في كل أنحاء الصين. 


ويرى «سمير» أنه في مصر يجب أولًا طمأنة المواطنين، بأن هذا الفيروس، ليس من الفيروسات الخطيرة أو القاتلة، موضحًا أن فيروس "سارس" الذي ظهر منذ عدة سنوات، كانت نسبة وفيات المُصابين به 30%، لكن هذا الفيروس "كورونا" نسبة موت المُصابين به 3% فقط، وأغلبهم من كبار السن أو المُصابين بالأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوي أو السكر أو الضغط، بسبب ضعف المناعة لديهم. 


ويُشدد، بذلك يجب أن تحرص وزارة الصحة على ضرورة العناية بمراكز علاج الفشل الكلوي، وتوزيع "بروشورات – نشرات توعية" على المطارات والموانئ ومراكز الغسيل الكلوي والمدارس، بطرق الوقاية من المرض، موضحًا أنه يجب إبقاء حالة "الترصد" قائمة خاصة على المسافرين القادمين من "الصين" بسبب كونها "موطن الفيروس"، والسعودية لأنها بلد تكون فيها تجمعات بشرية كبرى من بلدان مختلفة بسبب مواسم الحج والعمرة. 


ويلفت إلى ضرورة مراجعة إجراءات الوقاية في الأماكن المزدحمة، ومراجعة العادات السيئة في المجتمع مثل "ظاهرة التقبيل"، وثقافة "نزول المريض للعمل"، لأنه سيكون سبب في نشر المرض بين أفراد العمل، مشددًا على عدم السماح بحضور المريض للعمل، أو ذهاب طفل مريض للمدرسة أو الطالب للجامعة. 


ويُتابع سمير، أن هناك اشتراطات خاصة بالأماكن التي توجد بها تجمعات بشرية كبيرة مثل مترو الأنفاق وغيره، بأن تكون نسبة التهوية 20% من مساحة الجدران أو في فصول المدارس، موضحًا أن معظم المدارس لا توجد بها هذه الاشتراطات الطبية، وأنه على وزارة الصحة أن تُراجع كل ذلك، خاصة في فصل الشتاء، كونه الفصل الذي تنتشر فيه الفيروسات. 


ويتوقع سمير، أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، سيقل أعداد المُصابين بفيروس "كورونا"، مختتمًا حديثه: "بأن السياسة الدعائية لوزيرة الصحة مُدمرة". 


كما يُوضح الدكتور طارق كامل، أستاذ الأنف والأذن والحنجرة بكلية الطب بجامعة القاهرة، أن ما ارتدته وزيرة الصحة "السترة الصفراء الواقية" كانت إجراءات خاصة بوصول طائرة المصريين القادمين من الصين وتحديدًا من مدينة "ووهان الصينية"، كونها موطن الفيروس. 


ويقول، إن أطباء الحجر الصحي لايرتدون مثل هذه السترات، متابعًا أن هناك "شهادات تطعيم" يحصل عليها المُسافرون أو القادمين إلى مصر، من بلدان مشهور بأنها "مواطن أوبئة" مثل "الكوليرا – الملاريا" وغيره، مثل البلدان الإفريقية، لكن في حالة فيروس "كورونا" لايوجد لها مصل تطعيم حتى الآن. 


ويُضيف، أنه في حالة القادمين من بلدان "السعودية – الصين" يتم الكشف عليه من خلال جهاز، فإذا اشتبه في إصابته بأعراض فيروس كورونا، يتم عزله، حتى يتم التأكد من إصابته بفيروس كورونا من عدمه، لكن كل المُسافرين يمرون عادي جدًا طالما لا توجد هناك أعراض إصابة بأي مرض. 


ويُتابع «كامل» أن كل المُشتبه في إصابتهم بفيروس "كورونا"، يتم أخذ بياناته "عنوانه – رقم هاتفه" للترصد لمدة أسبوعين للتأكد من إصابته من عدمه بمرض كورونا، وأنه لا يتم حجز الأشخاص في الحجر الصحي إلا عندما يثبت إصابته بالمرض. 


في حين، يقول الدكتور حازم حسين، مدير إدارة الحجر الصحي بـ«مطار القاهرة»، إن الفريق الطبي يقوم بالتعامل الفوري مع الركاب القادمين من الصين مباشرةً أو عبر رحلات الترانزيت، عن طريق فحص درجة حرارتهم واستخراج كروت متابعة صحية لهم وفحص المناظرة.


ويُضيف في بيان له، أن الحجر الصحي يضم أحدث الأجهزة الموجودة في العالم، فهو صمام الأمان للدولة ضد الأوبئة والأمراض القادمة من الخارج، متابعًا: «لقد مررنا بظروف أصعب من ذلك، كمرض الكوليرا والملاريا وإنفلونزا الطيور، واستطعنا التصدي لها بجهود فريق الحجر الصحي». 


ويلفت «حسين» إلى ضرورة طمأنة المواطنين بشأن فحص جميع القادمين من الصين بلا استثناء، مشددًا على عدم وجود أي حالة مصابة بالفيروس أو مشتبه بها حتى الآن. 


وبحسب تقارير صادرة عن الفريق الطبي بمطار القاهرة، فإن الفريق الطبي يقوم بقياس درجة حرارة المسافرين الذين أتوا مباشرة من الصين أو عن طريق رحلات الترانزيت، وإذا تبين أن درجة حرارة أحد الركاب مرتفعة عن 38 درجة مئوية، يتم عزله على الفور، على أن يقوم الطبيب بفحص الحرارة مرة أخرى، وفي حالة الاشتباه بأنه مصاب بأحد الأمراض المعدية، ولا سيما كورونا، يتم احتجازه في الحجر الصحي، ومن ثم تحويله لأحد مستشفيات الحميات المنوطة للتعامل مع هذه الحالات، ليظل تحت الملاحظة لمدة ١٤ يومًا. 


كما أن الشخص المُشتبه فيه يحصل على "كارت متابعة"، مُدون عليه الاسم والعنوان بالتفصيل، وطرق التواصل معه، بدءًا من العنوان، مرورًا برقم التليفون، وصولًا للبريد الإلكتروني الخاص به.