رئيس التحرير
خالد مهران
count
count

عيد الحب في الصين.. باقات الورد غابت وأقنعة الوجه راجت «صور»

النبأ


يحرص الصينيون على الاحتفال بعيد القديس فالنتاين كل عام مثل بقية شعوب العالم بالرغم من وجود عيد حب صيني آخر مقابل مرتبط بالتقويم الصيني التقليدي. 


ويأتي عيد فالنتاين هذا العام في ظروف استثنائية بعد تفشي فيروس كروونا في البلاد، مما دفع البعض أيضا للاحتفال به بطريقة غير تقليدية تتناسب مع هذه الظروف.


تقليديا، قبل يوم 14 فبراير بعدة أيام كانت الشوارع والمراكز التجارية والمطاعم تبشر بقدومه، بإعلانات عن عروض وهدايا وأنشطة وفعاليات مختلفة واستثنائية لجذب أكبر عدد من العشاق،
كانت المراكز التجارية تكتسي باللون الأحمر،الزهور والقلوب الحمراء تزين كل مكان، يسارع العشاق لشراء الهدايا، واحيانا كانت تحجز الاماكن الرومانسية قبل عدة أيام.


لم يكن حتى بعد المسافة يقف عائقا أمام مشاركة الأحباء فرحة عيد الحب بعد التطور الكبير الذي شهدته التجارة الالكترونية، التي أتاحت للمستهلكين خيارات شراء أكثر تنوعا ووصولا أكثر سرعة ويسرا، وبطرق رومانسية أحيانا تتناسب مع خصوصية هذا اليوم.


في العادة كانت الرومانسية تدب في كامل الأرجاء،  وعلى فيض المشاعر، كانت هناك تجارة رائجة ومبيعات هائلة، لكن كل مظاهر الحب هذه اختفت هذا العام، طمس كورونا ملامحها--غطت كماماته الابتسامات، وحبست كآبته الأنفاس، وضربت رياحه العاتية المبيعات.


الورد الحاضر الغائب
اعتاد قوه أن يفتح محل الورد بجوار منزلي يوميا دون توقف خلال سنواتي العشر هنا في بكين.


اعتدت أن أرى متجره مليئا بالورد والزبائن طوال الوقت، يمثل عيد الحب بالنسبة له حالة خاصة، لكنه اضطر أن يغلق بائع الزهور متجره هذه العام قبل عيد الحب تقريبا بـ25 يوما وسط تفشي الفيروس.


ويمثل عيد الحب لقوه يوما تجاريا خاصا لأنه في العادة يكون أكثر الأيام ازدحاما في العام. 


يتذكر قوه انه كان يعمل لساعات اضافية في ذلك اليوم لترتيب الزهور وتعبئتها، استعدادا للطلبات المتزايدة. بيد أنه لم يفعل ذلك هذا العام بسبب استمرار إغلاق المركز التجاري الذي يوجد فيه متجره، ليضرب الفيروس عمله الذي يديره بنفسه.


وأبلغت اللجنة الوطنية للصحة، اليوم الجمعة، عن 121 حالة وفاة جديدة بالإضافة إلى 5090 حالة إصابة مؤكدة جديدة بسبب كورونا الجديد الذي اعطته منظمة الصحة العالمية اسما جديدا "كوفيد2019". 


وبذلك وصل عدد الحالات المؤكدة في الصين القارية إلى 63851 حالة وإجمالي عدد الوفيات إلى 1380 حالة حتى نهاية يوم الخميس.


وقد يكون" لي" في شانغهاي أفضل حالا في ضوء وجود متجره في الشارع. 


لكن الشاب البالغ 38 عاما لا ينتظر أرباحا بحجم ما جناه في العام السابق، يقول "مبيعات عيد الحب اليوم أتوقع ألا تمثل أكثر من 20 من إجمالي إيراداتي في العام السابق".


وأضاف " الطلبات قليلة ومعظمها أون لاين. لكن حركة البيع بشكل عام بطيئة"، متسائلا" لماذا يشتري شخص الزهور إذا كان شريكه محبوس في المنزل؟. 


وتوقعا لهذا الوضع لم يشتر لي زهورا كثيرة من أسواق الجملة التي تضررت أيضا بشدة من جراء تفشي المرض. 


ضربة لسوق الزهور

وتقول تقارير، إن سوق دونان للزهور في كونمينغ بمقاطعة يوننان بجنوب غرب الصين والذي يعد أكبر سوق لتجارة الزهور في آسيا لم تستأنف العمليات حتى 10 فبراير.


ولأكثر من 20 سنة متتالية احتلت السوق المرتبة الأولى في الصين من حيث حجم المعاملات وقيمتها، وتم تداول 7.2 مليار زهرة في عام 2019 بحجم مبيعات حوالي 6.1 مليار يوان (874 مليون دولار).


ويمثل شهر فبراير ذروة موسم المبيعات، وانخفضت الأسعار إلى أقل من 20 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي، وفقًا لرسالة السوق عند إعادة فتحها. 


وجاء في الرسالة: "كل يوم ، يتم تدمير كمية كبيرة من الزهور المقطوفة حديثًا والتي لا يمكن بيعها ونقلها، ويعاني المزارعون والشركات من خسائر فادحة".


وفي مثل هذه الأيام من كل عام، كان يستغرق الأمر وقتا طويلا للدخول الى أسواق الزهور بسبب التدفق الهائل للأشخاص. 


وبالإضافة إلى صعوبات لوجستية ورفع رسوم النقل، اضطرت محلات لتسليم الطلبات بنفسها دون الاعتماد على شركات النقل. 

 
ويأمل أمثال البائع لي الحفاظ على تشغيل متاجرهم ودفع الإيجارات والتكاليف الأخرى ومواصلة عملهم في الأيام المتبقية من فصل الشتاء قبل الدخول في فصل الربيع عندما تتفتح الزهور مرة أخرى.


ماسكات بدل باقات الزهور

وفرضت مدن كثيرة إجراءات مشددة على الحركة وسط تفشي الفيروس، وصلت الى حد عزل مدن، وتقييد خروج القاطنين من المجمعات السكنية، وتوجيه تعليمات بعدم الخروج الا للضرورة القصوى وسط استجابة قوية من الحكومة للقضاء على الفيروس.


لكن هذه الظروف لم تمنع البعض من الحفاظ على الرومانسية على قيد الحياة في هذا اليوم وان كان مع إضافة عنصر عملي.


تشن واحد منهم، واشترى الشاب البالغ من العمر 23 عاما باقة ورد من أحد المتاجر مزدانة بعدد من الكمامات لشريكته، وارسلها لها عبر عمال التوصيل.
وغالبا ما يتم إرسال الباقات عبر البريد في ظل حرص الناس على البقاء في منازلهم وتقليل الاتصال خوفًا من الإصابة بالفيروس. 


ومع تحول أقنعة الوجه إلى حد ما لسلعة نادرة وباهظة الثمن في الوقت الحاضر بسبب نقص الإمدادات، لجأ العديد من الأشخاص إلى تقديم الهدايا بمثل هذه الطريقة غير تقليدية حتى لا تضيع الرومانسية بالكامل.


وقام البعض بإرسال باقات مستبدلين الورد بمطهرات ومستلزمات ومواظ غذائية ضروريةمثل الفاكهة للحماية من الفيروس.


وتفنن البعض في إرسال التهاني على مواقع التواصل الاجتماعي بطرق مختلفة في شكل صور وفيديوهات كرتونية لا تخلو من الفكاهة.